تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : السلسلة الصحيحة للالباني



الصفحات : 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 [117] 118 119 120 121 122 123 124

ساجدة لله
2010-10-20, 03:16 AM
2248 " كان إذا جلس في الثنتين أو في الأربع يضع يديه على ركبتيه , ثم أشار بإصبعه "
.

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 313 :

أخرجه النسائي ( 1 / 173 ) و البيهقي ( 2 / 132 ) من طريقين عن ابن المبارك قال
: أنبأنا مخرمة بن بكير حدثنا # عامر بن عبد الله بن الزبير عن أبيه # قال :
فذكره مرفوعا . قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط مسلم و قد أخرجه ( 2 / 90 ) من
طريق ابن عجلان عن عامر به نحوه بلفظ : " كان إذا قعد يدعو .. " ليس فيه ذكر
الثنتين و الأربع و هي فائدة هامة تقضي على بدعة الإشارة بإصبعه في غير التشهد
, و لذلك خصصتها بالتخريج بيانا للناس . و رواه أحمد ( 4 / 3 ) بلفظ : " كان
إذا جلس في التشهد وضع يده اليمنى على فخذه اليمنى و يده اليسرى على فخذه
اليسرى و أشار بالسبابة و لم يجاوز بصره إشارته " . و أخرجه أبو داود و غيره
نحوه , و زاد في رواية : " و لا يحركها " . و هي زيادة شاذة كما بينته في "
ضعيف أبي داود " ( 175 ) . و خرجت الرواية الأولى في " صحيح أبي داود " ( 908
و 909 ) . و في الحديث مشروعية الإشارة بالإصبع في جلسة التشهد , و أما الإشارة
في الجلسة التي بين السجدتين التي يفعلها بعضهم اليوم , فلا أصل لها إلا في
رواية لعبد الرزاق في حديث وائل بن حجر و هي شاذة كما تقدم بيانه في الحديث
الذي قبله بيانا لا تراه في مكان آخر , و الحمد لله على توفيقه , و أسأله
المزيد من فضله .
2249 " ليس أحد أصبر على أذى سمعه من الله , إنهم ليدعون له ولدا ( و يجعلون له ندا
) و إنه ليعافيهم ( و يدفع عنهم ) و يرزقهم ( و يعطيهم ) " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 314 :

أخرجه البخاري ( 6099 و 7378 ) و مسلم ( 8 / 133 - 134 ) و يعقوب الفسوي في "
المعرفة " ( 3 / 149 - 150 ) و أحمد ( 4 / 395 و 401 و 405 ) و البيهقي في "
الأسماء و الصفات " ( ص 504 - 505 ) من طرق عن الأعمش حدثنا سعيد بن جبير عن
أبي عبد الرحمن السلمي عن # أبي موسى # مرفوعا . و الزيادة الأولى و الأخيرة
لمسلم و الوسطى لأحمد . و عزاه السيوطي في " الصغير " و " الكبير " للشيخين فقط
بالزيادة الأولى !!

2250 " إذا خلص المؤمنون من النار يوم القيامة و أمنوا , فما مجادلة أحدكم لصاحبه في
الحق يكون له في الدنيا بأشد مجادلة له من المؤمنين لربهم , في إخوانهم الذين
أدخلوا النار . قال : يقولون : ربنا ! إخواننا كانوا يصلون معنا و يصومون معنا
و يحجون معنا , فأدخلتهم النار . قال : فيقول : اذهبوا فأخرجوا من عرفتم ,
فيأتونهم , فيعرفونهم بصورهم , لا تأكل النار صورهم , فمنهم من أخذته النار إلى
أنصاف ساقيه و منهم من أخذته النار إلى كعبيه , فيخرجونهم , فيقولون : ربنا !
أخرجنا من أمرتنا . ثم يقول : أخرجوا من كان قلبه في وزن دينار من الإيمان , ثم
من كان في قلبه وزن نصف دينار من الإيمان , حتى يقول : من كان في قلبه مثقال
ذرة - قال أبو سعيد : فمن لم يصدق بهذا فليقرأ هذه الآية : *( إن الله لا يظلم
مثقال ذرة و إن تك حسنة يضاعفها و يؤت من لدنه أجرا عظيما )* <1> - قال :
فيقولون : ربنا ! قد أخرجنا من أمرتنا , فلم يبق في النار أحد فيه خير . قال :
ثم يقول الله : شفعت الملائكة و شفع الأنبياء و شفع المؤمنون و بقي أرحم
الراحمين . قال : فيقبض قبضة من النار - أو قال : قبضتين - ناس لم يعملوا لله
خيرا قط , قد احترقوا حتى صاروا حمما . قال : فيؤتى بهم إلى ماء يقال له : ماء
الحياة فيصب عليهم , فينبتون كما تنبت الحبة في حميل السيل , فيخرجون من
أجسادهم مثل اللؤلؤ , في أعناقهم الخاتم : عتقاء الله . قال : فيقال لهم :
ادخلوا الجنة , فما تمنيتم أو رأيتم من شيء فهو لكم , عندي أفضل من هذا .
قال : فيقولون : ربنا ! و ما أفضل من ذلك ? قال : فيقول : رضائي عليكم , فلا
أسخط عليكم أبدا " .

-----------------------------------------------------------

[1] النساء : الآية : 40 . اهـ .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 316 :

أخرجه الإمام أحمد في " مسنده " ( 2 / 49 ) : حدثنا عبد الرزاق - و هذا في
" مصنفه " ( 11 / 409 / 20857 ) - قال : أخبرنا معمر عن زيد بن أسلم عن عطاء بن
يسار عن # أبي سعيد الخدري # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
و كذلك أخرجه النسائي ( 5010 ) و ابن ماجة ( 60 ) و ابن خزيمة في " التوحيد " (
184 ) , كلهم عن عبد الرزاق به إلا أن النسائي وقعت الآية عنده : *( إن الله لا
يغفر أن يشرك به و يغفر ما دون ذلك لمن يشاء )* <1> . و هو مخالف لرواية
الآخرين , و لا أدري ممن الوهم و لكن رواية الجماعة الأولى , و الأخرى شاذة .
و إن مما يؤيد ذلك أن الحديث أخرجه البخاري ( 7439 ) من طريق سعيد بن أبي هلال
, و مسلم ( 1 / 114 - 117 ) من طريق حفص بن ميسرة كلاهما عن زيد بن أسلم به
مطولا بالآية الأولى .

-----------------------------------------------------------
[1] النساء : الآية : 48 و 116 . اهـ .
2251 " صدق أبي " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 316 :

أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 3 / 38 / 2 ) من طريق إبراهيم عن ابن
مسعود أنه سأل أبي بن كعب - و نبي الله صلى الله عليه وسلم يخطب - عن آية من
كتاب الله ? فأعرض عنه , و لم يرد عليه فلما قضى صلاته قال : إنك لم تجمع " .
فسأل # ابن مسعود # رسول الله صلى الله عليه وسلم ? فقال : فذكره .
قلت : و إسناده حسن و رجاله كلهم ثقات رجال مسلم , غير شيخ الطبراني و هو علي
بن عبد العزيز - و هو البغوي - ثقة حافظ , و إبراهيم هو ابن يزيد النخعي .
و قد يقول قائل : إنه مرسل منقطع بين إبراهيم و ابن مسعود فكيف تحسن إسناده ?
فأقول : نعم , و لكن جماعة من الأئمة صححوا مراسيله , و خص البيهقي ذلك بما
أرسله عن ابن مسعود كما نقله في " التهذيب " . و قول البيهقي هو الصواب , لقول
الأعمش : قلت لإبراهيم : أسند لي عن ابن مسعود , فقال إبراهيم : إذا حدثتكم عن
رجل عن عبد الله فهو الذي سمعت , و إذا قلت : قال عبد الله , فهو عن غير واحد
عن عبد الله . فهذا صريح في أن ما أرسله عن ابن مسعود يكون بينه و بين ابن
مسعود أكثر من واحد , و هم و إن كانوا مجهولين , فجهالتهم مغتفرة , لأنهم جمع
من جهة و من التابعين - بل و ربما من كبارهم - من جهة أخرى , و هذه فائدة أخرى
سبق أن ذكرتها في موضع آخر , لا يحضرني الآن . و مما يقوي هذه القصة بين ابن
مسعود و أبي بن كعب , أنها رويت من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه و ابن
عباس رضي الله عنهما . 1 - أما حديث جابر , فأخرجه أبو يعلى في " مسنده " ( 2 /
497 - 498 ) و عنه ابن حبان ( 577 ) و الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 252 / 2 )
من طريق يعقوب القمي عن عيسى بن جارية عن جابر به نحوه . و قال المنذري ( 1 /
258 ) : " رواه أبو يعلى بإسناد جيد و ابن حبان في ( صحيحه ) " . قلت : إسناده
محتمل للتحسين , للكلام المعروف في عيسى بن جارية و يعقوب بن عبد الله القمي .
2 - و أما حديث ابن عباس , فأخرجه ابن خزيمة في " صحيحه " ( 1809 ) بإسناد فيه
ضعف , كما بينته فيما علقته عليه . و روى الطبراني أيضا في " الكبير " من طريق
إبراهيم بن المهاجر البجلي : استقرأ رجل عبد الله بن مسعود و الإمام يخطب يوم
الجمعة , فلم يكلمه عبد الله , فلما قضى الصلاة قال له عبد الله : " الذي سألت
عنه نصيبك من الجمعة " . و البجلي هذا صدوق سيء الحفظ . ثم روي بإسناد صحيح عن
ابن مسعود قال : " كفى لغوا أن تقول لصاحبك : أنصت , إذا خرج الإمام في الجمعة
" . و قد وقع مثل هذه القصة بين أبي ذر و أبي بن كعب عند ابن خزيمة و الطحاوي و
أحمد و غيرهم و ترى ذلك في " الترغيب " ( 1 / 257 - 258 ) و " المجمع " ( 2 /
186 ) و لا منافاة بينهما , لجواز تعددها , كما لا يخفى .
2252 " إن اتخذت شعرا فأكرمه " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 318 :

أخرجه عبد الرزاق في " المصنف " ( 11 / 270 / 20516 ) عن معمر عن # سعيد بن عبد
الرحمن الجحشي # أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي قتادة : فذكره . قال : "
و كان أبو قتادة - حسبت - يرجله كل يوم مرتين " . و أخرجه البيهقي في " شعب
الإيمان " ( 2 / 265 / 2 ) من طريق عبد الرزاق و زاد في الإسناد بعد سعيد : "
عن أشياخهم , فإذا صحت هذه الزيادة فيكون الحديث موصولا و إلا فهو مرسل لأن
سعيدا هذا تابعي روى عن بعض الصحابة و قد وثقه ابن حبان و قال النسائي : " ليس
به بأس " . مع أنه لم يرو عنه غير معمر , كما ذكرته في " تيسير انتفاع الخلان
بكتاب " ثقات ابن حبان " و حققت فيه أنه وقع في ترجمة سعيد هذا عنده عدة
تصحيفات , منها نسبة ( الجحشي ) هذه , وقعت فيه : ( الحجبي ) , كما أنها تحرفت
في " الشعب " إلى " الجرشي " , الأمر الذي حال بيني و بين معرفتي إياه , حين
أوردت حديثه هذا شاهدا تحت الحديث المتقدم ( 666 ) و كان ذلك من دواعي إعادة
تخريجه و تصحيح نسبته إلى فوائد أخرى يأتي ذكرها بإذن الله تبارك و تعالى .
و قوله : " و كان أبو قتادة - حسبت - يرجله كل يوم مرتين " , لا يصح عندي , لشك
الراوي : أولا : في قوله : " حسبت " . و ثانيا : لثبوت نهيه صلى الله عليه وسلم
عن الترجل إلا غبا , كما تقدم تخريجه من طرق برقم ( 501 ) . و كذلك لا يصح ما
أخرجه النسائي ( 5237 ) من طريق عمر بن علي بن مقدم قال : حدثنا يحيى بن سعيد
عن محمد بن المنكدر عن أبي قتادة قال : " كانت له جمة ضخمة , فسأل النبي صلى
الله عليه وسلم ? فأمره أن يحسن إليها و أن يترجل كل يوم " . قلت : و هذا أنكر
من سابقه , فإنه رفع الترجل كل يوم إلى النبي صلى الله عليه وسلم , و هذا خلاف
الحديث الصحيح الذي أشرت إليه آنفا و علته الانقطاع بين محمد بن المنكدر و أبي
قتادة , فإنه لم يسمع منه كما حققه الحافظ في " التهذيب " . و يمكن استخراج علة
ثانية و هي الإرسال . و علة ثالثة و هي التدليس , فإن ابن مقدم هذا كان يدلس
تدليسا عجيبا يعرف عند العلماء بتدليس السكوت , فانظر ترجمته في " التهذيب " .
و مع هذا فقد خالفه حماد بن زيد : حدثنا يحيى بن سعيد عن محمد بن المنكدر أن
أبا قتادة اتخذ شعرا .. الحديث فأرسله . أخرجه البيهقي . و يؤيد أنه تابعه
سفيان ( و هو الثوري ) فقال : عن محمد بن المنكدر قال : " كان لأبي قتادة شعر .
. " الحديث مثله , إلا أنه قال : " و كان يدهنه يوما و يدعه يوما " . رواه
البيهقي . و هذا يؤكد نكارة رواية ابن مقدم , و يوافق الحديث الصحيح , و هو
المظنون بهذا الصحابي الجليل . و قد أشار الحافظ المزي في " التحفة " ( 9 / 264
) إلى ترجيح المرسل بقوله : " و رواه المفضل بن فضالة عن ابن جريج عن عطاء عن
ابن المنكدر أن أبا قتادة .. " فذكره . و رواه هشام بن عروة أيضا عن محمد بن
المنكدر , لكنه قال : عن جابر . و قد تقدمت هذه الرواية مع شواهد أخرى لحديث
الترجمة تؤيد صحته تحت الحديث المشار إليه آنفا ( 666 ) . و من شواهده ما أخرجه
ابن أبي شيبة في " المصنف " ( 8 / 448 ) : حدثنا ابن إدريس عن يحيى عن ( الأصل
: بن ) عبد الله بن أبي قتادة , قال : فذكره مرسلا . و هذا إسناد مرسل صحيح , و
لعل عبد الله تلقاه عن أبيه أبي قتادة . و الله أعلم .
( تنبيه ) : لقد ذكر الشيخ حبيب الرحمن الأعظمي في تعليقه على حديث الترجمة
رواية النسائي المتقدمة عن أبي قتادة , ساكتا عليها , موهما القراء أنه لا علة
فيها , و هذا شأنه في أكثر تعليقاته . و الله المستعان .
2253 " إن بين يدي الساعة سنين خداعة يصدق فيها الكاذب و يكذب فيها الصادق و يؤتمن
فيها الخائن و يخون فيها الأمين و ينطق فيها الرويبضة . قيل : و ما الرويبضة .
قيل : المرء التافه يتكلم في أمر العامة " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 321 :

أخرجه البزار في " مسنده " ( 3373 - الكشف ) و الطبراني في " المعجم الكبير " (
18 / 67 / 125) من طريق يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق عن إبراهيم بن أبي عبلة
عن أبيه عن # عوف بن مالك # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
زاد البزار : قال محمد بن إسحاق : و حدثني عبد الله بن دينار عن أنس عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال : بنحوه . قال الهيثمي في " المجمع " ( 7 / 284 ) : "
رواه البزار , و قد صرح ابن إسحاق بالسماع من عبد الله بن دينار , و بقية رجاله
ثقات " . كذا قال ! و أقره الأعظمي في تعليقه على " الكشف " . و لنا عليه
مؤخذتان : الأولى : أنه لم يعز حديث عوف للطبراني , و لاسيما و قد رواه من غير
هذا الوجه . و الأخرى : أن أبا عبلة - والد إبراهيم - غير معروف إلا بهذه
الرواية , و لم يوثقه غير ابن حبان ( 4 / 367 ) , و سكت عنه ابن أبي حاتم , فهو
من هذا الوجه ضعيف , يقويه حديث أنس , فإن إسناده حسن لتصريح ابن إسحاق
بالتحديث . و قد أخرجه أحمد ( 3 / 220 ) من طريق أخرى عنه عن محمد بن المنكدر
عن أنس بلفظ : " إن أمام الدجال سنين خداعة .. " . الحديث مثل حديث الترجمة ,
إلا أنه قال : " قال : الفويسق يتكلم في أمر العامة " . ثم رواه عقبه هو و ابنه
عبد الله و أبو يعلى ( 1 / 378 / 3715 ) من طريق ابن إسحاق الأولى عن عبد الله
بن دينار به . و قد وهم المعلق على " أبي يعلى " فجعل طريق ابن إسحاق عن ابن
المنكدر عند أحمد و الطريق هذه واحدة . نعود إلى حديث عوف , فقد توبع عليه ابن
إسحاق من اثنين : الأول : مسلمة بن علي : حدثنا إبراهيم بن أبي عبلة عن أبيه به
. أخرجه الطبراني ( 18 / 67 / رقم 123 ) و ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 16 /
226 / 2 ) . و مسلمة هذا متروك . و الآخر : إسماعيل بن عياش عن إبراهيم بن أبي
عبلة عن عوف بن مالك مرفوعا مثله . أخرجه الطبراني ( رقم 124 ) , و قال المعلق
عليه , صاحبنا حمدي السلفي : " إسناده حسن " ! و أقول : كان يكون كذلك لولا
الانقطاع بين إبراهيم بن أبي عبلة و عوف , فإن بين وفاتيهما تسعا و سبعين سنة ,
و لذلك لم يذكروا له رواية عن أحد من الصحابة , سوى أنس ابن مالك رضي الله عنه
و نحوه . و لم يذكروا له رواية عن عوف , و الروايات السابقة تبين أن بينهما
والده أبا عبلة . ثم إن مما يزيد الحديث قوة أن له شواهد عن غيرما واحد من
الصحابة , منها عن عبد الله بن عمر مرفوعا نحوه إلى قوله : " و يخون الأمين " ,
و زاد : " قيل : يا رسول الله ! فكيف المؤمن يومئذ ? قال : كالنخلة وقعت فلم
تفسد و أكلت فلم تكسر و وضعت طيبا , و كقطعة الذهب , دخلت النار , فأخرجت , فلم
تزدد إلا جودا " . أخرجه البزار ( 9409 ) عن عبد الرحمن بن مغراء الدوسي حدثنا
الأعمش عن أبي أيوب عنه . و قال : " لا نعلمه إلا عن عبد الله بن عمرو, و لا
له عنه إلا هذا الطريق " . قلت : و رجاله ثقات رجال ( الصحيح ) غير عبد الرحمن
بن مغراء الدوسي , قال الحافظ في " التقريب " : " صدوق , تكلم في حديثه عن
الأعمش " . قلت : و هذا عنه كما ترى و مع ذلك فقد قال الحافظ في " زوائده " ( ص
238 ) : " حسن " . و أما الهيثمي فقال في " مجمع الزوائد " ( 7 / 327 ) : "
رواه البزار , و فيه عبد الرحمن بن مغراء , وثقه أبو زرعة و جماعة , و ضعفه ابن
المديني , و بقية رجاله رجال الصحيح " . و له طريق أخرى عن ابن عمر , يأتي
بإذنه تعالى برقم ( 2288 ) . ( تنبيه ) : قوله : " كقطعة من الذهب .. " إلخ ,
لم ترد في " المجمع " و أورده السيوطي بتمامه في " الجامع " من رواية الحاكم في
" الكنى " , و ابن عساكر , لكنه قال : " إلا جودة " . و لعله الصواب . و للحديث
شواهد أخرى تقدم بعضها برقم ( 1887 و 2238 ) . من حديث جماعة منهم أنس , و جود
إسناده الحافظ في " الفتح " ( 13 / 84 ) .
2254 " اللهم اغفر لعائشة ما تقدم من ذنبها و ما تأخر و ما أسرت و ما أعلنت , و قال
: والله إنها لدعوتي لأمتي في كل صلاة " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 324 :

أخرجه البزار في " مسنده " ( 2658 - كشف الأستار ) : حدثنا أحمد بن منصور حدثنا
هارون بن معروف حدثنا ابن وهب أخبرني حيوة عن أبي صخر عن ابن قسيط عن عروة عن #
عائشة # قالت : " لما رأيت من النبي صلى الله عليه وسلم طيب النفس , قلت : يا
رسول الله ! ادع الله لي . قال : ( فذكره ) , فضحكت عائشة حتى سقط رأسها في حجر
رسول الله صلى الله عليه وسلم من الضحك , فقال : أيسرك دعائي ? فقالت : و ما لي
لا يسرني دعاؤك ? فقال : والله إنها لدعوتي .. إلخ . و قال البزار : " لا يروى
إلا عن عائشة , و لا عنها إلا بهذا الإسناد " .
قلت : و هذا إسناد حسن , و رجاله ثقات رجال مسلم غير أحمد بن منصور - و هو
الرمادي من شيوخ ابن ماجة - و هو ثقة , و لولا أن في أبي صخر - و اسمه حميد بن
زياد - بعض الكلام من قبل حفظه لصححته , قال الذهبي في " الكاشف " : " مختلف
فيه , قال أحمد : ليس به بأس " . و قال الحافظ في " التقريب " : " صدوق يهم " .
و لذلك فقوله في " زوائد البزار " ( ص 284 ) : " صحيح " . لا يخلو من تساهل .
و نحوه قول شيخه الهيثمي في " المجمع " ( 9 / 244 ) : " رواه البزار , و رجاله
رجال الصحيح غير أحمد بن منصور الرمادي , و هو ثقة " . لأنه يوهم ما صرح به
الحافظ من الصحة , و قد قلده الشيخ الأعظمي كما هي عادته .
2255 " أما ترضين أن تكوني زوجتي في الدنيا و الآخرة ? قلت : بلى . قال : فأنت زوجتي
في الدنيا و الآخرة " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 325 :

أخرجه الحاكم ( 4 / 10 ) من طريق أبي العنبس سعيد بن كثير عن أبيه قال : حدثتنا
# عائشة # رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر فاطمة رضي الله
عنها , قالت : فتكلمت أنا , فقال : فذكره . و قال : " أبو العنبس هذا سعيد بن
كثير , مدني ثقة , و الحديث صحيح " . و وافقه الذهبي , و هو كما قالا . و كثير
والد العنبس و إن كان لم يوثقه غير ابن حبان , فقد روى عنه جمع من الثقات كما
تقدم ذكره تحت الحديث ( 2177 ) , و لاسيما و لحديث الترجمة شواهد في " الصحيحين
" و غيرهما , فانظر كتابي الجديد " صحيح سنن الترمذي " ( أبواب المناقب ) .
2256 " ما أحل الله في كتابه فهو حلال و ما حرم فهو حرام و ما سكت عنه فهو عفو ,
فاقبلوا من الله عافيته *( و ما كان ربك نسيا )* <1> " .

-----------------------------------------------------------

[1] مريم : الآية : 64 . اهـ .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 325 :

أخرجه الدارقطني في " سننه " ( 2 / 137 / 12 ) و الحاكم ( 2 / 375 ) و عنه
البيهقي ( 10 / 12 ) و البزار في " مسنده " ( 1 / 78 / 123 - كشف الأستار ) و
الطبراني في " مسند الشاميين " ( ص 416 ) من طرق عن عاصم بن رجاء بن حيوة عن
أبيه عن # أبي الدرداء # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( فذكره ) .
و قال الحاكم : " صحيح الإسناد " . و وافقه الذهبي . و قال البزار : " إسناده
صالح " . قلت : و هذا هو الأقرب لحال عاصم بن رجاء , فإن فيه كلاما , فقد قال
الذهبي في " الكاشف " : " قال ابن معين : صويلح " . و قال الحافظ في " التقريب
" : " صدوق يهم " . و لذلك قال الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 1 / 171 ) : "
رواه البزار , و الطبراني في " الكبير " , و إسناده حسن , و رجاله موثقون " . و
هو - أعني عاصما - ممن ذكرهم ابن حبان في " ثقاته " ( 7 / 259 ) , و صحح له في
" صحيحه " منها حديثا في فضل طالب العلم ( رقم 88 - الإحسان ) .
2257 " ما أنتما بأقوى على المشي مني , و ما أنا بأغنى عن الأجر منكما " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 326 :

أخرجه ابن حبان في " صحيحه " ( 4713 - الإحسان ) و الحاكم ( 30 / 20 ) و أحمد (
1 / 411 و 418 و 422 و 424 ) و ابن سعد في " الطبقات " ( 2 / 21 ) و البزار في
" مسنده " ( 2 / 310 / 1759 - الكشف ) و الضياء في " المنتقى من مسموعاته بمرو
" ( ق 29 / 1 ) من طرق عن حماد بن سلمة عن عاصم بن بهدلة عن زر بن حبيش عن
# عبد الله بن مسعود # قال : كنا في غزوة بدر كل ثلاثة منا على بعير , كان علي
و أبو لبابة زميلي رسول الله صلى الله عليه وسلم , فإذا كان عقبة النبي صلى
الله عليه وسلم قالا : اركب يا رسول الله ! حتى نمشي عنك , فيقول : ( فذكره ) و
السياق لأحمد في رواية و البزار و الحاكم , و قال : " صحيح على شرط مسلم " ! و
سكت عنه الذهبي لأنه قال : " ...‏الحديث و قد مر " . و لم أره في غير هذا
المكان .. و عاصم بن بهدلة إنما أخرج له الشيخان مقرونا كما في " الكاشف " و
غيره . قال الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 6 / 68 - 69 ) : " رواه أحمد و
البزار و قال : فإذا كانت عقبة رسول الله صلى الله عليه وسلم قالا : اركب حتى
نمشي عنك , و الباقي نحوه . و فيه عاصم بن بهدلة , و حديثه حسن " .
قلت : وفاته أن اللفظ الذي عزاه للبزار هو لأحمد أيضا في رواية كما ذكرنا آنفا
.
2258 " ما أهلك الله قوما و لا قرنا و لا أمة و لا أهل قرية منذ أنزل التوراة على
وجه الأرض بعذاب من السماء , غير أهل القرية التي مسخت قردة , ألم تر إلى قوله
تعالى : *( و لقد آتينا موسى الكتاب من بعد ما أهلكنا القرون الأولى بصائر
للناس و هدى و رحمة لعلهم يتذكرون )* <1>

-----------------------------------------------------------

[1] القصص : الآية : 43 . اهـ .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 327 :

أخرجه الحاكم ( 2 / 408 ) و البزار ( 2248 - الكشف ) و الثعلبي في " تفسيره " (
3 / 41 / 2 ) من طريقين عن عوف عن أبي نضرة عن # أبي سعيد الخدري # مرفوعا . و
قال الحاكم : " صحيح على شرط الشيخين " . و وافقه الذهبي . ثم أخرجه البزار (
2247 ) و ابن جرير في " تفسيره " ( 20 / 50 ) من طرق عن عوف به موقوفا على أبي
سعيد . و قال الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 7 / 88 ) : " رواه البزار موقوفا و
مرفوعا , و رجالهما رجال الصحيح " . و أقول : كلاهما صحيح , و لا مخالفة بينهما
, فمن الواضح أن الموقوف على الصحابي في حكم المرفوع فيما يتعلق بالتفسير , حتى
و لو لم يرد مرفوعا , فكيف و قد صح مرفوعا أيضا ? !
2259 " ما في الناس مثل رجل آخذ بعنان فرسه فيجاهد في سبيل الله و يجتنب شرور الناس
. و مثل رجل باد في غنمه , يقري ضيفه و يؤدي حقه " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 328 :

أخرجه الإمام أحمد ( 1 / 311 ) : حدثنا روح حدثنا حبيب بن شهاب العنبري قال :
سمعت أبي يقول : أتيت ابن عباس أنا و صاحب لي , فلقينا أبا هريرة عند باب ابن
عباس , فقال : من أنتما ? فأخبرناه , فقال : انطلقا إلى ناس على تمر و ماء ,
إنما يسيل كل واد بقدره . قال : قلنا : كثير خيرك , استأذن لنا على ابن عباس ,
قال : فاستأذن لنا , فسمعنا # ابن عباس # يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
, فقال : خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم تبوك , فقال : فذكره . قال :
قلت : أقالها ? قال : قالها . قال : قلت : أقالها ? قال : قالها . قلت : أقالها
? قال : قالها . فكبرت الله , و حمدت الله و شكرته .
قلت : و هذا إسناد صحيح : روح هو ابن عبادة , و هو ثقة من رجال الشيخين . و
حبيب بن شهاب العنبري ثقة بلا خلاف , و هو مترجم في " تعجيل المنفعة " و أبوه
شهاب , وثقه ابن حبان ( 4 / 363 ) و أبو زرعة كما في " الجرح و التعديل " . و
قد تابعه القلوص بنت عليبة : سمعت شهاب بن مدلج حدثنا أبو هريرة أن النبي صلى
الله عليه وسلم قال : " خير الناس رجل تنحى عن شرور الناس " .

ساجدة لله
2010-10-20, 03:19 AM
2260 " ما من مسلمين يموت لهما ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث إلا أدخلهما الله
الجنة بفضل رحمته إياهم . و ما من مسلم ينفق من زوجين من ماله في سبيل الله إلا
ابتدره حجبة الجنة ( كلهم يدعوه إلى ما قبله ) " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 329 :

أخرجه ابن حبان في " صحيحه " ( 4 / 260 / 2929 و 7 / 77 - 78 / 4624 - 4626 )
و أبو عوانة في " صحيحه " ( 8 / 8 - 9 مخطوطة الظاهرية ) و البيهقي ( 9 / 171 )
- و الزيادة له - و أحمد ( 5 / 151 و 159 و 164 ) و الطبراني في " المعجم
الكبير " ( 2 / 154 - 155 / 1644 و 1645 ) من طريق صعصعة بن معاوية عن # أبي ذر
# مرفوعا به . زاد ابن حبان و غيره : " و ما زوجان من ماله ? قال : عبدان من
رقيقه فرسان من خيله بعيران من إبله " . و أخرجه النسائي مرفوعا ( 1874 و 3185
) , و عنده معنى الزيادة ( تنبيه ) : أعل الحديث صاحبنا حمدي السلفي في تعليقه
على " الطبراني " بعنعنة الحسن البصري , و فاته أنه صرح بالتحديث عند ابن حبان
و أبي عوانة و أحمد من طرق عن الحسن : حدثني صعصعة . فاقتضى التنبيه .
2261 " إن كنت نذرت فاضربي , و إلا فلا " .‏

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 330 :

أخرجه الترمذي ( 3691 ) و ابن حبان ( 4371 - الإحسان ) و البيهقي ( 10 / 77 )
و أحمد ( 5 / 353 ) من طريق الحسين بن واقد قال : حدثني عبد الله بن بريدة قال
: سمعت # بريدة # يقول : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض مغازيه ,
فلما انصرف , جاءت جارية سوداء , فقالت : يا رسول الله ! إني نذرت إن ردك الله
سالما أن أضرب بين يديك بالدف و أتغنى . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
( فذكره ) , فجعلت تضرب , فدخل أبو بكر و هي تضرب , ثم دخل علي و هي تضرب , ثم
دخل عثمان و هي تضرب , ثم دخل عمر , فألقت الدف تحت استها , ثم قعدت عليه ,
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الشيطان ليخاف منك يا عمر ! إني كنت
جالسا و هي تضرب , فدخل أبو بكر و هي تضرب , ثم دخل علي و هي تضرب , ثم دخل
عثمان و هي تضرب , فلما دخلت أنت يا عمر ألقت الدف " . و قال الترمذي : " حديث
حسن صحيح " . قلت : و إسناده جيد رجاله ثقات رجال مسلم و في الحسين كلام لا يضر
قال الحافظ في " التقريب " : " صدوق له أوهام " . و لحديث الترجمة شاهد من حديث
عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده : " أن امرأة أتت النبي صلى الله عليه وسلم ,
فقالت : يا رسول الله ! إني نذرت أن أضرب على رأسك بالدف , قال : " أوفي بنذرك
" . ( تنبيه ) : جاء عقب حديث بريدة في " موارد الظمآن " ( 493 - 494 / 2015 )
زيادة : " و قالت : أشرق البدر علينا , من ثنيات الوداع , وجـب الشكر علينا ,
ما دعا لله داع , و ذكر محققه الشيخ محمد عبد الرزاق حمزة رحمه الله تعالى في
الحاشية أن هذه الزيادة من الهامش , و بخط يخالف خط الأصل . و كم كنت أتمنى على
الشيخ رحمه الله أن لا يطبعها في آخر الحديث , و أن يدعها حيث وجدها : " في
الهامش " و أن يكتفي بالتنبيه عليها في التعليق , خشية أن يغتر بها بعض من لا
علم عنده , فإنها زيادة باطلة , لم ترد في شيء من المصادر المتقدمة و منها "
الإحسان " الذي هو " صحيح ابن حبان " مرتبا على الأبواب الفقهية , بل ليس لها
أصل في شيء من الأحاديث الأخرى , على شهرتها عند كثير من العامة و أشباههم من
الخاصة أن النبي صلى الله عليه وسلم استقبل بذلك من النساء و الصبيان حين دخل
المدينة في هجرته من مكة , و لا يصح ذلك كما كنت بينته في " الضعيفة " ( 2 / 63
/ 598 ) , و نبهت عليه في الرد على المنتصر الكتاني ( ص 48 ) و استندت في ذلك
على الحافظ العراقي , و العلامة ابن قيم الجوزية . و قد يظن بعضهم أن كل ما
يروى في كتب التاريخ و السيرة , أن ذلك صار جزءا لا يتجزأ من التاريخ الإسلامي
, لا يجوز إنكار شيء منه ! و هذا جهل فاضح , و تنكر بالغ للتاريخ الإسلامي
الرائع , الذي يتميز عن تواريخ الأمم الأخرى بأنه هو وحده الذي يملك الوسيلة
العلمية لتمييز ما صح منه مما لم يصح , و هي نفس الوسيلة التي يميز بها الحديث
الصحيح من الضعيف , ألا و هو الإسناد الذي قال فيه بعض السلف : لولا الإسناد
لقال من شاء ما شاء . و لذلك لما فقدت الأمم الأخرى هذه الوسيلة العظمى امتلأ
تاريخها بالسخافات و الخرافات , و لا نذهب بالقراء بعيدا , فهذه كتبهم التي
يسمونها بالكتب المقدسة , اختلط فيها الحامل بالنابل , فلا يستطيعون تمييز
الصحيح من الضعيف مما فيها من الشرائع المنزلة على أنبيائهم , و لا معرفة شيء
من تاريخ حياتهم , أبد الدهر , فهم لا يزالون في ضلالهم يعمهون , و في دياجير
الظلام يتيهون ! فهل يريد منا أولئك الناس أن نستسلم لكل ما يقال : إنه من
التاريخ الإسلامي . و لو أنكره العلماء , و لو لم يرد له ذكر إلا في كتب
العجائز من الرجال و النساء ? ! و أن نكفر بهذه المزية التي هي من أعلى و أغلى
ما تميز به تاريخ الإسلام ? ! و أنا أعتقد أن بعضهم لا تخفى عليه المزية و لا
يمكنه أن يكون طالب علم بله عالما دونها , و لكنه يتجاهلها و يغض النظر عنها
سترا لجهله بما لم يصح منه , فيتظاهر بالغيرة على التاريخ الإسلامي , و يبالغ
في الإنكار على من يعرف المسلمين ببعض ما لم يصح منه , بطرا للحق , و غمصا
للناس . و الله المستعان . ( فائدة ) : من المعلوم أن ( الدف ) من المعازف
المحرمة في الإسلام و المتفق على تحريمها عند الأئمة الأعلام , كالفقهاء
الأربعة و غيرهم و جاء فيها أحاديث صحيحة خرجت بعضها في غير مكان , و تقدم شيء
منها برقم ( 9 و 1806 ) , و لا يحل منها إلا الدف وحده في العرس و العيدين ,
فإذا كان كذلك , فكيف أجاز النبي صلى الله عليه وسلم لها أن تفي بنذرها و لا
نذر في معصية الله تعالى . و الجواب - و الله أعلم - لما كان نذرها مقرونا
بفرحها بقدومه صلى الله عليه وسلم من الغزو سالما , ألحقه صلى الله عليه وسلم
بالضرب على الدف في العرس و العيد و ما لا شك فيه , أن الفرح بسلامته صلى الله
عليه وسلم أعظم - بما لا يقاس - من الفرح في العرس و العيد , و لذلك يبقى هذا
الحكم خاصا به صلى الله عليه وسلم , لا يقاس به غيره , لأنه من باب قياس
الحدادين على الملائكة , كما يقول بعضهم . و قد ذكر نحو هذا الجمع الإمام
الخطابي في " معالم السنن " , و العلامة صديق حسن خان في " الروضة الندية " ( 2
/ 177 - 178 ) .
2262 " ما كان من حلف في الجاهلية فتمسكوا به , و لا حلف في الإسلام " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 333 :

أخرجه أحمد ( 5 / 61 ) من طريقين عن مغيرة عن أبيه عن شعبة بن التوأم عن # قيس
بن عاصم # عن النبي صلى الله عليه وسلم . قلت : و هذا إسناد جيد , رجاله ثقات
رجال البخاري , غير شعبة بن التوأم و قد روى عنه جمع من الثقات و ذكره ابن حبان
في " الثقات " و أخرج حديثه هذا في " صحيحه " مختصرا ( 2060 - موارد ) .
و مغيرة هو ابن مقسم بن بجرة . و للحديث شاهد من حديث جبير بن مطعم مرفوعا نحوه
دون قوله : " فتمسكوا به " . أخرجه مسلم ( 7 / 183 ) و أحمد ( 4 / 83 ) و
غيرهما . و آخر من حديث عبد الله بن عمرو نحوه و فيه . " و أوفوا بحلف الجاهلية
" . أخرجه ابن خزيمة ( 232 / 1 ) و أحمد ( 2 / 212 - 213 ) . و شاهد آخر من
حديث ابن عباس نحوه . أخرجه الدارمي ( 2 / 243 ) و ابن حبان ( 2061 ) و أحمد (
1 / 317 و 329 ) . و من حديث عبد الرحمن بن عوف . أخرجه أحمد ( 1 / 190 ) . و
من حديث أم سلمة . أخرجه أبو يعلى ( 315 / 2 - مصورة المكتب الثانية ) .
2263 " ما مررت ليلة أسري بي بملإ من الملائكة , إلا كلهم يقول لي : عليك يا محمد
بالحجامة " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 334 :

أخرجه الترمذي و ابن ماجة ( 2 / 350 ) و ابن جرير الطبري في " التهذيب " ( 2 /
103 - 104 ) و صححه ( ! ) و أحمد و الطبراني ( 3 / 139 / 1 ) من طريق عباد بن
منصور عن عكرمة عن # ابن عباس # مرفوعا . و قال الحاكم : " صحيح " و رده الذهبي
بقوله : " قلت : لا " . فأصاب هنا و أخطأ فيما تقدم في لفظ : " خير يوم تحتجمون
فيه " . و الحديث أورده في " المجمع " ( 5 / 91 ) و قال : " رواه البزار و فيه
عطاف بن خالد و هو ثقة و تكلم فيه " . قلت : و الظاهر أن هذه طريق أخرى للحديث
عن ابن عباس و له شواهد , فأخرجه الطبراني عن مالك بن صعصعة و رجاله رجال
الصحيح و منها الآتي بلفظ : " ما مررت ليلة أسري بي بملإ إلا قالوا : يا محمد !
مر أمتك بالحجامة " . أخرجه ابن ماجة ( 2 / 350 ) قال : حدثنا جبارة بن المغلس
حدثنا كثير بن سليم سمعت أنس بن مالك يقول مرفوعا . و هذا إسناد ثلاثي من
ثلاثيات ابن ماجة القليلة , و لكنه ضعيف , فإن جبارة و شيخه كثير كلاهما ضعيف
كما في " التقريب " . لكن له شاهد من حديث ابن مسعود . أخرجه الترمذي ( 2 / 5 )
من طريق عبد الرحمن بن إسحاق عن القاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن
أبيه عن ابن مسعود مرفوعا به , و قال : " حديث حسن " . كذا قال و لعله لشواهده
فإن عبد الرحمن بن إسحاق هو أبو شيبة الواسطي و هو ضعيف . ثم رجعت إلى " كشف
الأستار عن زوائد مسند البزار " فوجدت الحديث فيه ( ق 284 / 1 ) من طريق عبد
الله بن صالح حدثنا عطاف عن نافع عن ابن عمر مرفوعا . فالحديث حديث ابن عمر لا
ابن عباس , فما في " المجمع " خطأ . فهو شاهد لا بأس به .
2264 " ما مسخت أمة قط , فيكون لها نسل " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 335 :

الطبراني في " الأوسط " ( 429 ) : حدثنا أحمد بن رشدين حدثنا محمد بن سفيان
الحضرمي حدثنا مسلمة بن علي عن محمد بن الوليد الزبيدي عن الزهري عن # حمزة بن
عبد الله بن عمر عن أبيه # مرفوعا و قال : " لم يروه عن الزهري إلا الزبيدي " .
قلت : هو ثقة ثبت , لكن الراوي عنه مسلمة بن علي و هو الخشني متروك . غير أن
الحديث صحيح , فقد قال ليث : عن علقمة بن مرثد عن المعرور بن سويد عن أم
المؤمنين أم سلمة قالت : " سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عمن مسخ , أيكون
له نسل ? فقال : ما مسخ أحد قط فكان له نسل و لا عقب " . أخرجه أبو يعلى ( 318
/ 2 ) و الطبراني في " الكبير " ( 23 / 325 / 746 ) . و ليث - و هو ابن أبي
سليم - كان اختلط . و قد خالفه في إسناده مسعر و الثوري فقالا : عن علقمة بن
مرثد عن المغيرة بن عبد الله اليشكري عن المعرور بن سويد عن عبد الله ( يعني :
ابن مسعود ) قال : " و ذكرت عنده صلى الله عليه وسلم القردة و الخنازير أنه مما
مسخ , فقال النبي صلى الله عليه وسلم : إن الله لم يمسخ شيئا فيدع له نسلا أو
عاقبة , و قد كانت القردة و الخنازير قبل ذلك " . أخرجه مسلم ( 8 / 56 - 57 )
و أحمد ( 1 / 390 و 413 و 433 و 445 و 466 ) . و تابعه أبو الأحوص الجشمي عن
ابن مسعود به . أخرجه أحمد ( 1 / 395 و 396 - 397 و 421 ) .
2265 " ما ملأ آدمي وعاء شرا من بطن , بحسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه , فإن كان لا
محالة , فثلث لطعامه و ثلث لشرابه و ثلث لنفسه " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 336 :

أخرجه الترمذي ( 3 / 378 ) و ابن حبان ( 1349 - موارد ) و الحاكم ( 4 / 121 و
331 ) و عبد الله بن المبارك في " الزهد " ( 603 ) و أحمد ( 4 / 132 ) و ابن
سعد ( 1 / 410 ) و الطبراني في " الكبير " ( 20 / 272 / 644 - 646 ) و ابن
عساكر ( 7 / 307 / 2 ) من طرق عن يحيى بن جابر الطائي قال : سمعت # المقدام بن
معد يكرب الكندي # قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره .
قلت : و إسناده صحيح رجاله ثقات , و قال الترمذي : " حديث حسن صحيح " . و قال
الحاكم : " صحيح الإسناد " , و وافقه الذهبي . و قد أعل بالانقطاع و قد أجبت
عنه في " الإرواء " ( 7 / 42 ) . و له طريق ثانية أخرجها ابن ماجة ( 2 / 321 )
من طريق محمد بن حرب : حدثتني أمي عن أمها أنها سمعت المقدام بن معد يكرب به .
و أم محمد بن حرب و أمها مجهولتان . و طريق ثالثة عند ابن حبان ( 1348 ) عن
صالح بن يحيى بن المقدام بن معد يكرب - و هو لين - عن أبيه - و هو مستور -
عن جده المقدام به . و رابعة عند الطبراني ( 662 ) عن حسان بن حسان عن حريز بن
عثمان عن حبيب بن عبيد عن المقدام به مختصرا . و حسان هذا فيه ضعف .
( تنبيه ) : سقط من " الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان " للأمير علاء الدين ,
الطريق الأولى الصحيحة لهذا الحديث , بخلاف الطريق الثالثة اللينة , فهي ثابتة
فيه برقم ( 5213 ) , مع ثبوت الطريقين معا في " موارد الظمآن " , كما تقدمت
الإشارة إلى ذلك برقميهما , فلا أدري إذا كان السقط من مرتبه , أو ناسخه , أو
طابعه , فإن كان الأول فهل كان ذلك منه قصدا , أو سهوا ? ! فإن كان الأول , فهل
كان ذلك عن منهج التزمه فيه , منه حذف المكرر منه , أم كان ذلك سهوا منه ? فإن
كان الأول - و هذا ما أستبعده - فيرد عليه شيئان : الأول : أننا في هذه الحالة
لا نستطيع أن نعتقد أن " الإحسان " يغني عن أصله : " صحيح ابن حبان " .
و الآخر : أنه يجب في هذه الحالة الاحتفاظ بالمتن الصحيح إسناده , و حذف اللين
إسناده , و ليس العكس , كما وقع في هذا الحديث . و الله أعلم .
2266 " ما من أحد يسلم علي , إلا رد الله علي روحي حتى أرد عليه السلام " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 338 :

رواه أبو داود ( 1 / 319 ) و البيهقي في " سننه " ( 5 / 245 ) و أحمد ( 2 / 227
) و الطبراني في " الأوسط " ( 449 ) عن عبد الله بن يزيد الإسكندراني عن حيوة
بن شريح عن أبي صخر عن يزيد بن عبد الله بن قسيط عن أبي صالح عن # أبي هريرة #
مرفوعا و قال الطبراني : " لم يروه عن يزيد إلا أبو صخر و لا عنه إلا حيوة تفرد
به عبد الله بن يزيد " . قلت : و هو المقري , ثقة من رجال الشيخين , و كذلك من
فوقه غير أبي صخر - و هو حميد بن زياد - مختلف فيه , و الراجح عندي أنه حسن
الحديث . و في " التقريب " : " صدوق يهم " . و هذا أقرب إلى الصواب من قوله في
" الفتح " ( 6 / 279 ) : " رجاله ثقات " ! و قال الحافظ العراقي في " تخريج
الإحياء " ( 1 / 279 ) : " سنده جيد " . و أما النووي , فقال في " الرياض " (
1409 ) : " إسناده صحيح " ! و وافقه المناوي في " التيسير " !
2267 " ما من أربعين من مؤمن يشفعون لمؤمن , إلا شفعهم الله فيه " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 339 :

أخرجه ابن ماجة ( 1 / 453 ) عن بكر بن سليم حدثني حميد بن زياد الخراط عن كريب
مولى # عبد الله بن عباس # قال : " هلك ابن لعبد الله بن عباس , فقال لي : يا
كريب ! قم فانظر هل اجتمع لابني أحد ? فقلت : نعم , فقال : ويحك , كم تراهم ..
أربعين ? قلت : لا بل أكثر . قال : فاخرجوا بابني , فأشهد لسمعت رسول الله صلى
الله عليه وسلم يقول : " فذكره " . قلت : و هذا إسناد ضعيف , علته بكر هذا ,
أورده الذهبي في " المغني " , و قال : " قال ابن عدي : يتفرد بما لا يتابع عليه
, و هو ضعيف " . قلت : و قد خالفه في إسناده عبد الله بن وهب فقال : أخبرني أبو
صخر ( و هو حميد بن زياد الخراط ) عن شريك بن عبد الله بن أبي نمر عن كريب مولى
ابن عباس به نحوه , و لفظ المرفوع منه : " ما من رجل مسلم يموت , فيقوم على
جنازته أربعون رجلا لا يشركون بالله شيئا إلا شفعهم الله فيه " . أخرجه مسلم (
3 / 53 ) و أبو داود ( 2 / 64 ) و البيهقي ( 4 / 30 ) و أحمد ( 1 / 277 - 278 )
.
2268 " ما من القلوب قلب إلا و له سحابة كسحابة القمر , بينا القمر مضيء إذ علته
سحابة فأظلم , إذ تجلت عنه فأضاء " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 339 :

رواه أبو الطيب الحوراني في " جزئه " ( 70 / 1 ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 2
/ 196 ) و الديلمي ( 4 / 8 - 9 ) عن محمد بن عبد الله بن أبي حماد القطان حدثنا
عبد الرحمن بن مغراء عن الأزهر بن عبد الله الأودي عن محمد بن عجلان عن سالم بن
عبد الله بن عمر عن أبيه عن # علي بن أبي طالب # مرفوعا , و قال أبو نعيم : "
حديث غريب , تفرد به عبد الرحمن بن مغراء عن أزهر " . قلت : و كلاهما صدوق , و
كذلك من فوقه . و أما القطان , فقد روى عنه جماعة من الثقات منهم أبو داود في "
المراسيل " , و النسائي خارج " السنن " , و كان أحمد يكرمه , فهو مستور , و قال
الحافظ : " مقبول " . قلت : فمثله حسن الحديث إن شاء الله , و لاسيما و في كلام
أبي نعيم المتقدم إشارة إلى أنه لم يتفرد به . و الله أعلم .
2269 " ما من امرئ مسلم ينقي لفرسه شعيرا , ثم يعلقه عليه إلا كتب له بكل حبة حسنة
" .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 340 :

أخرجه أحمد ( 4 / 103 ) و الطبراني في " مسند الشاميين " ( ص 103 ) عن شرحبيل
بن مسلم الخولاني : " أن روح بن زنباع زار تميما الداري فوجده ينقي شعيرا لفرسه
, قال : و حوله أهله , فقال له روح : أما كان في هؤلاء من يكفيك ? قال # تميم #
: بلى , و لكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره .
قلت : و هذا إسناد شامي جيد , رجاله ثقات , و في شرحبيل كلام لا يضر , فقد قال
الطبراني تحت عنوان : " ما أسند شرحبيل بن مسلم بن حامد الخولاني " : " سمعت
عبد الله بن أحمد يقول : سمعت أبي يقول : شرحبيل بن مسلم من ثقات المسلمين " .
و وثقه ابن نمير و العجلي و ابن حبان ( 4 / 363 ) و ضعفه ابن معين وحده ! فقول
الحافظ في " التقريب " : " صدوق فيه لين " فيه لين ! و قد اغتر به المناوي ,
فقال في " التيسير " : " إسناده فيه لين " ! و أعله في " الفيض " بإسماعيل بن
عياش أيضا ! و خفي عليه أنه صحيح الحديث عن الشاميين , و هذا منه , فإن
الخولاني شامي .

ساجدة لله
2010-10-20, 03:52 AM
2270 " ما من وال إلا و له بطانتان , بطانة تأمره بالمعروف و تنهاه عن المنكر و
بطانة لا تألوه خبالا , فمن وقي شرها فقد وقي و هو من التي تغلب عليه منهما " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 341 :

أخرجه النسائي ( 2 / 186 - 187 ) و الطحاوي ( 3 / 22 - 23 ) و البخاري معلقا (
4 / 401 ) و أحمد ( 2 / 237 و 289 ) عن الزهري قال : حدثني أبو سلمة بن عبد
الرحمن عن # أبي هريرة # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين . و تابعه عبد الملك بن عمير عن أبي
سلمة بن عبد الرحمن به , و فيه قصة . أخرجه الترمذي ( 2 / 58 - 59 ) و قال : "
حديث حسن صحيح غريب " . و قد تقدمت هذه المتابعة مع القصة و تخريجها تخريجا
موسعا برقم ( 1641 ) .
2271 " ما من بعير إلا على ذروته شيطان , فاذكروا اسم الله إذا ركبتموها كما أمركم
, ثم امتهنوها لأنفسكم , فإنما يحمل الله " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 342 :

أخرجه ابن خزيمة ( 241 / 2 , 255 / 2 ) و الحاكم ( 1 / 444 ) و عنه البيهقي ( 5
/ 252 ) و أحمد ( 4 / 221 ) و ابن معين في " التاريخ و العلل " ( 9 / 2 ) و
الحربي في " غريب الحديث " ( 5 / 49 / 1 ) و ابن سعد في " الطبقات " ( 4 / 297
) و الطبراني في " الكبير " ( 22 / 334 / 837 و 838 ) عن محمد بن إسحاق عن محمد
بن إبراهيم التيمي عن عمر بن الحكم بن ثوبان عن # أبي لاس الخزاعي # رضي الله
عنه قال : حملنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على إبل من إبل الصدقة ضعاف للحج
, فقلنا : يا رسول الله ! ما ترى أن تحملنا هذه , فقال : فذكره .
قلت : و هذا إسناد حسن رجاله ثقات , و ابن إسحاق , و إن كان قد عنعنه , فقد صرح
بالتحديث في رواية الحربي , و كذا أحمد في إحدى روايتيه , فثبت الحديث و الحمد
لله . و لهذا قال الهيثمي ( 10 / 131 ) : " رواه أحمد و الطبراني بأسانيد , و
رجال أحدها رجال الصحيح , و قد صرح بالسماع في أحدها " . و صححه الحاكم , و
وافقه الذهبي ! ! و له عنده شاهدان من حديث أبي هريرة , و حديث حمزة بن عمرو و
صححهما , و وافقه الذهبي . و انظر تخريجه في رسالة الصيام لابن تيمية ( 63 ) .
2272 " ما من رجل يتعاظم في نفسه و يختال في مشيته إلا لقي الله و هو عليه غضبان " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 342 :

أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( 549 ) و الحاكم ( 1 / 60 ) و أحمد ( 2 /
118 ) عن يونس بن القاسم اليمامي أن عكرمة بن خالد بن سعيد بن العاص المخزومي
حدثه أنه لقي عبد الله بن عمر بن الخطاب فقال له : يا أبا عبد الرحمن ! إنا بنو
المغيرة قوم فينا نخوة , فهل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في ذلك
شيئا ? فقال # عبد الله بن عمر # : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
فذكره , و قال الحاكم : " صحيح على شرط الشيخين " . و في " التلخيص " : " على
شرط مسلم " . قلت : و كلاهما خطأ , فإن اليمامي هذا لم يخرج له مسلم , فهو على
شرط البخاري وحده .
2273 " ما من رجل يجرح في جسده جراحة , فيتصدق بها , إلا كفر الله عنه مثل ما تصدق
به " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 343 :

أخرجه أحمد ( 5 / 316 و 329 و 330 ) , و ابنه عبد الله عن المغيرة عن الشعبي أن
# عبادة بن الصامت # قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره .
قلت : و هذا إسناد صحيح , إذا كان الغيرة - و هو ابن مقسم الضبي - سمعه من
الشعبي , فإنه قد وصف بالتدليس , لكن الظاهر من كلام الإمام أحمد أنه إنما كان
يدلس عن إبراهيم النخعي فقط , فقد قال أحمد : " حديث مغيرة مدخول , عامة ما روى
عن إبراهيم إنما سمعه من حماد و من يزيد بن الوليد و الحارث العكلي و عبيدة و
غيرهم " . و جعل أحمد يضعف حديث مغيرة عن إبراهيم وحده . و لذلك قوى أبو حاتم
حديثه عن الشعبي قال ابنه : " سألت أبي : مغيرة أحب إليك أو ابن شبرمة في
الشعبي ? فقال : جميعا ثقتان " . و لعله لذلك أخرج الحديث الضياء في " المختارة
" من طريق " المسند " ( 53 / 71 / 1 - 71 / 2 ) , و قال المناوي في " التيسير "
: " و إسناده صحيح " بناء على منقله في " الفيض " عن المنذري و الهيثمي أنهما
قالا : " و رجاله رجال الصحيح " . و لا يخفى ما فيه !
2274 " ما من شيء يصيب المؤمن في جسده يؤذيه , إلا كفر الله عنه من سيئاته " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 344 :

أخرجه الحاكم ( 1 / 347 ) و أحمد ( 4 / 98 ) و ابن أبي الدنيا في " الكفارات "
( 69 / 1 و 80 / 2 ) عن طلحة بن يحيى عن أبي بردة عن # معاوية # قال : سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره , و قال الحاكم : " صحيح على شرط
الشيخين " ! و وافقه الذهبي .
قلت : طلحة بن يحيى , هو التيمي المدني , و لم يخرج له البخاري شيئا , فهو على
شرط مسلم وحده على أنه قد تكلم في حفظه , و في " التقريب " : " صدوق يخطىء " .
لكن الحديث صحيح بلا ريب , له شواهد كثيرة في " الصحيحين " و غيرهما من حديث
عائشة و غيرها . و أخرج أحمد ( 6 / 66 ) عن عبيد الله بن عمير عنها : " أن رجلا
تلا هذه الآية : *( من يعمل سوءا يجز به )* <1> , قال : إنا لنجزى بكل عملنا ?
هلكنا إذا , فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم , فقال : نعم , يجزي به
المؤمنون في الدنيا في مصيبة في جسده فيما يؤذيه " . و إسناده صحيح على شرط
مسلم .

-----------------------------------------------------------
[1] النساء : الآية : . اهـ .
2275 " ما من عبد إلا و له صيت في السماء , فإذا كان صيته في السماء حسنا وضع في
الأرض حسنا , و إذا كان صيته في السماء سيئا وضع في الأرض سيئا " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 345 :

أخرجه البزار ( ص 326 - زوائده ) و ابن عدي ( 58 / 2 ) من طريق أبي الوليد عن
أبي وكيع الجراح بن مليح عن الأعمش عن أبي صالح عن # أبي هريرة # مرفوعا .
و قال ابن عدي : " ما أعلم رواه عن الأعمش غير أبي وكيع و سعيد بن بشر " .
قلت : و فيهما ضعف من قبل حفظهما , لكن أبو وكيع أقوى منه , و قد أخرج له مسلم
في " صحيحه " . و قال الحافظ في " التقريب " : " صدوق يهم " . و سائر الرواة
ثقات من رجال الشيخين , فالإسناد قوي . و قال الهيثمي في " المجمع " ( 10 / 271
) " رواه البزار , و رجاله رجال الصحيح " . و قد رواه سهيل بن أبي صالح عن أبيه
به نحوه . أخرجه مسلم و الترمذي و غيرهما , و قد خرجته في " الضعيفة " تحت
الحديث ( 2207 ) .
2276 " ما من عبد مؤمن إلا و له ذنب يعتاده الفينة بعد الفينة , أو ذنب هو مقيم عليه
لا يفارقه حتى يفارق الدنيا , إن المؤمن خلق مفتنا تواب نساء , إذا ذكر ذكر " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 346 :

رواه الطبراني ( 3 / 136 / 2 ) : حدثنا الحسن بن العباس الرازي أخبرنا أحمد بن
أبي سريج الرازي أخبرنا علي بن حفص المدائني أخبرنا عبيد المكتب الكوفي عن
عكرمة عن # ابن عباس # مرفوعا . قلت : و هذا إسناد صحيح , رجاله ثقات رجال "
الصحيح " غير الحسن بن العباس الرازي , و هو ثقة , كما قال الخطيب ( 7 / 397 )
, مات سنة تسع و ثمانين و مائتين . و الظاهر أنه قد توبع , فقد قال الهيثمي في
" المجمع " ( 10 / 201 ) : " رواه الطبراني في " الكبير " و " الأوسط " باختصار
, و أحد أسانيد " الكبير " رجاله ثقات " . أقول : فإني لم أره في ترجمة الرازي
هذا من " الأوسط " . و الله أعلم .
2277 " ما من عبد يصرع صرعة من مرض , إلا بعثه الله منها طاهرا " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 346 :

رواه الروياني في " مسنده " ( 30 / 225 / 2 ) و عنه ابن عساكر ( 7 / 19 / 2 ) :
أخبرنا مالك بن عبد الله بن سيف أبو سعد الجيبي - مصري - : أخبرنا عبد الله بن
يوسف أخبرنا خالد بن يزيد الدمشقي عن سالم بن عبد الله المحاربي عن سليمان بن
حبيب المحاربي عن # أبي أمامة # مرفوعا . قلت : و هذا إسناد جيد , من فوق مالك
كلهم ثقات معروفون من رجال " التهذيب " غير سالم بن عبد الله المحاربي , قال
ابن أبي حاتم ( 2 / 1 / 185 ) عن أبيه : " صالح الحديث " . و أما مالك بن عبد
الله التجيبي , فقال ابن أبي حاتم ( 4 / 1 / 214 ) : " سمعت منه بمصر , و كان
صدوقا " . و قد توبع كما يأتي . و الحديث قال الهيثمي ( 2 / 302 ) : " رواه
الطبراني في " الكبير " , و رجاله ثقات " . و نقل المناوي عنه أنه قال : " قال
سالم بن عبد الله البخاري ( كذا ) الشامي لم أجد من ذكره , و بقية رجاله ثقات
" ! كذا قال , و قد عرفناه و الحمد لله كما بينا . و الحديث أخرجه ابن أبي
الدنيا أيضا في " المرض و الكفارات " ( ق 195 / 2 ) و الطبراني في " الكبير " (
8 / 115 / 7485 ) من طريقين آخرين عن خالد بن يزيد به .
2278 " ما من نفس تموت و هي تشهد أن لا إله إلا الله و أني رسول الله , يرجع ذلك إلى
قلب موقن إلا غفر الله لها " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 347 :

أخرجه ابن ماجة ( 2 / 419 ) و ابن حبان ( 5 ) و أحمد ( 5 / 229 ) و الحميدي (
370 ) عن هصان بن الكاهل عن عبد الرحمن بن سمرة عن # معاذ بن جبل # مرفوعا . و
من هذا الوجه أخرجه النسائي أيضا في " اليوم و الليلة " ( 1136 - 1139 ) و كذا
ابن أبي شيبة و أحمد بن منيع و أبو يعلى كما في " زوائد البوصيري " ( 228 / 2 )
. قلت : و إسناده حسن إن شاء الله , رجاله ثقات رجال الشيخين غير هصان بن
الكاهل , روى عنه ثقتان , و ذكره ابن حبان في " الثقات " ( 5 / 512 ) . و حديثه
هذا بمعنى أحاديث أخرى في الباب , بعضها عن معاذ نفسه , منها حديث أنس عنه
مرفوعا بلفظ : " من مات و هو يشهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله
صادقا من قلبه , دخل الجنة " . أخرجه أحمد ( 5 / 229 ) و النسائي ( 1134 ) .
قلت : و إسناده صحيح على شرط الشيخين .
2279 " ما منكم من أحد إلا له منزلان : منزل في الجنة و منزل في النار , فإذا مات
فدخل النار , ورث أهل الجنة منزله , فذلك قوله تعالى : *( أولئك هم الوارثون )*
<1> " .

-----------------------------------------------------------

[1] المؤمنون : الآية : 10 . اهـ .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 348 :

أخرجه ابن ماجة ( 2 / 595 - آخر حديث فيه ) و ابن أبي حاتم في " تفسيره " و
البيهقي في " شعب الإيمان " ( 1 / 265 - هندية ) من طريق أبي معاوية عن الأعمش
عن أبي صالح عن # أبي هريرة # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره
. قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين . و كذا قال البوصيري في‎" الزوائد "
( 268 / 1 ) , و ذكر أنه رواه أبو بكر بن أبي شيبة فى‎"‎مسنده " . و عزاه
الحافظ في " الفتح " ( 11 / 442 - السلفية ) لأحمد مع ابن ماجة قال : " بسند
صحيح " . و لم أره في " المسند " إلا من حديث أبي سعيد نحوه ( 3 / 3 - 4 ) و هو
حديث آخر , فيه أن ذلك يقع عند السؤال في القبر , و سنده جيد . و كذلك هو في "
المسند " ( 6 / 140 ) من حديث عائشة و أبي هريرة , و هو عند ابن ماجة ( 4268 )
عن أبي هريرة وحده , و إسناده صحيح كما قال الحافظ و البوصيري في " الزوائد " ,
و رواه ابن حبان أيضا ( 781 ) و غيره . انظر " التعليق الرغيب على الترغيب و
الترهيب " ( 4 / 189 ) . و هو في " البخاري " ( 6569 ) من طريق أخرى عن أبي
هريرة بلفظ : " لا أحد يدخل الجنة إلا أري مقعده من النار لو أساء ليزداد شكرا
و لا يدخل النار أحد إلا أري مقعده من الجنة لو أحسن ليكون عليه حسرة " و رواه
البيهقي .

ساجدة لله
2010-10-20, 03:54 AM
2280 " ما يزال البلاء بالمؤمن و المؤمنة في نفسه و ولده و ماله حتى يلقى الله و ما
عليه خطيئة " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 349 :

أخرجه الترمذي ( 2401 ) و الحاكم ( 1 / 346 و 4 / 314 ) و أحمد ( 2 / 450 ) و
أبو نعيم في " الحلية " ( 7 / 91 ) و كذا ابن أبي الدنيا في " الكفارات " ( 69
/ 1 - 2 ) و في " الصبر " ( 50 / 1 ) و البزار ( ص 82 - زوائده ) و أبو يعلى (
4 / 1414 ) عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن # أبي هريرة # مرفوعا , و قال
الترمذي : " حديث حسن صحيح " . و قال الحاكم : " صحيح على شرط مسلم " , و وافقه
الذهبي . و أقول : إنما هو حسن فقط لأن محمد بن عمرو هذا , فيه كلام يسير من
قبل حفظه و لم يخرج له مسلم إلا متابعة . لكن الحديث صحيح بما له من شواهد
كثيرة معروفة , قد ساق الكثير الطيب منها الحافظ المنذري في " الترغيب " ( 4 /
144 - 155 ) . و مما لم يسقه مرسل عطاء بن يسار أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال : " ما زال الله يبتلي العبد حتى يلقاه و ما له ذنب " . أخرجه ابن أبي
الدنيا في‎"‎المرض و الكفارات " ( 87 / 1 ) : حدثنا خالد بن خداش حدثنا عبد
العزيز بن محمد عن سهيل بن أبي صالح عن زيد عن عطاء بن يسار . و هذا إسناد حسن
, رجاله كلهم ثقات رجال مسلم , على ضعف في خالد بن خداش . ثم أخرج ( 88 / 1 )
من طريق إبراهيم بن حمزة حدثني عبد العزيز بن محمد عن عمرو بن يحيى عن أبي
الحويرث عن محمد بن جبير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن الله
ليبتلي عبده بالسقم حتى يكفر عنه بذلك ذنبه كله " . و هذا مرسل أيضا , و رجاله
ثقات غير أبي الحويرث , و اسمه عبد الرحمن بن معاوية المدني , قال الحافظ : "
صدوق سيء الحفظ " .
2281 " متعها , فإنه لابد من المتاع و لو نصف صاع من تمر " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 350 :

أخرجه البيهقي ( 7 / 257 ) من طريق علي بن عبد الصمد حدثنا أبو همام الوليد بن
شجاع السكوني حدثنا مصعب بن سلام حدثنا شعبة عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن #
جابر بن عبد الله # رضي الله عنهما قال : " لما طلق حفص بن المغيرة امرأته
فاطمة , فأتت النبي صلى الله عليه وسلم فقال لزوجها : متعها , قال : لا أجد ما
أمتعها , قال : فإنه لابد من المتاع , قال : متعها و لو نصف صاع من تمر " .
قلت : و هذا إسناد حسن , رجاله كلهم ثقات رجال " التهذيب " و في بعضهم كلام ,
غير علي بن عبد الصمد , و هو أبو الحسن الطيالسي يعرف بـ " علان ماغمة " ترجمه
الخطيب , و قال ( 12 / 28 ) : " و كان ثقة , مات سنة تسع و ثمانين و مائتين " .
و تابعه محمد بن علي بن سهيل الحصيب حدثنا أبو همام الوليد بن شجاع به مختصرا .
أخرجه الخطيب ( 3 / 71 - 72 ) من طريق أبي الفتح محمد بن الحسين الأزدي عنه , و
قال : " قال الأزدي : لم يكن هذا الشيخ مرضيا , سرقه , هو عند علي بن أحمد بن
النضر , و أصله عن شعبة باطل , إنما هو عن الحسن بن عمارة " . قلت : كذا قال
الأزدي , و هو مردود بمتابعة علي بن عبد الصمد الثقة لمحمد بن علي بن سهيل
الحصيب , فانتفت شبهة سرقته , و اندفع إعلال الأزدي إياه بالسرقة , و لاسيما و
الأزدي نفسه متكلم فيه , على حفظه !
2282 " مثل الذي يسترد ما وهب , كمثل الكلب يقيء فيأكل قيئه , فإذا استرد الواهب
فليوقف , فليعرف بما استرد , ثم ليدفع إليه ما وهب " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 351 :

أخرجه أبو داود ( 2 / 109 ) و أحمد ( 2 / 175 ) عن أسامة بن زيد أن عمرو بن
شعيب حدثه عن أبيه عن # عبد الله بن عمرو # مرفوعا . قلت : و هذا إسناد حسن على
ما تقرر من حال عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده . و أسامة بن زيد هو الليثي ,
مولاهم , أبو زيد , و أما العدوي فضعيف .
2283 " مثل المؤمن كمثل الخامة من الزرع تميلها الريح مرة هكذا و مرة هكذا و مثل
المنافق كمثل الأرزة المجذية <1> على الأرض حتى يكون انجعافها مرة " .

-----------------------------------------------------------

[1] القائمة . اهـ .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 352 :

رواه البخاري ( 4 / 40 ) و مسلم ( 8 / 136 ) و الدارمي ( 2 / 310 ) و أحمد ( 3
/ 454 ) و أبو عبيد في " الغريب " ( 18 / 1 ) عن سفيان عن سعد بن إبراهيم حدثني
# ابن كعب بن مالك عن أبيه # عن النبي صلى الله عليه وسلم به . و أخرجه الحربي
( 5 / 203 / 1 ) مختصرا , و قال : " سمعت ابن الأعرابي يقول : الجاذي على قدميه
و الجاثي على ركبتيه . و جثا على ركبتيه , و هو الانتصاب " .‎و أخرجه أحمد ( 2
/ 523 ) و الشيخان من حديث أبي هريرة مرفوعا بمعناه . و أخرج أحمد أيضا ( 3 /
349 , 387 و 394 - 395 ) عن ابن لهيعة حدثنا أبو الزبير عن جابر به مرفوعا بلفظ
: " مثل المؤمن مثل السنبلة تستقيم مرة و تخر مرة و مثل الكافر مثل الأرزة لا
تزال مستقيمة حتى تخر و لا تشعر " . و هذا سند ضعيف . إلا أنه أخرجه ابن عساكر
في " التاريخ " ( 1 / 268 - طبع المجمع ) من طريق ابن وهب أخبرني ابن لهيعة به
. و حديث ابن وهب عن ابن لهيعة صحيح . فلم يبق إلا عنعنة أبي الزبير . لكن
أخرجه القضاعي ( ق 110 / 2 ) من طريق أبي بكر بن عياش عن الأعمش عن عطاء عن
جابر مرفوعا به نحوه , و قال : " لا تزال قائمة حتى تنقعر " . و هذا إسناد جيد
. و أما ما روى أحمد أيضا ( 5 / 342 ) من طريق إسماعيل بن أمية عمن حدثه عن أم
ولد أبي بن كعب عن أبي بن كعب : " أنه دخل رجل على النبي صلى الله عليه وسلم ,
فقال : متى عهدك بأم ملدم و هو حر بين الجلد و اللحم ? قال : إن ذلك لوجع ما
أصابني قط , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " مثل المؤمن مثل الخامة تحمر
مرة , و تصفر أخرى " . فهو ظاهر الضعف لجهالة أم الولد , و الراوي عنها الذي لم
يسم , و به أعله الهيثمي ( 2 / 293 ) .
2284 " مثل المؤمن مثل السنبلة , تميل أحيانا و تقوم أحيانا " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 353 :

ورد من حديث # أنس و أبي هريرة # :
1 - أما حديث أنس , فله عنه طرق : الأولى : عن ثابت عنه مرفوعا . أخرجه أبو
يعلى ( 2 / 831 ) و عنه الضياء في " المختارة " ( ق 49 / 2 ) و البزار في "
مسنده " ( ص 82 - زوائده ) و البغوي في " حديث هدبة بن خالد " ( 1 / 246 / 2 )
و الرامهرمزي في " الأمثال " ( 62 / 2 ) عن هدبة بن خالد حدثنا عبيد بن مسلم
صاحب السابري عنه . قلت : و هذا إسناد جيد , رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبيد
هذا , فترجمه ابن أبي حاتم ( 3 / 1 / 3 ) برواية أبي عاصم النبيل أيضا و أحمد
بن زياد بن سيار السياري عنه , و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا , و هو على شرط
ابن حبان فلعله في " ثقاته " . ثم طبع الكتاب , و هو فيه ( 7 / 158 ) برواية
التبوذكي , موسى بن إسماعيل , فهؤلاء ثقات ثلاثة رووا عنه : هذا و النبيل و
هدبة .
الثانية : عن قتادة عنه . أخرجه البزار أيضا و أبو بكر المعدل في " اثنا عشر
مجلسا من الأمالي " ( 2 / 1 ) عن فهد بن حيان حدثنا همام عنه .
قلت : و رجاله ثقات , غير فهد بن حيان , فإنه ضعيف .
الثالثة : عن أبي سفيان عنه نحوه . أخرجه البزار أيضا عن أبي بكر بن عياش عن
الأعمش عنه . و هذا إسناد جيد , رجاله ثقات رجال " الصحيح " .
الرابعة : عن حميد عنه به . أخرجه ابن عدي ( 148 / 1 ) , و الأصبهاني في "
الترغيب " ( 10 / 2 ) عن أبي يحيى الوقار حدثنا مؤمل بن عبد الرحمن عنه . و قال
: " و أبو يحيى الوقار زكريا بن يحيى يضع الحديث . و مؤمل أيضا فيه ضعف , و لعل
البلاء أيضا منه " .
قلت : فهذه الطريق لا يستشهد بها لشدة ضعفها , و فيما قبلها من الطرق غنية .
2 - و أما حديث أبي هريرة فيرويه محمد بن دينار عن داود بن أبي هند عن الشعبي
عنه مرفوعا . أخرجه الضياء في " الأحاديث و الحكايات " ( 12 / 206 / 1 - 2 ) ,
و محمد بن دينار هذا هو الطاحي , صدوق سيء الحفظ . و من فوقه ثقات على شرط مسلم
. و هو في " الصحيحين " نحوه كما تقدم في الذي قبله . و كذلك رواه ابن حبان في
" صحيحه " ( 2904 - الإحسان ) .
2285 " مثل المؤمن مثل النخلة , ما أخذت منها من شيء نفعك " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 355 :

رواه الطبراني ( 3 / 204 / 1 ) : حدثنا محمد بن الفضل السقطي أخبرنا سعيد بن
سليمان عن عباد بن العوام عن سفيان بن حسين عن أبي بشر عن مجاهد عن # ابن عمر #
مرفوعا . ثم رواه ( 204 / 2 ) عن شريك عن سلمة بن كهيل عن مجاهد به دون الشطر
الثاني منه . قلت : و هذا إسناد صحيح , رجاله ثقات رجال الشيخين غير السقطي
هذا و هو ثقة كما قال الخطيب ( 3 / 153 ) . و في الطريق الأخرى عن شريك , و هو
ابن عبد الله القاضي سيء الحفظ , يستشهد به .
2286 " مثل أمتي مثل المطر لا يدرى أوله خير أم آخره ? " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 355 :

روي من حديث # أنس و عمار بن ياسر و عبد الله بن عمر و علي بن أبي طالب و عبد
الله بن عمرو # .
1 - أما حديث أنس فله عنه أربعة طرق . الأولى : عن حماد بن يحيى الأبح عن ثابت
البناني عنه مرفوعا . أخرجه الترمذي ( 2873 ) و الطيالسي ( 2 / 197 ) و أحمد (
3 / 130 و 143 ) و ابن عدي ( 74 / 1 ) و ابن الضريس في " أحاديث مسلم بن
إبراهيم الفراهيدي " ( 6 / 1 ) و الرامهرمزي في " المحدث الفاصل " ( ص 83 -
ظاهرية ) و البيهقي في " الزهد الكبير " ( ق 46 / 1 ) من طرق عنه . و قال
الترمذي : " حديث حسن غريب من هذا الوجه " . قلت : و حماد بن يحيى صدوق يخطىء
كما في " التقريب " , فهو حسن الحديث لغيره على الأقل . و قد تابعه هدبة بن
خالد حدثنا عبيد بن مسلم السابري عن ثابت . و إبراهيم بن حمزة بن أنس حدثنا
حماد بن سلمة عن ثابت به . أخرجهما الرامهرمزي في " الأمثال " ( 82 / 2 ) . و
السابري هذا وثقه ابن حبان , و روى عنه ثلاثة من الثقات كما تقدم بيانه تحت
الحديث ( 2284 ) , فالسند جيد . و إبراهيم بن حمزة بن أنس لم أعرفه . فالحديث
بهذه الطرق عن ثابت صحيح .
الثانية : عن محمد بن المغيرة - يعرف بحمدان السكري - : حدثنا هشام بن عبيد
الله الرازي عن مالك بن أنس عن الزهري عنه . أخرجه السلفي في " معجم السفر " (
212 / 1 ) و ابن عساكر في " التاريخ " ( 12 / 221 / 1 ) و الضياء في " المنتقى
من مسموعاته بمرو " ( 91 / 1 ) . و الرازي هذا قال أبو حاتم : " صدوق " . و قال
ابن حبان : " كان يهم و يخطىء على الثقات " . و ذكر الدارقطني في " الغرائب "
أنه تفرد بهذا الحديث عن مالك , و أنه وهم فيه و دخل عليه حديث في حديث كما في
" اللسان " . و محمد بن المغيرة قال السليماني : " فيه نظر " .
الثالثة : عن خليد بن دعلج عن قتادة عنه . أخرجه ابن عدي ( 120 / 1 ) . و خليد
ضعيف .
الرابعة : عن عبيد الله بن تمام حدثنا يونس بن عبيد عن الحسن عنه . أخرجه ابن
عدي أيضا ( 237 / 1 ) , و قال : " عبيد الله بن تمام في بعض ما يرويه مناكير ,
و هذا لا يتابعه ثقة عليه " .
2 - حديث عمار , فله عنه طريقان : الأولى : عن الفضيل بن سليمان حدثنا موسى بن
عقبة عن عبيد بن سلمان الأغر عن أبيه عنه . أخرجه ابن حبان ( 2307 ) و البزار (
2843 - الكشف ) و الرامهرمزي في " الأمثال " و البيهقي في " الزهد " و الشاموخي
في " جزئه " ( رقم 10 ) , و قال البزار " هذا الإسناد أحسن ما يروى في هذا عن
عمار " . قلت : و رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبيد بن سلمان الأغر , و هو صدوق
و في فضيل بن سليمان و هو النميري ضعف من قبل حفظه كما في " التقريب " : " صدوق
, له خطأ كثير " . فهو إسناد حسن لغيره , و يحتمل التحسين لذاته , فيكون صحيحا
لغيره . و الأخرى : عن زياد أبي عمر عن الحسن عنه . أخرجه أحمد ( 4 / 319 ) . و
هذا إسناد جيد رجاله ثقات لولا أن الحسن - و هو البصري - مدلس , و قد عنعنه . و
في زياد - و هو ابن أبي أسلم - كلام يسير . و خالفه إسماعيل بن نصر فقال :
حدثنا عباد بن راشد عن الحسن عن عمران بن حصين مرفوعا به . فجعله من مسند عمران
. أخرجه البزار , و قال : " لا نعلمه يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم بإسناد
أحسن من هذا , و لا نعلمه يروى عن عمران إلا من هذه الطريق " . و قال الهيثمي (
10 / 68 ) : " رواه البزار و إسناده حسن ( ! ) و الطبراني في ( الأوسط ) " .
3 - و أما حديث ابن عمر , فيرويه عيسى بن ميمون قال : أخبرنا بكر بن عبد الله
المزني عنه به . أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 2 / 231 ) عن أبي عاصم , و
السهمي في " تاريخ جرجان " ( 386 ) عن محمد بن أبان , و القضاعي في " مسند
الشهاب " ( 110 / 1 ) عن معلى بن أسد , ثلاثتهم عن عيسى بن ميمون .
قلت : و هذا إسناد صحيح , فإن عيسى بن ميمون الذي روى عنه أبو عاصم هو الجرشي
المكي صاحب التفسير , و هو ثقة . و بكر بن عبد الله المزني تابعي ثقة جليل .
4 - و أما حديث علي , فرواه أبو يعلى كما في " الجامع " .
5 - و أما حديث ابن عمرو , فرواه الطبراني في " المعجم الكبير " . و بالجملة ,
فالحديث صحيح بلا ريب بمجموع هذه الطرق , و لذلك جزم بنسبته إلى النبي صلى الله
عليه وسلم العلامة ابن القيم في " إعلام الموقعين " ( 2 / 358 ) , و قال الحافظ
ابن حجر في " الفتح " ( 7 / 4 - 5 ) : " و هو حديث حسن , له طرق قد يرتقي بها
إلى الصحة " . قلت : بل هو صحيح يقينا كما بينته من هذا التخريج .

2287 " قال الله تعالى : يا ابن آدم ! قم إلي أمش إليك , و امش إلي أهرول إليك " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 359 :

أخرجه أحمد ( 3 / 478 ) عن أبي وائل عن سريج قال : سمعت # رجلا من أصحاب النبي
صلى الله عليه وسلم # يقول : قال النبي صلى الله عليه وسلم : فذكره . قلت : و
هذا إسناد صحيح , رجاله ثقات رجال مسلم غير سريج , كذا وقع في الأصل بالسين
المهملة و الجيم في آخره , و هو تصحيف , و الصواب " شريح " بالمعجمة و بالمهملة
آخره , و هو ابن الحارث بن قيس النخعي الكوفي , ثقة مخضرم . و للحديث شواهد
صحيحة من حديث أبي هريرة و أنس بن مالك و أبي ذر الغفاري و أبي سعيد الخدري .
1 - أما حديث أبي هريرة , فأخرجه أحمد ( 2 / 251 , 413 , 480 , 482 , 500 , 509
, 524 , 535 ) و البخاري ( 4 / 452 , 453 ) و مسلم ( 8 , 62 , 63 / 67 , 91 ) و
الترمذي ( 2 / 280 ) و صححه , و ابن ماجة ( 3822 ) .
2 - و أما حديث أنس , فأخرجه أحمد ( 3 / 122 , 127 , 130 , 138 , 272 , 283 ) و
البخاري ( 4 / 494 ) .
3 - و أما حديث أبي ذر , فأخرجه أحمد ( 5 / 153 , 169 ) و مسلم ( 8 / 67 ) و
ابن ماجة ( 3821 ) و مضى لفظه و تخريجه أيضا برقم ( 581 ) .
4 - و أما حديث أبي سعيد الخدري , فيرويه عطية عنه . أخرجه أحمد ( 3 / 40 ) .
2288 " إن مثل المؤمن كمثل القطعة من الذهب , نفخ فيها صاحبها فلم تغير و لم تنقص ,
والذي نفسي بيده , إن مثل المؤمن كمثل النحلة أكلت طيبا و وضعت طيبا و وقعت
فلم تكسر و لم تفسد " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 360 :

أخرجه أحمد ( 2 / 199 ) و الرامهرمزي في " الأمثال " ( 50 / 1 - 2 ) و
الأصبهاني في " الترغيب " ( 11 / 2 ) عن مطر عن عبد الله بن بريدة عن أبي
سبرة حدثني # عبد الله بن عمرو بن العاص # أنه سمع رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال : فذكره , و زاد في أوله : " إن الله يبغض الفحش و التفحش , والذي
نفسي بيده لا تقوم الساعة حتى يخون الأمين و يؤتمن الخائن حتى يظهر الفحش و
التفحش و قطيعة الأرحام و سوء الجوار " . قلت : و هذا إسناد ضعيف , أبو سبرة لم
يوثقه غير ابن حبان , و قال ابن معين : " لا أعرفه " . و مطر هو ابن طهمان
الوراق , صدوق كثير الخطأ , كما في " التقريب " . لكن تابعه على الزيادة
المذكورة حسين المعلم حدثنا عبد الله بن بريدة به . أخرجه أحمد ( 2 / 162 - 163
) و تابعه على الحديث كله قتادة عن عبد الله بن بريدة به . أخرجه الحاكم ( 4 /
513 ) و قال : " صحيح الإسناد " ! و وافقه الذهبي ! ثم وجدت له طريقا أخرى
يتقوى بها إن شاء الله تعالى , فقال البزار في " مسنده " ( ص 238 - زوائده ) :
حدثنا يوسف بن موسى حدثنا عبد الرحمن بن مغراء عن الأعمش عن أيوب عن عبد الله
بن عمرو مرفوعا بلفظ : " لا تقوم الساعة حتى يظهر الفحش و قطيعة الرحم و سوء
الجوار , ( و يخون ) الأمين , قيل : يا رسول الله ! فكيف المؤمن ? قال :
كالنحلة , وقعت فلم تفسد و أكلت فلم تكسر و وضعت طيبا " . و قال البزار : " لا
نعلم إلا هذا الطريق , و لا روى الأعمش عن أبي أيوب , إلا هذا الإسناد " . قلت
: كذا وقع هنا : " أبي أيوب " , و فيما تقدم : " أيوب " بإسقاط أداة الكنية و
يغلب على الظن أن الصواب إثباتها لقول البزار السابق : " و لا روى الأعمش عن
أبي أيوب إلا هذا الإسناد " . و من المعلوم أن الأعمش كثير الرواية عن أيوب - و
هو السختياني - حتى إنهم لما ذكروا الرواة عنه ذكروه أولهم , فلو كان الصواب أن
شيخ الأعمش في هذا الإسناد هو أيوب لم يقل البزار ذلك . فإذن من هو أبو أيوب
فيه ? الذي يظهر لي أنه أبو أيوب المراغي الأزدي البصري , روى عن جماعة من
الصحابة منهم ابن عمرو , و هو ثقة من رجال الشيخين . و قد سبق الكلام على هذه
الطريق بزيادة فائدة تحت الحديث ( 2253 ) . و لبعضه طريق أخرى يرويه عمار بن
محمد عن عبد السلام بن مسلم أبي مسعود عن منصور بن زاذان عن أبي جحيفة عن عبد
الله بن عمرو بلفظ : " من أشراط الساعة أن يؤتمن الخائن و يخون الأمين " .
أخرجه الخرائطي في " مكارم الأخلاق " ( ص 31 ) . و رجاله ثقات غير عبد السلام
هذا فلم أعرفه .
2289 " مررت بجبريل ليلة أسري بي بالملإ الأعلى , و هو كالحلس البالي من خشية الله
عز وجل " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 362 :

رواه محمد بن العباس البزار في " حديثه " ( 116 / 2 ) : حدثنا العباس بن الفضل
ابن رشيد الطبري قال : حدثنا عمر بن عثمان الكلابي قال : حدثنا عبيد الله بن
عمرو بن عبد الكريم عن عطاء عن # جابر # مرفوعا . قلت : و هذا إسناد ضعيف ,
رجاله كلهم ثقات غير عمرو بن عثمان الكلابي ( و الأصل : عمر كما ترى و هو خطأ )
, و هو ضعيف كما في " التقريب " . و العباس بن الفضل بن رشيد الطبري , قال
الدارقطني : " صدوق " و له ترجمة في تاريخ بغداد ( 12 / 147 ) . و الحديث , قال
السيوطي في " الخصائص الكبرى " ( 1 / 158 ) : " أخرجه ابن مردويه و الطبراني في
" الأوسط " بسند صحيح عن جابر " . قلت : و لعل مستند السيوطي في التصحيح قول
الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 1 / 78 ) : " رواه الطبراني في " الأوسط " , و
رجاله رجال الصحيح " . قلت : فإن كان هذا مستنده , فهو غير قوي لأن قول المحدث
: " رجاله رجال الصحيح " لا يساوي قوله : " إسناده صحيح " , لأن الأول إنما
يعني أن إسناده توفر فيه شرط من شروط الصحة , و هو كون رجاله ثقات رجال الصحيح
, و ليس يعني أنه سالم من علة قادحة كالتدليس و الانقطاع و غير ذلك , بخلاف
القول الآخر . فتنبه . على أن عمرا ليس من رجال ( الصحيح ) . و يحتمل أن يكون
طريق الطبراني ليس فيه عمرو بن عثمان الكلابي , فقد وجدت له متابعا , أخرجه ابن
أبي عاصم في " السنة " ( رقم 621 - بتحقيقي ) : حدثنا أيوب الوزان حدثنا عروة
بن مروان حدثنا عبيد الله بن عمرو و موسى بن أعين عن عبد الكريم به . قلت : و
هذا إسناد رجاله ثقات من رجال " التهذيب " , غير عروة بن مروان - و هو الرقي -
ذكره ابن أبي حاتم ( 3 / 1 / 398 ) بروايته عن جمع آخر من الثقات , و رواية
أيوب هذا فقط عنه , و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا , لكن ترجمه في " الميزان "
و " اللسان " برواية جمع آخر عنه , منهم يونس بن عبد الأعلى . و قال عنه
الدارقطني : " ليس بالقوي في الحديث " . فهو ممن يستشهد به . و الله أعلم . ثم
وقفت على إسناد " الأوسط " , فإذا هو من طريق عمرو , قال ( 1 / 287 / 2 / 4817
) : حدثنا أبو زرعة أخبرنا عمرو بن عثمان به . و هذه متابعة قوية للعباس بن
الفضل من أبي زرعة , و هو عبد الرحمن بن عمرو الدمشقي الحافظ الثقة . و أيوب هو
ابن محمد بن زياد الوزان الرقي , و هو ثقة . و بالجملة , فالحديث بمجموع
الطريقين حسن أو صحيح . و الله أعلم .

ساجدة لله
2010-10-20, 03:55 AM
2290 " ملعون من سأل بوجه ( الله ) و ملعون من يسأل بوجه الله ثم منع سائله ما لم
يسأله هجرا " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 363 :

رواه ابن عساكر ( 8 / 397 / 2 ) عن محمد بن هارون الروياني أخبرنا أحمد بن عبد
الرحمن أخبرنا عمي - يعني ابن وهب - : حدثني عبد الله بن عياش عن أبيه أن يزيد
بن المهلب لما ولي خراسان قال : دلوني على رجل كل لخصال الخير , فدل على أن أبي
بردة بن # أبي موسى الأشعري # , فما جاءه رآه رجلا فائقا , فلما كلمه رأى
مخبرته أفضل من مرآته , قال : إني وليتك كذا و كذا من عملي , فاستعفاه فأبى أن
يعفيه , فقال : أيها الأمير ! ألا أخبرك بشيء حدثنيه أبي أنه سمعه من رسول الله
صلى الله عليه وسلم ? قال : هاته , قال : إنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم
يقول : " من تولى عملا و هو يعلم أنه ليس لذلك العمل أهل فليتبوأ مقعده من
النار " , قال : و أنا أشهد أيها الأمير ! أني لست بأهل لما دعوتني إليه , فقال
له يزيد : ما زدت إلا أن حرضتني على نفسك و رغبتنا فيك , فأخرج إلى عهدك فإني
غير معفيك , ثم فخرج ( كذا الأصل و لعل الصواب : فخرج ثم ) أقام فيه ما شاء
الله أن يقيم , و استأذنه بالقدوم عليه , فأذن له , فقال : أيها الأمير ! ألا
أحدثك بشيء حدثنيه أبي أنه سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم ? قال هاته ,
قال : ( فذكره ) , قال : و أنا أسألك بوجه الله ألا ما أعفيتني أيها الأمير !
من عملك . فأعفاه . قلت : و هذا إسناد حسن , رجاله ثقات رجال مسلم , و في عبد
الله بن عياش ضعف من قبل حفظه , و مثله أحمد بن عبد الرحمن . و لكن هذا قد توبع
فيما يبدو لي من قول المنذري في تخريجه لهذا الحديث في " الترغيب " ( 2 / 17 )
, فإنه قال : " رواه الطبراني , و رجاله رجال الصحيح إلا شيخه يحيى بن عثمان بن
صالح , و هو ثقة " . قلت : و هو من طبقة أحمد بن عبد الرحمن , فالظاهر أنه
متابع له . و قال الهيثمي في " المجمع " ( 3 / 103 ) : " رواه الطبراني في "
الكبير " , و إسناده حسن , على ضعف في بعضه مع توثيق " . قلت : و كأنه يشير إلى
عبد الله بن عياش . و الله أعلم . و كذلك حسنه الحافظ العراقي , و تبعه السيوطي
كما في " المناوي " . و قد روي عن ابن عياش على وجه آخر , فقال الدولابي في "
الكنى " ( 1 / 43 ) : حدثنا يونس بن عبد الأعلى قال : أنبأ عبد الله بن وهب قال
: حدثني عبد الله بن عياش عن عبد الله بن الأسود عن أبي معقل بن أبي مسلم عن
أبي عبيدة مولى رفاعة بن رافع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكر
الشطر الثاني منه . و ذكره ابن أبي حاتم ( 4 / 2 / 448 ) في ترجمة أبي معقل بن
أبي مسلم بتمامه من طريق ابن وهب به , و قال : " سمعت أبا زرعة يقول : أبو معقل
لا يسمى , و أبو عبيدة ليست له صحبة " . و عبد الله بن الأسود لم أجد من ذكره .
و أشار إلى ذلك الهيثمي بقوله : " رواه الطبراني في " الكبير " , و فيه من لم
أعرفه " .
2291 " من أفضل الأعمال إدخال السرور على المؤمن , تقضي عنه دينا , تقضي له حاجة ,
تنفس له كربة " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 365 :

أخرجه البيهقي في " شعب الإيمان " ( 2 / 452 / 2 ) من طريقين عن أبي العباس
محمد بن يعقوب حدثنا الحسن بن علي بن عثمان - لعله عفان - : حدثنا الحسن بن علي
الجعفي عن سفيان بن عيينة عن # ابن المنكدر # يرفعه إلى النبي صلى الله عليه
وسلم . قال سفيان : و قيل لابن المنكدر فما بقي مما يستلذ ? قال : الإفضال على
الإخوان . قلت : و هذا إسناد مرسل , رجاله ثقات , غير الحسن بن علي الجعفي ,
فلم أعرفه , و من المحتمل أنه الحسن بن عطية القرشي الكوفي , فإنه من شيوخ علي
بن الحسن , و نسخة " الشعب " سيئة , فإن يكن هو , فهو صدوق كما قال أبو حاتم ,
و يحتمل أنه الحسن بن علي بن الوليد الجعفي , فإنه من هذه الطبقة , و لعله أقرب
, و هو ثقة , فإن ثبت هذا فالإسناد صحيح مرسل . و الحسن بن علي بن عثمان أظنه
ابن عفان تحرف على الناسخ إلى ابن عثمان , و ابن عفان ثقة . و للحديث شاهد من
حديث ابن عمر بسند حسن سبق تخريجه برقم ( 906 ) .
2292 " من اقتراب الساعة انتفاخ الأهلة , و أن يرى الهلال لليلة , فيقال : هو ابن
ليلتين " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 366 :

أخرجه الطبراني في " المعجم الصغير " ( ص 182 و رقم 1130 - الروض النضير ) و في
" الأوسط " أيضا ( 2 / 130 / 1 / 7007 ) و " مسند الشاميين " ( ص 642 ) : حدثنا
محمد بن عبد الرحمن بن الأزرق الأنطاكي - بأنطاكية - : حدثنا أبي حدثنا مبشر بن
إسماعيل عن شعيب بن أبي حمزة عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن # أبي هريرة #
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره , و قال : " تفرد به مبشر " .
قلت : و هو ثقة من رجال الشيخين و كذا من فوقه , فالإسناد جيد لولا أن الأنطاكي
و أباه لم أعرفهما , و هما على شرط ابن عساكر في " تاريخ دمشق " و لم أرهما فيه
, و في نسخة الظاهرية منه خرم . لكن الظاهر من ربط الطبراني التفرد بمبشر بن
إسماعيل أن شيخه و أباه لم يتفردا به . و الله أعلم . و في " مجمع الزوائد " (
3 / 146 ) : " رواه الطبراني في " الصغير " , و فيه عبد الرحمن بن الأزرق
الأنطاكي , و لم أجد من ترجمه " .
قلت : و فاته في " الأوسط " أيضا , و قد استفدنا منه تصحيح اسم ابن محمد شيخ
الطبراني , فقد وقع في النسخ المطبوعة من " الصغير " : " عبد الله بن عبد
الرحمن بن الأزرق " . فالصواب حذف : " عبد الله " , فهو : " محمد بن عبد الرحمن
بن الأزرق " , فإنه الموافق لما في " الأوسط " و " المسند " . لكن الحديث صحيح
عندي على كل حال , فإن له شواهد تقويه : الأول : عن أنس مرفوعا به , و زاد : "
و أن تتخذ المساجد طرقا و أن يظهر موت الفجأة " . أخرجه الطبراني في " الصغير "
( ص 233 ) و من طريقه الضياء في " الأحاديث المختارة " ( ق 161 / 2 ) عن شريك
عن العباس بن ذريح عن الشعبي عنه . و قال الطبراني : " لم يروه عن الشعبي إلا
العباس , و لا عنه إلا شريك " . قلت : و هو سيء الحفظ , و قد خولف , فقد قال
الضياء : " قال الدارقطني : و غيره يرويه عن الشعبي مرسلا " . قلت : رواه كذلك
حماد بن سلمة عن عاصم بن بهدلة عن الشعبي مرفوعا دون الزيادة . أخرجه أبو عمرو
الداني في " الفتن " ( 52 / 2 و 53 / 2 ) من طريقين عن حماد به . و هذا إسناد
مرسل حسن , لما عرف من حال ابن بهدلة .
الثاني : عن عبد الله بن مسعود مرفوعا دون قوله : " و أن يرى ... " . أخرجه
الطبراني في " المعجم الكبير " ( 3 / 78 / 2 ) و العقيلي في " الضعفاء " ( 238
) و ابن عدي ( 231 / 2 و 237 / 2 ) و تمام في " الفوائد " ( 41 / 1 ) عن عبد
الرحمن بن يوسف عن سليمان بن مهران عن شقيق بن سلمة عنه . و قال العقيلي : "
عبد الرحمن بن يوسف مجهول في النسب و الرواية , و الحديث غير محفوظ , و لا يعرف
إلا به " . و قال ابن عدي : " ليس بمعروف , و الحديث منكر عن الأعمش بهذا
الإسناد , و لا أعرف لعبد الرحمن غيره " .
الثالث : عن الحسن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره , مثل رواية
الشعبي . أخرجه الداني أيضا عن ( أبي ) داود عن عمارة بن مهران قال : سمعت
الحسن به . و هذا مرسل حسن أيضا .
الرابع : عن أبي سعيد الخدري موقوفا عليه . أخرجه ابن الأعرابي في " معجمه " (
195 / 2 ) و عنه الداني أخبرنا أبو رفاعة ( يعني عبد الله بن محمد بن عمر بن
حبيب العدوي ) : حدثنا أبو حذيفة عن سفيان عن عثمان بن الحارث عن أبي الوداك
عنه . و هذا إسناد رجاله ثقات معروفون , غير أبي رفاعة , فلم أجد له ترجمة .
الخامس : عن طلحة بن أبي حدرد قال النبي صلى الله عليه وسلم : فذكره . أخرجه
البخاري في " التاريخ " ( 2 / 2 / 345 ) : أخبرنا يعقوب أخبرنا محمد بن معن عن
عمه عنه . قلت : و هذا إسناد مجهول , أورده البخاري في ترجمة طلحة بن أبي حدرد
, و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا , و كذلك صنع ابن أبي حاتم ( 2 / 1 / 472 ) ,
و أما ابن حبان فذكره في " الثقات " ( 4 / 394 ) . و عم محمد بن معن لم أعرفه .
و لعل قوله : " عمه " , محرف من : " أبيه " , فإن البخاري و غيره ذكروا له
رواية عن أبيه , و ليس عن عمه , وثقه ابن حبان ( 7 / 412 ) , و روى عنه آخران .
و يعقوب هو ابن كاسب . و بالجملة , فهذه الطرق و إن كانت لا تخلو من ضعف ,
فبعضها يتقوى ببعض كما قال السخاوي في " المقاصد الحسنة " ( 1 / 433 ) . و قد
بقي الكلام على الزيادة المتقدمة في حديث أنس : " و أن تتخذ المساجد طرقا , و
أن يظهر موت الفجاءة " . فاعلم أن الشطر الأول منها له شاهد من حديث ابن مسعود
قال : " من أشراط الساعة أن يمر الرجل في المسجد فلا يركع ركعتين " . أخرجه عبد
الرزاق ( 1678 ) عن معمر عن أبي إسحاق و غيره من أهل الكوفة عنه . و أخرجه ابن
أبي شيبة ( 1 / 339 ) و الطبراني في " المعجم الكبير " ( 3 / 36 / 2 ) عن عبد
الأعلى بن الحكم عن خارجة بن الصلت البرجمي عنه قال : " من اقتراب الساعة أو من
أشراط الساعة أن تتخذ المساجد طرقا " . و من هذا الوجه أخرجه الحاكم ( 4 / 446
) مرفوعا , و له عنده تتمة , و قال : " صحيح الإسناد " . قلت : و تعقبه الذهبي
بما لا طائل تحته , بل إنه خلط بين هذا الإسناد و بين إسناد آخر قبله . و هذا
لا يحتمل الصحة , و إنما الحسن فقط , لأن عبد الأعلى - و هو ابن الحكم - ترجمه
ابن أبي حاتم ( 3 / 1 / 25 ) برواية ثقتين عنه , و لم يذكر فيه جرحا و لا
تعديلا , و هو على شرط ابن حبان , فلعله أخرجه في " ثقاته " , فليراجع . و
يقويه أن له طريقا أخرى عن ابن مسعود , يرويه منصور عن سالم بن أبي الجعد قال :
دخل ابن مسعود المسجد , فقال عبد الله : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "
إن من أشراط الساعة أن يمر الرجل في طول المسجد و عرضه لا يصلي فيه ركعتين " .
أخرجه الطبراني و قال : " هكذا رواه منصور , و وصله قتادة " . قلت : لكن إسناده
إلى قتادة ضعيف و فيه زيادة منكرة , كما بينته في الكتاب الآخر ( 4514 ) . و
أما الزيادة الأخرى : " و أن يظهر موت الفجأة " . فقد وجدت لها طريقا أخرى عن
أنس . أخرجه عبد الرزاق في " المصنف " ( 6780 ) و ابن عدي في " الكامل " ( 83 /
1 ) و الدينوري في " المنتقى من المجالسة " ( 270 / 2 ) عن الحسن بن عمارة عن
الحواري بن زياد عنه مرفوعا : " من اقتراب الساعة أن يفشو الفالج , و موت
الفجأة " . لكن ابن عمارة هذا متروك . إلا أنها قد ثبتت في مرسل الشعبي المتقدم
, رواه محمد بن يحيى عن أبيه عن حماد بن سلمة عن عاصم بن بهدلة عن الشعبي
مرفوعا . أخرجه أبو عمرو الداني في " الفتن " ( 52 / 1 و 53 / 1 ) . و هذا
إسناد مرسل حسن , محمد بن يحيى هو ابن سعيد بن فروخ القطان , و هو ثقة . و أما
أبوه فحافظ ثقة إمام , و من فوقهم معروفون , فإذا ضم إليه حديث أنس صارت هذه
الزيادة منه في مرتبة الحسن إن شاء الله .
2293 " منا الذي يصلي عيسى بن مريم خلفه " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 371 :

عزاه السيوطي في " الجامع " لأبي نعيم في " كتاب المهدي " عن # أبي سعيد # و
قال المناوي : " و فيه ضعف " . و أقول : لم يتيسر لي حتى الآن الوقوف على
إسناده , و مع ذلك فالحديث عندي صحيح لأنه جاء مفرقا في أحاديث . أما أنه من
أهل البيت , ففيه ثلاثة أحاديث : الأول : من حديث أم سلمة . أخرجه أبو داود و
غيره بسند صحيح , و هو مخرج في " الضعيفة " تحت الحديث ( 80 ) , و في " الروض
النضير " ( 2 / 54 ) . الثاني : من حديث علي , و هو مخرج في " الروض " أيضا ( 2
/ 53 ) . الثالث : من حديث أبي سعيد , و هو مخرج في " الروض " أيضا و في "
المشكاة " ( 5454 ) . و أما صلاته بعيسى عليه السلام , ففيه حديث جابر رضي الله
عنه مرفوعا . " لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة
, قال : فينزل عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم فيقول أميرهم : تعال : صل لنا ,
فيقول لا , إن بعضكم على بعض أمراء , تكرمة الله هذه الأمة " . أخرجه مسلم و
غيره , و قد سبق تخريجه برقم ( 1960 ) . و له شاهد من حديث عثمان بن أبي العاص
مرفوعا بالشطر الثاني مطولا . أخرجه أحمد ( 4 / 216 - 217 ) و الحاكم ( 4 / 478
) و قال : " صحيح الإسناد " . و رده الذهبي بأن المحفوظ أنه من رواية علي بن
زيد بن جدعان وحده . يعني و هو ضعيف . و في الباب أحاديث أخرى فيها التصريح بأن
الإمام الذي يصلي خلفه عيسى عليه السلام إنما هو المهدي , تراها في " العرف
الوردي " للسيوطي ( ص 81 , 83 , 84 ) , و قد مضى منها حديث جابر قريبا ( 2236 )
. و ختم السيوطي ذلك بما نقله عن أبي الحسن السحري ( ! ) : " قد تواترت الأخبار
و استفاضت بكثرة رواتها عن المصطفى صلى الله عليه وسلم بمجيء المهدي و أنه من
أهل بيته , ...‏و أنه يخرج مع عيسى بن مريم , فيساعده على قتل الدجال ... و أنه
يؤم هذه الأمة , و عيسى يصلي خلفه ...‏" .‏
2294 " من آذى المسلمين في طرقهم , وجبت عليه لعنتهم " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 372 :

رواه أبو بكر الشافعي في " مسند موسى بن جعفر بن محمد الهاشمي " ( 71 / 2 ) عن
موسى بن إبراهيم أخبرنا # موسى بن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده # مرفوعا .
قلت : و موسى بن إبراهيم هذا متروك . لكن له طريقا أخرى رواه الطبراني ( 1 /
312 / 1 و رقم 3050 - طبعة بغداد ) عن شعيب بن بيان حدثنا عمران القطان عن
قتادة عن أبي الطفيل عن حذيفة بن أسيد مرفوعا . قلت : و شعيب هذا ضعيف , و في "
التقريب " : " صدوق يخطىء " . و قال المنذري في " الترغيب " ( 1 / 83 ) : "
رواه الطبراني في " الكبير " بإسناد حسن " . طريق ثالث عن زكريا بن حكيم الحبطي
حدثنا عطاء بن السائب عن أبي الطفيل عن أبي ذر مرفوعا . أخرجه أبو نعيم في "
أخبار أصبهان " ( 2 / 129 ) و ابن عدي ( 148 / 1 ) و قال : " لا أعلم يرويه
بهذا الإسناد غير زكريا , و هو في جملة الذين يجمع حديثهم " . قلت : و بالجملة
, فالحديث بهذا الشاهد لا ينزل عن مرتبة الحسن . و الله أعلم .
2295 " من آذى عليا فقد آذاني " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 373 :

روي عن جمع من الصحابة :
الأول : عن # عمرو بن شاس # . رواه البخاري في " التاريخ " ( 3 / 2 / 307 ) و
الفسوي في " المعرفة " ( 1 / 329 - 330 ) و أحمد ( 3 / 483 ) و ابن حبان ( 2202
) و الحاكم ( 3 / 122 ) و صححه , و وافقه الذهبي ( ! ) و ابن عساكر ( 12 / 109
/ 2 ) عن محمد بن إسحاق حدثني أبان بن صالح حدثني الفضل بن معقل عن عبد الله بن
نيار الأسلمي عنه . ثم روى ابن عساكر من طريق موسى بن عمير عن عقيل بن نجدة بن
هبيرة عن عمرو بن شاس به . قلت : في الطريق الأولى الفضل بن معقل - و هو ابن
سنان الأشجعي - ذكره ابن أبي حاتم ( 3 / 2 / 67 ) من رواية أبان هذا فقط , و لم
يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . و في الطريق الأخرى عقيل بن نجدة , لم أجد من ذكره
. و موسى بن عمير , إن كان القرشي الأعمى فهو متروك , و إن كان التميمي العنبري
فهو ثقة . الثاني : عن # سعد بن أبي وقاص # رواه الهيثم بن كليب في " المسند "
( 15 / 2 ) و أبو يعلى ( رقم 770 ) و البزار ( 2562 ) و القطيعي في زيادته على
" فضائل الصحابة " ( 1078 ) , و ابن عساكر عن قنان النهمي حدثنا مصعب بن سعد عن
أبيه مرفوعا به . قلت : و هذا إسناد حسن , قنان هو ابن عبد الله النهمي , وثقه
ابن معين و ابن حبان , و قال النسائي : " ليس بالقوي " . الثالث : # جابر بن
عبد الله # : رواه ابن عساكر , و كذا السهمي في " تاريخ جرجان " ( 325 ) عن
إسماعيل بن بهرام الكوفي حدثني محمد بن جعفر عن أبيه عن جده عن جابر مرفوعا
بمعناه . قلت : إسماعيل هذا صدوق , توفي سنة ( 241 ) من شيوخ ابن ماجة . لكن
محمدا هذا - و هو ابن جعفر الصادق - تكلم فيه . و بالجملة , فالحديث صحيح
بمجموع هذه الطرق . ( تنبيه ) : لقد تكلم صاحبنا وصي الله بن محمد بن عباس في
تعليقه على " الفضائل " بكلام جيد على الحديث , من الطريقين الأولين , و لكنه
بعد أن ضعف الأولى , و حسن الأخرى , عاد فذهل فقال عقب الأخرى : " و مضى برقم (
981 ) بإسناد صحيح عن عمرو بن شاس نحوه " ! و أما المعلق على أبي يعلى فعلق
تحسين إسناده بسماع قنان من مصعب , مع أنه صرح بالتحديث في أبي يعلى و غيره !
2296 " من أثكل ثلاثة من صلبه فاحتسبهم على الله وجبت له الجنة " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 374 :

رواه ابن عساكر ( 14 / 354 / 1 ) عن عمرو بن الحارث أن أبا عشانة المعافري حدثه
أنه سمع # عقبة بن عامر الجهني # يقول : فذكره مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد صحيح , رجاله ثقات , و أبو عشانة بضم المهملة و تشديد
المعجمة اسمه حي بن يومن , ثقة مشهور بكنيته . و عمرو بن الحارث من رجال
الشيخين . و قد تابعه ابن لهيعة قال : حدثنا أبو عشانة به . أخرجه أحمد ( 4 /
144 ) . و ابن لهيعة سيء الحفظ , لكن متابعة عمرو بن الحارث إياه تدل على أنه
قد حفظ , و الظاهر أن الطبراني أيضا أخرجه من طريق عمرو , فقد قال الهيثمي ( 3
/ 5 - 6 ) : " رواه أحمد و الطبراني في " الكبير " و رجال الطبراني ثقات " .
ثم تحقق ما استظهرته بعد طبع المجلد السابع عشر من " كبير الطبراني " ( 300 /
829 ) . و للحديث شواهد كثيرة تؤكد صحته , منها الحديث الآتي برقم ( 2302 ) و
ما يشار إليه تحته , و فيه زيادة هامة .
2297 " من أجل سلطان الله أجله الله يوم القيامة " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 375 :

رواه ابن أبي عاصم في السنة ( 99 / 2 ) عن ابن لهيعة عن أبي مرحوم عن رجل من
بني عدي عن # عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه # به . قلت : و هذا إسناد ضعيف من
أجل جهالة الرجل الذي لم يسم , و ضعف ابن لهيعة . لكن له طريق أخرى , يرويه
حميد بن مهران : حدثنا سعد بن أوس عن زياد بن كسيب العدوي عن أبي بكرة قال :
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " من أكرم سلطان الله تبارك و تعالى
في الدنيا أكرمه الله يوم القيامة , و من أهان سلطان الله تبارك و تعالى في
الدنيا أهانه الله يوم القيامة " . أخرجه أحمد ( 5 / 42 , 48 - 49 ) بهذا
التمام و الطيالسي ( 2 / 167 ) الشطر الثاني منه , و من طريقه ابن حبان في "
الثقات " ( 4 / 259 ) و كذا الترمذي ( 2225 ) و قال : " حديث حسن غريب " .
قلت : و رجاله ثقات , إلا أن زياد بن كسيب لم يوثقه غير ابن حبان , و في ترجمته
ساق الحديث , و قد روى عنه مستلم بن سعيد أيضا كما في " التهذيب " . و قال في "
التقريب " : " مقبول " . قلت : يعني عند المتابعة , و قد توبع على الشطر الأول
منه في الطريق الأولى , فالحديث حسن عندي . و الله أعلم .
2298 " قتال المؤمن كفر و سبابه فسوق و لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام "
.

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 376 :

أخرجه أحمد ( 1 / 176 ) و الطبراني ( 1 / 18 / 2 ) و الضياء في " المختارة " (
1 / 338 ) من طريق عبد الرزاق أنبأنا معمر عن أبي إسحاق عن عمر بن سعيد حدثنا #
سعد بن أبي وقاص # مرفوعا . قلت : و هذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيحين غير
عمر بن سعد , و هو صدوق . و قد تابعه على الجملة الأخيرة منه أخوه محمد بن سعد
بن أبي وقاص . أخرجه أحمد ( 1 / 183 ) و أبو يعلى ( 1 / 206 ) و الطبراني أيضا
, و الضياء ( 1 / 345 ) من طريق إسرائيل عن أبي إسحاق أيضا عنه . و أبو إسحاق
مدلس مع اختلاطه . لكن الحديث صحيح , فإن هذه الجملة لها شاهد من حديث أبي أيوب
الأنصاري عند الشيخين و غيرهما , و هو مخرج في " الإرواء " ( 2089 ) . و ما
قبله له شاهد من حديث ابن مسعود عند البخاري و مسلم ( 1 / 58 ) .
2299 " من أحب أن تسره صحيفته , فيكثر فيها من الاستغفار " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 377 :

أخرجه الضياء في " المختارة " ( 1 / 297 ) من طريق الطبراني حدثنا أحمد بن يحيى
الحلواني حدثنا عتيق بن يحيى الزبيري حدثنا ابنا المنذر عبيد الله و محمد عن
هشام بن عروة عن أبيه عن # الزبير بن العوام # مرفوعا , و قال الطبراني : " لا
يروى عن الزبير إلا بهذا الإسناد , تفرد به عتيق بن يعقوب " .
قلت : محمد بن المنذر - و هو ابن الزبير بن العوام - أورده ابن أبي حاتم ( 4 /
1 / 97 ) و كذا البخاري ( 1 / 1 / 243 ) و ابن حبان في " ثقاته " ( 7 / 405 )
من رواية فليح بن محمد عنه عن أبيه . و لم يزد عليه . فهو مجهول الحال لرواية
عتيق أيضا عنه . لكن ذكره ابن حبان أيضا في مكان آخر ( 7 / 437 ) بروايته عن
هشام بن عروة , و عنه إبراهيم بن المنذر الحزامي , و كناه بأبي زيد , و قال : "
ربما أخطأ " . و قد تابعه أخوه عبيد الله كما ترى , و لكني لم أجد من ذكره إلا
ابن حبان في " الثقات " ( 7 / 152 ) برواية عتيق هذا فقط عنه . و عتيق بن يحيى
, كذا في الأصل و هو خطأ , و الصواب : ابن يعقوب كما في " الجرح و التعديل " (
3 / 2 / 46 ) و " اللسان " , و ذكر في الرواة عنه أحمد بن يحيى الحلواني هذا ,
و قد وثقه الدارقطني , و كذا أبو زرعة حيث روى عنه . و الحلواني هذا روى عنه
جمع من الحفاظ كأحمد و ابن معين و غيرهما , و وثقه جمع , ذكرهم الخطيب في "
تاريخه " ( 5 / 212 - 213 ) . قال الهيثمي في " المجمع " ( 10 / 208 ) : " رواه
الطبراني في " الأوسط " , و رجاله ثقات " . و قال المنذري في " الترغيب " ( 2 /
268 ) : " رواه البيهقي بإسناد لا بأس به " . ثم رأيت الحديث في " زوائد
المعجمين " ( ص 465 - نسخة الحرم المكي ) , و فيه " عتيق بن يعقوب " على الصواب
. و الحمد لله على توفيقه . و كذلك وقع في " شعب الإيمان " ( 1 / 364 ) للبيهقي
من طريق الحلواني . ثم رجعت إلى " المعجم الأوسط " , فوجدت الحديث فيه ( 1 / 48
/ 826 ) على الصواب أيضا , و الحمد لله رب العالمين .
2300 " من سره أن يجد طعم الإيمان فليحب المرء لا يحبه إلا لله عز وجل " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 378 :

أخرجه الطيالسي ( 2495 ) و أحمد ( 2 / 298 , 520 ) و البزار ( 1 / 50 / 63 ) من
طرق عن شعبة أخبرني يحيى بن أبي سليم سمعت عمرو بن ميمون عن # أبي هريرة # عن
النبي صلى الله عليه وسلم . قلت : و هذا إسناد حسن , رجاله ثقات رجال الشيخين
غير يحيى بن أبي سليم و هو أبو بلج الفزاري الواسطي , و هو صدوق ربما أخطأ كما
قال الحافظ . و الحديث قال الهيثمي ( 1 / 90 ) : " رواه أحمد و البزار , و
رجاله ثقات " . قلت : و أخرجه أيضا ابن نصر في " الصلاة " ( 101 / 1 ) من الوجه
المذكور و كذا الحاكم ( 1 / 4 و 4 / 168 ) , و قال : " صحيح الإسناد " , و
وافقه الذهبي . و قد خالف الطرق المشار إليها آنفا يزيد بن هارون , فقال :
حدثنا شعبة عن أشعث ابن أبي الشعثاء عن عمرو بن ميمون قال : بنحوه . أخرجه
البزار أيضا , و قال : " لا نعلم أحدا رواه عن شعبة عن أشعث هكذا إلا يزيد , و
لم يتابع عليه , و الصواب حديث أبي بلج عن عمرو عن أبي هريرة " . ( تنبيه ) :
ذكر المناوي عن العراقي أنه قال في " أماليه " : " حديث صحيح و هو من غير طريق
الحاكم " !

ساجدة لله
2010-10-20, 04:10 AM
2301 " من أحب أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل , فليقرأه على قراءة ابن أم عبد " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 379 :

أخرجه ابن ماجة ( 138 ) و أحمد ( 1 / 7 , 445 , 454 ) من طريق عاصم بن أبي
النجود عن زر بن حبيش عن # ابن مسعود # قال : " دخل رسول الله صلى الله عليه
وسلم المسجد و هو بين أبي بكر و عمر , و إذا ابن مسعود يصلي و إذا هو يقرأ (
النساء ) , فانتهى إلى رأس المائة , فجعل ابن مسعود يدعو و هو قائم يصلي , فقال
النبي صلى الله عليه وسلم : اسأل تعطه , اسأل تعطه , ثم قال : ( فذكره ) , فلما
أصبح غدا إليه أبو بكر رضي الله تعالى عنه ليبشره , و قال له : ما سألت الله
البارحة ? قال : قلت : اللهم إني أسألك إيمانا لا يرتد , و نعيما لا ينفد , و
مرافقة محمد في أعلى جنة الخلد . ثم جاء عمر رضي الله عنه , فقيل له : إن أبا
بكر قد سبقك ! قال : يرحم الله أبا بكر , ما سبقته إلى خير قط إلا سبقني إليه "
. و السياق لأحمد , و لابن ماجة المرفوع منه فقط .
قلت : و هذا إسناد حسن . و له طريق آخر يرويه الحسن بن عبيد الله حدثنا إبراهيم
عن علقمة عن القرثع عن قيس أو ابن قيس - رجل من جعفي - عن عمر بن الخطاب رضي
الله عنه قال : " مر رسول الله صلى الله عليه وسلم و أنا معه و أبو بكر رضي
الله عنه على عبد الله بن مسعود و هو يقرأ , فقام , فسمع قراءته , ثم ركع عبد
الله و سجد , قال : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : سل تعطه , سل تعطه
...‏" الحديث نحوه . أخرجه البخاري في " التاريخ " ( 4 / 1 / 199 ) و أحمد ( 1
/ 38 و 39 ) و الطبراني ( 3 / 9 / 1 ) . ثم أخرجه أحمد ( 1 / 25 ) من طريق
الأعمش عن خيثمة عن قيس بن مروان عن عمر به . و من طريقه أيضا عن إبراهيم عن
علقمة عن عمر به . و من هذه الطريق أخرجها الحاكم ( 2 / 227 و 3 / 318 ) و قال
: " صحيح على شرط الشيخين " , و وافقه الذهبي .
قلت : الظاهر أنه منقطع بين علقمة و عمر , بينهما القرثع عن قيس , و هو قيس بن
مروان كما في رواية إبراهيم المتقدمة عنه و هو ثقة حجة , و معه زيادة فيجب
قبولها , لكن في الطريق إليه الحسن بن عبيد الله و هو النخعي و فيه كلام , انظر
" المختارة " للضياء المقدسي ( 253 - 255 - بتحقيقي ) . و القرثع و قيس صدوقان
كما في " التقريب " , فالإسناد جيد . و للحديث طريق أخرى من رواية أبي الضحى عن
عبد الله مرفوعا . أخرجه ابن سعد ( 2 / 342 ) .
قلت : و إسناده صحيح على شرط الشيخين . و رواه من طريق إبراهيم بن مهاجر عن
إبراهيم عن عبد الله به . و ابن مهاجر لين الحفظ . و له شاهد من حديث عمار بن
ياسر . أخرجه الحاكم ( 2 / 228 ) . و آخر من رواية أبي بكر بن أبي مريم عن عطية
بن قيس الكلابي مرسلا . أخرجه ابن عساكر ( 6 / 282 / 2 ) . و ثالث من حديث علي
بتمامه . أخرجه الحاكم ( 3 / 317 ) , و قال : " صحيح الإسناد " و وافقه الذهبي
.
2302 " من احتسب ثلاثة من صلبه دخل الجنة , فقالت امرأة : أو اثنان ? قال : أو اثنان
" .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 381 :

أخرجه البخاري في " التاريخ " ( 3 / 2 / 421 ) و النسائي ( 1 / 264 ) و ابن
حبان ( 721 ) عن بكير بن عبد الله عن عمران بن نافع عن حفص بن عبيد الله عن #
أنس # مرفوعا به . و ليس عند البخاري و ابن حبان : " فقالت امرأة ... " . و زاد
النسائي أيضا : " قالت المرأة يا ليتني قلت : واحد " !
قلت : و هذا إسناد رجاله ثقات رجال " الصحيح " غير عمران بن نافع فوثقه ابن
حبان , و كذا النسائي مع أنه لم يرو عنه غير بكير هذا و في ترجمته ساق البخاري
حديثه هذا , و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . و الحديث صحيح , فإن له شواهد
كثيرة , منها حديث أبي هريرة رفعه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لنسوة
من الأنصار : " لا يموت لإحداكن ثلاثة من الولد فتحتسبه ; إلا دخلت الجنة ,
فقالت امرأة منهن : أو اثنين يا رسول الله ? قال : أو اثنين " . أخرجه مسلم ( 8
/ 39 ) و أحمد ( 2 / 246 و 378 ) . و منها حديث أبي سعيد الخدري مرفوعا نحوه ,
و فيه : " فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : و اثنين و اثنين و اثنين " .
أخرجه مسلم , و كذا البخاري ( 3 / 94 - فتح ) دون تكرار : " و اثنين " .
2303 " من البر أن تصل صديق أبيك " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 382 :

الطبراني في " الأوسط " ( 350 ) عن عنبسة بن عبد الرحمن عن عبد الرحمن بن سابط
عن # أنس بن مالك # مرفوعا . و قال : " لا يروى عن أنس إلا بهذا الإسناد لم يرو
ابن سابط عن أنس غيره " . و أقول : لا يمكن الجزم بأن ابن سابط رواه عن أنس لأن
الراوي عنه عنبسة بن عبد الرحمن ,‎و هو الأموي متروك , رماه أبو حاتم بالوضع .
و قال الهيثمي ( 8 / 147 ) : " رواه الطبراني في " الأوسط " , و فيه عنبسة بن
عبد الرحمن القرشي , و هو متروك " . لكن الحديث صحيح لأن له شاهدا من حديث ابن
عمر عند مسلم و غيره و قد سبق ذكره تحت الحديث ( 2089 ) .
2304 " من أخاف أهل المدينة أخافه الله " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 382 :

أخرجه ابن حبان ( 1039 ) و ابن النجار في " ذيل تاريخ بغداد " ( 10 / 4 ) و ابن
عساكر ( 16 / 240 / 2 ) عن عبد الرحمن بن عطاء عن # محمد بن جابر بن عبد الله
عن أبيه # مرفوعا . قلت : و هذا إسناد حسن , و في ابني عطاء و جابر كلام يسير
لا يضر , و لاسيما و قد توبعا , فرواه محمد بن صالح بن قيس بن الأزرق عن مسلم
ابن أبي مريم عن علي بن عبد الرحمن المعاوي عن جابر بن عبد الله به , إلا أنه
لم يقل : " أخافه الله " , و زاد : " فعليه لعنة الله و غضبه , لا يقبل الله
منه صرفا و لا عدلا " . أخرجه الدولابي في " الكنى " ( 1 / 132 ) . و الأزرق
هذا ترجمه ابن أبي حاتم ( 3 / 2 / 287 - 288 ) , و قال عن أبيه : " شيخ . يعني
يستشهد به . و قد خالفه يحيى بن سعيد فقال : عن مسلم بن أبي مريم عن عطاء بن
يسار عن السائب بن خالد - و كان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم - أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره بتمامه مع الزيادة . أخرجه الحربي في
" غريب الحديث " ( 5 / 146 / 1 ) و الدولابي ( 1 / 72 )‎و كذا أحمد ( 4 / 55 و
56 ) . قلت : و إسناده صحيح . و أخرجه كذلك النسائي في " الكبرى " ( ق 89 / 2 )
و البغوي في " مختصر المعجم " ( 9 / 136 / 2 ) و عنه ابن عساكر ( 16 / 240 / 2
) و الخلعي في " الفوائد " ( 111 / 1 ) و يعقوب بن أحمد الصيرفي فى‎" المنتقى
من فوائده " ( 255 / 2 ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 1 / 372 ) و أحمد من طرق
أخرى عن عطاء به . و أخرجه الدولابي أيضا ( 1 / 123 ) لكن دون الزيادة . و
للحديث شاهد من رواية ابن جريح عن أبي بكر بن عبد الله عن سهيل بن أبي صالح عن
سعيد بن يسار عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه
وسلم قال : فذكره . أخرجه الجندي في " فضائل المدينة " ( رقم 31 - منسوختي ) .
قلت : و رجاله ثقات غير أبي بكر بن عبد الله - و هو ابن أبي سبرة - و هو متهم
بالوضع , فلا يصلح للشهادة . و قد صح الحديث عن جابر بلفظ : " من أخاف أهل
المدينة , فقد أخاف ما بين جنبي " . أخرجه أحمد ( 3 / 354 و 393 ) عن زيد بن
أسلم عنه . و رجاله رجال الشيخين غير أن زيدا هذا لم يسمع من جابر كما قال ابن
معين . و أخرجه أحمد بن المهندس في " حديث عافية و غيره " ( 2132 / 1 ) و ابن
عساكر ( 16 / 240 / 2 ) من طريقين عن ابن أخي جابر بن عبد الله عن جابر به .
و ابن أخي جابر لم أعرفه . و تابعه عبد الله بن نسطاس عن جابر . أخرجه ابن
عساكر أيضا عن هاشم بن هاشم بن عتبة بن أبي وقاص عنه . و عبد الله بن نسطاس و
ثقه النسائي و لم يرو عنه غير هاشم هذا . و رواه محمد بن كليب عن محمود و محمد
ابني جابر سمعا جابرا قال : فذكره مرفوعا إلا أنهما قالا : " الأنصار " بدل "
أهل المدينة " . أخرجه البخاري في " التاريخ " ( 1 / 1 / 53 و 4 / 1 / 404 ) .
قلت : و رجاله ثقات على ضعف في محمد بن جابر كما تقدم ,‎و أما أخوه محمود , ففي
ترجمته ذكر البخاري هذا الحديث و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . و قال ابن أبي
حاتم ( 4 / 1 / 291 ) : " لا أعرف محمود بن جابر , أعرف محمد بن جابر بن عبد
الله " . قلت : و أما ابن حبان فأوردهما في " الثقات " ( 3 / 232 و 258 ) على
قاعدته المعروفة !
2305 " من أخذ السبع الأول من القرآن فهو حبر " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 385 :

أخرجه أحمد ( 6 / 73 و 82 ) و ابن نصر في " قيام الليل " ( ص 69 ) و الطحاوي في
" مشكل الآثار " ( 2 / 153 - 154 ) و الحاكم ( 1 / 564 ) و الواحدي في " الوسيط
" ( 2 / 123 / 2 ) و الخطيب ( 10 / 108 ) من طريق عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب
عن حبيب بن هند الأسلمي عن عروة بن الزبير عن # عائشة # مرفوعا . و قال الحاكم
: " صحيح الإسناد " , و وافقه الذهبي . و أقول : حبيب بن هند , قال ابن أبي
حاتم ( 1 / 2 / 110 ) : " روى عنه عبد الله بن أبي بكر , و عمرو بن عمرو , و
ابن حرملة " . و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . و كذلك صنع البخاري ( 1 / 2 /
327 ) , و ذكره ابن حبان في " الثقات " ( 4 / 141 و 6 / 177 ) , فالحديث حسن أو
قريب منه . و الله أعلم . ( تنبيه ) : " حبر " بفتح المهملة و كسرها , أي عالم
. كذا وقع في المصادر المذكورة , سوى " المشكل " و " المستدرك " , فوقع فيهما
بلفظ " خير " بالخاء المعجمة , و كذلك وقع في " الجامع الصغير " معزوا للحاكم و
البيهقي في " الشعب " و عليه شرح المناوي . و الله أعلم . ( فائدة ) : المقصود
من ( السبع الأول ) : السور السبع الطوال من أول القرآن , و هي مع عدد آياتها :
1 - البقرة ( 286 ) , 2 - آل عمران ( 200 ) , 3 - النساء ( 176 ) , 4 - المائدة
( 120 ) , 5 - الأنعام ( 165 ) , 6 - الأعراف ( 206 ) , 7 - التوبة ( 129 ) .
2306 " من أخرج من طريق المسلمين شيئا يؤذيهم , كتب الله له به حسنة , و من كتب له
عنده حسنة , أدخله الله بها الجنة " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 386 :

رواه الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 94 / 2 من الجمع بين المعجمين ) عن أبي بكر
بن أبي مريم حدثني حميد بن عقبة بن رومان عن # أبي الدرداء # مرفوعا , و قال :
" لا يروى عن أبي الدرداء إلا بهذا الإسناد , تفرد به أبو بكر " .
قلت : و هو ضعيف لاختلاطه . و حميد بن عقبة بن رومان ترجمه ابن أبي حاتم ( 1 /
2 / 226 ) برواية ثقتين عنه . و كذلك صنع ابن حبان في " الثقات " ( 1 / 41 -
هندية ) . و الحديث أورده الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 3 / 135 ) بهذا اللفظ
, و قال : " رواه الطبراني في الأوسط " , و لفظه في " الكبير " عن النبي صلى
الله عليه وسلم قال : " من أخرج من طريق المسلمين شيئا يؤذيهم كتب الله له به
مائة حسنة " , و لم يزد . و فيه أبو بكر بن أبي مريم , و هو ضعيف " . و للحديث
شاهد من رواية الخليل بن أحمد قال : حدثنا المستنير بن أخضر قال : حدثني معاوية
بن قرة قال : كنت مع معقل المزني , فأماط أذى عن الطريق , فرأيت شيئا , فبادرته
, فقال : ما حملك على ما صنعت يا ابن أخي ? قال : رأيتك تصنع شيئا فصنعته , قال
: أحسنت يا ابن أخي ! سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " من أماط أذى عن
طريق المسلمين , كتب له حسنة , و من تقبلت له حسنة دخل الجنة " . أخرجه البخاري
في " الأدب المفرد " ( 593 ) و الطبراني في " الكبير " , إلا أنه قال : "
المستنير بن الأخضر بن معاوية عن أبيه قال : كنت مع معقل بن يسار ... " إلخ ..
فجعله من رواية المستنير عن أبيه , و ليس من روايته عن معاوية بن قرة و هو جده
كما في البخاري , و قال الهيثمي : " قال المزي : ( الصواب كما رواه البخاري ) .
فإن كان كما قال المزي فإسناده حسن إن شاء الله تعالى , و إن كان فيه ( عن أبيه
أخضر ) , فلم أجد من ذكر ( أخضر ) . و الله أعلم " .
و أقول : ليس بحسن لأن المستنير بن أخضر لم يوثقه أحد , بل قال ابن المديني : "
مجهول , لا أعرفه " . نعم , لو قيل : إنه حسن بالذي قبله لم يكن بعيدا , و
لاسيما و له شاهد آخر يرويه أبو شيبة المهري قال : كان معاذ يمشي و رجل معه ,
فرفع حجرا من الطريق , فقال : ما هذا ? قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول : " من رفع حجرا من الطريق كتبت له حسنة , و من كانت له حسنة دخل
الجنة " . قال الهيثمي : " رواه الطبراني في " الكبير " , و رجاله ثقات " . كذا
قال , و أبو شيبة هذا لم يوثقه غير ابن حبان ( 1 / 306 - هندية ) , و قال
الذهبي : " لا يدرى من ذا ? " . و جملة القول أن الحديث بشاهديه حسن على أقل
المراتب . و الله تعالى أعلم . ثم وجدت لحديث معاذ طريقا أخرى , يرويه النضر بن
كثير السعدي حدثنا يحيى بن سعيد الأنصاري عن سعيد بن المسيب عنه به . أخرجه
المخلص في " الفوائد المنتقاة " ( 7 / 1 / 2 ) . و رجاله ثقات غير النضر هذا ,
و هو ضعيف عابد كما في " التقريب " . ( تنبيه ) : لقد أورده السيوطي في "
الجامع " كما هو أعلاه , برواية الطبراني في " الأوسط " , فادعى المناوي أن
تخريجه إياه غير محرر ! ثم ذكر أن لفظ " الأوسط " هو لفظ " الكبير " الذي ليس
فيه : " و من كتب له عنده حسنة .. " ! فكأنه لما قرأ كلام الهيثمي المتقدم , لم
تقع عينه على قوله فيه : " .. في الكبير " , فوقع في الخطأ , نسأل الله العصمة
.
2307 " من ادعى إلى غير أبيه فلن يرح رائحة الجنة , و ريحها يوجد من مسيرة سبعين
عاما " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 388 :

أخرجه أحمد ( 2 / 171 / 194 ) و الخطيب ( 2 / 347 ) عن شعبة عن الحكم عن مجاهد
عن # عبد الله بن عمرو # عن النبي صلى الله عليه وسلم . قلت : و هذا إسناد صحيح
على شرط الشيخين , و الحكم هو ابن عتيبة الكوفي . و قد خالفه في متنه عبد
الكريم عن مجاهد به إلا أنه قال : " خمسمائة عام " . أخرجه ابن ماجة ( 2611 ) :
حدثنا محمد بن الصباح أنبأنا سفيان عن عبد الكريم به . و قال البوصيري في "
زوائده " ( 161 / 2 ) : " إسناده صحيح " . و نقل السندي في " حاشيته " على ابن
ماجة عنه أنه علل ذلك بقوله : " لأن محمد بن الصباح هو أبو جعفر الجرجاني <1>
التاجر , قال فيه ابن معين : لا بأس به . و قال أبو حاتم : صالح الحديث . و
ذكره ابن حبان في " الثقات " , و باقي رجال الإسناد لا يسأل عن حالهم لشهرتهم "
. و أقول : هذا مسلم على اعتبار أن عبد الكريم هذا هو الجزري و به جزم المنذري
في " الترغيب " ( 3 / 88 ) و لم أجد ما يؤيد هذا الجزم , بل إن احتمال كونه عبد
الكريم ابن أبي المخارق الضعيف وارد , لأن كلا منهما قد ذكروه في شيوخ سفيان ,
و هو ابن عيينة , كما ذكروا في شيوخهما معا مجاهدا , و لكن يرجح هذا الاحتمال
المخالفة المذكورة , فإنها بعبد الكريم المضعف أليق من عبد الكريم الجزري الثقة
. و الله أعلم . و الحديث في " الصحيحين " و غيرهما عن سعد و أبي بكرة مرفوعا
دون قوله : " و ريحها يوجد . " . و هو مخرج في " غاية المرام " ( 267 ) .

-----------------------------------------------------------
[1] كذا الأصل , و الصواب الجرجراني . اهـ .
2308 " من أدرك منكم عيسى ابن مريم , فليقرئه مني السلام " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 389 :

أخرجه الحاكم ( 4 / 545 ) عن عبد الله بن سليمان حدثنا محمد ( الأصل محمود )
ابن مصفى الحمصي حدثنا إسماعيل عن أيوب عن أبي قلابة عن # أنس # مرفوعا . و قال
: " إسماعيل هذا أظنه ابن عياش , و لم يحتجا به " . و وافقه الذهبي , بل إنه
جزم بذلك , فإنه لما ساق إسناد الحديث من عند إسماعيل قال : " إسماعيل بن عياش
عن أيوب ... " . فأضاف من عنده في صلب الإسناد : " ابن عياش " . و ذلك وهم منه
و من الحاكم أيضا , فإنه ليس هو ابن عياش , و إنما إسماعيل ابن علية , و هو ثقة
من رجال الشيخين , و قد ذكروا في شيوخه أيوب هذا , و هو السختياني . و محمد بن
مصفى الحمصي , قال الحافظ : " صدوق , له أوهام , و كان يدلس " .
قلت : و قد صرح هنا بالتحديث , فأمنا شبهة تدليسه . و عبد الله بن سليمان هو
الحافظ ابن الحافظ أبي داود السجستاني صاحب " السنن " , و هو ثقة , تكلم فيه
والده بما لم يقبلوه منه . و المعصوم من عصمه الله , فالإسناد جيد . و روى
الحاكم أيضا ( 2 / 595 ) من طريق محمد بن إسحاق عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن
عطاء مولى أم حبيبة قال : سمعت أبا هريرة يقول : قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : ليهبطن عيسى ابن مريم حكما عدلا ... الحديث يقول أبو هريرة : " أي بني
أخي ! إن رأيتموه فقولوا : أبو هريرة يقرئك السلام " . و قال الحاكم : " صحيح
الإسناد " , و وافقه الذهبي . و أقول : محمد بن إسحاق مدلس , و قد عنعنه . و
عطاء مولى أم حبيبة لم أعرفه , و لعل أم حبيبة محرف من أم صبية , فإن عطاء مولى
أم صبية من رجال النسائي . روى عن أبي هريرة . و عنه سعيد المقبري و هو مجهول .
2309 " من أراد أن يصوم فليتسحر بشيء " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 391 :

أخرجه أحمد ( 3 / 367 و 379 ) عن شريك عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن # جابر #
مرفوعا . قلت : و هذا إسناد فيه ضعف لسوء حفظ شريك , و هو ابن عبد الله القاضي
. لكن الحديث صحيح , له شواهد كثيرة معروفة , فراجع له " الترغيب " ( 2 / 93 -
94 ) إن شئت . و الحديث رواه الضياء أيضا عن جابر كما في " الجامع " .

ساجدة لله
2010-10-20, 04:11 AM
2310 " من أراد أن يعلم ما له عند الله جل ذكره , فلينظر ما لله عز وجل عنده " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 391 :

روي من حديث # أنس و أبي هريرة و سمرة بن جندب # .
1 - أما حديث أنس : فأخرجه أبو الحسن بن الصلت في " حديث حمزة بن القاسم ابن
عبد العزيز الهاشمي " , فقال ( 75 / 2 ) : حدثنا حمزة قال : حدثنا مولانا أبو
مقاتل سويد بن هلال بن سويد قال : حدثنا عبد الرزاق قال : حدثنا معمر عن الزهري
عن أنس ابن مالك مرفوعا . قلت : و هذا إسناد رجاله ثقات , غير سويد بن هلال ,
فإني لم أجد له ترجمة . و حمزة الهاشمي له ترجمة جيدة في " تاريخ بغداد " ( 8 /
181 ) . و الحديث عزاه السيوطي للدارقطني في " الأفراد " عن أنس و غالب الظن
أنه عنده من هذا الوجه . 2 - و أما حديث أبي هريرة فيرويه الحسن بن يحيى الأيلي
حدثنا عاصم بن مهجع حدثنا صالح المري عن هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عنه .
أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 6 / 176 و 274 ) , و قال : " غريب من حديث صالح
, تفرد به عاصم " . قلت : و هو ثقة كما قال أبو زرعة على ما في " الجرح " ( 3 /
1 / 350 ) و كذلك سائر الرجال ثقات , غير صالح المري , فهو ضعيف . و الحسن بن
يحيى هو ابن هشام الرزي , و وقع في " الجرح " : " الرازي " , و لعله تصحيف ,
قال ابن حبان : " مستقيم الحديث , كان صاحب حديث " . 3 - و أما حديث سمرة
فيرويه محمد بن صبيح بن السماك عن مبارك بن فضالة عن الحسن عنه . أخرجه أبو
نعيم أيضا ( 8 / 216 ) , و قال : " غريب من حديث مبارك و محمد بن صبيح " . قلت
: و هما صدوقان , على ضعف في حفظ ابن صبيح و تدليس في المبارك . و بالجملة ,
فالحديث بهذه الطرق الثلاثة لا ينزل عن مرتبة الحسن . و الله أعلم .
2311 " من أرضى الله بسخط الناس , كفاه الله الناس , و من أسخط الله برضى الناس ,
وكله الله إلى الناس " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 392 :

أخرجه عبد بن حميد في " المنتخب من المسند " ( 162 / 1 - 2 ) و الجوزجاني في
كتابه " أحوال الرجال " ( رقم 2 - منسوختي ) , و عنه ابن حبان ( 1541 ) : حدثنا
عثمان بن عمر أخبرنا شعبة عن واقد عن ابن أبي مليكة عن القاسم بن محمد عن #
عائشة # مرفوعا . و من هذا الوجه رواه البيهقي في " الزهد " ( ق 108 / 1 ) , و
قال : " ربما رفعه عثمان , و ربما لم يرفعه " . يعني أن عثمان بن عمر كان تارة
يرفعه و تارة يوقفه , و لا شك أن الرفع هو الأرجح لسببين :
الأول : أن فيه زيادة , و هي مقبولة إذا كانت من ثقة مثل عثمان بن عمر هذا - و
هو ابن فارس العبدي - فإنه ثقة من رجال الشيخين , و الراوي قد ينشط تارة فيرفع
الحديث , و لا ينشط أخرى فيوقفه .
الثاني : أنه قد رواه غيره مرفوعا أيضا , و هو النضر بن شميل حدثنا شعبة به .
أخرجه البيهقي . و النضر ثقة ثبت من رجال الشيخين أيضا . نعم قد رواه علي بن
الجعد : أخبرنا شعبة به موقوفا . أخرجه البغوي في " حديث علي بن الجعد " ( 8 /
76 / 1 ) . فالجواب : أن الرفع زيادة من ثقة , فيجب قبولها كما تقدم . و لاسيما
و قد توبع شعبة على رفعه , فرواه عثمان بن واقد العمري عن أبيه عن محمد بن
المنكدر عن عروة عن عائشة مرفوعا نحوه . أخرجه ابن حبان ( 1542 ) و القضاعي (
42 / 2 ) و مشرق بن عبد الله في " حديثه " ( 61 / 2 ) و ابن عساكر ( 15 / 278 /
1 ) . قلت : و هذا إسناد جيد , رجاله ثقات رجال الشيخين غير عثمان بن واقد , و
هو صدوق , ربما وهم كما قال الحافظ . و تابعه هشام بن عروة عن أبيه به مرفوعا ,
لكن بلفظ : " من طلب محامد الناس بمعصية الله عاد حامده ذاما " . أخرجه العقيلي
في " الضعفاء " ( 325 ) و الخرائطي في " مساوىء الأخلاق " ( ج 2 / 5 / 2 ) و
ابن عدي ( 272 / 2 ) , و ابن شاذان الأزجي في " الفوائد المنتقاة " ( 1 / 118 /
2 ) و ابن بشران في " الأمالي " ( 144 - 145 ) و ابن الأعرابي في " معجمه " (
82 / 1 ) و من طريقه القضاعي ( 42 / 2 ) و أبو القاسم المهراني في " الفوائد
المنتخبة " ( 3 / 23 / 1 ) و البيهقي أيضا عن قطبة بن العلاء الغنوي عن أبيه عن
هشام . و قال العقيلي : " العلاء بن المنهال لا يتابع عليه , و لا يعرف إلا به
, و لا يصح في الباب مسندا , و هو موقوف من قول عائشة " . كذا قال و مجيئه من
وجوه مرفوعا يقوي رفعه , لكن بلفظ الترجمة . و أعله ابن عدي و البيهقي بقطبة بن
العلاء , فقالا : " ليس بالقوي " . و أبوه العلاء ذكره ابن حبان في " الثقات "
! و تابعه ابن المبارك عن هشام بن عروة به نحو لفظ الترجمة . أخرجه أبو نعيم في
" الحلية " ( 8 / 188 ) عن سهل بن عبد ربه حدثنا ابن المبارك , و قال : " غريب
من حديث هشام بهذا اللفظ " . و سهل بن عبد ربه لم أجد من ترجمه . و قد خالفه
سفيان فرواه عن هشام به موقوفا . أخرجه الترمذي ( 2 / 67 ) . ثم أخرجه هو و عبد
الغني المقدسي في " التوكل " ( 245 / 2 ) عن ابن المبارك عن عبد الوهاب بن
الورد عن رجل من أهل المدينة قال : " كتب معاوية إلى عائشة أم المؤمنين رضي
الله عنها أن اكتبي إلي كتابا توصيني فيه و لا تكثري علي , فكتبت عائشة رضي
الله عنها إلى معاوية : سلام عليك , أما بعد , فإني سمعت رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول : " فذكره . و هذا إسناد رجاله ثقات رجال مسلم غير الرجل الذي
لم يسم و لكنه تابعي فيستأنس به , و يتقوى حديثه بالطرق المتقدمة . و جملة
القول أن الحديث قد صح عن عائشة مرفوعا و موقوفا , و لا منافاة بين الأمرين لما
سبق . و الله أعلم . و له شاهد من حديث ابن عباس مرفوعا بلفظ : " من أسخط الله
في رضى الناس سخط الله عليه , و أسخط عليه من أرضاه في سخطه , و من أرضى الله
في سخط الناس رضي الله عنه , و أرضى عنه من أسخطه في رضاه حتى يزينه , و يزين
قوله و عمله في عينه " . أخرجه الطبراني في " الكبير " ( 3 / 132 / 1 / 1 ) :
حدثنا جبرون بن عيسى المقري : أخبرنا يحيى بن سليمان الحفري : أخبرنا فضيل بن
عياض عن منصور عن عكرمة عنه . و الحفري هذا فيه مقال كما قال أبو نعيم , و
جبرون لم أجد من ترجمه , و مع ذلك قال في " الترغيب " ( 3 / 154 ) : " رواه
الطبراني بإسناد جيد قوي " ! ( تنبيه ) : ( الحفري ) هذا بالحاء المهملة , هكذا
وقع في " كبير الطبراني " في إسناد هذا الحديث و غيره مما قبله و بعده . و في
الحديث الأول منها ( الحفري ) بضم الحاء و تحتها ما يشبه النقطين , لعل إحدهما
وسخة صغيرة تشبه النقطة , فظهرت في مصورة الكتاب مع أختها الأصيلة , و عليه
يكون الأصل ( الجفري ) بالجيم , و كذلك وقع في حديث آخر لجبرون عنه في " المعجم
الصغير " ( ص - 68 - طبع الهند ) و كذلك في " المعجم الأوسط " ( رقم - 3539 -
مصورتي ) . و كذا ذكره السمعاني في " الأنساب " , فقال : " بضم الجيم و سكون
الفاء و في آخرها راء , و ظني أنه موضع بـ ( إفريقية ) و الله أعلم , حدث , و
آخر من حدث عنه جبرون بن عيسى بن زيد , توفي سنة ( 237 ) " . و كذلك وقع في "
الضعفاء " للذهبي مضموم الجيم بالقلم من مخطوطة الظاهرية , و كذلك في النسختين
المطبوعتين من " الميزان " . و أما في المخطوطة فبالحاء المهملة تحتها حاء
صغيرة , و أما في " المشتبه " فقيده بالحاء المضمومة , و تبعه الحافظ ابن حجر
في " التبصير " فقال : ( 1 / 340 ) : " و بحاء مهملة مضمومة : يحيى بن سليمان
الحفري المغربي ... " . و قد تعقب الذهبي الحافظ ابن ناصر الدين الدمشقي في
كتابه الجليل " توضيح المشتبه ( 1 / 112 / 2 ) , فقال : " و قد تبع المصنف في
نسبة يحيى هذا ابن ماكولا , و الفرضي , و كذلك قلده القاضي عياض في " ترتيب
المدارك " , و ابن الجوزي , و قد وجدته في " تاريخ ابن يونس " بخط الحافظ ابن
عساكر و سماعه بالجيم منقوطة مضمومة , و كذلك وجدته في " المستخرج " لأبي
القاسم ابن منده , و هو الأشبه بالصواب , و لعله منسوب إلى ( جفرة عتيب ) : اسم
قبيلة في بلاد المغرب . ثم وجدت بعضهم ذكر أنه إنما قيل له : ( الحفري ) يعني
بالمهملة , كما ذكره الأمير و نحوه , لأن داره كانت على حفرة بدرب أم أيوب بـ (
القيروان ) . انتهى " . قلت : و يبدو من مجموع ما سبق , و بخاصة من كلام ابن
ناصر الدين الأخير صحة النسبتين : ( الجفري ) بالجيم و ( الحفري ) بالحاء ,
الأولى نسبة إلى موضع بالقيروان , و الأخرى نسبة إلى الحفرة التي كانت قرب داره
. و الله أعلم . ثم إن يحيى هذا قد وثقه الذهبي في " الضعفاء " , و قال في "
الميزان " : " ما علمت به بأسا " . فالعلة من جبرون بن عيسى . و الله أعلم . و
أما الهيثمي فلم يعرج عليه في هذا الحديث كعادته , بل أوهم أنه من رجال "
الصحيح " ! فقال ( 10 / 224 ) : " رواه الطبراني , و رجاله رجال " الصحيح " ,
غير يحيى بن سليمان الحفري , و قد وثقه الذهبي في آخر ترجمة يحيى بن سليمان
الجعفي " .
2312 " من استجمر فليستجمر ثلاثا " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 397 :

أخرجه الطبراني في " الكبير " <1> من طريق قيس بن الربيع بإسناده عن # ابن عمر
# رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم . و قال الهيثمي ( 1 / 211 ) : " و قيس بن
الربيع وثقه الثوري و شعبة , و ضعفه جماعة " . قلت : و للحديث شاهد قوي , من
رواية الأعمش عن أبي سفيان عن جابر مرفوعا بلفظ : " إذا استجمر أحدكم فليستجمر
ثلاثا " . أخرجه أحمد ( 3 / 400 ) و ابن خزيمة في " صحيحه " ( 76 ) و عنه
البيهقي ( 1 / 103 - 104 ) . قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط مسلم و قد أخرجه
مسلم ( 1 / 147 ) من طريق أبي الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله به , دون قوله :
" ثلاثا " . و هو رواية لأحمد ( 3 / 294 ) . و في أخرى له ( 3 / 336 ) من طريق
ابن لهيعة : حدثنا أبو الزبير به , بلفظ : " إذا تغوط أحدكم فليمسح ثلاث مرات "
. و ابن لهيعة لا بأس به في الشواهد و المتابعات .

-----------------------------------------------------------
[1] لم أره في " مسند ابن عمر " من نسخة الظاهرية منه , و فيها خرم . اهـ .
2313 " من استطاع منكم أن يكون له خبئ من عمل صالح فليفعل " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 398 :

أخرجه الخطيب في التاريخ ( 11 / 263 ) عن عمر بن محمد بن السري بن سهل الوراق
حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز حدثنا إسحاق بن إسماعيل الطالقاني حدثنا
محمد بن فضيل بن غزوان عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن # الزبير
بن العوام # مرفوعا . و قال : قال محمد بن أبي الفوارس : كان عمر هذا مخلطا في
الحديث جدا , يدعي ما لم يسمع , و يركب " . و قال أبو الحسن بن الفرات : " كان
يحفظ من الحديث قطعة حسنة , و كتبت شيئا كثيرا , ثم ذهبت كتبه إلا شيئا يسيرا ,
و حدث عن الباغندي بأحاديث لا أصل لها و كان رديء المذهب " . قلت : و من فوقه
من الرواة ثقات كلهم , لكن أعله الدارقطني بعلة أخرى , يشعر صنيعه أن عمر
الوراق لم يتفرد به , فقد قال : " رفعه إسحاق بن إسماعيل , و لم يتابع عليه , و
قد رواه شعبة و زهير , و القطان و هشيم و ابن عيينة و أبو معاوية و عبدة و محمد
بن زياد عن إسماعيل عن قيس عن الزبير موقوفا و هو الصحيح " . نقله المناوي عن
ابن الجوزي , عند شرح الحديث و قد عزاه أصله - أعني " الجامع الصغير " - لرواية
الضياء عن الزبير , يعني مرفوعا . قلت : و قد رجعت إلى " الأحاديث المختارة "
فوجدته قد أخرجه فيه ( 1 / 296 ) من طريقين آخرين عن إسحاق بن إسماعيل به
مرفوعا . فصح ما استشعرته من صنيع الدارقطني , و الحمد لله . و قد رواه الضياء
أيضا من طريق وكيع بن الجراح أخبرنا ابن أبي خالد به موقوفا . ثم نقل عن
الدارقطني ما سبق نقله عن المناوي , و مما لا شك فيه أن اجتماع هؤلاء الثقات
على رواية الحديث عن إسماعيل بن أبي خالد موقوفا , مما يحمل على الاطمئنان أن
رفعه وهم من إسحاق بن إسماعيل أو شيخه محمد بن فضيل . لكني وجدت للحديث شاهدا
مرفوعا , أخرجه القضاعي في " مسند الشهاب " ( ق 37 / 1 ) من طريق سلم بن جنادة
السوائي قال : أخبرنا أبي , و من طريق علي بن مسهر كلاهما عن عبيد الله بن عمر
عن نافع عن ابن عمر به مرفوعا . قلت : و هذا إسناد صحيح من الطريق الثانية طريق
ابن مسهر , و الطريق الأولى شاهد لها , فثبت الحديث مرفوعا , و الحمد لله أولا
و آخرا .
2314 " من استعف أعفه الله و من استغنى أغناه الله و من سأل الناس و له عدل خمس أواق
, فقد سأل إلحافا " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 399 :

أخرجه أحمد ( 4 / 138 ) : حدثنا أبو بكر الحنفي قال : حدثنا عبد الحميد بن جعفر
عن أبيه عن رجل من مزينة أنه قالت له أمه : " ألا تنطلق فتسأل رسول الله صلى
الله عليه وسلم كما يسأله الناس ? فانطلقت أسأله , فوجدته قائما يخطب و هو يقول
: ( فذكره ) , فقلت بيني و بين نفسي : لناقة له هي خير من خمس أواق , و لغلامه
ناقة أخرى هي خير من خمس أواق , فرجعت و لم أسأله " . و من هذا الوجه أخرجه
الطحاوي أيضا في " مشكل الآثار " ( 1 / 204 - 205 ) . قلت : و هذا إسناد صحيح ,
رجاله ثقات رجال مسلم غير الرجل المزني , و هو من الصحابة كما تدل عليه الرواية
نفسها , و جهالته لا تضر لأنهم عدول عند أهل السنة . و قد روى هلال بن حصن عن
أبي سعيد الخدري نحو هذه القصة و الحديث , إلا أنه قال : " و من سألنا لم ندخر
عنه شيئا نجده " . أخرجه الطبري ( 5 / 598 / 6228 ) من طريق قتادة عنه . و هلال
هذا أورده ابن أبي حاتم ( 4 / 73 ) برواية أبي حمزة أيضا عنه , و لم يذكر فيه
جرحا و لا تعديلا . و أما ابن حبان فذكره في " الثقات " ( 1 / 280 - 281 هندية
) . و من دونه ثقات رجال الشيخين , غير بشر - و هو ابن معاذ العقدي شيخ الطبري
- و هو ثقة . و قد أخرجه أحمد ( 3 / 44 ) من طريق أبي حمزة عن هلال بن حصن به
نحوه . و أبو حمزة هذا هو عبد الرحمن بن عبد الله المازني جار شعبة , و هو ثقة
من رجال مسلم , و صوب العلامة الشيخ عبد الرحمن المعلمي في تعليقه على "
التاريخ " ( 4 / 2 / 204 ) أن " أبا حمزة " تصحيف , و الصواب " أبو جمرة " :
نصر بن عمران الضبعي , فقد ذكر المزي في شيوخه هلال بن حصن هذا . قلت : و هذا
التصويب لا وجه له لأن الأصول كلها اتفقت على أنه أبو حمزة , فتخطئتها كلها لأن
المزي ذكر في شيوخ هلال أبا جمرة بالجيم لا ينهض دليلا على التصحيف المذكور ,
لاحتمال أن يكون كلا من أبي حمزة و أبي جمرة قد روى عن هلال . و الله أعلم . و
قد جزم الحافظ في ترجمة أبي حمزة من " التعجيل " أنه يعرف بجار شعبة , و اسمه
عبد الرحمن . و رواه عطاء بن يزيد الليثي عن أبي سعيد الخدري : " أن ناسا من
الأنصار سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاهم , ثم سألوه فأعطاهم , ثم
سألوه فأعطاهم , حتى نفد من عنده فقال : " ما يكون عندي من خير فلن أدخره عنكم
و من يستعف يعفه الله و من يستغن يغنه الله و من يتصبر يصبره الله و ما أعطي
أحد عطاء خيرا و أوسع من الصبر " . أخرجه البخاري ( 3 / 261 - فتح ) و مسلم ( 3
/ 102 ) و الدارمي ( 1 / 378 ) و أحمد أيضا ( 3 / 93 ) . و أخرج أحمد أيضا ( 3
/ 9 ) من طريق عبد الرحمن بن أبي الرجال عن عمارة بن غزية عن عبد الرحمن بن أبي
سعيد الخدري عن أبيه قال : " سرحتني أمي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
أسأله , فأتيته ... " فذكره نحو حديث الترجمة , إلا أنه قال : " و له قيمة
أوقية فقد ألحف " . و هذا إسناد جيد , رجاله ثقات رجال مسلم غير عبد الرحمن بن
أبي الرجال , و هو صدوق ربما أخطأ كما في " التقريب " . و من طريقه أخرجه
النسائي ( 1 / 363 ) . و أخرج الطحاوي من طريق عطاء بن يسار عن رجل من بني أسد
قال : " أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فسمعته يقول لرجل يسأله : " من سأل منكم
و عنده أوقية أو عدلها فقد سأل إلحافا " . و الأوقية يومئذ أربعون درهما " .‏
قلت : و إسناده صحيح . و له شاهد من حديث ابن عمرو و غيره مختصرا و قد مضى برقم
( 1719 ) .
2315 " من استودع وديعة فلا ضمان عليه " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 402 :

هو من حديث # عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده # مرفوعا . و له عنه طرق :
الأولى : عن المثنى بن الصباح عنه . أخرجه ابن ماجة ( 2 / 73 ) . و المثنى ضعيف
اختلط بآخره .
الثانية : عن محمد بن عبد الرحمن الحجبي عنه . أخرجه الدارقطني ( ص 306 ) و عنه
البيهقي ( 6 / 289 ) . و الحجبي هذا أورده ابن أبي حاتم ( 3 / 2 / 323 ) من
رواية ابن المبارك و وكيع عنه , و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا , و كأنه لذلك
قال البيهقي عقب الحديث : " إسناده ضعيف " . و أقول : و لكنه ليس شديد الضعف ,
فيستشهد بالحجبي لأنه مجهول الحال , و لعله في " ثقات ابن حبان " . ثم رأيته قد
أورده في " أتباع التابعين " ( 7 / 422 ) من رواية أبي عاصم النبيل . فقد روى
عنه ثلاث من الثقات .
الثالثة : عن عبيدة بن حسان عنه به نحوه . أخرجه الدارقطني من طريق عمرو بن عبد
الجبار عنه , و قال : " عمرو و عبيدة ضعيفان " .
الرابعة : عن عمرو بن خالد حدثنا ابن لهيعة عنه . أخرجه الخلعي في " الفوائد "
, و علقه البيهقي . قلت : عمرو بن خالد - هو المصري - ثقة . و ابن لهيعة صدوق ,
لكنه سيء الحفظ , لكنه يتقوى بالمتابعات التي قبله , فالحديث بمجموعها حسن عندي
على الأقل . و الله أعلم .
2316 " من أسلم على يديه رجل فهو مولاه " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 403 .

روي من حديث # أبي أمامة و تميم الداري و راشد بن سعد # مرسلا .
1 - أما حديث أبي أمامة , فيرويه معاوية بن يحيى الصدفي عن القاسم الشامي عن
أبي أمامة مرفوعا . أخرجه سعيد بن منصور في " سننه " ( 3 / 1 / 56 ) و أبو حامد
الحضرمي في " حديثه " ( 157 / 2 ) و الدارقطني في " سننه " ( ص 502 ) و البيهقي
( 10 / 298 ) و الطبراني في " الكبير " ( 8 / 223 / 7781 ) و ابن عساكر في "
التاريخ " ( 16 / 392 / 2 ) . قلت : و هذا إسناد ضعيف , من أجل الصدفي هذا . و
قد أورده ابن أبي حاتم في " العلل " ( 2 / 53 ) , و قال : " امتنع أبو زرعة من
قراءته علينا , و لم نسمعه منه " . و قد تابعه جعفر بن الزبير عن القاسم بن عبد
الرحمن به نحوه . أخرجه المخلص في " الفوائد المنتقاة " ( 13 / 248 / 1 ) و ابن
عدي ( ق 53 / 1 ) و عنه البيهقي ( 10 / 298 ) و سعيد بن منصور أيضا كما في "
تهذيب ابن القيم " ( 4 / 186 ) . لكن جعفرا هذا متروك كما قال عبد الحق في "
أحكامه " ( 168 / 2 ) .
2 - و أما حديث تميم فيرويه عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز , و قد اختلف عليه
على وجوه : الأول : قال أبو بدر : حدثنا عبد العزيز قال : أخبرني من لا أتهم عن
تميم الداري قال : " سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرجل من أهل الكفر
يسلم على يدي الرجل من المسلمين , ما السنة فيه ? قال : من أولى الناس بمحياه و
مماته " . أخرجه أبو عمرو بن السماك في " حديثه " ( 2 / 25 / 1 ) و عنه البيهقي
( 10 / 296 ) . قلت : و هذا إسناد حسن , رجاله ثقات لولا الرجل الذي لم يسم , و
إن كان ثقة غير متهم عند الراوي عنه عبد العزيز بن عمر لأن مثل هذا التوثيق غير
مقبول عند الجمهور ما دام أنه لم يسم الراوي الموثق , لكنه قد سمي في بعض
الروايات الآتية , فظهر أنه ثقة , و بذلك يثبت الحديث , و الحمد لله .
الثاني : قال : يحيى بن حمزة : حدثني عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز قال :
سمعت عبد الله بن موهب يحدث عمر بن عبد العزيز عن قبيصة بن ذؤيب عن تميم به .
أخرجه أبو داود ( 2 / 20 ) و الحاكم ( 2 / 219 ) و البيهقي ( 10 / 296 , 297 )
و الطبراني في " الكبير " ( 1273 ) من طرق عن يحيى به . قلت : و هذا إسناد حسن
, رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن موهب - و قيل : ابن وهب , و
الصواب الأول - و هو ثقة كما في " التقريب " غير أن عبد العزيز بن عمر بن عبد
العزيز , مع كونه من رجالهما , فقد تكلم فيه بعضهم من قبل حفظه , فقال الذهبي
في " المغني " : " وثقه جماعة , و ضعفه أبو مسهر " . و قال الحافظ في " التقريب
" : " صدوق يخطىء " .
الثالث : قال جماعة منهم وكيع : عن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز عن عبد
الله بن موهب عن تميم ( و قال بعضهم ابن وهب : سمعت تميما به ) . أخرجه الترمذي
( 2113 ) و ابن ماجة ( 2 / 171 ) و الدارقطني و البيهقي و أحمد ( 4 / 103 ) و
ابن أبي شيبة في " المصنف " ( 11 / 408 ) و قال الترمذي : " لا نعرفه إلا من
حديث عبد الله بن وهب - و يقال : ابن موهب - عن تميم الداري , و قد أدخل بعضهم
بين عبد الله بن وهب و بين تميم الداري قبيصة بن ذؤيب , و لا يصح , رواه يحيى
بن حمزة " . قلت : يحيى هذا ثقة من رجال الشيخين , فإن كان قد حفظه , فهي زيادة
من ثقة يجب قبولها , و إلا فرواية الجماعة عن عبد العزيز بإسقاط قبيصة أصح , و
قد تابعهم حفص بن غياث عند الطبراني ( 1272 ) , و إسحاق بن يوسف الأزرق عند
أحمد ( 4 / 102 ) و ابن المبارك عند عبد الرزاق في " المصنف " ( 6 / 20 / 9872
و 9 / 39 / 16271 ) و قال : " قال ابن المبارك : و يرثه إذا لم يكن له وارث .
فذكرته للثوري , فقال : يرثه , هو أحق من غيره " . فقد يقال حينئذ بأنه منقطع
بين عبد الله بن موهب و تميم . و الجواب : أنه قد صرح بالسماع من تميم في عدة
روايات : الأولى : رواية وكيع عند ابن ماجة و أحمد .
الثانية : رواية أبي نعيم عند البيهقي و أحمد ( 4 / 103 ) و كذا الدارمي ( 2 /
377 ) .
الثالثة : رواية علي بن عابس و عبد الرحمن بن سليمان و محمد بن ربيعة الكلابي
عند الدارقطني . فهؤلاء خمسة أكثرهم متفق على توثيقهم , و كلهم صرحوا بسماع عبد
الله بن موهب من تميم . و خالفهم يحيى بن حمزة فأدخل بينهما قبيصة . فالأمر لا
يخرج عما قاله ابن التركماني : " فإن كان الأمر كما ذكر أبو نعيم و وكيع حمل
على أنه سمع منه بواسطة و بدونها , و إن ثبت أنه لم يسمع منه و لا لحقه ,
فالواسطة - و هو قبيصة - ثقة أدرك زمان تميم بلا شك , فعنعنته محمولة على
الاتصال , فلا أدري ما معنى قول البيهقي : ( فعاد الحديث مع ذكر قبيصة إلى
الإرسال ) ? " . و جملة القول أن إعلال حديث تميم بالانقطاع , غير قوي , و عندي
أن إعلاله بعبد العزيز بن عمر أولى و أظهر , لما فيه من الكلام الذي سبقت
الإشارة إليه و لعله هو سبب هذا الاختلاف في إسناده , و لكنه مع ذلك لا ينزل
حديثه عن أن يكون شاهدا للطريق الأولى عن ابن أبي أمامة , و عليه , فالحديث على
أقل الدرجات حديث حسن , و هو ما صرح به ابن القيم في " تهذيب السنن " ( 4 / 186
) . و سبقه إلى ذلك أبو زرعة الدمشقي , فقال : " و هذا حديث حسن متصل , لم أر
أحدا من أهل العلم يدفعه " . كذا في " تهذيب ابن حجر " . و الله أعلم . و مما
يؤيد رواية الجماعة عن عبد العزيز بن عمر أنه قد تابعه أبو إسحاق السبيعي عن
عبد الله بن موهب عن تميم الداري . رواه الطبراني ( 1274 ) و الحاكم و البيهقي
من طريق أبي بكر الحنفي حدثنا يونس بن أبي إسحاق عن أبيه به . و قال الحاكم : "
صحيح الإسناد على شرط مسلم , و لم يخرجاه , و عبد الله بن وهب بن زمعة مشهور "
. و تعقبه الذهبي بقوله : " هذا ما خرج له إلا ابن ماجة فقط , ثم هو وهم من
الحاكم ثان , فإن ابن زمعة لم يرو عن تميم الداري و صوابه عبد الله بن موهب " .
قلت : و ما دام أنه ثقة - كما تقدم عن الحافظ , و نحوه قول الذهبي في " الكاشف
" : " صدوق " , و أنه ثبت سماعه من تميم في الروايات المتقدمة - فالإسناد صحيح
, أو على الأقل حسن , فلا وجه لإعلال من أعله بالانقطاع بحجة عنعنته , أو إدخال
بعض الرواة - قبيصة - بينه و بين تميم , لما علمت من أنها رواية مخالفة لرواية
الجماعة , و أن ابن موهب لم يتهم بتدليس , فالأصل أن تحمل روايته على الاتصال ,
فكيف و قد صرح بالسماع ? ! فإذا ضم إلى روايته حديث أبي أمامة من طريق معاوية ,
ارتقى الحديث إلى درجة الصحة . و الله أعلم .
3 - و أما حديث راشد فيرويه الأحوص بن حكيم عنه به , و زاد : " يرثه , و يعقل
عنه " . أخرجه سعيد بن منصور ( رقم 601 ) . و الأحوص هذا ضعيف الحفظ , فيستشهد
به . و في معناه أثر عمر رضي الله عنه أن رجلا أتى عمر فقال : إن رجلا أسلم على
يدي , فمات , و ترك ألف درهم , فتحرجت منها , فرفعتها إليك . فقال : أرأيت لو
جنى جناية عن ما كانت تكون ? قال : علي , قال : فميراثه لك . أخرجه ابن أبي
شيبة ( 11 / 409 / 11623 ) بسند ضعيف .
2317 " من أصاب ذنبا أقيم عليه حد ذلك الذنب , فهو كفارته " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 408 :

أخرجه البخاري في " التاريخ " ( 2 / 1 / 189 ) و أحمد ( 5 / 214 , 215 ) عن
أسامة بن زيد عن محمد بن المنكدر عن # خزيمة بن ثابت # عن النبي صلى الله عليه
وسلم . قلت : و إسناده حسن , و رجاله ثقات على شرط مسلم , و في أسامة بن زيد -
و هو الليثي المدني - كلام معروف , لا ينزل به حديثه عن مرتبة الحسن . و الحديث
صحيح , فإن له شاهدا من حديث عبادة بن الصامت مرفوعا نحوه , أخرجه أحمد ( 5 /
316 , 320 ) و الشيخان , و غيرهما . و له شاهد آخر من حديث علي نحوه , لكن
إسناده ضعيف عندي كما بينته في " المشكاة " ( 3629 ) و " الروض النضير " ( 705
) .
2318 " من أصبح منكم آمنا في سربه معافى في جسده عنده قوت يومه , فكأنما حيزت له
الدنيا بحذافيرها " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 408 :

روي من حديث # عبيد الله بن محصن الأنصاري و أبي الدرداء و ابن عمر و علي # .
1 - أما حديث الأنصاري فيرويه ابنه سلمة بن عبيد الله بن محصن الأنصاري عن أبيه
مرفوعا . أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( 300 ) و " التاريخ " ( 3 / 1 /
373 ) و الترمذي ( 2347 ) و ابن ماجة ( 2 / 525 ) و الحميدي في " مسنده " رقم
( 439 ) و العقيلي في " الضعفاء " ( 166 ) و ابن أبي الدنيا في " القناعة "
( 2 / 4 / 2 ) و الخطيب في " التاريخ " ( 3 / 364 ) و البيهقي في " الزهد " (
14 / 1 ) و القضاعي في " مسنده " ( 45 / 2 ) كلهم عنه به . و قال العقيلي : "
سلمة بن عبيد الله مجهول في النقل , و لا يتابع على حديثه , و لا يعرف إلا به .
قال أحمد : " لا أعرفه " , و قد رووا مثل هذا الكلام عن أبي الدرداء عن النبي
صلى الله عليه وسلم بإسناد يشبه هذا في اللين " . و قال الحافظ في " التقريب "
: " مجهول " . و أما الترمذي , فقال : " حديث حسن غريب " . قلت : و هذا من
تساهله الذي عرف به , و لو قال : " حسن " فقط , لكان مقبولا لأن المعنى حينئذ
أنه حسن لغيره , و هذا ما يشهد له ما يأتي من الطرق .
2 - و أما حديث أبي الدرداء فيرويه عبد الله بن هانىء بن عبد الرحمن بن أبي
عبلة أبو عمرو قال : أخبرنا أبي عن إبراهيم بن أبي عبلة عن أم الدرداء عنه
مرفوعا به . و زاد في بعض الروايات عنه : " يا ابن جعشم ! يكفيك منها ما سد
جوعتك و وارى عورتك و إن كان ثوبا يواريك فذاك , و إن كانت دابة تركبها فبخ ,
فلق الخبز و ماء الجر و ما فوق ذلك حساب عليك " . أخرجه ابن حبان ( 2507 ) و
أبو نعيم في " الحلية " ( 5 / 249 ) و الخطيب ( 6 / 166 ) و ابن عساكر في "
التاريخ " ( 2 / 268 / 2 , 19 / 280 / 1 ) و الزيادة له . قلت : و هذا إسناد
ضعيف جدا , عبد الله بن هانىء قال الذهبي : " متهم بالكذب " . و قال أبو حاتم :
" روى عنه محمد بن عبد الله بن مخلد الهروي أحاديث بواطيل , قدمت الرملة , فذكر
لي أنه في بعض القرى , و سألت عنه ? فقيل : هو شيخ يكذب , فلم أخرج إليه " . و
أما ابن حبان فذكره في " الثقات " ( 8 / 357 ) ! و أبوه هانىء بن عبد الرحمن ,
قال ابن حبان في " الثقات " ( 7 / 583 ) : " ربما أغرب " . و قال الهيثمي في "
مجمع الزوائد " ( 10 / 289 ) : " رواه الطبراني , و رجاله وثقوا على ضعف في
بعضهم " .
3 - و أما حديث ابن عمر فيرويه فضيل بن مرزوق عن عطية عنه . أخرجه ابن أبي
الدنيا أيضا . و عطية - هو العوفي - ضعيف .
4 - و أما حديث علي فيرويه أحمد بن عيسى العلوي حدثنا محمد بن جعفر بن محمد عن
أبيه عن جده مرفوعا . أخرجه السهمي في " تاريخ جرجان " ( 322 ) . قلت : و
العلوي هذا قال الدارقطني : " كذاب " . قلت : فلا يستشهد به . و بالجملة ,
فالحديث حسن إن شاء الله بمجموع حديثي الأنصاري و ابن عمر . و الله أعلم .
2319 " القائم بعدي في الجنة , ( و الذي يقوم بعده في الجنة ) و الثالث و الرابع في
الجنة " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 410 :

أخرجه يعقوب الفسوي في " المعرفة " ( 3 / 197 ) و ابن عساكر في " التاريخ " (
11 / 101 / 1 ) عن أبي يحيى التيمي حدثنا الأعمش عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن
سلمة المرادي عن عبيدة السلماني قال : هجمت على # عبد الله بن مسعود # - و هو
في دهليزه - فقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف , رجاله ثقات - على ضعف في المرادي - غير أبي يحيى
التيمي - و اسمه إسماعيل بن إبراهيم الأحول - و هو ضعيف كما في " التقريب " و
قد قال ابن عدي : " ليس فيما يرويه حديث منكر المتن , و يكتب حديثه " .
قلت : و لم يتفرد به , فقد قال ابن عساكر عقبه : " قال يعقوب : و قد رواه ابن
عبيدة عن الأعمش أيضا " . قلت : و لم أدر من يعني بابن عبيدة هذا ? و على كل
حال , فالحديث صحيح , يشهد له قوله صلى الله عليه وسلم : " أبو بكر في الجنة
... " الحديث , و هو مخرج في تعليقي على شرح الطحاوية " ( ص 488 - 489 ) .

ساجدة لله
2010-10-20, 04:13 AM
2320 " من أطعمه الله طعاما فليقل : اللهم بارك لنا فيه و ارزقنا خيرا منه و من سقاه
الله لبنا فليقل : اللهم بارك لنا فيه و زدنا منه , فإني لا أعلم شيئا يجزئ من
الطعام و الشراب إلا اللبن " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 411 :

رواه أبو عبد الله بن مروان القرشي في " الفوائد " ( 25 / 113 / 2 ) : حدثنا
محمد بن إسحاق بن الحويص حدثنا هشام بن عمار حدثنا ابن عياش حدثنا ابن جريج قال
: و ابن زياد عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عتبة عن ابن شهاب ( كذا الأصل , و
الصواب : ابن عباس ) قال : دخلت على خالتي ميمونة و خالد بن الوليد , فقالت
ميمونة : يا رسول الله ! ألا أطعمك مما أهدى لي أخي من البادية ? فقربت ضبين
مشويين على قنو , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كلوا فإنه ليس من طعام
قومي , أجدني أعافه , و أكل منه # ابن عباس # و خالد , فقالت ميمونة : أنا لا
آكل من طعام لم يأكل منه رسول الله صلى الله عليه وسلم , ثم استسقى رسول الله
صلى الله عليه وسلم فأتي بإناء لبن , فشرب و عن يمينه ابن عباس و عن يساره خالد
بن الوليد , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لابن عباس : أتأذن لي أن أسقي
خالدا ? فقال ابن عباس : ما أحب أن أوثر بسؤر رسول الله صلى الله عليه وسلم على
نفسي أحدا , فتناول ابن عباس فشرب , و شرب خالد , فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : فذكر الحديث . قلت : و شيخه محمد بن إسحاق هو ابن عمرو بن عمر أبو الحسن
القرشي المؤذن المعروف بابن الحريص - كذا في " التاريخ " بالراء - ختن هشام بن
عمار . ترجمه ابن عساكر ( 15 / 31 / 1 - 2 ) برواية جمع من الثقات عنه , منهم
أبو الحسن بن جوصا و الطبراني و غيرهما . مات سنة ( 288 ) و لم يذكر فيه جرحا و
لا تعديلا . و من فوقه موثقون من رجال " التهذيب " , إن كان ابن زياد هو محمد
الألهاني , و أما إن كان عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الإفريقي ففيه ضعف من قبل
حفظه , فمثله يستشهد به , و لاسيما و هو مقرون مع ابن جريج , و لولا أن هذا -
أعني ابن جريج - مدلس , و قد عنعنه , لكانت الحجة به وحده قائمة , لولا أن ابن
عياش - و هو إسماعيل الحمصي - ضعيف في غير الشاميين , و ابن جريج مكي , و عبد
الرحمن بن زياد إفريقي بخلاف الألهاني فهو شامي , فإن كان هو المراد بهذا
الإسناد , فابن عياش حينئذ حجة . و جملة القول فيه أنه على أقل الأحوال صالح
للاستشهاد به لذكر ابن زياد فيه , إن كان هو الإفريقي , و إلا فهو حجة بذاته إن
كان هو الألهاني , فإن ابن ماجة قد أخرجه في " سننه " ( 2 / 314 ) : حدثنا هشام
بن عمار حدثنا إسماعيل بن عياش حدثنا ابن جريج عن ابن شهاب به . مقتصرا على
المتن وحده , فلم يذكر فيه ابن زياد . و للحديث طريق أخرى عن ابن عباس , هو بها
أشهر يرويه علي بن زيد بن جدعان عن عمر بن حرملة عنه به . أخرجه أبو داود ( 2 /
135 ) و الترمذي ( 3451 ) و ابن السني ( 468 ) و أحمد ( 1 / 284 ) و ابن سعد (
1 / 397 ) و قال الترمذي : " حديث حسن " . قلت : و هو كما قال بمجموع الطريقين
, و إلا فابن جدعان سيء الحفظ . و الله أعلم .
2321 " من اغتسل يوم الجمعة كان في طهارة إلى الجمعة الأخرى " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 413 :

رواه ابن خزيمة ( 176 ) و ابن حبان ( 561 ) و الحاكم ( 1 / 282 ) و الطبراني في
" الأوسط " ( 50 / 2 من ترتيبه ) عن هارون بن مسلم العجلي البصري حدثنا أبان بن
يزيد عن يحيى بن أبي كثير عن عبد الله بن # أبي قتادة # قال : دخل علي أبي و
أنا أغتسل يوم الجمعة , فقال : غسلك هذا من الجنابة أو للجمعة ? قلت : من جنابة
. قال : أعد غسلا آخر , إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره .
قال الطبراني : " لم يروه عن يحيى إلا أبان , و لا عنه إلا هارون " . قلت : و
هو صدوق كما قال الحافظ في " التقريب " . و من فوقه ثقات من رجال الشيخين . و
قال الحاكم : " صحيح على شرط الشيخين , و هارون بن مسلم العجلي , يقال له :
الحنائي , ثقة " . قلت : و هو ليس من رجال الشيخين بل و لا بقية الستة , خلافا
لما يوهمه كلام الحاكم , و إن وافقه الذهبي . و أما ابن خزيمة , فقد أعله بعنعة
يحيى , فقال : " .. إن كان يحيى بن أبي كثير سمع الخبر من عبد الله بن أبي
قتادة " . قلت : قد احتج به الشيخان و غيرهما , فالظاهر أن عنعنته إنما تضر
فيما رواه عن أنس و نحوه . و الله أعلم . و أما قول المناوي في " الفيض " عقب
قول الحاكم المتقدم : " و تعقبه الذهبي في " المهذب " , فقال : هذا حديث منكر
, و هارون لا يدرى من هو ? " . قلت : و هذا من أوهام الذهبي , فإنه ظن أن هارون
بن مسلم هذا هو الذي روى عن قتادة و عنه سلم بن قتيبة و غيره , قال أبو حاتم
فيه : " مجهول " . و كذا في " الميزان " . ثم ذكر فيه عقبه هارون بن مسلم صاحب
الحناء , و نقل فيه قول أبي حاتم المتقدم : " فيه لين " . و قول الحاكم : " ثقة
" . فاختلط عليه هذا بالذي قبله في " المهذب " , فنشأ الوهم .
2322 " من أكل لحما فليتوضأ " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 415 :

أخرجه أحمد ( 4 / 180 , 5 / 289 ) عن معاوية بن صالح عن سليمان بن أبي الربيع -
قال أحمد : هو سليمان بن عبد الرحمن الذي روى عنه شعبة و ليث بن سعد - عن
القاسم مولى معاوية قال : " دخلت مسجد دمشق , فرأيت أناسا مجتمعين , و شيخا
يحدثهم , قلت : من هذا ? قالوا : # سهل بن الحنظلية # , فسمعته يقول سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول : " فذكره . قلت : و هذا سند حسن , بعد أن كشف
لنا الإمام أحمد عن هوية سليمان بن أبي الربيع هذا , فقد قال الهيثمي ( 1 / 248
) بعدما عزاه لأحمد : " لم أر من ترجمه " . و هذه حقيقة , فالرجل لم يتعرض له
أحد بذكر بهذا الاسم الذي وقع في هذا السند , حتى و لا الحافظ في " التعجيل " ,
فرحم الله الإمام أحمد , ما أكثر علمه و فوائده ! و سليمان الذي روى عنه الليث
و شعبة هو ابن عبد الرحمن بن عيسى , و يقال : سليمان بن يسار , و يقال : سليمان
بن أنس بن عبد الرحمن الدمشقي كما في " التهذيب " . قلت : و ينبغي أن يزاد : "
و يقال : سليمان بن أبي الربيع " . قلت : و هو ثقة . و القاسم هو ابن أبي عبد
الرحمن صاحب أبي أمامة , و هو حسن الحديث .
( فائدة ) : الأمر في الحديث للاستحباب إلا في لحم الإبل , فهو للوجوب لثبوت
التفريق بينه و بين غيره من اللحوم , فإنهم سألوه صلى الله عليه وسلم عن الوضوء
من لحوم الإبل ? فقال : " توضؤوا " , و عن لحوم الغنم ? فقال : " إن شئتم " .
رواه مسلم و غيره . و هو مخرج في " الإرواء " ( 1 / 152 / 118 ) .
2323 " من أكل مع قوم تمرا , فأراد أن يقرن فليستأذنهم " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 416 :

أخرجه ابن بشران في " الفوائد المنتخبة " ( 63 / 2 ) و الخطيب في " التاريخ " (
7 / 180 ) من طريق عامر بن أبي الحسين , حدثني رحمة بن مصعب عن الشيباني عن
جبلة بن سحيم عن # ابن عمر # مرفوعا . قلت : و هذا إسناد حسن , لولا أن عامرا
هذا أورده العقيلي في " الضعفاء " و قال : " لا يتابع على حديثه " . لكنه قد
توبع , فرواه ابن فضيل عن أبي إسحاق - و هو الشيباني - بلفظ : " نهى رسول الله
صلى الله عليه وسلم عن الإقران , إلا أن تستأذن أصحابك " . أخرجه أبو داود ( 2
/ 148 ) . قلت : و إسناده صحيح على شرط مسلم . و تابعه سفيان : حدثنا جبلة بن
سحيم به , مثل لفظ ابن فضيل . أخرجه البخاري ( 5 / 99 - فتح ) و مسلم ( 6 / 123
) و الترمذي ( 1815 ) و ابن ماجة ( 2 / 317 ) و أحمد ( 2 / 60 ) و قال الترمذي
: " حديث حسن صحيح " . و تابعه أيضا شعبة عن جبلة , قال : " كنا بالمدينة ,
فأصبتنا سنة , فكان ابن الزبير يرزقنا التمر , و كان ابن عمر يمر بنا فيقول :
لا تقرنوا , فإن النبي صلى الله عليه وسلم نهى .. "‎الحديث .‎أخرجه الشيخان و
الدارمي ( 2 / 103 ) و الطيالسي ( 1 / 131 ) و البيهقي ( 7 / 281 ) و زاد مسلم
في رواية له : " قال شعبة : لا أرى هذه الكلمة إلا من كلمة ابن عمر . يعني
الاستئذان " . قلت : و هذا شاذ , لم يذكره سائر الرواة عن شعبة , فإن ثبت عنه
فهو رأي له , لا يعتد به , و لاسيما و هي ثابتة في رواية سفيان - و هو الثوري -
و غيره في صلب الحديث كما تقدم , و يأتي . و تابعه أيضا ابن أبي غنية , فقال
الإمام أحمد ( 2 / 131 ) : حدثنا يحيى بن عبد الملك بن أبي غنية حدثنا أبي عن
جبلة بن سحيم به مرفوعا بلفظ : " إذا أكل أحدكم مع صاحبه فلا يقرنن حتى تستأمره
. يعني : التمر " . قلت : و إسناده صحيح على شرط الشيخين . و للحديث شاهد مختصر
, يرويه أبو عامر الخزاز عن الحسن عن سعد مولى أبي بكر قال : " قدمت بين يدي
رسول الله صلى الله عليه وسلم تمرا , فجعلوا يقرنون , فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم : لا تقرنوا " . أخرجه ابن ماجة و الحاكم ( 4 / 120 ) و أحمد ( 1 /
199 ) و قال الحاكم : " صحيح الإسناد " ! و وافقه الذهبي ! و أخرج الحاكم أيضا
, و ابن حبان ( 1350 ) عن جرير عن عطاء بن السائب عن الشعبي عن أبي هريرة قال :
" كنت في أصحاب الصفة , فبعث إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بتمر عجوة ,
فكبت بيننا , فجعلنا نأكل الثنتين من الجوع , و جعل أصحابنا إذا قرن أحدهم ,
قال لصاحبه : إني قد قرنت فاقرنوا " . و قال الحاكم و وافقه الذهبي : " صحيح
الإسناد " ! قلت : عطاء كان اختلط , و جرير سمع منه في اختلاطه لكنه قوي بما
قبله و الله أعلم .
2324 " من أمركم من الولاة بمعصية فلا تطيعوه " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 418 :

أخرجه ابن ماجة ( 2 / 201 - 202 ) و ابن حبان ( 1552 ) و أحمد ( 3 / 67 ) عن
محمد بن عمرو عن عمر بن الحكم بن ثوبان عن # أبي سعيد الخدري # : " أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم بعث علقمة بن مجزز على بعث و أنا فيهم , فلما انتهى
إلى رأس عزاته , أو كان ببعض الطريق , استأذنته طائفة من الجيش , فأذن لهم , و
أمر عليهم عبد الله بن حذافة بن قيس السهمي , فكنت فيمن غزا معه , فلما كان في
بعض الطريق , أوقد القوم نارا ليصطلوا , أو ليصنعوا عليها صنيعا , فقال عبد
الله - و كانت فيه دعابة - : أليس لي عليكم السمع و الطاعة ? قالوا : بلى , قال
: فما أنا بآمركم بشيء إلا صنعتموه ? قالوا : نعم , قال , فإني أعزم عليكم إلا
تواثبتم في هذه النار , فقام ناس فتحجزوا , فلما ظن أنهم واثبون قال : أمسكوا
على أنفسكم , فإنما كنت أمزح معكم , فلما قدمنا ذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه
وسلم , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ...‏" فذكره . و روى الحاكم ( 3 /
630 ) طرفا من أوله . قلت : و إسناده حسن .
2325 " من أم قوما و هم له كارهون , فإن صلاته لا تجاوز ترقوته " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 418 :

رواه ابن عساكر ( 4 / 15 / 2 ) عن أبي بكر الهذلي عن شهر بن حوشب عن أبي عبد
الله الصنابحي : أن # جنادة بن أبي أمية # أم قوما , فلما قام من الصلاة التفت
عن يمينه فقال : أترضون ? قالوا : نعم . ثم فعل ذلك عن يساره , ثم قال : إني
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره . قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا
, آفته أبو بكر الهذلي , متروك الحديث . و شهر بن حوشب سيء الحفظ . من طريقه
أخرجه الطبراني كما في " فيض القدير " . لكن الحديث قد صح بمجموع رواية جمع من
الصحابة بألفاظ متقاربة , فراجع " الترغيب " ( 1 / 171 ) مع تخرجنا عليه .
2326 " من باع بيعتين في بيعة , فله أوكسهما أو الربا " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 419 :

رواه ابن أبي شيبة في " المصنف " ( 6 / 120 / 502 ) و عنه ( 3461 ) و ابن حبان
في " صحيحه " ( 1110 ) و كذا الحاكم ( 2 / 45 ) و البيهقي ( 5 / 343 ) : أخبرنا
ابن أبي زائدة عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن # أبي هريرة # مرفوعا .
قلت : و هذا سند حسن و قد صححه الحاكم , و وافقه الذهبي , ثم ابن حزم في "
المحلى " ( 9 / 16 ) . و رواه النسائي ( 7 / 296 - الطبعة الجديدة ) و الترمذي
( 1 / 232 ) و صححه , و ابن الجارود ( 286 ) و ابن حبان أيضا ( 1109 ) و البغوي
في " شرح السنة " ( 8 / 142 / 211 ) و صححه أيضا , و أحمد ( 2 / 432 و 475 و
503 ) و البيهقي من طرق عن محمد بن عمرو به بلفظ : " نهى عن بيعتين في بيعة " .
و قال البيهقي : " قال عبد الوهاب ( يعني : ابن عطاء ) : " يعني : يقول : هو لك
بنقد بعشرة , و بنسيئة بعشرين " . و بهذا فسره الإمام ابن قتيبة , فقال في "
غريب الحديث " ( 1 / 18 ) : " و من البيوع المنهي عنها ... شرطان في بيع , و هو
أن يشتري الرجل السلعة إلى شهرين بدينارين و إلى ثلاثة أشهر بثلاثة دنانير و هو
بمعنى بيتعتين في بيعة " . و الحديث بهذا اللفظ مختصر صحيح , فقد جاء من حديث
ابن عمر و ابن عمرو , و هما مخرجان في " الإرواء " ( 5 / 150 - 151 ) . و لعل
في معنى الحديث قول ابن مسعود : " الصفقة في الصفقتين ربا " . أخرجه عبد الرزاق
في " المصنف " ( 8 / 138 - 139 ) و ابن أبي شيبة أيضا ( 6 / 199 ) و ابن حبان (
163 و 1111 ) و الطبراني ( 41 / 1 ) و سنده صحيح , و في سماع عبد الرحمن من
أبيه ابن مسعود خلاف , و قد أثبته جماعة و المثبت مقدم على النافي . و رواه
أحمد ( 1 / 393 ) و هو رواية لابن حبان ( 1112 ) بلفظ : " لا تصلح سفقتان في
سفقة ( و لفظ ابن حبان : لا يحل صفقتان في صفقة ) و إن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال : لعن الله آكل الربا و موكله و شاهده و كاتبه " . و سنده صحيح أيضا .
و كذا رواه ابن نصر في " السنة " ( 54 ) . و زاد في رواية : " أن يقول الرجل :
إن كان بنقد فبكذا و كذا , و إن كان إلى أجل فبكذا و كذا " . و هو رواية لأحمد
( 1 / 398 ) , و جعله من قول سماك , الراوي عن عبد الرحمن بن عبد الله . ثم إن
الحديث رواه ابن نصر ( 55 ) و عبد الرزاق في " المصنف " ( 8 / 137 / 14629 )
بسند صحيح عن شريح قال : فذكره من قوله مثل لفظ حديث الترجمة بالحرف الواحد .
قلت : و سماك هو ابن حرب و هو تابعي معروف , قال : أدركت ثمانين صحابيا .
فتفسيره للحديث ينبغي أن يقدم - عند التعارض - و لاسيما و هو أحد رواة هذا
الحديث , و الراوي أدرى بمرويه من غيره لأن المفروض أنه تلقى الرواية من الذي
رواها عنه مقرونا بالفهم لمعناها , فكيف و قد وافقه على ذلك جمع من علماء السلف
و فقهائهم : 1 - ابن سيرين , روى أيوب عنه : أنه كان يكره أن يقول : أبيعك
بعشرة دنانير نقدا , أو بخمسة عشر إلى أجل . أخرجه عبد الرزاق في " المصنف " (
8 / 137 / 14630 ) بسند صحيح عنه . و ما كره ذلك إلا لأنه نهي عنه .
2 - طاووس , قال : إذا قال : هو بكذا و كذا إلى كذا و كذا , و بكذا و كذا إلى
كذا و كذا , فوقع المبيع على هذا , فهو بأقل الثمنين إلى أبعد الأجلين . أخرجه
عبد الرزاق أيضا ( 14631 ) بسند صحيح أيضا . و رواه هو ( 14626 ) و ابن أبي
شيبة ( 6 / 120 ) من طريق ليث عن طاووس به مختصرا , دون قوله : " فوقع البيع ..
" . و زاد : " فباعه على أحدهما قبل أن يفارقه , فلا بأس به " . فهذا لا يصح عن
طاووس لأن ليثا - و هو ابن أبي سليم - كان اختلط .
3 - سفيان الثوري , قال : إذا قلت : أبيعك بالنقد إلى كذا , و بالنسيئة بكذا و
كذا , فذهب به المشتري , فهو بالخيار في البيعين , ما لم يكن وقع بيع على
أحدهما , فإن وقع البيع هكذا , فهو مكروه و هو بيعتان في بيعة و هو مردود و هو
منهي عنه , فإن وجدت متاعك بعينه أخذته , و إن كان قد استهلك فلك أوكس الثمنين
, و أبعد الأجلين . أخرجه عبد الرزاق ( 14632 ) عنه .
4 - الأوزاعي , نحوه مختصرا , و فيه : " فقيل له : فإن ذهب بالسلعة على ذينك
الشرطين ? فقال : هي بأقل الثمنين إلى أبعد الأجلين " . ذكره الخطابي في "
معالم السنن " ( 5 / 99 ) . ثم جرى على سنتهم أئمة الحديث و اللغة , فمنهم :
5 - الإمام النسائي , فقال تحت باب " بيعتين في بيعة " : " و هو أن يقول :
أبيعك هذه السلعة بمئة درهم نقدا , و بمئتي درهم نسيئة " . و بنحوه فسر أيضا
حديث ابن عمرو : " لا يحل شرطان في بيع " , و هو مخرج في " الإرواء " ( 1305 )
و انظر " صحيح الجامع " ( 7520 ) .
6 - ابن حبان , قال في " صحيحه " ( 7 / 225 - الإحسان ) : " ذكر الزجر عن بيع
الشيء بمئة دينار نسيئة , و بتسعين دينارا نقدا " . ذكر ذلك تحت حديث أبي هريرة
باللفظ الثاني المختصر .
7 - ابن الأثير في " غريب الحديث " , فإنه ذكر ذلك في شرح الحديثين المشار
إليهما آنفا .
حكم بيع التقسيط : و قد قيل في تفسير ( البيعتين ) أقوال أخرى , و لعله يأتي
بعضها , و ما تقدم أصح و أشهر , و هو ينطبق تماما على المعروف اليوم بـ ( بيع
التقسيط ) , فما حكمه ? لقد اختلف العلماء في ذلك قديما و حديثا على ثلاثة
أقوال : الأول : أنه باطل مطلقا . و هو مذهب ابن حزم .
الثاني : أنه لا يجوز إلا إذا تفرقا على أحدهما . و مثله إذا ذكر سعر التقسيط
فقط .
الثالث : أنه لا يجوز , و لكنه إذا وقع و دفع أقل السعرين جاز .
1 - جليل هذا المذهب ظاهر النهي في الأحاديث المتقدمة , فإن الأصل فيه أنه
يقتضي البطلان . و هذا هو الأقرب إلى الصواب لولا ما يأتي ذكره عند الكلام
على دليل القول الثالث .
2 - ذهب هؤلاء إلى أن النهي لجهالة الثمن , قال الخطابي : " إذا جهل الثمن بطل
البيع . فأما إذا باته على أحد الأمرين في مجلس العقد , فهو صحيح " .
و أقول : تعليلهم النهي عن بيعتين في بيعة بجهالة الثمن , مردود لأنه مجرد رأي
مقابل النص الصريح في حديث أبي هريرة و ابن مسعود أنه الربا . هذا من جهة .
و من جهة أخرى أن هذا التعليل مبني على القول بوجوب الإيجاب و القبول في البيوع
, و هذا مما لا دليل عليه في كتاب الله و سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ,
بل يكفي في ذلك التراضي و طيب النفس , فما أشعر بهما و دل عليهما فهو البيع
الشرعي و هو المعروف عند بعضهم ببيع المعاطاة " , قال الشوكاني في " السيل
الجرار " ( 3 / 126 ) : " و هذه المعطاة التي تحقق معها التراضي و طيبة النفس
هي البيع الشرعي الذي أذن الله به , و الزيادة عليه هي من إيجاب ما لم يوجبه
الشرع " . و قد شرح ذلك شيخ الإسلام في " الفتاوي " ( 29 / 5 - 21 ) بما لا
مزيد عليه , فليرجع إليه من أراد التوسع فيه . قلت : و إذا كان كذلك , فالشاري
حين ينصرف بما اشتراه , فإما أن ينقد الثمن , و إما أن يؤجل , فالبيع في الصورة
الأولى صحيح , و في الصورة الأخرى ينصرف و عليه ثمن الأجل - و هو موضع الخلاف -
فأين الجهالة المدعاة ? و بخاصة إذا كان الدفع على أقساط , فالقسط الأول يدفع
نقدا , و الباقي أقساط حسب الاتفاق . فبطلت علة الجهالة أثرا و نظرا .
3 - دليل القول الثالث حديث الترجمة و حديث ابن مسعود , فإنهما متفقان على أن
" بيعتين في بيعة ربا " , فإذن الربا هو العلة , و حينئذ فالنهي يدور مع العلة
وجودا و عدما , فإذا أخذ أعلى الثمنين , فهو ربا , و إذا أخذ أقلهما فهو جائز
كما تقدم عن العلماء الذين نصوا أنه يجوز أن يأخذ بأقل الثمنين إلى أبعد
الأجلين , فإنه بذلك لا يكون قد باع بيعتين في بيعة , ألا ترى أنه إذا باع
السلعة بسعر يومه , و خير الشاري بين أن يدفع الثمن نقدا أو نسيئة أنه لا يصدق
عليه أنه باع بيعتين في بيعة كما هو ظاهر , و ذلك ما نص عليه صلى الله عليه
وسلم في قوله المتقدم : " فله أوكسهما أو الربا " , فصحح البيع لذهاب العلة , و
أبطل الزيادة لأنها ربا , و هو قول طاووس و الثوري و الأوزاعي رحمهم الله تعالى
كما سبق . و منه تعلم سقوط قول الخطابي في " معالم السنن " ( 5 / 97 ) : " لا
أعلم أحدا من الفقهاء قال بظاهر هذا الحديث , و صحح البيع بأوكس الثمنين , إلا
شيء يحكى عن الأوزاعي , و هو مذهب فاسد , و ذلك لما تتضمنه هذه العقدة من الغرر
و الجهل " . قلت : يعني الجهل بالثمن كما تقدم عنه و قد علمت مما سلف أن قوله
هو الفاسد لأنه أقامه على علة لا أصل لها في الشرع , بينما قول الأوزاعي قائم
على نص الشارع كما تقدم , و لهذا تعقبه الشوكاني بقول في " نيل الأوطار " ( 5 /
129 ) : " و لا يخفى أن ما قاله الأوزاعي هو ظاهر الحديث لأن الحكم له بالأوكس
يستلزم صحة البيع " . قلت : الخطابي نفسه قد ذكر أن الأوزاعي قال بظاهر الحديث
, فلا فرق بينه و بين الخطابي من هذه الحيثية إلا أن الخطابي تجرأ في الخروج عن
هذا الظاهر و مخالفته لمجرد علة الجهالة التي قالوها برأيهم خلافا للحديث . و
العجيب حقا أن الشوكاني تابعهم في ذلك بقوله : " و العلة في تحريم بيعتين في
بيعة عدم استقرار الثمن في صورة بيع الشيء الواحد بثمنين .. " . و ذلك لأن هذه
المتابعة تتماشى مع الذين يوجبون الإيجاب و القبول في البيوع , و الشوكاني
يخالفهم في ذلك , و يقول بصحة بيع المعاطاة , و في هذه الصورة ( أعني المعطاة )
الاستقرار متحقق كما بينته آنفا . ثم إنه يبدو أن الشوكاني - كالخطابي - لم يقف
على من قال بظاهر الحديث - كالأوزاعي - , و إلا لما سكت على ما أفاده كلام
الخطابي من تفرد الأوزاعي , و قد روينا لك بالسند الصحيح سلفه في ذلك - و هو
التابعي الجليل طاووس - و موافقة الإمام الثوري له , و تبعهم الحافظ ابن حبان ,
فقال في " صحيحه " ( 7 / 226 ) : " ذكر البيان بأن المشتري إذا اشترى بيعتين في
بيعة على ما وصفنا و أراد مجانبة الربا كان له أوكسهما " . ثم ذكر حديث الترجمة
, فهذا مطابق لما سبق من أقوال أولئك الأئمة , فليس الأوزاعي وحده الذي قال
بهذا الحديث . أقول هذا بيانا للواقع , و لكي لا يقول بعض ذوي الأهواء أو من لا
علم عنده , فيزعم أن مذهب الأوزاعي هذا شاذ ! و إلا فلسنا - و الحمد لله - من
الذين لا يعرفون الحق إلا بكثرة القائلين به من الرجال , و إنما بالحق نعرف
الرجال . و الخلاصة أن القول الثاني ثم أضعف الأقوال لأنه لا دليل عنده إلا
الرأي , مع مخالفة النص , و يليه القول الأول لأن ابن حزم الذي قال به ادعى أن
حديث الترجمة منسوخ بأحاديث النهي عن بيعتين في بيعة , و هذه دعوى مردودة لأنها
خلاف الأصول , فإنه لا يصار إلى النسخ إلا إذا تعذر الجمع , و هذا من الممكن
هنا بيسر , فانظر مثلا حديث ابن مسعود , فإنك تجده مطابقا لهذه الأحاديث , و
لكنه يزيد عليها ببيان علة النهي , و أنها ( الربا ) . و حديث الترجمة يشاركه
في ذلك , و لكنه يزيد عليه فيصرح بأن البيع صحيح إذا أخذ الأوكس , و عليه يدل
حديث ابن مسعود أيضا لكن بطريق الاستنباط على ما تقدم بيانه . هذا ما بدا لي من
طريقة الجمع بين الأحاديث و التفقه فيها , و ما اخترته من أقوال العلماء حولها
, فإن أصبت فمن الله , و إن أخطأت فمن نفسي , و الله أسأل أن يغفره لي و كل ذنب
لي . و اعلم أخي المسلم ! أن هذه المعاملة التي فشت بين التجار اليوم , و هي
بيع التقسيط , و أخذ الزيادة مقابل الأجل , و كلما طال الأجل زيد في الزيادة ,
إن هي إلا معاملة غير شرعية من جهة أخرى لمنافاتها لروح الإسلام القائم على
التيسير على الناس و الرأفة بهم , و التخفيف عنهم كما في قوله صلى الله عليه
وسلم : " رحم الله عبدا سمحا إذا باع سمحا إذا اشترى , سمحا إذا اقتضى " . رواه
البخاري . و قوله : من كان هينا , لينا , قريبا حرمه الله على النار " . رواه
الحاكم و غيره , و قد سبق تخريجه برقم ( 938 ) . فلو أن أحدهم اتقى الله تعالى
, و باع بالدين أو بالتقسيط بسعر النقد , لكان أربح له حتى من الناحية المادية
لأن ذلك مما يجعل الناس يقبلون عليه و يشترون من عنده و يبارك له في رزقه ,
مصداق قوله عز وجل : *( و من يتق الله يجعل له مخرجا و يرزقه من حيث لا يحتسب
)* <1> . و بهذه المناسبة أنصح القراء بالرجوع إلى رسالة الأخ الفاضل عبد
الرحمن عبد الخالق : " القول الفصل في بيع الأجل " فإنها فريدة في بابها ,
مفيدة في موضوعها , جزاه الله خيرا .

-----------------------------------------------------------
[1] الطلاق : الآية : 2 . اهـ .
2327 " من باع دارا و لم يجعل ثمنها في مثلها , لم يبارك له فيها " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 427 :

أخرجه البخاري في " التاريخ " ( 4 / 2 / 328 ) و ابن ماجة ( 2 / 97 ) و
الطيالسي ( 1 / 263 ) و ابن عدي ( 358 / 1 ) عن يوسف بن ميمون عن أبي عبيدة بن
حذيفة عن أبيه # حذيفة بن اليمان # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
فذكره . قلت : و هذا إسناد ضعيف , يوسف بن ميمون - هو المخزومي مولاهم الكوفي
الصباغ - ضعيف , و مع ذلك قال ابن عدي : " هذا الحديث لا أرى به بأسا " .
قلت : لعل ذلك لأنه تابعه يزيد بن أبي خالد الدالاني عن أبي عبيدة به . أخرجه
البخاري أيضا و كذا الطيالسي و البيهقي ( 6 / 33 ) . و يزيد هذا - هو أبو خالد
الدالاني - من رجال " التهذيب " , قال الحافظ : " صدوق يخطىء كثيرا , و كان
يدلس " .‏و لم يعرفه البوصيري في " زوائده " , فقال ( 155 / 1 ) : " لم أعلم
يزيد بن أبي خالد بعدالة و لا جرح " . قلت : و السبب في ذلك أنه عزاه البيهقي
فقط , و وقع فيه : " يزيد بن أبي خالد " ليس فيه زيادة : " الدالاني " , و هي
ثابتة عند البخاري , ثم هو مشهور بكنيته , و اسم أبيه عبد الرحمن , فهو يزيد بن
عبد الرحمن , و هكذا ذكروا اسمه لما ترجموا الابن في كنيته المذكورة , فخفي
أمره على البوصيري . أقول : و من ضعفه أنه اضطرب في إسناده , فرواه وهب بن جرير
: أخبرنا شعبة عنه به مرفوعا . أخرجه من هذا الوجه البخاري و البيهقي و أبو
جعفر الرزاز في " حديثه " ( 4 / 75 / 1 ) . و تابعه سلم بن قتيبة سمع شعبة رفعه
. أخرجه البخاري . و خالفهم ابن مهدي و غندر و آدم , ثلاثتهم عن شعبة به موقوفا
على حذيفة . أخرجه البخاري عنهم . و تابعهم الطيالسي , فقال : حدثنا شعبة به
موقوفا . و قد ذكر ابن أبي حاتم في " العلل " ( 2 / 290 ) هذا الاختلاف على
شعبة , و ساق رواية وهب المرفوعة , و رواية الطيالسي الموقوفة , ثم قال عن أبيه
: " موقوف عندي أقوى , و يزيد أبو خالد ليس بالدالاني " . كذا قال ! و بعد
تصريح البخاري في بعض روايات الحديث بأنه الدالاني , فلا وجه للنفي لأن من حفظ
حجة على من لم يحفظ . و للحديث شاهد من حديث سعيد بن حريث مرفوعا به . أخرجه
ابن ماجة و البيهقي و أحمد ( 3 / 467 , 4 / 307 ) و ابن عدي ( 9 / 1 ) و الضياء
في " المنتقى من مسموعاته " ( 79 / 2 ) من طريق إسماعيل بن إبراهيم بن مهاجر
حدثني عبد الملك بن عمير عن عمرو بن حريث عن أخيه سعيد بن حريث به . قلت : و
إسماعيل هذا ضعيف كما في " التقريب " . لكن تابعه أبو حمزة عن عبد الملك بن
عمير به . أخرجه البيهقي من طريق الحاكم بسنده عن محمد بن موسى بن حاتم حدثنا
علي بن الحسن بن شقيق حدثنا أبو حمزة . قلت : و أبو حمزة - هو محمد بن ميمون
السكري - ثقة من رجال الشيخين , و كذلك من فوقه , إلا أن محمد بن موسى بن حاتم
متكلم فيه . قال القاسم السياري : " أنا بريء من عهدته " . و قال ابن أبي سعد :
" إن كان محمد بن علي الحافظ سيء الرأي فيه " . و تابعه قيس بن الربيع أيضا عن
عبد الملك بن عمير به . ذكره البوصيري دون أن يعزوه لمخرج , و أظنه يعني ما
أخرجه أحمد ( 1 / 190 ) عن قيس بن الربيع حدثنا عبد الملك بن عمير عن عمرو بن
حريث قال : " قدمت المدينة , فقاسمت أخي , فقال سعيد بن زيد : إن رسول الله صلى
الله عليه وسلم قال : " لا يبارك في ثمن أرض و لا دار لا يجعل في أرض و لا دار
" . قلت : فأنت ترى أن قيس بن الربيع جعله من حديث سعيد بن زيد لا من حديث سعيد
بن حريث . و لعل ذلك من سوء حفظه الذي ضعف بسببه . و قد روي من طريق أخرى عن
عمرو بن حريث مرفوعا , و لكن إسناده واه , فقال ابن أبي حاتم ( 2 / 324 ) : "
سألت أبي عن حديث رواه عقبة بن خالد عن الصباح بن يحيى عن خالد بن أبي أمية عن
عمرو بن حريث : ( فذكره ) , قال أبي : يروونه عن عمرو بن حريث عن أخيه سعيد بن
حريث " . قلت : يشير إلى أنه منكر من مسند عمرو بن حريث , و آفته الصباح هذا ,
فقد أورده الهيثمي في " المجمع " ( 4 / 111 ) عن حذيفة و عمرو بن حريث معا
مرفوعا , و قال : " رواه الطبراني في " الكبير " و فيه الصباح بن يحيى و هو
متروك " . ثم إن للحديث شاهدا آخر من حديث أبي أمامة غير أن سنده واه جدا ,
فإنه من رواية إبراهيم بن حبان بن حكيم بن علقمة بن سعد بن معاذ عن حماد بن
سلمة عن برد بن سنان عن مكحول عنه مرفوعا . أخرجه ابن عدي في ترجمة إبراهيم هذا
( ق 4 / 1 ) , و قال : " ضعيف الحديث " . ثم ساق له حديثين هذا أحدهما , ثم قال
: " و هذان الحديثان مع أحاديث أخرى عامتها موضوعة مناكير , و هكذا سائر
أحاديثه " . و جملة القول أن الحديث بمتابعته و شاهده الأول لا ينزل عن رتبة
الحسن . و الله سبحانه و تعالى أعلم . ثم رأيت في بعض أصولي و أوراقي القديمة
بخطي أن الحافظ السخاوي حسنه أيضا في " الفتاوي الحديثية " ( ق 30 / 2 ) . ثم
وجدت له شاهدا ثالثا يرويه عبد القدوس بن محمد العطار , حدثنا يزيد بن تميم بن
زيد حدثني أبو مرحوم السندي : حدثني المنتصر بن عمارة عن أبيه عن أبي ذر مرفوعا
نحوه . أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 143 / 2 ) , و قال : " لا يروى عن
أبي ذر إلا بهذا الإسناد , تفرد به عبد القدوس " . قلت : هو صدوق من شيوخ
البخاري , لكن من بينه و بين أبي ذر لم أعرفهم , و قد نقل الحافظ في " اللسان "
عن " تلخيص " الذهبي أنه قال في المنتصر بن عمارة و أبيه : " مجهولان " .
( تنبيه ) : بعد كتابة ما تقدم رجعت إلى بعض أصولي القديمة التي عندي , فوجدت
فيه أن أبا يعلى الموصلي أخرج الحديث في " حديث محمد بن بشار " ( 127 / 1 ) من
طريق شعبة بسنده المتقدم عن حذيفة مرفوعا و موقوفا , و الوقف أكثر . و جاء في
بعض طرقه ما يأتي : " قال بندار - هو محمد بن بشار - : فقلت لعبد الرحمن بن
مهدي : تحفظ هذا الحديث عن شعبة ? قال : نعم . قلت : حدثني به . فقال : حدثني
شعبة عن يزيد أبي خالد . قلت له : الدالاني ? قال : ليس بالدالاني . فقلت له :
فإن ههنا من يرويه عن شعبة عن يزيد أبي خالد الدالاني , فألح علي ? قلت : حرمي
بن عمارة , قال : ويحه ! ما أقل علمه بالحديث ! يزيد الدالاني أصغر من أن يسمع
من أبي عبيدة بن حذيفة " . قلت : و لا أجد ما يحملنا على نفي سماعه منه , فأبو
عبيدة تابعي من الطبقة الثاني عند الحافظ , و قد ذكروا له - أعني أبا خالد -
رواية عن قتادة , و هو رأس الطبقة الرابعة عنده , و عن أبي إسحاق السبيعي , و
هو من الطبقة الثالثة , و يحيى بن إسحاق بن عبد الله بن طلحة الأنصاري , و
إبراهيم بن عبد الرحمن السكسكي , و هما من الخامسة , و كل هؤلاء رووا عن
الصحابة , كأبي عبيدة , فما الذي يمنع أن يكون أبو خالد سمع منه كما سمع من
هؤلاء التابعين الذين ذكرنا و غيرهم ممن لم نذكر ? بل هذا هو الذي يشير إليه
صنيع الحافظ في ترجمة أبي خالد , فإنه قال : " إنه من السابعة " . و قد ذكر في
المقدمة أن الطبقة السادسة هم الذين عاصروا الخامسة , لكن لم يثبت لهم لقاء أحد
من الصحابة كابن جريج , و أن السابعة كبار أتباع التابعين كمالك و الثوري فإذن
أبو خالد الدالاني في اطلاع الحافظ العسقلاني - و كفى به حجة في هذا العلم - و
هو من كبار أتباع التابعين , فليس هناك ما يمنع من إمكان سماعه من الطبقة
الثانية , و هي تعني كبار التابعين . و الله أعلم .‏و مما يسترعي الانتباه أن
هذا النفي الذي رواه أبو يعلى عن محمد بن بشار عن ابن مهدي قد روى البخاري عنه
ما ينافيه , و عليه اعتمدت في إثبات أنه الدالاني , فقد قال في ترجمة يزيد أبي
خالد الواسطي عن إبراهيم السكسكي : قال لي محمد بن بشار : أخبرنا ابن مهدي و
غندر عن شعبة عن يزيد بن أبي خالد الدالاني عن أبي عبيدة ... فعلق عليه المحقق
اليماني بقوله : " هكذا في الأصلين , و كأنه من أوهام ابن بشار , زاد كلمة : "
ابن " , و زاد : " الدالاني " . و الله أعلم " . و كان عمدته في هذا التوهيم
قول ابن أبي حاتم المتقدم : " و ليس بالدالاني " . و قد نقله اليماني عنه قبيل
تعليقه المذكور . و بالجملة , فهذه مسألة مشكلة , تحتاج إلى مزيد من البحث و
التحقيق , فإن تخطئة الإمام البخاري أو أحد رواته الثقات ليس بالأمر الهين ,
فعسى الله أن ييسر لي أو لغيري ممن له عناية بهذا العلم الشريف ما يكشف عن
الحقيقة , و يزيل المشكلة , و لكن ذلك لا يمنع من تحسين الحديث . و الله سبحانه
و تعالى أعلم .
2328 " من تواضع لله رفعه الله " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 432 :

أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 8 / 46 ) عن علي بن الحسن بن أبي الربيع الزاهد
حدثنا إبراهيم بن أدهم قال : سمعت محمد بن عجلان يذكر عن أبيه عن # أبي هريرة #
مرفوعا , و قال : " غريب من حديث إبراهيم , لا أعرف له طريقا غيره " .
قلت : و هو صدوق مع زهده , فالحديث حسن لأن من فوقه ثقات معروفون لولا أن
الراوي عن إبراهيم لم أعرفه , لكن صنيع أبي نعيم يشعر بأنه لم يتفرد به . و من
الغريب قوله : " لا أعرف له طريقا غيره " . مع أن مسلما أخرجه في " صحيحه " ( 8
/ 21 ) من طريق العلاء عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا به في حديث , و أخرجه غيره
أيضا , و قد خرجته في " إرواء الغليل " ( 2262 ) . و له شاهد من حديث عمر
مرفوعا , و زاد : " و قال : انتعش رفعك الله , فهو في نفسه صغير و في أعين
الناس عظيم و من تكبر خفضه الله , و قال : اخسأ خفضك الله , فهو في أعين الناس
صغير و في نفسه كبير , حتى يكون أهون عليهم من كلب " . أخرجه أبو نعيم ( 7 /
129 ) و الخطيب ( 2 / 110 ) و قالا : " غريب من حديث الثوري , تفرد به سعيد بن
سلام " . قلت : و هو كذاب , كما قال أحمد و غيره و لذا خرجته في " الضعيفة " (
1295 ) . و للحديث شاهد آخر من رواية دراج , و هو ضعيف , عن أبي الهيثم عن أبي
سعيد الخدري مرفوعا بلفظ : " من تواضع لله درجة يرفعه الله درجة , حتى يجعله في
أعلى عليين , و من تكبر على الله درجة يضعه الله درجة , حتى يجعله في أسفل
السافلين " . أخرجه ابن ماجة ( 2 / 544 ) و ابن حبان ( 1942 ) . ثم وجدت لحديث
عمر طريقا أخرى من رواية عاصم بن محمد عن أبيه عن ابن عمر عنه - قال : لا أعلمه
إلا - رفعه , قال : " يقول الله تبارك و تعالى : من تواضع لي هكذا , رفعته هكذا
. و جعل يزيد ( ابن هارون ) باطن كفه إلى الأرض و أدناها إلى الأرض , " رفعته
هكذا " و جعل باطن كفه إلى السماء , و رفعها نحو السماء " . أخرجه أحمد ( 1 /
44 ) بسند صحيح , و من طريقه و طريق غيره أخرجه الضياء المقدسي في " المختارة "
( رقم 199 - 201 بتحقيقي ) .
2329 " من تولى غير مواليه , فقد خلع ربقة الإيمان من عنقه " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 434 :

أخرجه أحمد ( 3 / 332 ) و البخاري في " التاريخ " ( 2 / 1 / 143 ) عن يعقوب بن
محمد بن طحلاء حدثنا خالد بن أبي حيان عن #‎جابر #‎مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد جيد , رجاله ثقات رجال مسلم غير خالد بن أبي حيان قال ابن
أبي حاتم ( 1 / 2 / 324 ) : " سئل أبو زرعة عنه ? فقال : مديني ثقة " . و ذكره
ابن حبان في " الثقات " ( 1 / 56 - هند ) .

ساجدة لله
2010-10-20, 04:14 AM
2330 " من جامع المشرك و سكن معه , فإنه مثله " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 434 .

أخرجه أبو داود ( 2787 ) عن سليمان بن موسى أبي داود حدثنا جعفر بن سعد بن سمرة
بن جندب حدثني خبيب بن سليمان عن أبيه سليمان بن سمرة عن # سمرة بن جندب #
مرفوعا . و هذا إسناد ضعيف , سليمان بن سمرة قال الحافظ : " مقبول " . و ابنه
خبيب مجهول . و جعفر بن سعد بن سمرة ليس بالقوي . و سليمان بن موسى أبو داود
الكوفي الخراساني فيه لين . و من هنا تعلم خطأ المناوي في قوله في " التيسير "
: " و إسناده حسن " . مع أنه في " الفيض " تعقب رمز السيوطي لحسنه بضعف سليمان
هذا ! قلت : لكن له طريق أخرى يتقوى بها , أخرجه الحاكم ( 2 / 141 - 142 ) عن
إسحاق بن إدريس حدثنا همام عن قتادة عن الحسن عن سمرة مرفوعا بلفظ : " لا
تساكنوا المشركين و لا تجامعوهم , فمن ساكنهم أو جامعهم فليس منا " . و قال : "
صحيح على شرط البخاري " , و وافقه الذهبي , إلا أنه زاد : " و مسلم " . و لا
أدري إذا كانت هذه الزيادة منه , أو من بعض نساخ كتابه : " التلخيص " . و سواء
كان هذا أو ذاك , فتصحيحه و هم فاحش منهما لأن إسحاق بن إدريس هذا ليس من رجال
الشيخين , و لا هو بثقة , بل إنه اتهم بالوضع , فقد أورده الذهبي نفسه في "
الميزان " و قال : " تركه ابن المديني , و قال أبو زرعة : واه . و قال البخاري
: تركه الناس . و قال الدارقطني : منكر الحديث . و قال : يحيى بن معين : كذاب
يضع الحديث " . لكني وجدت له متابعا قويا يرويه إسحاق بن سيار حدثنا محمد بن
عبد الملك عن همام به . أخرجه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 1 / 123 ) عن أبي
العباس الشعراني عنه . و محمد بن عبد الملك - هو أبو جابر الأزدي البصري - قال
أبو حاتم : " أدركته , و ليس بقوي " . و ذكره ابن حبان في " الثقات " ( 9 / 64
) <1> . و إسحاق بن سيار - و هو النصيبي أبو يعقوب - قال ابن أبي حاتم ( 1 / 1
/ 223 ) : " أدركناه , و كتب إلي ببعض حديثه , و كان صدوقا ثقة " . و أبو
العباس الشعراني اسمه أحمد بن محمد بن جعفر الزاهد الجمال , و في ترجمته ساق
أبو نعيم الحديث , و قال : " كان من العباد الراغبين في الحج , و كان يصلي عند
كل ميل ركعتين " ! قلت : هذه الصلاة بدعة لم يفعلها السلف و إمامهم سيد
الأنبياء عليه الصلاة و السلام , " و خير الهدي هدي محمد " . و لم يذكر فيه
جرحا و لا تعديلا , فالرجل مستور . و بالجملة , فالحديث عندي حسن بمجموع
الطريقين , و لاسيما و قد مضى له شاهد بنحوه , فراجعه برقم ( 636 ) .

-----------------------------------------------------------
[1] ترجم له من " الميزان " و " اللسان " , و " التهذيب " أيضا على خلاف قاعدته
أن لا يترجم في " اللسان " لمن ترجم له في " التهذيب " , و رمز له فيه بـ " م "
, و أظنه وهما , و لم يترجم له في " التقريب " . اهـ .
2331 " من جلب على الخيل يوم الرهان , فليس منا " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 436 :

أخرجه الطبراني في " الكبير " ( 3 / 126 / 2 ) : حدثنا محمد بن عبد الله
الحضرمي أخبرنا ضرار بن صرد أبو نعيم أخبرنا عبد العزيز بن محمد عن ثور بن زيد
عن عكرمة عن # ابن عباس # مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا , رجاله كلهم ثقات غير ضرار هذا , فهو متروك الحديث
كما قال البخاري و النسائي , و ضعفه غيرهما , إلا أن أبا حاتم قال فيه : " صدوق
, صاحب قرآن و فرائض , يكتب حديثه و لا يحتج به , روى حديثا عن معتمر عن أبيه
عن الحسن عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم في فضيلة بعض الصحابة ينكرها أهل
المعرفة بالحديث " .
قلت : و لخص ذلك الحافظ بقوله : " صدوق , له أوهام " . و لا يخفى ما فيه من
التساهل , و لعل المناوي اغتر به حين قال في " التيسير " : " و إسناده لا بأس
به " . لكنه لم يتفرد به , فقد قال الحافظ في " التلخيص " ( 4 / 165 ) : "
رواه ابن أبي عاصم ( يعني في " الجهاد " ) , و الطبراني من حديث ابن عباس , و
إسناد ابن أبي عاصم لا بأس به " .
قلت : و لعل رواية ابن أبي عاصم هذه من الطريق التي رواها أبو يعلى في " مسنده
" ( 4 / 303 / 2413 ) , و عنه الضياء في " المختارة " ( 64 / 24 / 2 ) بسنده
الصحيح عن ثور بن زيد عن إسحاق بن جابر عن عكرمة عن ابن عباس به . و قال الضياء
: " إسحاق بن جابر العدني , لم يذكره ابن أبي حاتم في ( كتابه ) " .
قلت : بلى قد ذكره , لكنه قال : " إسحاق بن عبد الله العدني , هو الذي يقال له
إسحاق بن جابر " . فكأن جابرا جده . و هكذا ذكره البخاري ( 1 / 1 / 397 )
منسوبا لأبيه عبد الله . و أما ابن حبان فذكره في " الثقات " ( 8 / 107 )
منسوبا لجده برواية عبد الله بن نافع الصائغ عنه . فقد روى عنه ثقتان : هذا ,
و ثور بن زيد , فلعله لذلك قال الحافظ : " لا بأس بإسناده " .
( الجلب ) في السباق : أن يتبع الرجل فرسه إنسانا , فيزجره , و يصيح حثا على
السوق .
2332 " من حلف على يمين مصبورة كاذبا ( متعمدا ) فليتبوأ بوجهه مقعده من النار " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 438 :

أخرجه أبو داود ( 2 / 74 ) و الزيادة له , و الطبري في " تفسيره " ( 6 / 533 /
7287 ) و الحاكم ( 4 / 294 ) و أحمد ( 4 / 436 / 441 ) و أبو نعيم في " الحلية
" ( 6 / 277 ) من طرق عن هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن # عمران بن حصين #
مرفوعا , و قال الحاكم : " صحيح على شرط الشيخين " , و وافقه الذهبي .
قلت : و هو كما قالا , على الخلاف في سماع ابن سيرين من عمران بين الإمام أحمد
و الدارقطني , فالأول أثبت و الآخر نفي و المثبت مقدم على النافي , و لاسيما و
له في مسلم ثلاثة أحاديث ( 1 / 137 و 5 / 97 و 105 ) الأول منها صرح فيه
بالتحديث عن عمران .
2333 " من توضأ ثم قال : سبحانك اللهم و بحمدك لا إله إلا أنت أستغفرك و أتوب إليك ,
كتب في رق , ثم طبع بطابع , فلم يكسر إلى يوم القيامة " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 438 :

أخرجه النسائي في " اليوم و الليلة " <1> ( رقم 81 ) و الحاكم ( 1 / 564 ) و
الضياء في " المنتقى من مسموعاته بمرو " ( 68 / 1 ) عن أبي غسان يحيى بن كثير :
حدثنا شعبة عن أبي هاشم ( عن أبي مجلز ) عن قيس بن عباد عن # أبي سعيد الخدري #
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( فذكره ) . و قال الحاكم : " صحيح على
شرط مسلم " , و وافقه الذهبي . و أقول بل هو على شرط الشيخين , فإن رجاله كلهم
ثقات من رجالهما . و أبو هاشم الرماني اسمه يحيى , و اسم أبيه دينار , و قيل
غير ذلك . و تابعه روح بن القاسم عن أبي هاشم به مرفوعا . أخرجه أبو إسحاق
المزكي في " الفوائد المنتخبة " ( 1 / 150 / 1 ) عن عيسى بن شعيب : أخبرنا روح
بن القاسم . و هذا إسناد حسن , روح بن القاسم ثقة حافظ من رجال الشيخين أيضا .
و عيسى بن شعيب - و هو النحوي البصري الضرير - صدوق له أوهام . و تابعه الوليد
بن مروان عن أبي هاشم به نحوه . أخرجه أبو بكر الشافعي في " الفوائد " ( 3 / 1
/ 257 / 1 ) . و الوليد هذا مجهول . و تابعه قيس بن الربيع عن أبي هاشم به
مرفوعا . ذكره أبو نعيم في " اليوم و الليلة " له . و قيس سيء الحفظ . و تابعه
سفيان الثوري عن أبي هاشم به . أخرجه ابن السني ( 28 ) , و المعمري <2> عن يوسف
بن أسباط عنه . لكن يوسف هذا فيه ضعف , و قد خالفه عبد الرحمن بن مهدي , فقال :
حدثنا سفيان به , إلا أنه أوقفه على أبي سعيد . أخرجه الحاكم . و تابعه عبد
الله بن المبارك عن سفيان به موقوفا . أخرجه النسائي . ثم أخرجه من طريق غندر
عن شعبة بإسناده موقوفا . و لا شك أن الوقف أصح إسنادا , لكن قال الحافظ <3> :
" مثله لا يقال من قبل الرأي , فله حكم المرفوع " . ثم وجدت للحديث شاهدا ,
فقال ابن بشران في " الأمالي " ( 147 / 1 ) : أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد
بن طاهر العلوي - بالمدينة - : حدثنا محمد بن الحسن بن نصر البغدادي المعروف بـ
( المقدسي ) : حدثنا محمد بن حسان الأزرق حدثنا وكيع بن الجراح عن هشام بن عروة
عن أبيه عن عائشة مرفوعا به . قلت : الأزرق ثقة مترجم في " التهذيب " , و من
فوقه من رجال الشيخين . و المقدسي لم أعرفه , و لم أره في " تاريخ بغداد " , و
هو من شرطه . و العلوي لم أعرفه أيضا . و الخلاصة : أن الحديث صحيح بمجموع طرقه
المرفوعة , و الموقوف لا يخالفه لأنه لا يقال بمجرد الرأي كما تقدم عن الحافظ .
و لعله من أجل ذلك ساقه ابن القيم في " زاد المعاد " ( 1 / 69 ) مساق المسلمات
, و لكنه عزاه لـ " سنن النسائي " و هو وهم لم يتنبه له المعلق عليه , ثم قصر
في تخريجه تقصيرا فاحشا , فلم يعزه إلا لابن السني و ضعف إسناده - و هو كذلك
كما تقدم دون الأسانيد التي قبله - فأوهم أن الحديث ضعيف . و الله المستعان .

-----------------------------------------------------------
[1] " تحفة الأشراف " ( 3 / 447 ) . اهـ .
[2] " النكت الظراف " للحافظ ( 3 / 447 ) . اهـ .
[3] " النكت الظراف " للحافظ ( 3 / 447 ) . اهـ .
2334 " من حلف في قطيعة رحم , أو فيما لا يصلح , فبره أن لا يتم على ذلك " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 441 :

أخرجه ابن ماجة ( 1 / 648 ) عن حارثة بن أبي الرجال عن عمرة عن # عائشة #
مرفوعا . قلت : و هذا إسناد ضعيف , و رجاله ثقات غير حارثة , فإنه ضعيف كما قال
الحافظ , و تبعه البوصيري ( 130 / 2 ) . لكني وجدت للحديث شاهدا قويا من رواية
أبي معبد عن ابن عباس رفعه قال : " من حلف بيمين على قطيعة رحم أو معصية فحنث
فذلك كفارة له " . أخرجه الطحاوي في " مشكل الآثار " ( 1 / 287 ) : حدثنا بكار
حدثنا أبو أحمد محمد بن عبد الله بن الزبير الأسدي الكوفي حدثنا محمد بن شريك
عن سليمان الأحول عنه . قلت : و هذا إسناد صحيح , رجاله كلهم ثقات من رجال "
التهذيب " , غير بكار - و هو ابن قتيبة الثقفي البكراوي , أبو بكرة الفقيه
الحنفي البصري - قال السيوطي في " حسن المحاضرة " ( 1 / 263 ) : " روى عنه أبو
عوانة في " صحيحه " و ابن خزيمة , و ولاه المتوكل القضاء بمصر سنة ست و أربعين
و مائتين , و له أخبار في العدل و العفة و النزاهة و الورع , مات سنة سبعين و
مائتين " . قلت : و قد ذكره الذهبي في شيوخ الطحاوي في ترجمة هذا , بل ساق له
حديثا آخر من روايته عن بكار بن قتيبة حدثنا أبو أحمد حدثنا سفيان .. أقول :
هذا لاحتمال أن يكون بكار في هذا الحديث إنما هو ابن سهل الدمياطي مولى بني
هاشم , فقد ذكر الذهبي في الرواة عنه الطحاوي , و الدمياطي ضعيف كما قال
النسائي و لكني أستبعد أن يكون هو المراد في الحديث , لأمرين : الأول : أنه لو
كان هو لنسبه الإمام الطحاوي تفريقا بينه و بين بكار بن قتيبة الثقة . و الآخر
: أنني لم أر له رواية عن أبي أحمد الزبيري , بخلاف ابن قتيبة . و الله أعلم .
2335 " من خاف أدلج و من أدلج بلغ المنزل ألا إن سلعة الله غالية ألا إن سلعة الله
الجنة " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 442 :

رواه البخاري في " التاريخ " ( 1 / 2 / 111 / 1873 ) و الترمذي ( 2452 ) و
الحاكم ( 4 / 307 - 308 ) و عبد بن حميد في " المنتخب من المسند " ( 156 / 2 )
و العقيلي في " الضعفاء " ( 457 ) و القضاعي ( 33 / 1 ) و أبو نعيم في " الجنة
" ( 8 / 2 ) عن أبي عقيل الثقفي حدثنا يزيد بن سنان التميمي قال : سمعت بكير بن
فيروز قال : سمعت # أبا هريرة # يقول : فذكره مرفوعا . و قال العقيلي : " يزيد
بن سنان أبو فروة الرهاوي , لا يتابع عليه و لا يعرف إلا به , قال يحيى : ليس
بشيء " . و قال الحافظ في " التقريب " : " ضعيف " . و تساهل الترمذي فقال : "
حديث حسن غريب " ! و الحاكم فقال : " صحيح الإسناد " ! و وافقه الذهبي !
قلت : لا عجب من الحاكم , فتساهله معروف , و إنما العجب من متابعة الذهبي إياه
و غفلته عن قوله هو نفسه في " المغني " : " يزيد بن سنان أبو فروة الرهاوي ,
مشهور , ضعفه أحمد و ابن المديني " ! نعم , للحديث شاهد جيد يرويه عبد الله بن
محمد بن عقيل عن الطفيل بن أبي ابن كعب عن أبيه مرفوعا به . و زاد : " جاءت
الراجفة , تتبعها الرادفة , جاء الموت بما فيه " . أخرجه الحاكم ( 4 / 308 ) و
أبو نعيم في " الحلية " ( 8 / 377 ) بتمامه و أحمد ( 5 / 136 ) الزيادة فقط , و
كذا الترمذي ( 2459 ) و قال : " حديث حسن صحيح " . و أقول : إنما هو حسن فقط
للخلاف المعروف في ابن عقيل . و بالجملة , فالحديث بهذا الشاهد صحيح .
2336 " من كان الله عز وجل خلقه لواحدة من المنزلتين يهيئه لعملها , و تصديق ذلك في
كتاب الله عز وجل : *( و نفس و ما سواها . فألهمها فجورها و تقواها )* <1> " .

-----------------------------------------------------------

[1] الشمس : الآية : 7 , 8 . اهـ .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 443 :

أخرجه أحمد ( 4 / 438 ) : حدثنا صفوان بن عيسى أنبأنا عزرة بن ثابت عن يحيى بن
عقيل عن ابن يعمر عن أبي الأسود الديلي قال : " غدوت على # عمران بن حصين #
يوما من الأيام , فقال : يا أبا الأسود - فذكر الحديث - أن رجلا من جهينة أو من
مزينة أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ! أرأيت ما يعمل الناس
اليوم و يكدحون فيه , شيء قضي عليهم , أو مضى عليهم في قدر قد سبق , أو فيما
يستقبلون مما أتاهم به نبيهم صلى الله عليه وسلم و اتخذت عليهم به الحجة ? قال
: بل شيء قضي عليهم و مضى عليهم . قال : فلم يعملون إذا يا رسول الله ? قال : "
فذكره . و أخرجه ابن جرير في " تفسيره " ( 30 / 135 ) من طريق صفوان بن عيسى و
أبي عاصم النبيل قالا : حدثنا عزرة بن ثابت به . قلت : و هذا إسناد صحيح ,
رجاله كلهم ثقات رجال مسلم . و ابن يعمر اسمه يحيى أيضا . و الحديث أخرجه مسلم
( 8 / 48 - 49 ) و الطبراني في " المعجم الكبير " ( 18 / 223 / 557 ) من طريق
عثمان بن عمر حدثنا عزرة بن ثابت به نحوه , دون الشطر الأول من حديث الترجمة .
و أورده السيوطي في " الجامع " مختصرا بلفظ : " من خلقه الله لواحدة من
المنزلتين وفقه لعملها " . و قال : " رواه الطبراني في " الكبير " عن عمران " .
قلت : و لم يورده السهمي في " مجمع الزوائد " أصلا , و كأنه لإخراج مسلم إياه
على ما ذكرنا . و هو عند الطبراني من طريق عون بن عمارة حدثنا عزرة به .
قلت : و عون ضعيف , لكن يقويه صفوان و أبي عاصم المتقدمة . و قول المناوي في "
التيسير " : " و إسناده حسن " . خطأ ظاهر .
2337 " من ذكرت عنده , فنسي الصلاة علي , خطئ به طريق الجنة " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 445 :

رواه عيسى بن علي الوزير في " ستة مجالس " ( 190 / 2 ) قال : قرىء على أبي
الحسن محمد بن الحسن الجنديسابوري - و أنا أسمع - قيل له : حدثكم جعفر بن عامر
و سهل بن بحر قالا : حدثنا عمر بن حفص بن غياث حدثنا أبي عن محمد بن عمرو عن
أبي سلمة عن # أبي هريرة # مرفوعا . قلت : و هذا إسناد حسن إن ثبتت عدالة
الجنديسابوري هذا , فإني لم أعرفه . و مثله جعفر بن عامر , و لكنه مقرون مع سهل
بن بحر , و هذا قد قال عنه ابن أبي حاتم ( 2 / 1 / 194 ) : " كتبت عنه بالري مع
أبي , و كان صدوقا " . لكن الحديث صحيح , فقد روي عن ابن عباس عند ابن ماجة , و
حسين بن علي عند الطبراني , و ابنه محمد بن الحسين أبي جعفر الباقر مرسلا عند
إسماعيل القاضي في " فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم " ( رقم 41 - 44
بتحقيقي ) و هي و إن كانت لا تخلو عن ضعف , فبعضها يقوي بعضا , و لاسيما و
المرسل منها صحيح كما بينته هناك .
2338 " من راح روحة في سبيل الله كان له بمثل ما أصابه من الغبار مسكا يوم القيامة "
.

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 445 :

أخرجه ابن ماجة ( 2 / 177 ) : حدثنا محمد بن سعيد بن يزيد بن إبراهيم التستري
حدثنا أبو عاصم عن شبيب عن # أنس بن مالك # قال : قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : فذكره . قلت : و هذا إسناد حسن , شبيب - و هو ابن بشر - مختلف فيه , و
قال الحافظ : " صدوق يخطىء " . و التستري من شيوخ البزار و غيره من الحفاظ , و
قد ذكره ابن حبان في " الثقات " ( 9 / 140 ) برواية الحافظ أحمد بن يحيى بن
زهير التستري عنه .
2339 " من رمانا بالليل فليس منا " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 446 :

له طريقان : الأول : عن # أبي هريرة # أخرجه أحمد ( 2 / 321 ) و البخاري في "
الأدب المفرد " ( 1279 ) و ابن حبان ( 1857 ) , عن يحيى بن أبي سليمان عن سعيد
المقبري عنه مرفوعا . و قال البخاري : " في إسناده نظر " . قلت : و ذلك لضعف
يحيى هذا , لكن يقويه ما يأتي . الآخر : عن # ابن عباس # أخرجه الطبراني ( 3 /
126 / 2 ) عن عبد العزيز بن محمد عن ثور بن زيد عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا .
قلت : و هذا سند صحيح , رجاله كلهم ثقات .

ساجدة لله
2010-10-20, 04:15 AM
2340 " من سب أصحابي , فعليه لعنة الله و الملائكة و الناس أجمعين " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 446 :

رواه الطبراني ( 3 / 174 / 1 ) عن الحسن بن قزعة عن عبد الله بن خراش عن العوام
بن حوشب عن عبد الله بن أبي الهذيل عن # ابن عباس # مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف , عبد الله بن خراش قال الحافظ : " ضعيف , و أطلق عليه
ابن عمار الكذب " . و له طريق آخر , رواه أبو القاسم المهراني في " الفوائد
المنتخبة " ( 2 / 10 / 1 ) و السهمي ( 234 ) و الخطيب في " التاريخ " ( 14 /
241 ) : عن علي بن يزيد الصدائي قال : أخبرنا أبو شيبة الجوهري عن أنس مرفوعا
به , و زاد : " لا يقبل الله منه صرفا و لا عدلا " , قال : و العدل الفرائض , و
الصرف التطوع . و قال المهراني : " هذا حديث غريب من حديث أنس , تفرد بروايته
أبو شيبة الجوهري عنه , و لا نعلم رواه عن أبي شيبة غير علي بن يزيد الصدائي "
. قلت : و فيه لين كما في " التقريب " . و أبو شيبة الجوهري اسمه يوسف بن
إبراهيم التميمي , و هو ضعيف . و له شاهد مرسل , يرويه البغوي في " حديث علي بن
الجعد " ( 9 / 92 / 2 ) عن فضيل بن مرزوق عن محمد بن أبي مرزوق عن عطاء بن أبي
رباح مرفوعا مرسلا به , دون قوله : " و الملائكة " . قلت : و رجاله ثقات غير
محمد بن أبي مرزوق فلم أجد له ترجمة , و قد ذكر المزي في شيوخ فضيل بن مرزوق
محمد بن سعيد صاحب عكرمة , فلعله هو , و لكني لم أعرفه أيضا , و لا ذكره المزي
في الرواة عن عكرمة . فالله أعلم , و لا أستبعد أن يكون محمد بن خالد الآتي . و
تابعه ابن خالد عن عطاء به . أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 7 / 103 ) من طريق
أبي يحيى الحماني عن سفيان عنه . و قال : " كذا رواه الحماني عن سفيان , و
أرسله , و تفرد به عنه . و محمد بن خالد يعرف بأبي حمنة الكوفي الضبي " .
قلت : كذا وقع : " أبو حمنة " , و في " الجرح " ( 3 / 2 / 241 ) : " أبو خبية "
, و قال عن أبيه : " ليس به بأس " . و قال الحافظ في " التقريب " : " مختلف في
كنيته , و لقبه سؤر الأسد , صدوق " . و الحماني فيه ضعف مع كونه من رجال
الشيخين , قال الحافظ : " صدوق يخطىء " .
قلت : و بالجملة , فالحديث بمجموع طرقه حسن عندي على أقل الدرجات . و الله أعلم
. ثم رأيت الحديث في " كتاب السنة " لابن أبي عاصم ( 1001 ) : حدثنا أبو بكر بن
أبي شيبة حدثنا أبو معاوية عن محمد بن خالد عن عطاء به . و هذا إسناد مرسل صحيح
, رجاله كلهم ثقات , و هي متابعة قوية من أبي معاوية لأبي يحيى الحماني , ترد
قول أبي نعيم أن الحماني تفرد به !
2341 " من ستر أخاه المسلم في الدنيا , ستره الله يوم القيامة " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 448 :

أخرجه أحمد ( 4 / 62 و 5 / 375 ) عن عبد الملك بن عمير عن هبيب عن عمه قال : "
بلغ رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عن رجل من أصحاب النبي أنه يحدث عن
النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ( فذكره ) , فرحل إليه - و هو بمصر - فسأله
عن الحديث , قال : نعم , سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( فذكره ) ,
قال : فقال : و أنا قد سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم " .
قلت : و رجال إسناده موثقون . و هبيب هو ابن مفضل الغفاري , صحابي , شهد فتح
مصر , و سكنها . و أخرجه الحميدي في " مسنده " ( 384 ) : حدثنا سفيان قال :
حدثنا ابن جريج قال : سمعت أبا سعيد الأعمى يحدث ( عن ) عطاء بن أبي رباح قال :
" خرج أبو أيوب إلى عقبة بن عامر - و هو بمصر - يسأله عن حديث سمعه من رسول
الله صلى الله عليه وسلم , لم يبق أحد سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم
غيره و غير عقبة , فلما قدم أتى منزل مسلمة ابن مخلد الأنصاري - و هو أمير مصر
- فأخبر به , فعجل , فخرج إليه فعانقه , ثم قال : ما جاء بك يا أبا أيوب ? فقال
: حديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يبق أحد سمعه من رسول الله
صلى الله عليه وسلم غيري و غير عقبة , فابعث من يدلني على منزله قال : فبعث معه
من يدله على منزل عقبة فأخبر عقبة به , فعجل فخرج إليه فعانقه , و قال : ما جاء
بك يا أبا أيوب ? فقال : حديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يبق
أحد سمعه غيري و غيرك في ستر المؤمن , فقال عقبة : نعم سمعت رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول : ( فذكره ) بلفظ : " من ستر مؤمنا في الدنيا على خزية , ستره
الله يوم القيامة " . فقال له أبو أيوب : صدقت . ثم انصرف أبو أيوب إلى راحلته
فركبها راجعا إلى المدينة , فما أدركته جائزة مسلمة بن مخلد إلا بعريش مصر " .
و أخرجه الحاكم في " معرفة علوم الحديث " ( ص 7 - 8 ) عن الحميدي , و أحمد ( 4
/ 153 ) عن سفيان - و هو ابن عيينة - مختصرا , و علقه ابن عبد البر ( 1 / 93 )
. قلت : و رجاله ثقات رجال الشيخين , غير أبي سعيد الأعمى - و يقال : أبو سعد
الأعمى - له ترجمة في " التعجيل " ( ص 488 ) , يؤخذ منها أنه لا راوي له غير
ابن جريج , فهو مجهول . و روى أحمد ( 4 / 104 ) عن مكحول أن عقبة أتى مسلمة بن
مخلد ( و هو أمير ) بمصر , و كان بينه و بين البواب شيء , فسمع صوته , فأذن له
, فقال : إني لم آتك زائرا , و لكني جئتك لحاجة , أتذكر يوم قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم : " من علم من أخيه سيئة فسترها ستره الله عز وجل يوم القيامة ?
فقال : نعم , فقال : لهذا جئت " . قلت : و رجاله ثقات رجال مسلم إلا أن مكحولا
لم يسمع من عقبة كما قال الحاكم . و روى أحمد أيضا عن ابن جريج عن ابن المنكدر
عن أبي أيوب عن مسلمة بن مخلد مرفوعا به . و رجاله ثقات , و في صحبة مسلمة بن
مخلد خلاف . و للحديث طريق أخرى عن عقبة بن عامر بلفظ آخر , قد خرجته في الكتاب
الآخر ( 1265 ) . و له شاهد من حديث أبي هريرة مرفوعا به . أخرجه أحمد ( 2 /
296 و 500 و 514 ) و الخطيب ( 10 / 85 ) و ابن عساكر ( 17 / 298 / 1 ) من طريق
محمد بن واسع ( عن محمد بن المنكدر ) عن أبي صالح عنه .
قلت : و إسناده صحيح على شرط مسلم . و تابعه سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي
هريرة به نحوه . أخرجه أحمد ( 2 / 388 و 404 و 522 ) . و إسناده على شرط مسلم
أيضا . ثم رأيته في " صحيح مسلم " ( 8 / 21 ) من هذا الوجه بلفظ : " لا يستر
عبدا عبدا في الدنيا إلا ستره الله يوم القيامة " . و استدركه الحاكم ( 4 / 383
- 384 ) على مسلم , فوهم . و الأعمش عن أبي صالح به في حديث أوله : " من ستر
مسلما ستره الله في الدنيا و الآخرة " . أخرجه مسلم ( 8 / 71 ) و أبو داود ( 2
/ 307 ) و الترمذي ( 1425 و 1931 ) و ابن ماجة ( 1 / 99 و 2 / 112 ) و ابن
الجارود ( 802 ) و أحمد ( 2 / 252 ) . و تابعه محمد بن واسع عن أبي صالح به .
أخرجه الحاكم ( 4 / 383 ) , و صححه على شرط الشيخين , و وافقه الذهبي ! و شاهد
ثان من حديث ابن عمر مرفوعا . أخرجه البخاري ( 5 / 74 - فتح ) و مسلم ( 8 / 18
) و الترمذي ( 1426 ) و أحمد ( 2 / 91 ) . ( تنبيه ) : أورد حديث الترجمة
السيوطي في " الجامع الصغير " من رواية أحمد عن رجل , إلا أنه زاد بعد قوله : "
في الدنيا " : فلم يفضحه " , و هي زيادة مقحمة لا أصل لها في " المسند " و لا
في غيره من هذه الطريق , و لا في شيء من الطرق التي ذكرتها . و لم يتنبه له
المناوي في " شرحيه " ! بل إنه أوهم أنها في البخاري . ثم رأيت الحديث في "
الجامع الكبير " للسيوطي بدون الزيادة , فالحمد لله على توفيقه , و أسأله
المزيد من فضله . و شاهد ثالث من حديث ابن عباس مرفوعا بلفظ : " من ستر عورة
أخيه المسلم ستر الله عورته يوم القيامة , و من كشف عورة أخيه المسلم كشف الله
عورته حتى يفضحه بها في بيته " . أخرجه ابن ماجة ( 2 / 112 ) من طريق محمد بن
عثمان الجمحي : حدثنا الحكم ابن أبان عن عكرمة عنه . قلت : و هذا إسناد ضعيف ,
محمد بن عثمان الجمحي أورده الذهبي في " المغني " و قال : " قال أبو حاتم :
منكر الحديث " . و قال الحافظ في " التقريب " : " ضعيف .
2342 " من سره أن يحب الله و رسوله فليقرأ في ( المصحف ) " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 452 :

أخرجه ابن شاهين في " الترغيب " ( ق 288 / 1 ) و ابن عدي ( 111 / 2 ) و أبو
نعيم في " الحلية " ( 7 / 209 ) و عنه الحافظ ابن حجر في " نتائج الأفكار " ( 1
/ 231 / 2 ) عن إبراهيم بن جابر حدثنا الحر بن مالك حدثنا شعبة عن أبي إسحاق عن
أبي الأحوص عن # عبد الله # مرفوعا . و قال ابن عدي : " لم يروه عن شعبة إلا
الحر , و هو قليل الحديث , و هذا عن شعبة منكر " . قال الحافظ عقبه : " قلت : و
هو موافق لما قال مسلم في مقدمة " صحيحه " , حيث قال : و علامة المنكر في حديث
المحدث أن يعمد إلى مثل الزهري في كثرة حديثه و كثرة الرواة عنه , فيأتي عنه
بما ليس عند أحد منهم " . و قال الذهبي في ترجمته : " أتى بخبر باطل فقال : ...
" فذكره و قال : " و إنما اتخذت المصاحف بعد النبي صلى الله عليه وسلم " . و
رده الحافظ بقوله : " و هذا التعليل ضعيف , ففي " الصحيحين " : " أن النبي صلى
الله عليه وسلم نهى عن أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدو , مخافة أن يناله العدو
" , و ما المانع أن يكون الله أطلع نبيه على أن أصحابه سيتخذون المصاحف ? لكن
الحر مجهول الحال " . قلت : كلا , فقد قال ابن أبي حاتم ( 1 / 2 / 278 ) . "
سألت أبي عنه ? فقال : صدوق لا بأس به " . قلت : و سائر رواته ثقات من رجال
الشيخين غير إبراهيم بن جابر - و هو القزاز , أبو إسحاق البصري الباهلي - أورده
ابن أبي حاتم ( 1 / 1 / 92 ) من روايته عن جمع , ثم قال : " روى عنه أبي و أبو
زرعة رحمهم الله " . و أبو زرعة لا يروي إلا عن ثقة , و على هذا فالحديث إسناده
حسن عندي . و الله أعلم .
2343 " من سره أن ينظر إلى تواضع عيسى , فلينظر إلى أبي ذر " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 453 :

أخرجه ابن سعد في " الطبقات " ( 4 / 228 ) عن أبي أمية بن يعلى عن أبي الزناد
عن الأعرج عن # أبي هريرة # مرفوعا . قلت : و هذا إسناد ضعيف , رجاله ثقات رجال
الشيخين غير أبي أمية هذا - و اسمه إسماعيل - أورده الذهبي في " المغني " , و
قال : " ضعفه الدارقطني " . لكن للحديث شواهد يتقوى بها : الأول : عن أبي ذر
نفسه قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما تقل الغبراء و لا تظل
الخضراء على ذي لهجة أصدق و أوفى من أبي ذر , شبيه عيسى بن مريم , فاعرفوا له "
. أخرجه ابن حبان ( 2258 ) و الحاكم ( 3 / 342 ) عن النضر بن محمد حدثنا عكرمة
بن عمار حدثنا أبو زميل عن مالك بن مرثد عن أبيه عنه . و قال الحاكم : " صحيح
على شرط مسلم " , و وافقه الذهبي . قلت : و هو كما قالا , على ضعف يسير في
عكرمة بن عمار , قال الحافظ : " صدوق يغلط , و في روايته عن يحيى بن أبي كثير
اضطراب " . الثاني : عن مالك بن دينار مرسلا إلا أنه قال : " زهد " بدل " تواضع
" . أخرجه ابن سعد أخبرنا مسلم بن دينار قال : حدثنا سلام بن مسكين قال : حدثنا
مالك بن دينار أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره . قلت : و هذا إسناد
مرسل صحيح , رجاله ثقات رجال الشيخين غير مالك بن دينار و هو صدوق .
الثالث : عن إبراهيم الهجري رفع الحديث إلى عبد الله بن مسعود مرفوعا بلفظ : "
من سره أن ينظر إلى شبيه عيسى ابن مريم خلقا و خلقا فلينظر إلى أبي ذر " .
أخرجه الطبراني في " الكبير " ( 1 / 171 / 1 - 2 ) . و هذا إسناد منقطع ضعيف .
2344 " من شهد أن لا إله إلا الله دخل الجنة " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 454 :

أورده في " الجامع الصغير " من رواية البزار عن ابن عمر . و أما الهيثمي فذكره
في " المجمع " ( 1 / 16 - 17 ) عن # عمر # رضي الله عنه و قال : " رواه أبو
يعلى و البزار , و في إسناده عبد الله بن محمد بن عقيل و هو ضعيف لسوء حفظه " .
فرجعت إلى " زوائد البزار " , فوجدت الحديث فيه في أول " كتاب الإيمان " ( ص 2
) من طريق عبد الله بن محمد بن عقيل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ...
الحديث . هكذا في الأصل بياض , فلم أتمكن من التأكد من كون الحديث هو من مسند
عمر أو ابنه عبد الله بن عمر , و يترجح عندي الأول , لأني لم أجد الحديث عن ابن
عمر في أي مصدر آخر , بل وجدته في " المجمع " ( 1 / 32 ) من رواية الطبراني
أيضا في " الأوسط " عن عمر أيضا و قال : " و فيه حجاج بن نصير , و الأكثرون على
تضعيفه " . و قصة عمر مع أبي هريرة حول أمره صلى الله عليه وسلم أبا هريرة
بتبشير الناس بهذا الحديث , و قول عمر للنبي صلى الله عليه وسلم : فلا تفعل ,
فإني أخشى أن يتكل الناس عليها , فخلهم يعملون , و قوله صلى الله عليه وسلم "
فخلهم " . قصة معروفة ثابتة في " صحيح مسلم " ( 1 / 44 - 45 ) و غيره . فالراجح
أن عمر هو صاحب هذا الحديث . و الله أعلم . ثم تيقنت ذلك بعد أن طبع " كشف
الأستار عن زوائد البزار " , فهو فيه ( 1 / 12 / 9 ) عن ابن عقيل عن ابن عمر عن
عمر .. قلت : و إسناده حسن صحيح بما قبله . و الأحاديث بمعناه كثيرة معروفة , و
يأتي أحدهما قريبا من حديث جابر رضي الله عنه و غيره ( 2355 ) .
2345 " من شهر سيفه ثم وضعه , فدمه هدر " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 455 :

أخرجه النسائي ( 2 / 174 ) و الحاكم ( 2 / 159 ) و أبو نعيم ( 4 / 21 ) عن معمر
بن راشد عن عبد الله بن طاووس عن أبيه عن # ابن الزبير # قال : قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم : فذكره و قال الحاكم : " صحيح على شرط الشيخين " , و وافقه
الذهبي . قلت : و هو كما قالا , و إن خالفه ابن جريج فرواه عن ابن طاووس به
موقوفا على ابن عباس . أخرجه النسائي . و ذلك لأن معمرا ثقة , و زيادة الثقة
مقبولة , و لأن ابن جريج مدلس , و قد عنعنه . و أما قول أبي نعيم عقبه . " تفرد
به الفضل عن معمر مجودا " . فذلك حسبما وقع له , و إلا فرواية الحاكم إنما هي
من طريق وهيب - و هو ابن خالد - عن معمر , فلم يتفرد به الفضل , و هو ابن موسى
. ( فائدة ) : معنى الحديث أن " من شهر " - بالتخفيف و قد يشدد - أي : سل , "
سيفه , ثم وضعه " أي : في الناس يضربهم به , " فدمه هدرا " أي : لا دية و لا
قصاص بقتله . و قد ترجم له بذلك الإمام النسائي بقوله : " من شهر سيفه ثم وضعه
في الناس " .
2346 " من صرع عن دابته في سبيل الله , فهو شهيد " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 456 :

رواه الروياني في " مسنده " ( 18/ 34 / 2 - 35 / 1 ) : أخبرنا أحمد بن عبد
الرحمن أخبرنا عمي حدثني عمرو بن الحارث أن أبا علي ثمامة بن شفي حدثه أنه سمع
# عقبة بن عامر # يقول : فذكره مرفوعا . قلت : و هذا إسناد حسن , كما قال
الحافظ في " الفتح " ( 6 / 14 ) و إنما لم يصححه - مع أن رجاله كلهم ثقات رجال
مسلم - لأن في أحمد بن عبد الرحمن - و هو ابن وهب بن مسلم المصري - كلاما ,
أشار إليه الحافظ نفسه بقوله في " التقريب " : " صدوق تغير بآخره " . و قال
المناوي : " قال الهيثمي : رجاله ثقات . و قال ابن حجر : إسناده حسن " .
قلت : لكن الحديث صحيح , فإن له شاهدا قويا من حديث أبي مالك الأشعري , خرجته
في " أحكام الجنائز " ( 37 ) .
2347 " من صلى اثنتي عشرة ركعة بنى الله له بيتا في الجنة " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 457 :

أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 58 / 2 - زوائده ) : حدثنا الهيثم بن خلف
حدثنا أحمد بن إبراهيم الموصلي حدثنا حماد بن زيد عن هارون بن أبي إسحاق الكوفي
أنه سمع أبا بردة يحدث عن أبيه # أبي موسى # يرفعه و قال : " لا يروى عن أبي
موسى إلا بهذا الإسناد , تفرد به حماد " . قلت : و من طريقه أخرجه أحمد ( 4 /
413 ) إلا أنه قال : " هارون بن إسحاق الكوفي , و لعل الصواب حذف لفظ " ابن "
أو " أبي " في رواية الطبراني فإنه هارون أبو إسحاق , هكذا ذكره البخاري في "
التاريخ " ( 4 / 2 / 225 ) و قال : " سمع أبا بردة ... " فساق هذا الحديث , و
قال : " قاله مسدد و عارم عن حماد بن زيد " . و كذلك ذكره ابن أبي حاتم ( 4 / 2
/ 99 ) , فنستفيد من رواية أحمد أن اسم أبيه إسحاق , و هكذا ذكره أيضا الهيثمي
في " مجمع الزوائد " ( 2 / 231 ) , فقال : " رواه أحمد و الطبراني في " الأوسط
" و " الكبير " و البزار و قال : لم يتابع هارون بن إسحاق على هذا الحديث " .
قلت : هو ثقة مشهور , كما رواه ابن أبي حاتم عن ابن معين , فلا يضر تفرده
بالحديث كما هو مقرر في " مصطلح الحديث " , و قد وثقه ابن حبان أيضا ( 7 / 582
) . و له شاهد من حديث أبي هريرة مرفوعا به . أخرجه ابن أبي شيبة ( 2 / 204 ) و
عنه ابن ماجة ( 1 / 350 ) و النسائي ( 1 / 257 ) عن محمد بن سليمان الأصبهاني
عن سهيل عن أبيه عنه . و قال النسائي : " هذا خطأ , و محمد بن سليمان الأصبهاني
ضعيف " . و قال الحافظ : " صدوق يخطىء " . قلت : و لم يظهر لي , و لا رأيت من
ذكر وجه ( خطإ ) ابن الأصبهاني فيه , و لعله الرفع , فقد روى شعبة عن منصور عن
أبي عثمان مولى المغيرة بن شعبة عن أبي هريرة قال : فذكره موقوفا عليه نحوه .
أخرجه الطيالسي ( 1 / 113 ) و أحمد ( 2 / 498 ) . و رجاله ثقات رجال الشيخين ,
غير أبي عثمان هذا , و هو التبان , روى عنه مع منصور بن المعتمر ابنه موسى و
مغيرة بن مقسم , و حسن له الترمذي , و ذكره ابن حبان في " الثقات " .
قلت : فهو حسن الإسناد , أو على الأقل يحتمل التحسين , و هو في حكم المرفوع ,
لأنه لا يقال بمجرد الرأي , و عليه فهو شاهد جيد لرواية ابن الأصبهاني . و
للحديث شاهد آخر من حديث أم حبيبة رضي الله عنها . أخرجه مسلم و غيره من أصحاب
السنن , و غيرهم كابن خزيمة ( 1185 - 1187 ) و عنه ابن حبان ( 2443 - الإحسان )
و الترمذي , و زادا تفصيل عدد الركعات . و هي في حديث ابن الأصبهاني أيضا , إلا
أنه خالف فقال : " و ركعتين قبل الظهر " , و في حديثها : " أربع ركعات قبل
الظهر " و لعل هذا هو وجه ( خطإ ) ابن الأصبهاني الذي تقدم نقله عن الدارقطني .
( تنبيه ) : قد أورد السيوطي الحديث بنحوه من رواية الطبراني في " الأوسط " عن
أبي ذر . و لم أره في " زوائد المعجمين " , و لا في " مجمع الزوائد " , إلا من
حديث أبي موسى كما تقدم . و الله أعلم . و قد عزاه في " الجامع الكبير " لابن
عساكر أيضا , فلعل الحديث من روايته فقط , و ذكر الطبراني معه سهوا , ثم لما
نقله إلى " الجامع الصغير " عزاه إليه وحده , أو أنه سهى في " الجامع الكبير "
أن يذكر بعد قوله : ( طس ) : عن أبي موسى . فوقع الوهم . و الله أعلم .
2348 " إن الله تعالى حرم الخمر , فمن أدركته هذه الآية و عنده منها شيء , فلا يشرب
و لا يبع " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 459 :

أخرجه مسلم ( 5 / 39 ) و أبو يعلى في " مسنده " ( 2 / 320 / 1056 ) قالا - و
السياق لمسلم - : حدثنا عبيد الله بن عمر القواريري حدثنا عبد الأعلى بن عبد
الأعلى أبو همام حدثنا سعيد الجريري عن أبي نضرة عن # أبي سعيد الخدري # قال :
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب بالمدينة قال : " يا أيها الناس إن
الله تعالى يعرض بالخمر , و لعل الله سينزل فيها أمرا , فمن كان عنده منها شيء
, فليبعه و لينتفع به " . فما لبثنا إلا يسيرا حتى قال النبي صلى الله عليه
وسلم : فذكره . قال : فاستقبل الناس بما كان عندهم منها في طرق المدينة فسفكوها
. ( سفكوها ) : أي : أراقوها . و من هذا الوجه أخرجه البيهقي في " السنن " ( 6
/ 11 ) . و الظاهر أن الآية التي أشار إليها النبي صلى الله عليه وسلم هي قوله
تعالى في سورة المائدة ( 91 ) : *( إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة و
البغضاء في الخمر و الميسر و يصدكم عن ذكر الله و عن الصلاة فهل أنتم منتهون )*
. و هو آخر آية أنزلت في تحريم الخمر كما يبدو من حديث عمر المروي في الترمذي و
غيره , و قد صححه ابن المديني كما في " تفسير ابن كثير " ( 2 / 92 ) و لعله من
شواهده المذكورة في " الدر المنثور " ( 2 / 314 - 316 ) و صححه الحاكم ( 4 /
143 ) و وافقه الذهبي . و في الحديث فائدة هامة , و هي الإشارة إلى أن الخمر
طاهرة مع تحريمها , و إلا لم يرقها الصحابة في طرقهم و ممراتهم و لأراقوها
بعيدة عنها , كما هو شأن النجاسات كلها , كما يشير إلى ذلك قوله صلى الله عليه
وسلم : " اتقوا اللاعنين " . قالوا : و ما اللاعنان ? قال : " الذي يتخلى في
طريق الناس , أو في ظلهم " . رواه مسلم و غيره , و هو مخرج في " الإرواء " ( 1
/ 100 - 101 ) و غيره . و قد اختلف الناس في ذلك , و قد قال كثير من الأئمة
المتقدمين بطهارتها , مثل ربيعة الرأي و الليث بن سعد , و كثير من المحدثين و
غيرهم , و قد كنت فصلت القول في ذلك في " تمام المنة في التعليق على فقه السنة
" , و قد تم طبعه و الحمد لله , و أصبح في متناول أيدي القراء .
2349 " من صلى الضحى أربعا و قبل الأولى أربعا , بني له بيت في الجنة " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 461 :

رواه الطبراني في " الأوسط " ( 59 / 1 من ترتيبه ) عن سهل بن عثمان حدثنا
إبراهيم بن محمد الهمداني عن عبد الله بن عياش عن أبي بردة عن # أبي موسى #
مرفوعا . و قال : " لم يروه عن أبي بردة إلا ابن عياش , و لا عنه إلا إبراهيم
, تفرد به سهل " . قلت : و هو ثقة من رجال مسلم . و إبراهيم بن محمد هو - فيما
أرى - ابن مالك بن زبيد الهمداني الخيواني , عم هارون بن إسحاق , ترجمه ابن أبي
حاتم ( 1 / 1 / 129 ) و قال : " سألت أبي عنه ? فقال : لا بأس به " . و عبد
الله بن عياش متوسط الحال , أخرج له مسلم في الشواهد و هو صدوق يغلط كما في "
التقريب " . فالإسناد حسن . و الله أعلم . و المراد بـ ( الأولى ) صلاة الظهر
فيما يبدو لي . و الله أعلم .