الإجـابــة المختصـرة
في التنبيه على
حفـظ المتـون المختصـرة

تأليف
سليمان بن ناصر بن عبدالله العلوان




بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحدة لا شريك له ، واشهد أن محمداً عبده ورسوله .
أما بعـد : .

فهذه الرسـالة الـمخـتصـرة جـواب سـؤال كتبه بعض طلبة العلم يقول فيه : ( ما هي المتون في شتى الفنون التي تنصح طالب العلم أن يحفظها ويتقنها ؟ وأرجو ذكر المتون بالتدرج الذي يتناسب مع الطالب المبتدئ ويفيد الطالب المنتهي ) .

ولما كان هذا السؤال مهماً ونافعاً والإجابة عليه مفيدة ولها أثرها على الفكره والكتاب .
ولا سيما في هذا العصر الذي انتشرت فيه الفوضوية في العلم وتوجهت همم المبتدئين للتصنيف والنقد وتزبزبوا قبل أن يتحصرموا وتصدروا للتدريس والفتوى قبل أن يصدروا وقد قال أبو الحسن علي بن أحمد المعروف بالفالي ([1])

تصدر للتدريس كل مهـوس ***بليد تسمى بالفقيه المــدرس
فحق لأهل العلم أن يتمثـلوا*** ببيتٍ قديم شاع في كل مجلـس
لقد هزلت حتى بدا من هزلها*** كلاها وحتى سامها كل مفلس


فلهذه وغيره رسمت في هذه بالإجابة طريقة الطلب للعود بالفوضويين المتعالمين إلى اليقظة العلمية الصحيحة والأخذ بحجزهم عن الوقـوع في عـتبة القـول على الله بلا علم .ولثلةٍ تطمح في الرقي وأخذ العلم من مظانه والبدء بالتدرج في أساسيات العلم على أيدي العلماء العاملين والفقهاء المجتهدين المعنيين بضبط قواعد الحلال والحرام .فالعلم لا يؤخذ عن الكتب دون التلقي عن هؤلاء . وقد حرم العلم من دخل فيه بلا عالم يرشده وقد قيل ( من دخل في العلم وحده خرج وحده ) .
وهذا حق فمن خاض في بحار العلم بلا أستاذ عالم وفقيه خريت خرج منه بلا علم ولا تحصيل بل اكتسب التعالم وقلة الأدب والتطاول على الأئمة فإياك أن تكون من هؤلاء المتضلعين بالجهل فتهلك الحرث والنسل وتبيح الفروج المحرمة وتحرم الفروج المباحة .
وخذ بنفسك للعلم النافع والعمل الصالح فلا سعادة للعبد إلا بهما واعلم أن العلم لا ينال إلا بالحفظ والفهم ، فابذل الوسع في ذلك ( فخير العلم ما ضبط أصله واستذكر فرعه وقاد إلى الله تعالى ودل على ما يرضاه ) ([2])
وقد ذكرت في هذه الإجابة جملة من المحفوظات في مختلف العلوم وجهدت ألا أذكر شيئاً يقف عقبة وحاجزاً عن نيل العلم وتحصيله وضبطه وحفظه والله سبحانه وتعالى هو الموفق والمعين .
فأقول ومن الله استمد العون والصواب الأولى في حق طالب العلم تقديم تعلم القرآن وحفظه فإن ذلك أفضلُ ما أُتي العبد فالقرأن شفيع يوم القيامة ودليل إلى الجنة وأهله هم أهـل الله وخـاصته .
وقد جاءت الأخبار الصحاح في فضل قارئ القرآن ومعلمه ففي صحيح البخاري من طريق أبي عبدالرحمن السلمي عن عثمان – رضي الله عنه – عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال : " خيركم من تعلم القرآن وعلمه " ([3]) .





----------------------------------------------------------------------------
([1]) الكامل في التاريخ لابن الأثير (8/335) .


([2]) التمهيد (14/131) .

([3]) البخاري ( 9/74) – الفتح )



يتبع .....

hglj,k hgjd ugn 'hgf hgugl hgavud Yjrhkih