تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : السلسلة الصحيحة للالباني



الصفحات : 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 [37] 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124

ساجدة لله
2010-10-12, 03:10 AM
480 " هو الطهور ماؤه , الحل ميتته " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 1 / 786 :

أخرجه مالك ( 1 / 44 ـ 45 ) عن صفوان بن سليم عن سعيد بن سلمة من آل بني الأزرق
عن المغيرة بن أبي بردة و هو من بني عبد الدار أنه سمع # أبا هريرة # يقول :
" جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم , فقال : يا رسول الله إنا نركب
البحر , و نحمل معنا القليل من الماء , فإن توضأنا به عطشنا أفنتوضأ به ? فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم ... " فذكره .

و من طريق مالك أخرجه أصحاب السنن و غيرهم و صححه الترمذي و جماعة من المتقدمين
و المتأخرين ذكرت أسماءهم في " صحيح أبي داود " ( 76 ) .

و هذا إسناد رجاله ثقات غير سعيد بن سلمة , و قد ادعى بعضهم أنه مجهول لم يرو
عنه غير صفوان , و مع ذلك وثقه النسائي و ابن حبان , لكن قيل : إنه روى عنه
أيضا الجلاح أبو كثير , و فيه نظر عندي يأتي بيانه .

قال الحافظ في " التلخيص " ( 1 / 10 ) :
" و أما سعيد بن سلمة , فقد تابع صفوان بن سليم على روايته له عند الجلاح
أبو كثير , رواه عنه الليث بن سعيد , و عمرو بن الحارث و غيرهما , و من طريق
الليث رواه أحمد و الحاكم و البيهقي عنه " .

قلت : يعني أن الجلاح هذا رواه أيضا عن سعيد بن سلمة , فيكون له راويان صفوان
و الجلاح .
و حينئذ فعزو هذه المتابعة لأحمد فيه نظر , لأن السند عنده ( 2 / 378 ) هكذا :
" حدثنا قتيبة بن سعيد عن ليث عن الجلاح أبي كثير عن المغيرة بن أبي بردة عن
أبي هريرة ... " .
فالجلاح في هذا السياق متابع لسعيد بن سلمة , لا لصفوان كما أدعى الحافظ
رحمه الله , نعم إنما تصح دعواه بالنظر إلى سياق الحاكم لإسناده ( 1 / 141 )
و عنه تلقاه البيهقي ( 1 / 3 ) , رواه من طريق عبيد بن عبد الواحد بن شريك
حدثنا يحيى بن بكير : حدثني الليث عن يزيد بن أبي حبيب حدثني الجلاح ( أبو )
كثير أن ابن سلمة المخزومي حدثه أن المغيرة بن أبي بردة أخبره به .

فهذا السياق مخالف لسياق أحمد في موضعين :

الأول : أنه أدخل بين الليث و الجلاح يزيد بن أبي حبيب , و الأول أسقطه من
بينهما .

و الآخر : أنه أدخل بين الجلاح و بين المغيرة بن سلمة المخزومي و هو سعيد ابن
سلمة , و الآخر أسقطه .

و هذا الاختلاف كما يبدو لأول وهلة إنما هو بين قتيبة بن سعيد و يحيى بن بكير ,
و لو ثبتت هذه المخالفة عن يحيى لكانت مرجوحة لأنه دون قتيبة في الحفظ و الضبط
فقد أطلق النسائي فيه الضعف , و تكلم فيه غيره , لكن قال ابن عدي :
هو أثبت الناس في الليث . و هذا القول اعتمده الحافظ في " التقريب " فقال :
" ثقة في الليث " . و قال في قتيبة : " ثقة ثبت " .

و إذا تبين الفرق بين الرجلين , فالنفس تطمئن لرواية قتيبة المتفق على ثقته
و ضبطه , أكثر من رواية يحيى بن بكير المختلف فيه , و لو أن عبارة ابن عدي تعطي
بإطلاقها ترجيح روايته عن الليث خاصة على رواية غيره عنه .

و مع ذلك فإن في ثبوت هذا السياق عن يحيى نظر , لأن الراوي عنه عبيد ابن
عبد الواحد بن شريك فيه كلام أيضا . و إليك ما جاء في ترجمته عند الخطيب في
" تاريخ بغداد " ( 11 / 99 ) :
" قال الدارقطني : صدوق . و قال أبو مزاحم موسى بن عبيد الله : كان أحد الثقات
و لم أكتب عنه في تغيره شيئا . و قال ابن المنادي ( يعني في تاريخه ) :
أكثر الناس عنه , ثم أصابه أذى فغيره في آخر أيامه , و كان على ذلك صدوقا .
و قال الخطبي : لم أكتب عنه شيئا " .

و يتلخص مما سبق أن سياق أحمد عن الليث عن الجلاح أبي كثير عن المغيرة ابن أبي
بردة عن أبي هريرة , هو الصحيح عن الليث و الجلاح .

و إذا تبين هذا , فالسند صحيح رجاله كلهم ثقات رجال مسلم غير المغيرة و هو ثقة
كما قال النسائي , و ذكره ابن حبان في " الثقات " ( 1 / 218 - 219 ) و روى عنه
جماعة .

و لتمام الفائدة يحسن أن أسوق الآن لفظ هذا الإسناد فإنه أتم , قال أبو هريرة
رضي الله عنه :
" أن ناسا أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا : إنا نبعد في البحر , و لا
نحمل من الماء إلا الإداوة و الإداوتين , لأنا لا نجد الصيد حتى نبعد , أفنتوضأ
بماء البحر ? قال : نعم فإنه الحل ميتته , الطهور ماؤه " .

من فقه الحديث :
----------------
و في الحديث فائدة هامة و هي حل كل ما مات في البحر مما كان يحيى فيه , و لو
كان طافيا على الماء , و ما أحسن ما روي عن ابن عمر أنه سئل : آكل ما طفا على
الماء ? قال : إن طافيه ميتته , و قد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
إن ماءه طهور , و ميته حل .
رواه الدارقطني ( 538 ) . و حديث النهي عن أكل ما طفا منه على الماء لا يصح كما
هو مبين في موضع آخر .

ساجدة لله
2010-10-12, 03:10 AM
481 " لا تقوم الساعة حتى يتسافدوا في الطريق تسافد الحمير , قلت : إن ذلك لكائن ?
قال : نعم ليكونن " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 1 / 789 :

أخرجه البزار في " مسنده " ( ص 238 - مصورة المكتب ) : حدثنا محمد
ابن عبد الرحيم حدثنا عفان , و ابن حبان في " صحيحه " ( 1889 - موارد ) :
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا إبراهيم بن حجاج السامي قالا حدثنا
عبد الواحد ابن زياد : حدثنا عثمان بن حكيم حدثنا أبو أمامة بن سهل بن حنيف
عن # عبد الله ابن عمرو # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
و قال البزار : " لا نعلمه من وجه يصح إلا من هذا الوجه " .

قلت : و هذا سند صحيح رجاله كلهم ثقات على شرط مسلم غير أحمد بن علي و هو
أبو يعلى الموصلي الحافظ صاحب " المسند " و هو ثقة حافظ .

و للحديث طريق أخرى , أخرجه الحاكم ( 4 / 457 ) من طريق قتادة عن أبي مجلز عن
قيس بن عباد عن عبد الله بن عمرو قال : فذكره نحوه مطولا موقوفا .
و هو في حكم المرفوع و قال :
" صحيح الإسناد على شرطهما , موقوف " . و وافقه الذهبي .
و له عنده ( 4 / 455 - 456 ) طريق أخرى عنه موقوفا أيضا .
و له شاهد من حديث أبي هريرة مرفوعا :
" و الذي نفسي بيده لا تفنى هذه الأمة حتى يقوم الرجل إلى المرأة فيفترشها في
الطريق , فيكون خيارهم يومئذ من يقول لو واريتها وراء هذا الحائط " .

أخرجه أبو يعلى في " مسنده " ( ق 291 / 2 ) عن خلف بن خليفة حدثنا يزيد ابن
كيسان عن أبي حازم عنه .

قلت : و رجال إسناده ثقات رجال مسلم , إلا أن خلفا هذا كان اختلط في الآخر ,
و ادعى أنه رأى عمرو بن حريث الصحابي فأنكر عليه ذلك ابن عيينة و أحمد كما في
" التقريب " .
و قال الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 8 / 331 ) :
" رواه أبو يعلى و رجاله رجال الصحيح " !

و له طريق أخرى عن أبي هريرة , بإسناده واه و زيادة في آخره :
" فذاك فيهم مثل أبي بكر و عمر فيكم " .
و من أجلها أوردته في " الضعيفة " ( 1254 ) .

و له شاهد آخر من حديث النواس بن سمعان في حديثه الطويل في الدجال و يأجوج
و مأجوج , و في آخره :
" فبينما هم كذلك إذ بعث الله ريحا طيبة فتأخذهم تحت آباطهم فتقبض روح كل مؤمن
و كل مسلم , و يبقى شرار الناس , يتهارجون فيها تهارج الحمر , فعليهم تقوم
الساعة " .

أخرجه أحمد ( 4 / 181 - 182 ) و مسلم ( 8 / 197 - 198 ) و الحاكم ( 4 / 492 -
494 ) و قال : " صحيح على شرط الشيخين , و لم يخرجاه " . و وافقه الذهبي !
فوهما في استدراكه على مسلم .

( يتهارجون ) أي يجامع الرجال النساء بحضرة الناس كما يفعل الحمير و لا يكترثون
كذلك . و ( الهرج ) بإسكان الراء الجماع , يقال : هرج زوجته أي جامعها . نووي .

قلت : و بمعناه تماما ( يتسافدون ) .

و له شاهد ثالث من حديث أبي ذر نحو حديث أبي هريرة .
أخرجه الحاكم ( 3 / 343 ) من طريق سيف بن مسكين الأسواري حدثنا المبارك
ابن فضالة عن المنتصر بن عمارة بن أبي ذر الغفاري عن أبيه عن جده عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم به . و قال : " تفرد به سيف بن مسكين " .
قال الذهبي : " هو واه , و منتصر و أبوه مجهولان " .

ساجدة لله
2010-10-12, 03:11 AM
482 " ارحموا ترحموا و اغفروا يغفر الله لكم و ويل لأقماع القول و ويل للمصرين
الذين يصرون على ما فعلوا و هم يعلمون " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 1 / 791 :

رواه البخاري في " الأدب المفرد " ( رقم 380 ) و أحمد ( 2 / 165 , 219 )
و عبد بن حميد في " المنتخب من المسند " ( 42 / 1 ) عن حريز بن عثمان حدثنا
حبان بن زيد عن # عبد الله بن عمرو # مرفوعا .

قلت : و هذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات . و قال المنذري في " الترغيب "
( 3 / 155 ) : " رواه أحمد بإسناد جيد " .

و كذلك قال العراقي كما في " فيض القدير " للمناوي , و فيه :
" و قال الهيثمي رجال أحمد رجال الصحيح غير حبان بن زيد الشرعبي وثقه ابن حبان
و رواه الطبراني كذلك . انتهى و المصنف رمز لصحته , و فيه ما ترى " .

و أقول : ليس فيه ما ينافي الصحة , فإن الجودة قد تجامعها , و قد تنافيها حينما
يراد بها ما دونها و هو الحسن . و ليس هو المتحتم هنا .
و حبان بن زيد وثقه أبو داود أيضا بقوله :
" شيوخ حريز كلهم ثقات " .
و لذلك قال الحافظ في " التقريب " : " ثقة من الثالثة , أخطأ من زعم أن له صحبة
" .

( الأقماع ) بفتح الهمزة جمع ( قمع ) بكسر القاف و فتح الميم و تسكن : الإناء
الذي يجعل في رأس الظرف ليملأ بالمائع . شبه استماع الذين يستمعون القول و لا
يعونه و لا يعملون به بالأقماع التي لا تعي شيئا مما يفرغ فيها , فكأنه يمر
عليها مجتازا كما يمر الشراب في القمع .

كذلك قال الزمخشري : من المجاز " ويل لأقماع القول " و هم الذين يستمعون و لا
يعون .

ساجدة لله
2010-10-12, 03:11 AM
483 " من لا يرحم لا يرحم , و من لا يغفر لا يغفر له , و من لا يتب لا يتب عليه " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 1 / 792 :

أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 1 / 180 / 1 ) و أبو الحسن الحربي في
" الفوائد المنتقاة " ( 3 / 155 / 1 ) عن هارون بن زيد بن أبي الزرقاء حدثني
أبي أنبأنا المفضل بن صدقة أبو حماد الكوفي عن زياد ( بن علاقة ) قال سمعت
# جريرا # يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .

قلت : و هذا إسناد رجاله ثقات غير المفضل بن صدقة فهو مختلف فيه
فقال ابن معين : ليس بشيء .
و قال أبو حاتم : ليس بقوى يكتب حديثه .
و قال أبو زرعة : ضعيف الحديث .
و قال النسائي : متروك .
و قال ابن عدي : ما أرى بحديثه بأسا , و كان أحمد بن محمد بن شعيب يثني
عليه ثناء تاما .
و قال الأهوازي : كان عطاء بن مسلم يوثقه .
و قال البغوي : صالح الحديث .

قلت : فمثله يستشهد به إن شاء الله تعالى , و قد تابعه ثلاثة :

الأول : قيس بن الربيع عن زياد بن علاقة به . أخرجه الطبراني .
و قيس هذا ضعيف أيضا لسوء حفظه فيستشهد به .

الثاني : سليمان بن أرقم عن زياد بن علاقة به دون الجملة الثالثة .
أخرجه أحمد ( 4 / 365 ) . و سليمان أيضا ضعيف كسابقيه .

الثالث : الوليد بن أبي ثور عن زياد به كالذي قبله . أخرجه الطبراني .
و الوليد ضعيف أيضا , لكن اجتماع هؤلاء الأربعة على روايته عن زياد مما يدل
على صحة الحديث , لأنهم غير متهمين في صدقهم , و ليس فيهم من كان يسرق الحديث ,
فيبعد عادة أن يتفقوا على الخطأ . و الله أعلم .

و الجملة الأولى من الحديث أخرجها الشيخان في " صحيحيهما " و أحمد و الطبراني
و غيرهم من طرق عن جرير . و قد خرجته في " مشكلة الفقر " ( 108 ) .

و الجملة الثانية يشهد لها الحديث الذي قبله .

ساجدة لله
2010-10-12, 03:11 AM
484 " أما أبوك فلو كان أقر بالتوحيد , فصمت و تصدقت عنه نفعه ذلك " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 1 / 793 :

أخرجه الإمام أحمد ( 2 / 182 ) حدثنا هشيم أخبرنا حجاج حدثنا # عمرو بن شعيب
عن أبيه عن جده # .
" أن العاص بن وائل نذر في الجاهلية أن ينحر مائة بدنة , و أن هشام ابن العاص
نحر حصته خمسين بدنة , و أن عمرا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك ?
فقال " فذكره .

قلت : و هذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات على الخلاف المعروف في عمرو ابن شعيب
عن أبيه عن جده . و هشيم و الحجاج كلاهما مدلس , و لكنهما قد صرحا بالتحديث ,
فزالت شبهة تدليسهما . و من هنا تعلم أن قول الهيثمي في " مجمع الزوائد "
( 4 / 192 ) :
" رواه أحمد , و فيه الحجاج بن أرطأة و هو مدلس " .
فليس دقيقا , فإنه يوهم أنه قد عنعنه , و ليس كذلك كما ترى .

و الحديث دليل واضح على أن الصدقة و الصوم تلحق الوالد و مثله الوالدة بعد
موتهما إذا كانا مسلمين و يصل إليهما ثوابها , بدون وصية منهما . و لما كان
الولد من سعي الوالدين , فهو داخل في عموم قوله تعالى ( و أن ليس للإنسان إلا
ما سعى ) فلا داعي إلى تخصيص هذا العموم بالحديث و ما ورد في معناه في الباب ,
مما أورده المجد ابن تيمية في " المنتقى " كما فعل البعض .

و اعلم أن كل الأحاديث التي ساقها في الباب هي خاصة بالأب أو الأم من الولد ,
فالاستدلال بها على وصول ثواب القرب إلى جميع الموتى كما ترجم لها المجد ابن
تيمية بقوله " باب وصول ثواب القرب المهداة إلى الموتى " غير صحيح لأن الدعوى
أعم من الدليل , و لم يأت دليل يدل دلالة عامة على انتفاع عموم الموتى من عموم
أعمال الخير التي تهدى إليهم من الأحياء , اللهم إلا في أمور خاصة ذكرها
الشوكاني في " نيل الأوطار " ( 4 / 78 - 80 ) , ثم الكاتب في كتابه
" أحكام الجنائز و بدعها " يسر الله إتمام طبعه , من ذلك الدعاء للموتى فإنه
ينفعهم إذا استجابه الله تبارك و تعالى . فاحفظ هذا تنج من الإفراط و التفريط
في هذه المسألة , و خلاصة ذلك أن للولد أن يتصدق و يصوم و يحج و يعتمر و يقرأ
القرآن عن والديه لأنه من سعيهما , و ليس له ذلك عن غيرهما إلا ما خصه الدليل
مما سبقت الإشارة إليه . و الله أعلم .

ساجدة لله
2010-10-12, 03:12 AM
485 " ما لبعيرك يشكوك ? زعم أنك سانيه حتى إذا كبر تريد أن تنحره ( لا تنحروه
و اجعلوه في الإبل يكون معها ) " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 1 / 795 :

أخرجه الإمام أحمد ( 4 / 173 ) حدثنا أسود بن عامر حدثنا أبو بكر بن عياش عن
حبيب بن أبي عمرة عن المنهال بن عمرو عن # يعلى # قال :
" ما أظن أن أحدا من الناس رأى من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا دون ما
رأيت - فذكر أمر الصبي , و النخلتين , و أمر البعير , إلا أنه قال - " فذكره .

قلت : و هذا إسناد صحيح رجاله ثقات رجال البخاري غير أسود بن عامر فمن أفراد
مسلم .

ثم استدركت فقلت : إنه منقطع كما يأتي .
و قد أخرجه الحاكم ( 2 / 617 - 618 ) من طريق يونس بن بكير عن الأعمش عن
المنهال بن عمرو عن يعلى بن مرة عن أبيه قال :
" سافرت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأيت منه شيئا عجبا , نزلا منزلا
فقال : انطلق إلى هاتين الشجرتين فقل : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
لكما أن تجتمعا , فانطلقت فقلت لهما ذلك , فانتزعت كل واحدة منهما من أصلها ,
فمرت كل واحدة إلى صاحبتها , فالتقيا جميعا , فقضى رسول الله صلى الله عليه
وسلم حاجته من ورائهما , ثم قال : انطلق فقل لهما لتعود كل واحدة إلى مكانها ,
فأتيتهما , فقلت ذلك لهما , فعادت كل واحدة إلى مكانها .

و أتته امرأة فقالت : إن ابني هذا به لمم منذ سبع سنين يأخذه كل يوم مرتين ,
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أدنيه , فأدنته منه , فتفل في فيه و قال :
اخرج عدو الله أنا رسول الله , ثم قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا
رجعنا فأعلمينا ما صنع . فلما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم استقبلته
و معها كبشان و أقط و سمن , فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : خذ هذا
الكبش , فاتخذ منه ما أردت , فقالت : و الذي أكرمك ما رأينا به شيئا منذ
فارقتنا .

ثم أتاه بعير فقام بين يديه , فرأى عينيه تدمعان , فبعث إلى أصحابه , فقال :
ما لبعيركم هذا يشكوكم ? فقالوا : كنا نعمل عليه , فلما كبر و ذهب عمله تواعدنا
عليه لننحره غدا .
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تنحروه و اجعلوه في الإبل يكون معها .
و قال الحاكم : " صحيح الإسناد " . و وافقه الذهبي .

قلت : و قوله في السند " عن أبيه " و هم كما صرح الحافظ في " التهذيب " لكنه
قال في الرواة عن يعلى :
" منهم من أرسل عنه كعطاء بن السائب و المنهال بن عمرو " .
و ذكر نحوه في ترجمة المنهال أنه أرسل عن يعلى بن مرة .
و على هذا فالإسناد منقطع .

و أخرجه أحمد ( 4 / 171 , 172 ) من طريق وكيع حدثنا الأعمش به دون قصة الجمل
إلا أنه لم يقل مرة عن أبيه .
و أخرجه ( 4 / 170 ) من طريق عثمان بن حكيم قال :
أخبرني عبد الرحمن ابن عبد العزيز عن يعلى بن مرة قال :
" لقد رأيت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثا ما رآها أحد قبلي ... " .
فذكرها .
و قال المنذري في " الترغيب " ( 3 / 158 ) :
" و إسناده جيد " .
كذا قال , و عبد الرحمن هذا أورده ابن أبي حاتم في " الجرح و التعديل " و لم
يحك فيه جرحا و لا تعديلا , و قال الحسيني : " ليس بالمشهور " .
و بقية رجاله ثقات رجال مسلم .

و قد تابعه عبد الله بن حفص عن يعلى بن مرة الثقفي به نحوه .
أخرجه أحمد ( 4 / 173 ) من طريق عطاء بن السائب عنه .
و عطاء كان اختلط .
و عبد الله بن حفص مجهول كما قال الحافظ و غيره .

و بالجملة فالحديث بهذه المتابعات جيد . و الله أعلم .

ساجدة لله
2010-10-12, 03:12 AM
486 " كان في بني إسرائيل امرأة قصيرة , فصنعت رجلين من خشب , فكانت تسير بين
امرأتين قصيرتين و اتخذت خاتما من ذهب و حشت تحت فصه أطيب الطيب : المسك فكانت
إذا مرت بالمجلس حركته فنفنخ ريحه ( و في رواية ) : و جعلت له غلقا فإذا مرت
بالملأ أو بالمجلس قالت به ففتحته , ففاح ريحه " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 1 / 797 :

أخرجه أحمد في " المسند " ( 3 / 40 ) : حدثنا عثمان بن عمرو حدثنا المستمر
ابن الريان حدثنا أبو نضرة عن # أبي سعيد # أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال : فذكره .

ثم قال ( 3 / 46 ) : حدثنا عبد الصمد حدثنا المستمر بن الريان به و زاد في
أوله :
" أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر الدنيا فقال : إن الدنيا خضرة حلوة ,
فاتقوها و اتقوا النساء . ثم ذكر نسوة ثلاثا من بني إسرائيل امرأيتن طويلتين
تعرفان , و امرأة قصيرة لا تعرف فاتخذت رجلين من خشب ... " الحديث نحوه و فيه
الرواية الأخرى .

قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط مسلم . و قد أخرجه في " صحيحه " ( 7 / 48 ) من
طريق شعبة عن خليد بن جعفر و المستمر قالا : سمعنا أبا نضرة به مختصرا .
و من طريقه عن خليد وحده به نحو رواية عبد الصمد دون الزيادة في أوله .

( فنفخ ) كذا الأصل بالخاء المعجمة أي فاح كما في الرواية الأخرى . و كنت أظن
أن الصواب ( فنفح ) بالحاء المهملة , ففي القاموس : " نفح الطيب كمنع فاح ...
" حتى رأيت في " النهاية " في مادة " نفخ " : " ... من نفخت الريح إذا جاءت
بغتة " فظننت أنها صحيحة . و الله أعلم .

ساجدة لله
2010-10-12, 03:12 AM
487 " إنه لا ينبغي أن يعذب بالنار إلا رب النار " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 1 / 798 :

أخرجه أبو داود ( 2675 ) : حدثنا أبو صالح محبوب بن موسى أخبرنا أبو إسحاق
الفزاري عن أبي إسحاق الشيباني عن ابن سعد - قال غير أبي صالح عن الحسن بن سعد
عن # عبد الرحمن بن عبد الله عن أبيه # قال :
" كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر , فانطلق لحاجته , فرأينا حمرة
معها فرخان , فأخذنا فرخيها , فجاءت الحمرة , فجعلت تفرش , فجاء النبي صلى الله
عليه وسلم فقال :
من فجع هذه بولدها ? ردوا ولدها إليها . و رأى قرية نمل قد حرقناها , فقال :
من حرق هذه ? قلنا : نحن , قال " . فذكره .

قلت : و هذا إسناد صحيح , رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير محبوب بن موسى ,
و هو ثقة . و عبد الرحمن بن عبد الله و هو ابن مسعود قد سمع من أبيه على الراجح
عندنا كما سبق بيانه عند الحديث ( 197 ) .
و قد تابعه المسعودي عن الحسن بن سعد به . دون قصة النمل . أخرجه أحمد ( 1 /
404 ) .
و في رواية له عن المسعودي عن القاسم و الحسن بن سعد به .
و قد سبق ذكر الحديث برقم ( 25 ) من أجل فقرة أخرى , و قدر إعادته هنا لشيء من
الزيادة في التخريج , و لنسوق له شاهدا بلفظ :
" لا تعذبوا بعذاب الله عز و جل " .
أخرجه أحمد ( 1 / 219 - 220 ) حدثنا سفيان عن أيوب عن عكرمة عن ابن عباس :
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .

قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط البخاري . و قد أخرجه في " صحيحه " ( 4 / 329 )
و الترمذي ( 1 / 275 ) و النسائي ( 2 / 170 ) و أحمد أيضا ( 1 / 217 , 282 )
و عنه أبو داود ( 4351 ) و الدارقطني ( 334 ) من طرق أخرى عن أيوب عن عكرمة :
" أن عليا حرق قوما ارتدوا عن الإسلام , فبلغ ذلك ابن عباس , فقال : لو كنت أنا
لقتلتهم , لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : من بدل دينه فاقتلوه . و لم أكن
لأحرقهم لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تعذبوا بعذاب الله . فبلغ ذلك
عليا فقال : صدق ابن عباس .
و السياق للترمذي و قال : " حديث حسن صحيح " .

و ليس عند البخاري قوله " لا تعذبوا بعذاب الله " و إنما لفظه :
" ... لو كنت أنا لم أحرقهم لنهي رسول الله صلى الله عليه وسلم . و لقتلتهم ...
" .
و في رواية لأحمد و هي رواية الدارقطني و قال : " ثابت صحيح " :
" فقال : ويح ابن أم عباس " مكان " صدق ابن عباس " .

و لا منافاة بين الروايتين , فإن " ويح " كلمة ترحم و توجع , و قد تقال بمعنى
المدح و التعجب . كما في " النهاية " فهي هنا بالمعنى الآخر كما هو ظاهر .

( تنبيه )
-----------
عزا الحديث بلفظ الترجمة في " الفتح الكبير " لمسلم عن كعب ابن مالك , و لم
أره فيه . و الله أعلم .
و سيأتي للحديث شاهدان آخران من حديث حمزة بن عمرو الأسلمي و أبي هريرة تحت رقم
( 1565 ) .

ساجدة لله
2010-10-12, 03:13 AM
488 " اعفوا عنه ( يعني الخادم ) في كل يوم سبعين مرة " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 1 / 800 :

أخرجه أبو داود ( 5164 ) من طريق ابن وهب قال : أخبرني أبو هانئ الخولاني
عن العباس بن جليد الحجري قال : سمعت # عبد الله بن عمرو # يقول :
" جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله كم نعفو عن
الخادم ? فصمت , ثم أعاد عليه الكلام فصمت , فلما كان في الثالثة قال "
فذكره .
و أخرجه الترمذي ( 1 / 353 - 354 ) من هذا الوجه و لكنه لم يسق لفظه ,
و إنما أحال على لفظ رشدين بن سعد عن أبي هانىء الخولاني به نحوه . و قال :
" حديث حسن غريب " .

قلت : و إسناده صحيح . و أبو هانىء اسمه حميد بن هانىء و هو ثقة , و مثله
العباس بن جليد الحجري . فالسند صحيح . و قول أبي حاتم : " لا أعلم سمع عباس
ابن جليد من عبد الله بن عمرو " يرده تصريحه بالسماع منه في هذا السند .

و تابعه ابن لهيعة عن حميد بن هانىء به .
أخرجه أحمد ( 2 / 111 ) .
و تابعه سعيد بن أبي أيوب حدثنا أبو هانىء عن عباس الحجري عن عبد الله بن عمر
ابن الخطاب :
" أن رجلا أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله إن لي خادما
يسيء و يظلم أفأضربه ? قال : تعفو عنه ... " الحديث .

أخرجه أحمد ( 2 / 90 ) : حدثنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن يزيد حدثنا سعيد
يعني ابن أبي أيوب .

قلت : و هذا إسناد صحيح أيضا . و قال المنذري في " الترغيب " ( 3 / 163 ) :
" و رواه أبو يعلى بإسناد جيد عنه , و هو رواية للترمذي " .

قلت : ليس هو عند الترمذي بهذا اللفظ , فاعلمه .
ثم قال : " و في بعض نسخ أبي داود " عبد الله بن عمرو " .
و قد أخرجه البخاري في " تاريخه " من حديث عباس بن جليد عن عبد الله بن عمرو
بن العاصى . و من حديثه أيضا عن عبد الله بن عمر .
و قال الترمذي : روى بعضهم هذا الحديث بهذا الإسناد و قال : عن عبد الله
ابن عمرو . و ذكر الأمير أبو نصر أن عباس بن جليد يروي عنهما كما ذكره البخاري
و لم يذكر ابن يونس في " تاريخ مصر " , و لا ابن أبي حاتم روايته عن عبد الله
بن عمرو بن العاصى . و الله أعلم " .

قلت : قد صرحت رواية سعيد بن أبي أيوب المتقدمة أنه عبد الله بن عمر ابن الخطاب
و سعيد ثقة ثبت . فعلى روايته المعتمد . و الله أعلم .

ساجدة لله
2010-10-12, 03:13 AM
489 " من ولى منكم عملا فأراد الله به خيرا جعل له وزيرا صالحا إن نسي ذكره و إن
ذكر أعانه " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 1 / 802 :

أخرجه النسائي ( 2 / 187 ) عن بقية قال : حدثنا ابن المبارك عن ابن أبي حسين
عن # القاسم بن محمد قال : سمعت عمتي # تقول : قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : فذكره .

قلت : و هذا إسناد صحيح , رجاله ثقات , و قد صرح بقية بالتحديث فأمنا بذلك شر
تدليسه . و ابن أبي حسين اسمه عمر بن سعيد بن أبي حسين النوفلي المكي .

و له طريق أخرى عن القاسم , يرويه الوليد بن مسلم حدثنا زهير بن محمد عن
عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم :
" إذا أراد الله بالأمير خيرا جعل له وزير صدق , إن نسي ذكره , و إن ذكر أعانه
و إذا أراد الله به غير ذلك جعل له وزير سوء , إن نسي لم يذكره , و إن ذكر لم
يعنه " .

أخرجه أبو داود ( 2932 ) و ابن حبان في " صحيحه " ( 1551 - موارد ) من طريقين
عن الوليد به . و رجاله ثقات رجال الشيخين غير أن زهير بن محمد و هو أبو المنذر
الخراساني ضعيف من قبل حفظه .
قال الحافظ : " رواية أهل الشام عنه غير مستقيمة , فضعف بسببها .
قال البخاري عن أحمد : كأن زهير الذي يروي عنه الشاميون آخر .
و قال أبو حاتم : حدث بالشام من حفظه فكثر غلطه " .

قلت : لكنه في هذا الحديث قد حفظ أو كاد , فإنه لم يخرج فيه عن معنى حديث
بقية . و الله أعلم .