المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : السلسلة الصحيحة للالباني



الصفحات : 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 [20] 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124

ساجدة لله
2010-10-12, 12:00 AM
310 " لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير , تغدو خماصا ,
و تروح بطانا " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 1 / 557 :

أخرجه أحمد ( 1 / 30 ) و الترمذي ( 2 / 55 - بولاق ) و الحاكم ( 4 / 318 ) عن
حيوة بن شريح : أخبرني بكر بن عمرو أنه سمع عبد الله بن هبيرة يقول :
أنه سمع أبا تميم الجيشاني يقول سمع # عمر بن الخطاب # رضي الله عنه يقول :
أنه سمع نبي الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره .
و قال الترمذي : " حديث حسن صحيح " .
و قال الحاكم : " صحيح الإسناد , و أقره الذهبي .
و أقول : بل هو صحيح على شرط مسلم , فإن رجاله رجال الشيخين غير ابن هبيرة
و أبي تميم فمن رجال مسلم وحده . و قد تابعه ابن لهيعة عن ابن هبيرة به .
أخرجه أحمد ( 1 / 52 ) و ابن ماجه ( 4164 ) و هو عنده من رواية عبد الله ابن
وهب عنه . فالسند صحيح أيضا .

ساجدة لله
2010-10-12, 12:00 AM
311 " يرد الناس كلهم النار ثم يصدرون منها بأعمالهم فأولهم كلمع البرق ثم كمر
الريح ثم كحضر الفرس ثم كالراكب ثم كشد الرجال ثم كمشيهم " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 1 / 557 :

أخرجه الترمذي ( 2 / 198 ) و الدارمي ( 2 / 329 ) و الزيادة الأخيرة لهما ,
و كذا الحاكم ( 2 / 375 و 4 / 586 ) و السياق له , و أحمد ( 1 / 435 )
و أبو يعلى ( 255 / 1 ) من طريق إسرائيل عن السدي قال : سألت مرة الهمداني عن
قول الله عز و جل ( و إن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا ) ? فحدثني أن
# عبد الله بن مسعود # حدثهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .

و الزيادة الأولى لأحمد و أبي يعلى . و الثانية للترمذي و أبي يعلى .
و قال الدارمي و أحمد " عنها " .
و قال الترمذي : " حديث حسن " .
و قال الحاكم : " صحيح على شرط مسلم " . و وافقه الذهبي .

قلت : و هو كما قالا , و لعل اقتصار الترمذي . إنما هو بسبب أن شعبة قد رواه عن
السدي به موقوفا . أخرجه الترمذي . لكن قال الإمام أحمد : ( 1 / 433 ) : حدثنا
عبد الرحمن بن مهدي عن شعبة عن السدي عن مرة عن عبد الله قال : ( و إن منكم إلا
واردها ) ? قال : يدخلونها أو يلجونها , ثم يصدرون منها بأعمالهم . قلت له :
إسرائيل حدثه عن النبي صلى الله عليه وسلم ? قال : نعم , هو عن النبي صلى الله
عليه وسلم , أو كلاما هذا معناه .
و أخرجه الترمذي أيضا من هذا الوجه إلا أنه قال :
" قال شعبة : و قد سمعته من السدي مرفوعا . و لكني عمدا أدعه " .
فصح أن الحديث مرفوع , و ترك شعبة رفعه , لا يعله ما دام أن شيخه السدي و قد
رفعه و هو ثقة احتج به مسلم و اسمه إسماعيل بن عبد الرحمن .
و أما السدي الصغير و اسمه محمد بن مروان فهو متهم بالكذب .

ساجدة لله
2010-10-12, 12:00 AM
312 " كان يصلي , فإذا سجد وثب الحسن و الحسين على ظهره , فإذا أرادوا أن يمنعوهما
أشار إليهم أن دعوهما , فلما قضى الصلاة , وضعهما في حجره , و قال : من أحبني
فليحب هذين " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 1 / 559 :

أخرجه أبو يعلى في " مسنده " ( 60 / 2 ) عن علي بن صالح عن عاصم عن زر ,
عن # عبد الله بن مسعود # قال : فذكره مرفوعا .

قلت : و هذا إسناد حسن , رجاله ثقات , و في عاصم و هو ابن أبي النجود كلام
لا يضر . و علي بن صالح هو ابن صالح بن حي الهمداني الكوفي .

ساجدة لله
2010-10-12, 12:01 AM
313 " أعجزتم أن تكونوا مثل عجوز بني إسرائيل ? فقال أصحابه : يا رسول الله و ما
عجوز بني إسرائيل ? قال : إن موسى لما سار ببني إسرائيل من مصر , ضلوا الطريق
فقال : ما هذا ? فقال علماؤهم : نحن نحدثك , إن يوسف لما حضره الموت أخذ علينا
موثقا من الله أن لا يخرج من مصر حتى ننقل عظامه معنا , قال : فمن يعلم موضع
قبره ? قالوا : ما ندري أين قبر يوسف إلا عجوز من بني إسرائيل , فبعث إليها
فأتته فقال : دلوني على قبر يوسف , قالت : لا والله لا أفعل حتى تعطيني حكمي ,
قال : و ما حكمك ? قالت : أكون معك في الجنة , فكره أن يعطيها ذلك فأوحى الله
إليه أن أعطها حكمها , فانطلقت بهم إلى بحيرة موضع مستنقع ماء , فقالت : انضبوا
هذا الماء فأنضبوا , قالت : احفروا و استخرجوا عظام يوسف فلما أقلوها إلى الأرض
إذا الطريق مثل ضوء النهار " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 1 / 560 :

أخرجه أبو يعلى في " مسنده " ( 344 / 1 ) و الحاكم ( 2 / 404 - 405 , 571 -
572 ) من ثلاث طرق عن يونس بن أبي إسحاق عن أبي بردة عن # أبي موسى # قال :
" أتى النبي صلى الله عليه وسلم أعرابيا فأكرمه فقال له : ائتنا , فأتاه , فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم ( و في رواية : نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم
بأعرابي فأكرمه , فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : تعهدنا ائتنا , فأتاه
الأعرابي فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : ) سل حاجتك , فقال : ناقة
برحلها و أعنزا يحلبها أهلي , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ...‎" فذكره .

و السياق لأبي يعلى , و الزيادات مع الرواية الأخرى للحاكم و قال :
" صحيح على شرط الشيخين , و قد حكم أحمد و ابن معين أن يونس سمع من أبي بردة
حديث ( لا نكاح إلا بولي ) " و وافقه الذهبي .
و أقول : إنما هو على شرط مسلم وحده , فإن يونس لم يخرج له البخاري في
" صحيحه " , و إنما في " جزء القراءة " .

( فائدة ) كنت استشكلت قديما قوله في هذا الحديث " عظام يوسف " لأنه يتعارض
بظاهره مع الحديث الصحيح :
" إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء " حتى وقفت على حديث ابن عمر
رضي الله عنهما .
" أن النبي صلى الله عليه وسلم لما بدن , قال له تميم الداري : ألا أتخذ لك
منبرا يا رسول الله يجمع أو يحمل عظامك ? قال : بلى فاتخذ له منبرا مرقاتين " .

أخرجه أبو داود ( 1081 ) بإسناد جيد على شرط مسلم .
فعلمت منه أنهم كانوا يطلقون " العظام " , و يريدون البدن كله , من باب إطلاق
الجزء و إرادة الكل , كقوله تعالى *( و قرآن الفجر )* أي : صلاة الفجر .
فزال الإشكال و الحمد لله , فكتبت هذا لبيانه .

ساجدة لله
2010-10-12, 12:01 AM
314 " لا تصلوا عند طلوع الشمس , و لا عند غروبها فإنها تطلع و تغرب على قرن شيطان
و صلوا بين ذلك ما شئتم " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 1 / 561 :

رواه أبو يعلى في " مسنده " ( 200 / 2 ) حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير حدثنا
روح حدثنا أسامة بن زيد عن حفص بن عبيد الله عن # أنس بن مالك # : قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .

قلت : و هذا إسناد حسن رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين , غير أسامة بن زيد و هو
الليثي , و فيه كلام من قبل حفظه , و المتقرر أنه حسن الحديث إذا لم يخالف ,
و قد استشهد به مسلم .
و للحديث شاهد من حديث علي مرفوعا بلفظ :
" لا تصلوا بعد العصر , إلا أن تصلوا و الشمس مرتفعة " .
أخرجه أبو يعلى في " مسنده " ( 30 / 1 و 40 / 2 ) من طريق سفيان و شعبة و جرير
بن عبد الحميد عن منصور بن المعتمر عن هلال بن يساف عن وهب بن الأجدع عن علي به
.
و هذا إسناد صحيح , و قد أخرجه أبو داود و غيره كما تقدم برقم ( 200 ) .
و في هذين الحديثين دليل على أن ما اشتهر في كتب الفقه من المنع عن الصلاة بعد
العصر مطلقا و لو كانت الشمس مرتفعة نقية مخالف لصريح هذين الحديثين و حجتهم في
ذلك الأحاديث المعروفة في النهي عن الصلاة بعد العصر , مطلقا , غير أن الحديثين
المذكورين يقيدان تلك الأحاديث فاعلمه .

ساجدة لله
2010-10-12, 12:01 AM
315 " كل شيء ليس من ذكر الله عز وجل فهو لغو و لهو أو سهو إلا أربع خصال : مشي
الرجل بين الغرضين , و تأديبه فرسه , و ملاعبته أهله , و تعلم السباحة " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 1 / 562 :

أخرجه النسائي في " كتاب عشرة النساء " ( ق 74 / 2 ) و الزيادة له ,
و الطبراني في " المعجم الكبير " ( 1 / 89 / 2 ) و أبو نعيم في " أحاديث أبي
القاسم الأصم " ( ق 17 - 18 ) من طريقين عن محمد بن سلمة عن أبي عبد الرحيم عن
عبد الوهاب ابن بخت عن عطاء بن أبي رباح قال :
" رأيت جابر بن عبد الله و جابر بن عمير الأنصاريين يرتميان , فمل أحدهما فجلس
فقال له الآخر : كسلت ? سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم " فذكره .

قلت : و هذا سند صحيح رجاله ثقات رجال مسلم غير عبد الوهاب بن بخت و هو ثقة
اتفاقا .
و قال المنذري في " الترغيب " ( 2 / 170 ) بعد أن عزاه لـ " المعجم " :
" بإسناد جيد " . و قال الهيثمي في " المجمع " ( 6 / 269 ) :
" رواه الطبراني في " الأوسط " و " الكبير " و البزار , و رجال الطبراني رجال
الصحيح , خلا عبد الوهاب بن بخت و هو ثقة " .

قلت : و أبو عبد الرحيم اسمه خالد بن أبي يزيد بن سماك بن رستم الأموي مولاهم
الحراني .
ثم أخرجه النسائي من طريق محمد بن وهب بن أبي كريمة الحراني عن محمد ابن سلمة
عن أبي عبد الرحيم قال : حدثني عبد الرحيم الزهري عن عطاء بن أبي رباح به .
فجعل عبد الرحيم الزهري مكان عبد الوهاب بن بخت .
و محمد بن وهب هذا صدوق , و يرجح روايته متابعتان :

الأولى : ما عند النسائي عن سعيد بن حفص قال : حدثنا موسى بن أعين عن خالد بن
أبي يزيد أبي عبد الرحيم عن الزهري عن عطاء به .

و الأخرى : ما عند أبي نعيم عن يزيد بن سنان عن عبد الرحيم بن عطاف ابن صفوان
الزهري عن عطاء به .
لكن في طريق المتابعة الأولى سعيد بن حفص و هو أبو عمرو الحراني و هو صدوق تغير
في آخره .
و في الأخرى يزيد بن سنان و هو أبو فروة الرهاوي و هو ضعيف ,
و أيضا فلم نجد في الرواة " عبد الرحيم الزهري " فضلا عن " عبد الرحيم بن عطاف
بن صفوان الزهري " و لا ذكروا في شيوخ أبي عبد الرحيم الزهري و هو عند الاطلاق
الإمام محمد بن مسلم بن شهاب فهذا كله يجعل رواية محمد بن وهب مرجوحة لمخالفتها
للطريقين عن محمد بن سلمة إحداهما عن إسحاق ابن راهويه و الأخرى : عن أبي
الأصبغ عبد العزيز بن يحيى الحراني , و هو صدوق ربما وهم . و الأول , حافظ ثقة
ثبت مشهور .

و مما يرجح رواية ابن سلمة هذه على رواية ابن أعين , أنه ابن أخت خالد بن أبي
يزيد , فهو بحديثه أعرف من ابن أعين , فروايته أرجح من روايته عند الاختلاف .
و يمكن أن يقال : إن لخالد فيه شيخين : أحدهما عبد الوهاب بن بخت , و الآخر
الزهري , فكان تارة يرويه عن هذا , و تارة عن هذا , فروى كل من ابني سلمة
و أعين ما سمع منه . و كان هذا الجمع لابد من المصير إليه لولا أن في الطريق
إلى ابن أعين سعيدا الذي كان تغير , و أنهم لم يذكروا في شيوخ خالد الإمام
الزهري . و الله أعلم .

و قد وجدت للحديث ثلاث شواهد دون ذكر السباحة .

الأول : عن عقبة بن عامر الجهني مرفوعا به و زاد : " فإنهن من الحق " .
أخرجه الترمذي ( 1 / 308 ) و الدارمي ( 2 / 205 ) و ابن ماجه ( 2811 ) و أحمد
( 4 / 144 , 148 ) من طريق عبد الله بن زيد الأزرق عنه .
و قال الترمذي : " حديث حسن صحيح " .

الثاني : عن عبد الله بن عمرو مرفوعا بالزيادة .
أخرجه المخلص في " الفوائد المنتقاة " ( 3 / 144 / 2 ) من طريق هارون
بن عبد الله أنبأنا محمد بن الحسن قال : حدثني سليمان بن بلال عن ابن عجلان
عن عمرو ابن شعيب عن أبيه عنه .
لكن محمد بن الحسن هو ابن زبالة , و هو متهم بالكذب , فلا يستشهد به .

الثالث : عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال : فذكره .
أخرجه الترمذي عن محمد بن إسحاق عنه .

قلت : و هو مرسل , رجاله ثقات .

ساجدة لله
2010-10-12, 12:02 AM
316 " كان يسلم تسليمة واحدة " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 1 / 564 :

أخرجه الطبراني في " المعجم الأوسط " ( 1 / 42 / 2 - زوائد المعجمين ) حدثنا
معاذ حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب حدثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي عن
حميد عن # أنس # به مرفوعا .
و قال : " لم يرفعه عن حميد إلا عبد الوهاب " .

قلت : و هو ثقة احتج به الشيخان , و قال الحافظ في " التقريب " : " ثقة تغير
قبل موته بثلاث سنين " .

قلت : لكن قال الذهبي : " قلت : لكن ما ضر تغيره حديثه , فإنه ما حدث بحديث في
زمن التغير " .
و الحديث رواه البيهقي أيضا في " السنن " ( 2 / 179 ) من طريق أبي بكر بن إسحاق
أنبأ أبو المثنى حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب الحجبي به .
و عزاه الزيلعي في " نصب الراية " ( 1 / 433 - 434 ) للبيهقي في " المعرفة " ,
و سكت عليه , و قال الحافظ في " الدراية " ( ص 90 ) :
" و رجاله ثقات " .
و أورده الهيثمي في " مجمع الزوائد ( 2 / 134 - 146 ) بلفظ :
" كان النبي صلى الله عليه وسلم و أبو بكر و عمر رضي الله عنهما يفتتحون
القراءة بالحمد لله رب العالمين , و يسلمون تسليمة . قلت في " الصحيح " بعضه
رواه البزار و الطبراني في " الكبير " و " الأوسط " بالتسليمة الواحدة فقط .
و رجاله رجال الصحيح " .

قلت : في هذا الإطلاق نظر , فإن راويه عن عبد الله بن عبد الوهاب إنما هو معاذ
و هو و إن كان ثقة فليس من رجال الصحيح و هو معاذ بن المثنى ابن معاذ بن نصر
بن حسان أبو المثنى العنبري , ترجمه الخطيب في " تاريخ بغداد " ( 13 / 131 )
و وثقه , و أرخ وفاته سنة ( 288 ) .

ثم وجدت لحديث أنس طريقا أخرى فقال ابن أبي شيبة في " المصنف " ( 1 / 118 / 1 )
: أنبأنا يونس بن محمد قال : أنبأنا جرير بن حازم عن أيوب عن أنس .
" أن النبي صلى الله عليه وسلم سلم تسليمة " .

قلت : و هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين , لكن أيوب و هو السختياني رأى
أنس بن مالك , و لم يثبت سماعه منه , فقال ابن حبان في " الثقات " :
" قيل : إنه سمع من أنس , و لا يصح ذلك عندي " .

و جملة القول : أن هذا الحديث صحيح , و هو أصح الأحاديث التي وردت في التسليمة
الواحدة في الصلاة , و قد ساق البيهقي قسما منها , و لا تخلو أسانيدها من ضعف ,
و لكنها في الجملة تشهد لهذا , و قال البيهقي عقبها :
" و روي عن جماعة من الصحابة رضي الله عنهم , أنهم سلموا تسليمة واحدة , و هو
من الاختلاف المباح , و الاقتصار على الجائز " .
و ذكر نحوه الترمذي عن الصحابة . ثم قال :
" قال الشافعي : إن شاء سلم تسليمة واحدة , و إن شاء سلم تسليمتين " .

قلت : التسليمة الواحدة فرض لابد منه لقوله صلى الله عليه وسلم :
" ... و تحليلها التسليم " .
و التسليمتان سنة , و يجوز ترك الآخرى أحيانا لهذا الحديث .
و لقد كان هديه صلى الله عليه وسلم في الخروج من الصلاة على وجوه :
الأول : الاقتصار على التسليمة الواحدة . كما سبق .
الثاني : أن يقول عن يمينه : السلام عليكم و رحمة الله , و عن يساره : السلام
عليكم .
الثالث : مثل الذي قبله إلا أنه يزيد في الثانية أيضا : " و رحمة الله " .
الرابع : مثل الذي قبله , إلا أنه يزيد في التسليمة الأولى " و بركاته " .
و كل ذلك ثبت في الأحاديث , و قد ذكرت مخرجيها في " صفة صلاة النبي صلى الله
عليه وسلم " فمن شاء راجعه .

ساجدة لله
2010-10-12, 12:02 AM
317 " إذا رجعت إلى بيتك فمرهم فليحسنوا غذاء رباعهم و مرهم فليقلموا أظفارهم
و لا يبطوا بها ضروع مواشيهم إذا حلبوا " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 1 / 567 :

رواه الإمام أحمد ( 3 / 484 ) حدثنا أبو النضر حدثنا المرجى بن رجاء اليشكري
قال : حدثني سلم بن عبد الرحمن قال : سمعت # سوادة بن الربيع # قال :
أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فسألته فأمر لي بذود ثم قال لي : فذكره .

و هذا سند حسن : أبو النضر هو هاشم بن القاسم ثقة ثبت , و المرجى و سلم بن
عبد الرحمن صدوقان كما في " التقريب " , و في المرجى كلام لا يضر إن شاء الله
تعالى و لذلك قواه الهيثمي حيث قال : ( 8 / 196 ) رواه أحمد و إسناده جيد .

ساجدة لله
2010-10-12, 12:02 AM
318 " لا غرار في صلاة , و لا تسليم " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 1 / 567 :

أخرجه أبو داود ( 928 ) و الحاكم ( 1 / 264 ) كلاهما عن الإمام أحمد و هذا في
" المسند " ( 2 / 461 ) و الطحاوي في " مشكل الآثار " ( 2 / 229 ) من طريق
عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان عن أبي مالك الأشجعي عن أبي حازم عن # أبي هريرة #
عن النبي صلى الله عليه وسلم به . زاد أبو داود .
" قال أحمد : يعني - فيما أرى - أن لا تسلم , و لا يسلم عليك , و يغرر الرجل
بصلاته , فينصرف و هو فيها شاك " .

ثم روى أحمد عن سفيان قال : سمعت أبي يقول : سألت أبا عمرو الشيباني عن قول
رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا إغرار في الصلاة " فقال : إنما هو " لا غرار
في الصلاة " , و معنى ( غرار ) , يقول : لا يخرج منها , و هو يظن أنه قد بقي
عليه منها شيء , حتى يكون على اليقين و الكمال " .
و قال الحاكم : " صحيح على شرط مسلم " .
و وافقه الذهبي . و هو كما قالا .

( فائدة ) :
-----------

قال ابن الأثير في " النهاية " :
" ( الغرار ) النقصان , و غرار النوم قلته , و يريد بـ ( غرار الصلاة ) نقصان
هيأتها و أركانها , و ( غرار التسليم ) أن يقول المجيب " و عليك " و لا يقول
" السلام " , و قيل : أراد بالغرار النوم , أي ليس في الصلاة نوم .
و " التسليم " يروى بالنصب و الجر , فمن جره كان معطوفا على الصلاة كما تقدم ,
و من نصب كان معطوفا على الغرار , و يكون المعنى : لا نقص و لا تسليم في صلاة ,
لأن الكلام في الصلاة بغير كلامها لا يجوز " .

قلت : و من الواضح أن تفسير الإمام أحمد المتقدم , إنما هو على رواية النصب ,
فإذا صحت هذه الرواية , فلا ينبغي تفسير " غرار التسليم " بحيث يشمل تسليم غير
المصلي على المصلي , كما هو ظاهر كلام الإمام أحمد , و إنما يقتصر فيه على
تسليم المصلي على من سلم عليه , فإنهم قد كانوا في أول الأمر يردون السلام في
الصلاة , ثم نهاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم , و عليه يكون هذا الحديث من
الأدلة على ذلك .
و أما حمله على تسليم غير المصلي على المصلي , فليس بصواب لثبوت تسليم الصحابة
على النبي صلى الله عليه وسلم في غير ما حديث واحد , دون إنكار منه عليهم , بل
أيدهم على ذلك بأن رد السلام عليهم بالإشارة , من ذلك حديث ابن عمر قال :‎
" خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قباء , يصلي فيه , قال : فجاءته
الأنصار , فسلموا عليه , و هو يصلي , قال : فقلت لبلال : كيف رأيت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يرد عليهم حين كانوا يسلمون عليه , و هو يصلي , قال :
يقول : هكذا , و بسط كفه , و بسط جعفر بن عون - أحد رواة الحديث - كفه و جعل
بطنه أسفل , و جعل ظهره إلى فوق " .

أخرجه أبو داود و غيره , و هو حديث صحيح كما بينته في تعليقي على " كتاب
الأحكام " لعبد الحق الإشبيلي ( رقم الحديث 1369 ) , ثم في " صحيح أبي داود "
( 860 ) و قد احتج به الإمام أحمد نفسه و ذهب إلى العمل به , فقال إسحاق
بن منصور المروزي في " المسائل " ( ص 22 ) : قلت : تسلم على القوم , و هم في
الصلاة ? قال : نعم , فذكر قصة بلال حين سأله ابن عمر : كيف كان يرد ? قال :
كان يشير .
قال المروزي : " قال إسحاق كما قال " .

ساجدة لله
2010-10-12, 12:03 AM
319 " لما أسن صلى الله عليه وسلم , و حمل اللحم اتخذ عمودا في مصلاه يعتمد عليه "
.

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 1 / 569 :

أخرجه أبو داود ( 948 ) : حدثنا عبد السلام بن عبد الرحمن الوابصي حدثنا
أبي عن شيبان عن حصين بن عبد الرحمن عن هلال بن يساف قال :
" قدمت الرقة , فقال لي بعض أصحابي : هل لك في رجل من أصحاب النبي صلى الله
عليه وسلم ? قال : قلت : غنيمة , فدفعنا إلى وابصة , قلت لصاحبي : نبدأ فننظر
إلى دله , فإذا عليه قلنسوة لاطئة , ذات أذنين , و برنس خز أغبر , و إذا هو
معتمد على عصا في صلاته , فقلنا ( له ) بعد أن سلمنا ? قال :
حدثتني # أم قيس بنت محصن # :
" أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أسن ...‎"‎.

قلت : و هذا إسناد رجاله كلهم ثقات غير عبد الرحمن الوابصي والد عبد السلام ,
و اسم أبيه صخر بن عبد الرحمن , قال عبد الحق الإشبيلي في " الأحكام "
( رقم 1389 - بتحقيقي ) :
" كان قاضي حلب و الرقة , و لا أعلم روى عنه إلا ابنه عبد السلام " .

قلت : و لذلك قال عنه الحافظ ابن حجر في " التقريب " : " مجهول " .
و أقول : لكنه لم يتفرد به , فقد تابعه إبراهيم بن إسحاق الزهري حدثنا
عبيد الله بن موسى أنبأ شيبان بن عبد الرحمن به .‎
أخرجه الحاكم ( 1 / 264 - 265 ) و عند البيهقي ( 2 / 288 ) .
و قال الحاكم : " صحيح على شرط الشيخين " و وافقه الذهبي .

قلت : و إنما هو على شرط مسلم وحده , فإن هلال بن يساف لم يحتج به البخاري
في " صحيحه " , و إنما روى له تعليقا .
ثم استدركت فقلت : ليس هو على شرط مسلم أيضا , لأن عبيد الله بن موسى و هو
أبو محمد العبسي و إن كان مسلم قد احتج به , فليس هو من شيوخه و إنما روى عنه
بالواسطة , و الراوي عنه هنا إبراهيم بن إسحاق الزهري , لم يرو له مسلم أصلا و
كذا سائر الستة , نعم هو ثقة فاضل كما قال الخطيب في ترجمته ( 6 / 25 ) فعلى
هذا فالحديث صحيح فقط , ليس هو على شرط الشيخين كما ادعى الحاكم , و لا هو
بالضعيف كما يشعر بذلك كلام الحافظ الإشبيلي المتقدم , و من أجل ذلك كتبت هذا .
و الموفق الله تعالى .