ولهذا لماذا يورد هذا والذي يُصر الكُل على أنه أثر وأنه مُعلق ، ما الداعي لهذا الأثر وتعليقه وأن يتواجد في صحيح من صحاحنا لما نطق به نبينا الكريم ، ومن وضعه فيه ليستعله المبغضين كمطعن ومثار إستهزاء وضحك ، ولماذا الرجم بالذات رواياته مشينه ومُشوشه ومشبوهه ، وموثقه في كتبنا .
أستاذ رحمة الإسلام هداك الله وإيانا

أريد أن أسألك سؤال : لو حضرتك تمشي بين الناس في الطرقات وعليك قميص عابه الناس عليك قالوا قديم أو قالوا ليس على الموضة أو قالوا ما قالوا وهم لا يعرفون قيمة قميصك هذا فهل تخلعه عنك إرضاء الهم أم تتمسك بتراثك ؟!

ليس معن أن أخذ المغرضون والمبطلون نصاً من النصوص ليطعنوا به في الدين أن نخلعه عنا ونقول لعله تحريف أو نقول لعل أحد أدخل عليه ما ليس منه ؟؟

هذا كلام عجيب ..
وهب أننا حذفنا هذا الحديث من البخاري وحذفنا حديث القرد مثلاً هل سيتوقف أعداء الإسلام عن اطن في الدين ؟ طبعاً لا .

فالأصل يا أخي أن تتمسك بتراثك وتنافح عنه لاسيما هذا الذي تلقاه العلماء على مر العصور بالقبول

الأستاذ رحمة الاسلام لا يضرك أن تتعلم فتعلم أن حديث رضاع الكبير على سبيل المثال لم يوجد في البخاري فقط بل أقرب شيء أنه موجود في موطأ مالك والإمام مالك بينه وبين البخاري طبقتين وجيلين من أجيال المحديثن وعند مالك ترجيح الصحابة وأمهات المؤمنين أن الواقعة لسالم فقط ونقل نقاشهم فإن جاز لكم اتهام البخاري بالغفلة فهل الإمام مالك أيضاً مغفل ؟!
والحديث له طرق وأثار وعلم اتفق عليها علماء الأمة جميعاً وشرحوه ونقدوا وبينوه ورجحوا الصواب فيه فهل علماء أمتك مغفلون ؟!

إذاً فالأمر لم يقف عند البخاري إلا أن يكون البخاري هو المقصود بالطعن وهيهات أن ينال منه المبطلون

الذين يتكلمون في البخاري للأسف الشديد هم يجهلون تمام الجهل بشيء اسمه علم الحديث لأنهم لو عرفوا هذا العلم على الحقيقة لعلموا استحالة تحريف أي كتاب من كتب السنة ويمر بأمم من العلماء ولا يقفوا عليه وكأن البخاري كان كنزاً مفقوداً ظهر فجأة ولا يعرفون أن كل نص في البخاري موجود أيضاً في غير البخاري من طرق أخرى غير طرق البخاري ولا يعرفون كم عالم مر عليهم صحيح البخاري ولا يعرفون قدر العلماء ولا يقدرون أعمالهم ولا يعرفون كيف حفظت الأمة أسانيدها وحروفها ..

وأنا أعجب ممن يقول أن الله لم يتكفل بحفظ السنة أعجب حقيقة من هذا القول لأن الله عز وجل حفظ على أمة دينها كله فالنبي صلى الله عليه وسلم بلغ الدين كله وحفظه الله علينا كله وما الدين إلا قرآن وسنة قال الله عز وجل :
" الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا "

أليس الدين والإسلام قرآن وسنة ؟

ألم يقل الله عز وجل : " وَمَا يَنْطِقُ عَنْ الْهَوَى . إنْ هُوَ إلَّا وَحَيٌّ يُوحَى " النجم
و : " قُلْ إِنَّمَا أُنذِرُكُم بِالْوَحْيِ وَلَا يَسْمَعُ الصُّمُّ الدُّعَاء إِذَا مَا يُنذَرُونَ " الأنبياء

والنبي صلى الله عليه وسلم حينما نطق بالسنة فقد نطق بالحق الذي هو وحي من الله ولم ينطق عن الهوى
والنبي صلى الله عليه وسلم أنذر الناس بالكتاب والسنة

فمن ذا الذي ينكر أن السنة وحي ؟!

قال صلى الله عليه وسلم :
"أَلَا إِنِّي أُوتِيتُ القُرآنَ وَمِثلَهُ مَعَهُ ، أَلَا يُوشِكُ رَجُلٌ شَبعَان عَلَى أَرِيكَتِهِ يَقُولُ : عَلَيكُم بِهَذَا القُرآنِ ، فَمَا وَجَدتُم فِيهِ مِن حَلَالٍ فَأَحِلُّوهُ ، وَمَا وَجَدتُم فِيهِ مِن حَرَامٍ فَحَرِّمُوهُ ، أَلَا وَإِنَّ مَا حَرَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ كَمَا حَرَّمَ اللَّهُ " رواه الترمذي وحسنه الألباني

إذا علمتم هذا يا إخواني فنقف على شيء نتفق عليه يا أهل السنة أن الله عز وجل تكفل بحفظ دينه وحفظ لنا الوحيين قرآناً وسنة
ونتفق أيضاً على أن السنة لم تمر على ما مر به القرآن ولكن دليل حفظ السنة أننا نعرف الصحيح والضعيف والصادق والكاذب وكل حرف ونعرف ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم حقاً مما لم يقله وهو كذب عليه ...

فمن ذا الذي يدعي أن الله لم يحفظ وحيه ؟!!!!


" الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا " المائدة

أنا أتمنى من الأخوة عمر المناصير ورحمة الاسلام والاسماعيلي أن يعودوا الى انفسهم ويعتزوا بدينهم وبعلمائهم الذين بذلوا الغالي والنفيس لنقل هذا الدين من فم المعصوم حتى نقرأه اليوم وكأنه غضاً طرياً وألا نسفههم ونغفلهم ووالله لا يحل ذلك أبداً ..

قد تقولون أنكم لم تفعلوا وأقول بل فعلتم حينن تعتقدون أنهم قد أدخل على كتابهم المدسوسات التي من شأنها الطعن في الدين فأنتهم تتهمون علماء أمتكم كلهم بالغفلة والتقصير وتلوون الحقائق لياً لمجرد أن نصاً ما لم يوافق عقولكم ! لا يؤخذ الدين هكذا يا أخوة ..

قد نرد على الملحدين ونثبت وجود الله عقلاً لكن هل يمكنكم أن تثبتوا نبوة النبي صلى الله عليه وسلم عقلاً بالطبع لا ؟!

إنما نثبت ذلك من هذه الصحف المنشورة المطهرة قرآناً وسنة ولو جاز لأحد أن يشكك في بعض السنة بعقله فما يمنعه أن يشكك في كل السنة بحجة أن من دون السنة بشر قد يخطئون وبناء عليه قد يشكك من في قلبه مرض في نبوة النبي صلى الله عليه وسلم فعلاً أو عرضاً كما يفعل القرآنيون !!! فانتبهوا ..

قال النبي صلى الله عليه وسلم :
"وَدِدْتُ أَنَّا قَدْ رَأَيْنَا إِخْوَانَنَا قَالُوا أَوَلَسْنَا إِخْوَانَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ أَنْتُمْ أَصْحَابِي وَإِخْوَانُنَا الَّذِينَ لَمْ يَأْتُوا بَعْدُ " رواه مسلم
وفي رواية خارج الصحيح " أَنْتُمْ أَصْحَابِي وَلَكِنْ إِخْوَانِي الَّذِينَ آمَنُوا بِي وَلَمْ يَرَوْنِي "

والإيمان بالنبي صلى الله عليه وسلم لا يحصل بالعقل ولكن بالعلم بعد هداية الله عز وجل للعبد طبعاً فلو جاز التشكيك في السنة أو بعضها جاز التشكيك في النبوة بحجة أن من دون السنة بشر غير معصومون ونغفل عن اتفاق الأئمة واجتماعها على العلم في الجملة واتفاقها على قبول السنة بالرواية والدارية وليس بالعقل وثبت بحمد الله أن النقل الصحيح لا يعارضه العقل الصريح إلا من ساء ظنه بعلماء أمته وأنه لا يوجد نص صحيح يتعارض مع غيره مطلقاً ولا نص صحيح يتعارض مع القرآن والحمد لله .

إن ما يحزنني في كلامكم وكلام الأخ عمر المناصير بالتحديد وادعاءاته المستمرة أن مثل هذه الكتب الصحيحين وغيرهما أدخل عليها اليهود وأعداء الدين ما ليس منها وهو بذلك يتهم أمته كلها بالغفلة وينهش في عرضها ويسفه علماءها بدعوى لم يقل بها قائل ولم يقم لها قائم إلا أنه لم يعقلها فظن بها الظنون وهو لا يدري أنه إنما يشكك في الوحي بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير

خلاصة القول يا أخ رحمة الاسلام :
أن الوحي والدين قرآن وسنة وقد تكفل الله بحفظهما
أن حديث رضاع الكبير ثابت قطعاً وهو في الصحيحن وغيرهما من كتب أهل العلم ممن سبقهم وممن جاء بعدهم أقر به علماء الأمة
أن ترجعوا إلى أنفسكم وتتقوا الله فيما بقي وتعيدوا النظر في طريقة قبولكما للدين

هذا وأسأل الله لي ولكم الهداية