تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : السلسلة الصحيحة للالباني



الصفحات : 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 [39] 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124

ساجدة لله
2010-10-12, 03:18 AM
500 " من كان له شعر فيلكرمه " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 1 / 819 :

أخرجه أبو داود ( 4163 ) و الطحاوي في " المشكل " ( 4 / 321 ) و البيهقي في
" الشعب " ( 2 / 265 / 2 ) و أبو محمد العدل في " الفوائد " ( 3 / 1 / 2 ) من
طريق عبد الرحمن بن أبي الزناد عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن # أبي هريرة #
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .

و هذا إسناد حسن كما قال الحافظ في " الفتح " ( 10 / 310 ) , و هو عندي صحيح ,
لأن ابن أبي الزناد - و هو صدوق , تغير حفظه لما قدم بغداد - قد وجدت له متابعا
قويا , فقال أبو نعيم في " تسمية ما انتهى إلينا من الرواة عن سعيد بن منصور
عاليا " ( ق 209 / 1 ) : و روى عنه أيضا إسماعيل بن عبد الله العبدي . حدثنا
عبد الله بن جعفر حدثنا إسماعيل بن عبد الله أنبأنا سعيد بن منصور أنبأنا ابن
أبي ذئب عن سهيل به .

قلت : و هذا إسناد صحيح رجاله ثقات رجال مسلم غير العبدي هذا و هو ثقة صدوق كما
قال ابن أبي حاتم ( 1 / 1 / 182 ) و عبد الله بن جعفر هو عبد الله ابن محمد بن
جعفر بن حبان المعروف بأبي الشيخ و هو ثقة حافظ له ترجمة في " تذكرة الحفاظ "
( 3 / 147 - 149 ) .

و للحديث شاهدان :

الأول : عن عائشة .
أخرجه الطحاوي و أبو بكر الشافعي في " الفوائد " ( 7 / 80 / 2 ) و عنه
عبد العزيز الكتاني في " حديثه " ( 236 / 1 ) و البيهقي أيضا و ابن حيويه في
" حديثه " ( 3 / 4 / 2 ) عن ابن إسحاق عن عمارة بن غزية عن القاسم عن عائشة به
مرفوعا . قال الحافظ " و سنده حسن أيضا " .
و هذا تساهل منه فإن ابن إسحاق مدلس , و قد عنعنه من الطريقين عنه . إلا إن كان
يعني أنه حسن لغيره , فهو صواب ..

و الشاهد الآخر : عن ابن عباس .
أخرجه الخطيب في " الموضح " ( 2 / 67 ) عن سليمان بن أرقم عن عطاء بن أبي رباح
عنه و سليمان بن أرقم ضعيف .

( تنبيه )
---------
عزى السيوطي في " الجامع الكبير " ( 2 / 286 / 2 ) الحديث لأبي داود و البيهقي
في " الشعب " عن أبي هريرة بهذا اللفظ . ثم ذكره بزيادة :
" قيل : يا رسول الله و ما كرامته ? قال : بدهنه و بمشطه كل يوم " .
و قال : " رواه أبو نعيم في " تاريخ أصبهان " و ابن عساكر عن ابن عمر , و فيه
إسحاق ابن إسماعيل الرملي , قال أبو نعيم : حدث بأحاديث من حفظه فأخطأ فيها .
و قال النسائي : صالح " .

قلت : و هذه الزيادة مع ضعف سندها منكرة لأنها تخالف الحديث الآتي :
" نهى صلى الله عليه وسلم عن الترجل إلا غبا " .

ساجدة لله
2010-10-12, 03:18 AM
501 " نهى صلى الله عليه وسلم عن الترجل إلا غبا " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 3 :

أخرجه أبو داود ( 4159 ) و النسائي ( 2 / 276 ) و الترمذي ( 1 / 326 ) و ابن
حبان ( 1480 ) و أحمد ( 4 / 86 ) و الحربي في " غريب الحديث " ( 5 / 79 / 2 )
و الكشي في " جزء الأنصاري " ( ق 11 / 1 ) و عنه أبو نعيم ( 6 / 276 ) و ابن
عدي في " الكامل " ( ق 8 / 2 ) و البغوي في " شرح السنة " ( 3 / 212 / 1 ) من
طرق عن هشام بن حسان قال : سمعت الحسن عن # عبد الله بن مغفل # به .
و قال الترمذي : " حديث حسن صحيح " .
قلت : و رجاله ثقات رجال الشيخين , لكن الحسن البصري مدلس و قد عنعنه في جميع
الطرق المشار إليها لكن له شاهدان يتقوى بهما .
الأول : عن ابن عمر مرفوعا به . أخرجه العقيلي في " الضعفاء " ( 398 ) عن محمد
بن موسى الحريري حدثنا جويرية بن أسماء عن نافع عن ابن عمر و قال : " محمد بن
موسى لا يتابع عليه و قد روي هذا من غير هذا الوجه بإسناد أصلح من هذا " .
قلت : و كأن العقيلي يشير بذلك إلى حديث الحسن الذي قبله .
و الشاهد الآخر هو : " كان ينهانا عن الإرفاه , قلنا : و ما الإرفاه ? قال :
الترجل كل يوم " .

ساجدة لله
2010-10-12, 03:18 AM
502 " كان ينهانا عن الإرفاه , قلنا : و ما الإرفاه ? قال : الترجل كل يوم " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 3 :

أخرجه النسائي ( 2 / 276 - 277 ) أخبرنا إسماعيل بن مسعود قال حدثنا خالد بن
الحارث عن كهمس عن # عبد الله بن شقيق # قال : " كان رجل من أصحاب النبي صلى
الله عليه وسلم عاملا بمصر , فأتاه رجل من أصحابه , فإذا هو شعيث الرأس مشعان
قال : ما لي أراك مشعانا و أنت أمير ? قال " فذكره .
قلت : و هذا إسناد صحيح رجاله رجال الصحيح غير إسماعيل بن مسعود و هو أبو مسعود
الجحدري و هو ثقة . و له طريق أخرى , يرويه الجريري عن عبد الله بن بريدة .
أن رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم رحل إلى فضالة بن عبيد و هو بمصر
فقدم عليه و هو يمد ناقة له . فقال : إنى لم آتك زائرا و إنما أتيتك لحديث
بلغني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم رجوت أن يكون عندك منه علم فرآه شعثا
فقال : ما لي أراك شعثا و أنت أمير البلد قال : قال إن رسول الله صلى الله عليه
وسلم كان ينهانا عن كثير من الإرفاه . و رآه حافيا , فقال : ما لي أراك حافيا
قال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرنا أن نحتفي أحيانا " .
أخرجه أحمد ( 6 / 22 ) : حدثنا يزيد بن هارون قال : أخبرني الجريري به .
و أخرجه أبو داود ( 4160 ) و النسائي ( 2 / 292 - 293 ) .
قلت : هذا إسناد صحيح أيضا على شرط الشيخين و ليس عند النسائي الأمر بالاحتفاء
و زاد : " سئل ابن بريدة عن الإرفاه ? قال : الترجل " .
غريب الحديث :
1 - الإرفاه . قال في " النهاية " : هو كثرة التدهن و التنعم و قيل : التوسع في
المشرب و المطعم أراد ترك التنعم و الدعة و لين العيش لأنه من زي العجم و أرباب
الدنيا " .
قلت : و الحديث يرد ذلك التفسير و لهذا قال أبو الحسن السندي في حاشيته على
النسائي : " و تفسير الصحابي يغني عما ذكروا , فهو أعلم بالمراد " .
قلت : و مثله تفسير عبد الله بن بريدة في رواية النسائي , و الظاهر أنه تلقاه
عن الصحابي . و الله أعلم .
2 - ( الترجل ) هو تسريح الشعر و تنظيفه و تحسينه .
3 - ( غبا ) بكسر المعجمة و تشديد الباء : أن يفعل يوما و يترك يوما و المراد
كراهة المداومة عليه و خصوصية الفعل يوما و الترك يوما غير مراد . قاله السندي
4 - ( شعث الرأس ) أي متفرق الشعر .
5 - ( مشعان ) بضم الميم و سكون الشين المعجمة و عين مهملة و آخره نون مشددة هو
المنتفش الشعر الثائر الرأس .
6 - ( يمد ناقة ) أي يسقيها مديدا من الماء .

ساجدة لله
2010-10-12, 03:19 AM
503 " طوبى للشام إن ملائكة الرحمن باسطة أجنحتها عليه " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 5 :

قلت : هو حديث صحيح أخرجه الترمذي ( 2 / 33 ) طبع بولاق و قال : حديث حسن و زاد
في بعض النسخ : صحيح و الحاكم في " المستدرك " ( 2 / 229 ) و أحمد ( 5 / 184 )
و قال الحاكم : " صحيح على شرط الشيخين " و وافقه الذهبي و هو كما قالا و قال
المنذري في " الترغيب " ( 4 / 63 ) : و رواه ابن حبان في " صحيحه " و الطبراني
بإسناد صحيح . هذا ما قلته في " تخريج فضائل الشام " ( ص 91 ) . فتعقبني بعض
الفضلاء المكيين من كتاب العدل في رسالة كتبها إلي بتاريخ 29 / 4 / 90 دلت على
علم و فضل فرأيت العناية بها و كتابة هذا الجواب , قال حفظه الله :
1 - إن الترمذي و الحاكم أخرجاه من طريق يحيى بن أيوب الغافقي و ابن أيوب و إن
احتجا به إلا أن أئمة الجرح و التعديل لازالوا يضعفون الأحاديث الواردة من
طريقه كما سيأتي .
2 - إن الإمام أحمد أخرجه عن ابن لهيعة , و عبد الله بن لهيعة لا يخفى الكلام
عليه و إن أخرج له مسلم مقرونا .
3 - أما قول الحاكم : على شرط خ م و موافقة الذهبي له , فالذهبي رحمه الله له
أوهام و تناقضات في تلخيصه قد لا تخفى , فمنها أن في سند الحاكم أيضا الحارث بن
أبي أسامة و غفل الذهبي رحمه الله عنه فقد غمزه في " تلخيص المستدرك " صفحة
( 158 / 1 ) فقد صحح الحاكم حديثه على شرط خ م , فقال الذهبي : قلت : خبر منكر
و الحارث ليس بعمدة و قد ذكره الذهبي أيضا في " الضعفاء و المتروكين " و قال :
إنه ضعيف كما جاء في فيض المناوي صحيفة ( 7 / 6 ) و قد ترجم له في تذكرة الحفاظ
4 - و أما يحيى بن أيوب فقد أخرج له الحاكم حديثا في المستدرك ص ( 201 / 2 )
و قال : صحيح على شرط الشيخين و لم يخرجاه , فتعقبه الذهبي بقوله : " يحيى بن
أيوب فيه كلام " .
5 - و أخرج الحاكم أيضا في مستدركه ص ( 97 / 3 ) له حديثا قال فيه : إنه على
شرط الشيخين فتعقبه الذهبي بقوله : " يحيى و إن كان , ثقة فقد ضعف , و لا يصح
بوجه " أي الحديث .
6 - و أخرج الحاكم أيضا في مستدركه ص ( 44 / 4 ) له حديثا قال فيه : إنه على
شرط الشيخين فرد عليه الذهبي بقوله : هو خبر منكر و يحيى ليس بالقوي .
7 - و أخرج الحاكم أيضا في مستدركه ص ( 243 / 4 ) له حديثا قال إنه على شرط
الشيخين , فرد عليه الذهبي بقوله : " قلت : هذا من مناكير يحيى " .
8 , 9 , 10 - أحال الكاتب الفاضل على أحاديث ليحيى في " الجوهر النقي "
و المناوي انتقداها عليه بنحو ما ذكر .
11 - و قال الحافظ في " التلخيص الحبير " ( ص 118 ) : فيه ( أي يحيى ) مقال
و لكنه صدوق . و هكذا قال في التقريب : صدوق ربما أخطأ , قلت : و لعله قلد شيخه
الحافظ العراقي , فقد جاء عنه في تخريج أحاديث الإحياء ص ( 355 / 3 ) قوله :
" تفرد به يحيى بن أيوب و فيه مقال و لكنه صدوق " .
12 - لم أحتج إلى نقل كلام أهل العلم في ابن لهيعة و تساهل ابن حبان و الترمذي
في التصحيح فهذا معلوم لدى المشتغلين بهذا الشأن .
13 - فإذا كان الحديث مداره على هذين الرجلين ابن لهيعة و ابن أيوب الغافقيين
و قد سلف كلام أئمة هذا الشأن فيهما فأنى له الصحة . و الله أعلم .
و جوابا عليه أقول مراعيا ترتيبه :
1 - لا تخلوا هذه الفقرة من مبالغة مباينة للواقع و هي قوله :
" إلا أن أئمة الجرح و التعديل لازالوا يضعفون ... " فكيف يصح هذا الكلام
و الحافظ العراقي و العسقلاني يقويان حديثه كما نقله الكاتب الفاضل نفسه عنهما
فيما تقدم فالحق أن يقال : إن الأئمة مختلفون في الاحتجاج بحديثه . و حين يكون
الأمر كذلك فالفصل في هذا الاختلاف إنما يكون بالرجوع إلى قواعد هذا العلم
و مصطلحه .
2 - لي على هذه الفقرة ملاحظتان :
الأولى : أنها توهم أن أحمد لم يخرجه من طريق ابن أيوب و الواقع خلافه , فهو في
الصفحة التي أشرت إليها في " تخرج الفضائل " أخرجه عن ابن أيوب , نعم هو أخرجه
في الصفحة التي قبلها عن ابن لهيعة أيضا . و الأخرى . نعم ابن لهيعة فيه كلام
لا يخفى و الأحاديث التي نوردها في " سلسلة الأحاديث الضعيفة " من روايته أكثر
من أن تحصر . بيد أن هذا الكلام فيه ليس على إطلاقه , فإن رواية العبادلة
الثلاثة عنه صحيحة و هم عبد الله بن المبارك و عبد الله بن وهب و عبد الله
ابن يزيد المقريء فإنهم رووا عنه قبل احتراق كتبه , كما هو مشروح في ترجمته من
" التهذيب " . و ثمة ملاحظة ثالثة و هي أن ضعف ابن لهيعة إنما هو من سوء حفظه
فمثله يتقوى حديثه بمجيئه من وجه آخر و لو كان مثله في الضعف ما لم يشتد ضعفه
و هذا بين في كتب " المصطلح " كالتقريب للنووى و غيره .
3 - لا شك أن الذهبي له أوهام و تناقضات كثيرة في " تلخيصه على المستدرك "
و أنا بفضل الله من أعرف الناس بذلك و أكثرهم تعقبا و تنبيها عليه إلا أن موقفه
تجاه هذا الحديث بالذات سليم , لأنه أقر الحاكم ( 2 / 229 ) على قوله فيه :
" صحيح على شرط الشيخين " و لا شك أنه على شرطهما و لكن يجوز لغيرهما أن
يناقشهما في صحته كما فعل الذهبي في غير هذا الحديث و ضرب الكاتب الفاضل على
ذلك بعض الأمثلة . ثم قد تكون المناقشة مسلمة أو مردودة كما ستراه مفصلا .
و لكننا نأخذ على الكاتب هنا أمورا .
الأول : إعلاله سند الحاكم بأن فيه الحارث بن أبي أسامة , فإنه يفيد بظاهره أن
الحاكم لم يروه إلا من طريقه و إلا لم يجز إعلاله به و هذا غريب جدا من الكاتب
لأن الحاكم أخرجه من طريق عثمان بن سعيد الدارمي و بشر بن موسى الأسدي و الحارث
بن أبي أسامة التميمي كلهم قالوا : حدثنا يحيى بن إسحاق السيلحيني حدثنا يحيى
بن أيوب ... ثم قال الحاكم : " رواه جرير بن حازم عن يحيى بن أيوب " .
ثم ساق سنده إليه به . فهؤلاء ثلاثة من الثقات تابعوا الحارث على هذا الحديث !
و ليس من طريقة أهل العلم إعلال الحديث بالطعن في فرد من أفراد الجماعة
المتفقين على رواية الحديث . و قد تابعه أحمد أيضا فقال ( 5 / 185 ) : حدثنا
يحيى بن إسحاق به !
الثاني : أن الذهبي لم يغفل هنا و لكنه لما رأى الجماعة قد تابعوا الحارث لم ير
من الجائز في هذا العلم غمزه لأنه لا يفيد شيئا كما هو ظاهر فالغفلة من غيره لا
منه ! !
الثالث : أن الحديث الذي أشار إليه الكاتب و نقل عن الذهبي أنه استنكره و قال
عنه : " و الحارث ليس بعمدة " . إنما علته من شيخ شيخ الحارث و هو أبو عامر
الخزاز و اسمه صالح بن رستم ففيه ضعف من قبل حفظه كما يشير إلى ذلك قول الحافظ
في " التقريب " . " صدوق كثير الخطأ " . ثم هو ممن لم يحتج به البخاري و إنما
روى له تعليقا , فلو أن الكاتب نسب الغفلة إلى الذهبي هنا لكان أصاب .
الرابع : أن ما نقله عن الذهبي في " الضعفاء و المتروكين " بواسطة المناوي أنه
قال فيه : ضعيف . فليس بصحيح و ذلك من شؤم الواسطة ! فلو أن الكاتب تجاوزها
و راجع ديوان " الضعفاء و المتروكين " بنفسه لوجد فيه عكس ما نقله المناوي فقد
قال في ترجمة الحارث منه ( ق 152 / 1 ) . " صاحب المسند , صدوق , لينه بعضهم "
قلت : و التليين المشار إليه مع أنه من غير الذهبي فهو مما لا يعتد به كما يأتي
الخامس : أن قوله " و قد ترجم له في تذكرة الحفاظ " فما لا طائل تحته , لأنه لم
يبين بماذا ترجم له , أبالتوثيق أم بالتضعيف على أن الثاني أقرب إلى أن يتبادر
إلى ذهن القارىء , لأنه لم ينقل ذلك إلا في صدد الكلام على تضعيف الرجل , فكيف
و الواقع أن ترجمته له في " التذكرة " يؤخذ منها التوثيق لا التضعيف و إليك نص
كلامه . قال ( 2 / 619 ) : " وثقه إبراهيم الحربي مع علمه بأنه يأخذ الدراهم
( يعنى على التحديث ) و أبو حاتم بن حبان , و قال الدارقطني : صدوق , و أما أخذ
الدراهم على الرواية فكان فقيرا كثير البنات . و قال أبو الفتح الأزدي و ابن
حزم : ضعيف " . و من عرف حال أبي الفتح الأزدي و ما فيه من الضعف المذكور في
ترجمته في " الميزان " و غيره و عرف شذوذ ابن حزم في علم الجرح عن الجماعة كمثل
خروجه عنهم في الفقه لم يعتد بخلافهما لمن هم الأئمة الموثوق بهم في هذا العلم
و لذلك قال الذهبي في ترجمة الحارث هذا من " الميزان " :
" و كان حافظا عارفا بالحديث عالي الإسناد بالمرة تكلم فيه بلا حجة " :
فقد أشار بهذا إلى رد تضعيف أبي الفتح و ابن حزم إياه . و ممن وثقه أحمد
ابن كامل و أبو العباس النباتي و لما نقل الحافظ في " اللسان " قول الذهبي
المتقدم " ليس بعمدة " تعقبه بقوله : " مع أنه في " الميزان " كتب مقابله صحيح
و اصطلاحه أن العمل على توثيقه " .
و جملة القول أن الحارث بن أبي أسامة ثقة حافظ و أن من تكلم فيه لا يعتد بكلامه
و أن الذهبي تناقض قوله فيه و الراجح منه ما ذكره في " الميزان " و " الضعفاء "
أنه ثقة صدوق و أن قوله في " التلخيص " : " ليس بعمدة " هو الذي ليس بعمدة لأنه
قاله من ذاكرته و الذاكرة قد تخون و ما ذكره في المصدرين المشار إليهما إنما
ذكره بعد دراسة لترجمته و تمحيص لما جاء فيها كما هو ظاهر لا يخفى على طالب
العلم إن شاء الله تعالى .
5 - قلت : قول الذهبي " يحيى و إن كان ثقة , فقد ضعف " لا يساوي أنه ضعيف , بل
هو ظاهر في أنه عنده ثقة مع ضعف فيه فهو على هذا لا ينافي موافقته الحاكم على
تصحيح هذا الحديث الذي نحن في صدد الدفاع عنه و لا ينافي قوله عقب الحديث الآخر
: " و لا يصح بوجه " لأنه ذكر له قبل ذلك علة أخرى كان يحسن بالكاتب الفاضل أن
يذكرها , و نص كلام الذهبي : " قلت : أحمد منكر الحديث و هو ممن نقم على مسلم
إخراجه في " الصحيح " و يحيى و إن كان ثقة فقد ضعف " .
و أحمد هذا هو ابن عبد الرحمن بن وهب فيه كلام كثير حتى إن الذهبي أورده في
" الضعفاء " ( 2 / 2 ) و قال : " قال ابن عدي : رأيت شيوخ مصر مجمعين على ضعفه
حدث بما لا أصل له " و ذكر له في " الميزان " حديثا من روايته عن عمه عبد الله
ابن وهب بسنده الصحيح عن ابن عمر مرفوعا و قال : " فهذا موضوع على ابن وهب " .
و ذكر له حديثا آخر عن عمه أيضا بسنده الصحيح عن أنس مرفوعا " كان يجهر بـ
( بسم الله الرحمن الرحيم ) في الصلاة " و لا يصح في الجهر حديث , و إنما أتى
من اختلاطه , و لذلك قال الحافظ : " صدوق تغير بآخره " .
قلت : فهو آفة الحديث الذي قال الذهبي فيه " و لا يصح بوجه " و ليس يحيى ابن
أيوب .
و جملة القول : أن قول الذهبي : " و إن كان ثقة فقد ضعف " إنما يعني أنه ثقة من
الدرجة الوسطى لا العليا لأن فيه ضعفا , فهو في زمرة الذين يحتج بحديثهم في
مرتبة الحسن ما لم يخالف أو يتبين خطؤه و هذا هو معنى قوله فيه في " الضعفاء "
( 218 / 2 ) : " ثقة قال النسائي : ليس بذلك القوي , و قال أبو حاتم : لا يحتج
به " . و قوله في " التذكرة " ( 1 / 228 ) بعد أن حكى بعض أقوال الموثقين
و المضعفين . " قلت : حديثه في الكتب الستة و حديثه فيه مناكير " .
و لا يخفى على طالب العلم أن قوله : " فيه مناكير " ليس بمعنى منكر الحديث فإن
الأول معناه أنه يقع أحيانا في حديثه مناكير و الآخر معناه أنه كثير المناكير
فهذا لا يحتج به , بخلاف الأول فهو حجة عند عدم المخالفة كما ذكرنا و لذلك احتج
به مسلم و أما البخاري , فإنما روى له استشهادا و متابعة كما أفاده الحافظ في
" مقدمة الفتح " ( ص 451 ) . و إذا عرفت هذا سهل عليك أن تفهم على الصواب قول
الذهبي الذي نقله الكاتب في الفقرة 6 - : " هو خبر منكر و يحيى ليس بالقوي " .
فإن ثمة فرقا أيضا بين قول الحافظ " ليس بالقوي " و قوله " ليس بقوي " فإن هذا
ينفي عنه مطلق القوة فهو يساوي قوله " ضعيف " و ليس كذلك قوله الأول : " ليس
بالقوي " فإنه ينفي نوعا خاصا من القوة و هي قوة الحفاظ الأثبات و عليه فلا
منافاة بين قوله هذا و قوله المتقدم " يحيى و إن كان ثقة ففيه ضعف " و أما قوله
" هو خبر منكر " فلم يظهر لي وجه نكارته و الله أعلم إلا إن كان يعني تفرد يحيى
به , فهو غير ضار حينئذ على أنه لم يتفرد به كما مضى و يأتي فلا وجه لقوله
" منكر " و الله أعلم .
7 - قول الذهبي " قلت : هذا من مناكير يحيى " . أي من مفاريده كما تقدم قبله
فليس فيه تضعيف مطلق ليحيى .
8 - 10 - يجاب عن هذه الأمثلة التي أشار إليها الكاتب بنحو ما سبق .
11 - قلت : ما جاء في هذه الفقرة عن الحافظين العراقي و العسقلاني يؤيد ما
ذهبنا إليه من بيان حال يحيى بن أيوب , فإن قولهما " فيه مقال و لكنه صدوق "
و قول الحافظ في " التقريب " : " صدوق ربما أخطأ " صريح في أن خطأه قليل و من
ثبتت عدالته و ثقته , فلا يسقط حديثه لمجرد أن أخطأ في أحاديث .
و خلاصة القول في يحيى أن الأئمة اختلفوا فيه , فمنهم الموثق مطلقا و منهم من
قال فيه : ثقة حافظ و منهم من قال : لا يحتج به و منهم من قال : سيء الحفظ
و منهم من قال : ربما أخل في حفظه و لم أر من أطلق فيه الضعف , فمن كان في هذه
الحالة , فلا يجوز أن يميل طالب العلم إلى تجريحه مطلقا أو تعديله مطلقا إلا
ساهيا , بل لابد من التوفيق بين هذه الأقوال المتعارضة إذا أمكن و إلا فتقديم
الجرح على التعديل و هذا الأخير هو ما فعله الكاتب الفاضل و الأول هو الذي ذهب
إليه الحافظ الذهبي و العراقي و العسقلاني و هو الذي أختاره و هو أنه حسن
الحديث لا صحيحه و لا ضعيفه إلا إذا تبين خطؤه و هو هنا قد تأكدنا من صوابه
بمتابعة ابن لهيعة له كما تقدم و متابعة غيره كما يأتي .
12 - قلت : في ابن لهيعة تفصيل سبقت الإشارة إليه في الجواب عن الفقرة الثانية
فلا نعيد الكلام فيه .
13 - فإذا كان الحديث مداره على هذين الرجلين ... فأنى له الصحة !
قلت : قد أثبتنا أن ابن أيوب حسن الحديث , فإذا كان كذلك فحديثه بدون شك يرتقي
بمتابعة ابن لهيعة إلى مرتبة الصحة . وهب أنه ضعيف الحديث كابن لهيعة فالحديث
بمجموع روايتهما إياه يرتقي إلى درجة الحسن لغيره كما سبقت الإشارة إليه في أول
هذه المقالة . على أن الحديث صحيح كما كنت قلته في " تخريج الفضائل " فإنه قد
تابعهما عمرو ابن الحارث و هو ثقة فقيه حافظ كما قال الحافظ في " التقريب " .
و روايته عند ابن حبان في " صحيحه " ( 2311 - زوائده ) و هو مطبوع . فكان من
الواجب على حضرة الكاتب أن يرجع إليه و هو من المصادر التي نسبت الحديث إليها
في " التخريج " المذكور فهو على علم به , فعدم رجوعه إليه و النظر في إسناده
مما لا يغتفر لمن أراد التحقيق في حديث ما لاسيما إذا كان تحقيقه في سبيل الرد
على من صححه من المتقدمين كالحافظ المنذري و المتأخرين مثلي .
و أزيد هنا فأقول : قد أخرجه أيضا ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 1 / 29 / 2 )
من الطريقين السابقين و من طريق الطبراني عن أحمد بن رشدين المصري أنبأنا حرملة
بن يحيى أنبأنا ابن وهب أخبرني عمرو بن الحارث بإسناده مرفوعا بلفظ :
" طوبى للشام إن الرحمن لباسط رحمته عليه " .
لكن أحمد هذا هو ابن محمد بن الحجاج بن رشدين أبو جعفر المصري .
قال في " الميزان " : " قال ابن عدي : كذبوه و أنكرت عليه أشياء " . ثم ذكر له
حديثا من أباطيله . و أرى أن الحديث بهذا اللفظ من أباطيله أيضا لتفرده به دون
كل من روى هذا الحديث من الثقات و غيرهم , فوجب التنبيه عليه لاسيما و ظاهر
كلام المنذري أنه صحيح بهذا اللفظ , فإنه قال بعد أن ذكره بلفظ الترجمة :
" رواه الترمذي و صححه و ابن حبان في " صحيحه " و الطبراني بإسناد صحيح و لفظه
.... " فذكره بهذا اللفظ المنكر . و أصرح منه في إيهام التصحيح صنيع الهيثمي
فإنه أورده في " المجمع " ( 10 / 60 ) بهذا اللفظ و قال : " رواه الطبراني
و رجاله رجال الصحيح " ! و حق العبارة أن تتبع بقوله : " غير أحمد بن رشدين
.... " فإنه ليس من رجال الصحيح بل هو من شيوخ الطبراني الضعفاء ! و كثيرا ما
يصنع الهيثمي مثل هذا التعميم المخل فكن منه على ذكر تنج إن شاء الله تعالى من
الخطأ .

ساجدة لله
2010-10-12, 03:20 AM
504 " المسلم أخو المسلم لا يظلمه و لا يسلمه و من كان في حاجة أخيه كان الله في
حاجته و من فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة و من ستر
مسلما ستره الله يوم القيامة " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 16 :

أخرجه البخاري ( 2 / 98 ) و أبو داود ( 4893 ) و الترمذي ( 1 / 268 )
و أحمد ( 2 / 91 ) عن الليث عن عقيل عن ابن شهاب أن سالما أخبره أن # عبد
الله بن عمر # أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .
و السياق للبخاري و قال الترمذي : " حديث حسن صحيح " .
و الجملة الأولى منه عند مسلم ( 8 / 10 - 11 ) و الترمذي ( 1 / 350 ) و حسنه من
حديث أبي هريرة و كذلك عند أبي داود ( 4918 ) لكن بلفظ " المؤمن أخو المؤمن "
و عنده أيضا ( 3356 ) من حديث سويد بن حنظلة باللفظ الأول و الترمذي ( 2 / 183
) و غيره من حديث عمرو بن الأحوص و أحمد ( 5 / 24 / 71 ) من حديث رجل من بني
سليط .
( تنبيه ) أورد المنذري هذا الحديث في " الترغيب " من رواية أبي داود و الترمذي
فقط عن ابن عمر و هذا قصور فاحش إذ فاته أنه في . صحيح البخاري " . و أفحش منه
أن السيوطي أود الجملة الأولى منه من رواية أبي داود عن سويد بن حنظلة ! ففاته
أنه عند الشيخين و غيرهما ممن ذكرنا عن جماعة من أصحاب النبي صلى الله عليه
وسلم فاقتضى التنبيه .

ساجدة لله
2010-10-12, 03:20 AM
505 " لأعلمن أقواما من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضا
فيجعلها الله هباء منثورا . قال ثوبان : يا رسول الله صفهم لنا جلهم لنا أن
لا نكون منهم و نحن لا نعلم , قال : أما إنهم إخوانكم و من جلدتكم و يأخذون من
الليل كما تأخذون و لكنهم أقوام إذا خلو بمحارم الله انتهكوها " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 18 :

أخرجه ابن ماجه ( 4245 ) : حدثنا عيسى بن يونس الرملي حدثنا عقبة بن علقمة بن
خديج المعافري عن أرطاة بن المنذر عن # أبي عامر الألهاني # عن النبي صلى الله
عليه وسلم أنه قال : فذكره .
قلت : و هذا إسناد صحيح رجاله ثقات . و قال المنذري ( 3 / 178 ) : " رواه ابن
ماجه و رواته ثقات " .
و قال البوصيري في " الزوائد " ( ق 262 / 1 ) : " هذا إسناد صحيح رجاله ثقات .
و أبو عامر الألهاني اسمه عبد الله بن غابر " .

ساجدة لله
2010-10-12, 03:21 AM
506 " لا تكثروا الضحك , فإن كثرة الضحك تميت القلب " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 18 :

أخرجه ابن ماجه ( 4193 ) من طريق عبد الحميد بن جعفر عن إبراهيم بن عبد الله بن
حنين عن # أبي هريرة # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : و هذا إسناد جيد رجاله كلهم ثقات غير عبد الحميد بن جعفر , قال الحافظ في
" التقريب " : " صدوق و ربما وهم " .
و قال البوصيري في " الزوائد " ( ق 258 / 1 ) : " هذا إسناد صحيح و أبو بكر
الحنفي اسمه عبد الكبير بن عبد المجيد البصري " . قلت : و له طريق أخرى عن
أبي هريرة أخرجه الترمذي ( 2 / 50 ) و أحمد ( 2 / 31 ) و ابن عساكر في " تاريخ
دمشق " ( 9 / 247 / 1 ) من طريق جعفر بن سليمان عن أبي طارق عن الحسن عنه .
و قال الترمذي : " هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث جعفر بن سليمان و الحسن
لم يسمع من أبي هريرة شيئا . و روى أبو عبيدة الناجي عن الحسن هذا الحديث قوله
و لم يذكر فيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم " .
قلت : و أبو طارق هذا هو السعدي و هو مجهول كما في " التقريب " .
و له عنه طريق ثالث أخرجه ابن ماجه ( 4217 ) من طريق أبي رجاء عن برد بن سنان
عن مكحول عن واثلة بن الأسقع عنه .
قلت : و هذا إسناد رجاله ثقات غير أن مكحولا و أبا رجاء و اسمه محرز بن عبد
الله الجزري مدلسان و قد عنعنا و منه تعلم أن قول البوصيري في " الزوائد "
( ق 260 / 1 ) : " هذا إسناد حسن " فغير حسن !

ساجدة لله
2010-10-12, 03:21 AM
507 " ما ضرب صلى الله عليه وسلم بيده خادما قط و لا امرأة , و لا ضرب رسول الله
صلى الله عليه وسلم بيده شيئا قط إلا أن يجاهد في سبيل الله , و لا خير بين
أمرين قط إلا كان أحبهما إليه أيسرهما حتى يكون إثما فإذا كان إثما كان أبعد
الناس من الإثم , و لا انتقم لنفسه من شيء يؤتى إليه حتى تنتهك حرمات الله عز
وجل فيكون هو ينتقم لله عز وجل " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 19 :

أخرجه أحمد ( 6 / 232 ) : حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن الزهري عن عروة عن
# عائشة # قالت : ذكره .
قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين و تابعه هشام بن عروة فقال أحمد
( 6 / 229 ) : حدثنا أبو معاوية حدثنا هشام بن عروة عن أبيه به نحوه .
و هو عند مسلم ( 7 / 80 ) من هذا الوجه دون التخيير و عند البخاري ( 2 / 394 )
من الوجه الأول دون الضرب .

ساجدة لله
2010-10-12, 03:22 AM
508 " يا نعايا العرب ! يا نعايا العرب ! ثلاثا , إن أخوف ما أخاف عليكم الرياء
و الشهوة الخفية " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 20 :

أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " و ابن عدي في " الكامل " ( ق 220 / 2 )
و أبو نعيم في " الحلية " ( 7 / 122 ) و " أخبار أصبهان " ( 2 / 66 ) و البيهقي
في " الزهد " ( 2 / 37 / 2 ) من طريق عبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعي عن
الزهري عن # عباد بن تميم عن عمه # مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد حسن رجاله ثقات رجال مسلم غير عبد الله ابن بديل هذا فقال
ابن عدي " له أشياء تنكر عليه من الزيادة في متن أو في إسناد و لم أر للمتقدمين
فيه كلاما فأذكره " .
قلت : روى ابن أبي حاتم ( 2 / 2 / 15 ) عن ابن معين أنه قال فيه " صالح " .
و ذكره ابن حبان في " الثقات " . و قال الحافظ في " التقريب " : " صدوق يخطىء "
. و الحديث قال الهيثمي في " المجمع " ( 6 / 655 ) : " رواه الطبراني بإسنادين
رجال أحدهما رجال الصحيح غير عبد الله بن بديل بن ورقاء و هو ثقة " .
و قال المنذري في " الترغيب " ( 3 / 190 ) : " رواه الطبراني بإسنادين أحدهما
صحيح " .
تنبيه : ( الرياء ) بالراء . و وقع في " الترغيب " و " المجمع " .
( الزنا ) بالزاي . و قال المنذري : " و قد قيده بعض الحفاظ ( الرياء ) بالراء
و الياء " .
قلت و كذلك هو في كل المصادر المخطوطة و غيرها التي عزونا الحديث إليها و كذلك
أورده ابن الأثير في " النهاية " و قال : " و في رواية : " يا نعيان العرب " .
يقال : نعى الميت ينعاه نعيا : إذا أذاع موته و أخبر به و إذا ندبه .
قال الزمخشري : في ( نعايا ) ثلاثة أوجه : أحدها أن يكون جمع ( نعي ) و هو
المصدر كصفي و صفايا و الثاني أن يكون اسم جمع كما جاء في أخية أخايا .
و الثالث : أن يكون جمع نعاء التي هي اسم الفعل . و المعنى : يا نعايا العرب
جئن فهذا وقتكن و زمانكن يريد أن العرب قد هلكت . و النعيان مصدر بمعنى النعي
و قيل إنه جمع ناع , كراع و رعيان . و المشهور في العربية أن العرب كانوا إذا
مات منهم شريف أو قتل بعثوا راكبا إلى القبائل ينعاه إليهم , يقول : نعاء فلانا
أو يا نعاء العرب أي : هلك فلان , أو هلكت العرب بموت فلان . فنعاء من نعيت مثل
نظار و دراك . فقوله : نعاء فلانا معناه : انع فلانا كما تقول : دراك فلانا أي
: أدركه , فأما قوله " يا نعاء العرب " مع حرف النداء , فالمنادى محذوف تقديره
يا هذا انع العرب , أو يا هؤلاء انعوا العرب بموت فلان , كقوله تعالى :
*( ألا يا اسجدوا )* أي يا هؤلاء اسجدوا , فيمن قرأ بتخفيف ألا .

ساجدة لله
2010-10-12, 03:22 AM
509 " إذا زنى العبد خرج منه الإيمان و كان كالظلة , فإذا انقلع منها رجع إليه
الإيمان " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 22 :

أخرجه أبو داود ( 4690 ) و الحاكم ( 1 / 22 ) من طريق سعيد ابن أبي مريم أنبأنا
نافع بن يزيد حدثنا ابن الهاد أن سعيد بن أبي سعيد حدثنا أنه سمع # أبا هريرة #
يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
و قال الحاكم : " صحيح على شرط الشيخين " و وافقه الذهبي و هو كما قالا إلا في
نافع فإنما أخرج له البخاري تعليقا , فهو على شرط مسلم وحده .
ثم أخرجه الحاكم من طريق أخرى عن أبي هريرة بلفظ : " من زنى أو شرب الخمر نزع
الله منه الإيمان كما يخلع الإنسان القميص من رأسه " . لكن إسناده ضعيف و بيانه
في " السلسلة الضعيفة ( 1274 ) . و الحديث عزاه المنذري في " الترغيب " ( 3 /
191 ) للترمذي أيضا . و ذلك من تساهله , فإنه عند الترمذي ( 2 / 104 ) معلق
بدون سند .