اجابتك هنا اخي الكريم نعزوها لقوله تعالى من سورق البقرة في سياق نفس الآياتما أحلاهُ من اختصار جزاك الله خيرا أخي الحبيب ..قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (32)
أي ان ما أخبر به الملائكة هو من باب ما أُخْبروا به وما علمهم الله اياه وليس من باب الاعتراض على تقرير الله
كما سألت أنت عن الحكمة فهم سألوا أيضا عن الحكمة ..لكن ما الحكمة من هذه المجادلة من طرف الملائكة ؟؟
لأن صيغة الخطاب من الملائكة هنا صيغة سؤال ( أَتَجْعَلُ )
فكما اتفقنا يا أخي الحبيب أن الملائكة سبق لهم علماً من الله أن هذا الخليفة سيكون من ذريته من يُفسد في الأرض ويسفك الدماء فكان من البديهي أن يستفهموا ويسألوا عن الحكمة من جعْل هذا الجنس البشري خلائف الأرض و ( { وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ}... الآية الأنعام ) بل خلق الله الأرض له وذللها بما فيها من خيرات لخدمة هذا الجنس البشري في الآية السابقة للآية التي نحن بصددها :
{ هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (29) } البقرة
فما الحكمة من هذا فكان جواب الملك { قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ }
وأعتقد أن هذا لم يتكرر من الملائكة بعد ذلك لأنهم علموا أن حكمة الله بالغه وأنه يعلم ما لا يعلمون وهم لا يعلمون إلا ما يُعلَّمون .
هذا ما يتضح لي .. والله أعلم
وأرجو تحملي في ذلك وألا أكون أشغلكم على أمر
إنما أنا هنا لخدمتكم في الله وأرجوا منه القبول .. والله المستعان
المفضلات