الأخ الحبيب و الصديق العزيز السيوطي جزاك الله خيراً و جعل ما تقدم في ميزان حسناتك ، فاختيار هذا الموضوع أسعدني جداً لما فيه من تنبيهات و فوائد طرحها يساهم في التفهم للعلوم التي تم من خلالها صيانة السنة المشرفة .

و رحم الله من قال ( الاسناد هو الدين لولا الاسناد لتكلم من شاء بما شاء )

على العموم عندي ملاحظة إذا تكرمت

ملحوظة :
المعلق من أنواع الحديث الضعيف والأحاديث المعلقة تجدها كثيرة في البخاري وهنا يجب التنبيه على أشياء :

1- معلقات البخاري وضعها البخاري هكذا وحذف أسانيدها للإختصار وبوب بها كتابه لتوضيح شيئا معينا كتفسير أو فقه أو كذا ومنها الصحيح ومنها الضعيف .
2- معلقات البخاري ليست على شرطه أي ليست هي أحاديث البخاري المسندة التي هي أصل كتابه ويحتج بها والتي هي صحيحة كلها .
3- لا يصح لأحد أن ينقل عن البخاري حديث معلقا دون الإشارة إلى أنه من معلقات البخاري .
مثل أن يقول قائل روى البخاري عن ابْنُ عُمَرَ " لَا يَبْلُغُ الْعَبْدُ حَقِيقَةَ التَّقْوَى حَتَّى يَدَعَ مَا حَاكَ فِي الصَّدْرِ " ويسكت دون أن يقول رواه معلقا أو في معلقاته لأن ذلك فيه إيهام أن الحديث مسند من أصل الكتاب وهذه كبيرة عند المحدثين ..


بالنسبة للنقطة الثانية فالقول أن معلقات البخاري ليست على شرطه هكذا باطلاق أظن فيه نظر ، لأن الكثير من هذه المعلقات تجدها مسندة موصولة في مواضع أخرى من صحيحه .

و لمزيد توضيح راجع مثلاً قصة حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه و مكاتبته للمشركين بأمر سير رسول الله صلى الله عليه و سلم ، فالبخاري رحمه الله ذكرها في ثمانية مواضع من الصحيح حسب ما أذكر منها سبعة موصولة و واحد منها رواه معلقاً .

و ربما سائل يسأل ما الذي يجعل البخاري يروي نفس الحديث مرة موصولاً و في موضع أخر من صحيحه معلقاً ؟؟؟

أقول إنه يفعل هذا في الغالب طلباً للإختصار و اتقاءً للتكرار لنفس الاسناد في مكانين مع ذكر الفوائد الفقهية المستخلصة في كل موضع .