المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : السلسلة الصحيحة للالباني



الصفحات : 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 [43] 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124

ساجدة لله
2010-10-12, 03:34 AM
540 " إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها , يزل بها في النار أبعد ما بين
المشرق و المغرب " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 67 :

أخرجه أحمد ( 2 / 378 - 379 ) : حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا بكر بن مضر عن يزيد
ابن الهاد عن محمد بن إبراهيم عن أبي سلمة عن # أبي هريرة # أنه سمع رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره .
قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين و قد أخرجه مسلم في " صحيحه " ( 8 /
223 - 224 ) بهذا الإسناد إلا أنه قال : " عيسى ابن طلحة " مكان " أبي سلمة " .
و لعله أصح فقد تابعه ابن أبي حازم عن يزيد عنه به . أخرجه البخاري ( 4 / 255 )
و الزيادة له و تابعه أيضا الدراوردي عنه به أخرجه مسلم و تابعه محمد بن إسحاق
: حدثني محمد ابن إبراهيم عن عيسى بن طلحة عن أبي سلمة به . و لفظه :
" إن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يرى بها بأسا يهوي بها سبعين خريفا في النار " .
أخرجه أحمد ( 2 / 236 ) و الترمذي ( 2 / 51 ) و قال : " حديث حسن غريب من هذا
الوجه " . و له شاهد من طريق أخرى أخرجه أحمد ( 2 / 355 / 533 ) من طريق جرير
بن حازم قال : سمعت الحسن يحدث عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
" إن الرجل ليتكلم بالكلمة و ما يرى أنها تبلغ حيث بلغت يهوي بها في النار
سبعين خريفا " . و هذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير أن الحسن مدلس و قد
قيل : إنه لم يسمع من أبي هريرة . و أخرجه أحمد أيضا ( 2 / 402 ) من طريق
الزبير بن سعيد قال : و حدث صفوان بن سليم أيضا عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره بنحوه إلا أنه قال : " ....
بالكلمة يضحك بها جلساءه يهوي بها من أبعد من الثريا " . و الزبير هذا لين
الحديث كما في " التقريب " . و للحديث طريق أخرى عن أبي هريرة و في أوله زيادة
إلا أن في سندها ضعفا .
و الصواب فيها الوقف كما حققته في الكتاب الآخر ( 1299 ) .

ساجدة لله
2010-10-12, 03:35 AM
541 " قال الله عز وجل : الكبرياء ردائي و العزة إزاري , فمن نازعني واحدا منهما
ألقيه في النار " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 69 :

أخرجه أحمد ( 2 / 248 ) : حدثنا سفيان عن عطاء بن السائب عن الأغر عن
# أبي هريرة # - قال سفيان أول مرة : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم , ثم
أعاده فقال : الأغر عن أبي هريرة - قال ... فذكره .
قلت : و هذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح و سفيان هو ابن عيينة و هو و إن كان
سمع من عطاء بعد اختلاطه , فقد تابعه سفيان الثوري و قد سمع منه قبل الاختلاط
فقال أحمد أيضا ( 2 / 376 ) : حدثنا عبد الرزاق : أنبأنا سفيان عن عطاء بن
السائب به . إلا أنه قال : " و العظمة " بدل " و العزة " . و كذلك أخرجه أبو
داود ( 4090 ) و ابن ماجه ( 4174 ) و أحمد أيضا ( 2 / 414 , 427 , 442 )
و الضياء في " المختارة " ( 61 / 246 / 1 ) من طرق أخرى عن عطاء به . و أخرجه
ابن حبان في " صحيحه " ( 49 - موارد ) و ابن ماجه أيضا ( 4175 ) و الواحدي في
" تفسيره " ( 4 / 61 / 2 ) من طريقين آخرين عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير
عن ابن عباس مرفوعا به . فهذا إسناد آخر لعطاء و لعله من تخاليطه . و يرجح
اللفظ الأول أمران : الأول : أن أبا إسحاق - و هو السبيعي - رواه عن أبي مسلم
الأغر حدثه عن أبي سعيد الخدري و أبي هريرة قالا : قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : " العز إزاره و الكبرياء رداؤه فمن نازعني بشيء منهما عذبته " . أخرجه
مسلم في " صحيحه " ( 8 / 35 - 36 ) و البخاري في " الأدب المفرد " ( 552 )
و اللفظ له . و الآخر : قوله صلى الله عليه وسلم في حديث آخر : " فإن رداءه
الكبرياء و إزاره العزة ... " . أخرجه أحمد و غيره في حديث لفضالة بن عبيد ,
و هو الآتي بعد هذا .
( تنبيه ) أورد المنذري هذا الحديث في " الترغيب " ( 4 / 16 ) من رواية مسلم عن
أبي سعيد و أبي هريرة بلفظ : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يقول الله
عز وجل : العز إزاري و الكبرياء ردائي ... و هذا مخالف لما في " مسلم " و كذا
البخاري كما ترى , ثم قال : " و رواه البرقاني في " مستخرجه " من الطريق الذي
أخرجه مسلم و لفظه ... فذكره باللفظ الذي عزاه لمسلم إلا أن تمامه بلفظ البخاري
, و لفظ مسلم مختصر : " فمن ينازعني عذبته " . و بلفظ البرقاني أورده السيوطي
في " الجامع الصغير " و عزاه لسمويه . و للحديث طريق أخرى عن أبي هريرة عن
النبي صلى الله عليه وسلم فيما يحكيه عن ربه عز وجل قال : " الكبرياء ردائي ,
فمن نازعني ردائي قصمته " . أخرجه الحاكم ( 1 / 61 ) من طريق سهل بن بكار حدثنا
حماد بن سلمة عن قتادة عن سعيد بن المسيب عنه و قال : " صحيح على شرط مسلم " ,
و وافقه الذهبي , و هو كما قالا .

ساجدة لله
2010-10-12, 03:35 AM
542 " ثلاثة لا تسأل عنهم : رجل فارق الجماعة و عصى إمامه و مات عاصيا , و أمة أو
عبد أبق فمات , و امرأة غاب عنها زوجها قد كفاها مؤنة الدنيا فتبرجت بعده , فلا
تسأل عنهم . و ثلاثة لا تسأل عنهم : رجل نازع الله عز وجل رداءه , فإن رداءه
الكبرياء و إزاره العزة , و رجل شك في أمر الله و القنوط من رحمة الله " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 71 :

أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( 590 ) و ابن حبان ( 50 ) و الحاكم ( 1 /
119 ) - دون الشطر الثاني - و أحمد ( 6 / 19 ) و ابن أبي عاصم في " السنة "
( رقم 89 ) و ابن عساكر في " مدح التواضع و ذم الكبر " ( 5 / 88 / 1 ) من طريق
حيوة بن شريح : حدثني أبو هاني أن أبا علي عمرو بن مالك الجنبي حدثه عن # فضالة
ابن عبيد # مرفوعا به . و قال الحاكم : " صحيح على شرط الشيخين , فقد احتجا
بجميع رواته و لم يخرجاه و لا أعرف له علة " , و وافقه الذهبي !
قلت : و قد وهما في بعض ما قالا , فإن أبا علي الجنبي لم يخرج له الشيخان في
" صحيحيهما " و أبو هاني و اسمه حميد بن هاني لم يخرج له البخاري .
و قال ابن عساكر : " حديث حسن غريب تفرد به أبو هاني و رجال إسناده ثقات " .

ساجدة لله
2010-10-12, 03:36 AM
543 " من تعظم في نفسه أو اختال في مشيته لقي الله عز وجل و هو عليه غضبان " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 72 :

أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( 549 ) و الحاكم ( 1 / 60 ) و أحمد ( 2 /
118 ) من طرق عن يونس بن القاسم أبي عمر اليمامي قال : حدثنا عكرمة بن خالد
قال : سمعت # ابن عمر # عن النبي صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره .
و قال الحاكم : " صحيح على شرط الشيخين " . و وقع في " التلخيص " : " على شرط
مسلم " و كذا نقل المنذري في " الترغيب " ( 4 / 20 ) عن الحاكم و كل ذلك وهم
فإنه على شرط البخاري فقط لأن يونس بن القاسم لم يخرج له مسلم .
و الحديث قال المنذري : " رواه الطبراني في " الكبير " و رواته محتج بهم في
( الصحيح ) " .

ساجدة لله
2010-10-12, 03:37 AM
544 " آكل كما يأكل العبد و أجلس كما يجلس العبد " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 72 :

رواه البغوي في " شرح السنة " ( 3 / 187 / 2 ) من طريق أبي الشيخ عن عبيد الله
ابن الوليد عن عبد الله بن عبيد بن عمير عن # عائشة # قالت : قلت : يا رسول
الله كل جعلني الله فداك متكئا فإنه أهون عليك , فأحنى رأسه حتى كاد أن تصيب
جبهته الأرض و قال : بل آكل ...
قلت : و هذا إسناد ضعيف عبيد الله بن الوليد و هو الوصافي قال الحافظ في
" التقريب " : " ضعيف لكنه قد توبع , فأخرجه ابن سعد ( 1 / 1 / 281 ) من طريق
أبي معشر عن سعيد المقبري عنها مرفوعا به في حديث خرجته في " الضعيفة "
( 2045 ) . و أبو معشر اسمه نجيح و هو ضعيف أيضا .
و الحديث قال الهيثمي ( 9 / 19 ) : " رواه أبو يعلى و إسناده حسن " .
و له شاهد معضل أخرجه ابن سعد ( 1 / 371 ) عن يحيى بن أبي كثير مرفوعا به .
و رجاله ثقات . و رواه البيهقي أيضا كما في " الفيض " للمناوي و قال :
" و رواه هناد عن عمرو بن مرة ... و لتعدد هذه الطرق رمز المؤلف لحسنه " .
قلت : بل هو صحيح . فإن له شاهدا مرسلا صحيحا أخرجه أحمد في " الزهد "
( ص 5 - 6 ) من طريق جرير بن حازم قال : سمعت الحسن يقول : " كان رسول الله صلى
الله عليه وسلم إذا أتي بطعام أمر به فألقي على الأرض و قال " فذكره ...
و إسناده مرسل صحيح . و أخرج الطرف الأول منه المروزي في " زوائد الزهد "
( 995 ) من طريق إسماعيل بن مسلم عن الحسن به . و أخرجه أحمد أيضا ( ص 5 ) من
طريق عبدة بن أيمن عن عطاء بن أبي رباح به نحوه مرسلا . و رجاله ثقات غير عبدة
بن أيمن فلم أعرفه . و أخرجه البزار و من طريقه أبو نعيم في " أخبار أصبهان "
( 2 / 273 ) من حديث عبد الله بن عمر مرفوعا به , دون الشطر الثاني .

ساجدة لله
2010-10-12, 03:54 AM
545 " رخص النبي صلى الله عليه وسلم من الكذب في ثلاث : في الحرب و في الإصلاح بين
الناس و قول الرجل لامرأته . ( و في رواية ) : و حديث الرجل امرأته و حديث
المرأة زوجها " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 74 :

أخرجه الإمام أحمد ( 6 / 404 ) : حدثنا حجاج قال : حدثنا ابن جريج عن ابن شهاب
عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف عن أمه # أم كلثوم بنت عقبة # أنها قالت : فذكره
. قلت : و هذا إسناد على شرط الشيخين و لم يخرجاه من هذا الوجه و إنما من وجه
آخر عن الزهري كما يأتي . ثم قال الإمام أحمد : حدثنا يونس بن محمد قال : حدثنا
ليث يعني بن سعد عن يزيد يعني بن الهاد عن عبد الوهاب عن ابن شهاب به . و أخرجه
أبو داود ( 2 / 304 ) و الطبراني في " الصغير " ( ص 37 ) من طريقين آخرين عن
ابن الهاد به . و هذا سند صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الوهاب و هو
ابن أبي بكر : رفيع المدني وكيل الزهري . قال أبو حاتم : ثقة صحيح الحديث ما به
بأس من قدماء أصحاب الزهري . و قال النسائي : ثقة . و قد توبع , فقال أحمد :
حدثنا يعقوب قال : حدثنا أبي عن صالح بن كيسان قال : حدثنا محمد بن مسلم بن
عبيد الله بن شهاب به بلفظ : أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
" ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس , فينمي خيرا أو يقول خيرا . و قالت : لم
أسمعه يرخص في شيء مما يقول الناس إلا في ثلاث ... " فذكره بالرواية الثانية .
و كذا أخرجه مسلم ( 8 / 28 ) عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد به و أخرجه البخاري
( 5 / 328 - 329 فتح ) من طريق عبد العزيز بن عبد الله حدثنا إبراهيم بن سعد به
. دون قوله " و قالت : لم أسمعه ... " .
و أخرجه مسلم من طريق يونس عن ابن شهاب بتمامه إلا أنه جعل هذه الزيادة التي من
قولها من قول ابن شهاب فقال : " قال ابن شهاب : و لم أسمع يرخص في شيء ... " .
و على هذه الرواية تكون الزيادة غير مرفوعة و إنما من قول الزهري و لهذا قال
الحافظ في " الفتح " : " و هذه الزيادة مدرجة بين ذلك مسلم في روايته من طريق
يونس عن الزهري فذكر الحديث , قال : و قال الزهري . و كذا أخرجها النسائي مفردة
من رواية يونس و قال : يونس أثبت في الزهري من غيره . و جزم موسى بن هارون
و غيره بإدراجها . و رويناه في " فوائد بن أبي ميسرة " من طريق عبد الوهاب بن
رفيع عن ابن شهاب . فساقه بسنده مقتصرا على الزيادة و هو وهم شديد " .
و أقول : لا وهم منه البتة , فإنه ثقة صحيح الحديث كما تقدم و قد تابعه ثقتان
ابن جريج و صالح بن كيسان و اقتصر الأول منهما على الزيادة أيضا كما سبق بيانه
فهؤلاء ثلاثة من الثقات الأثبات اتفقوا على رفع هذه الزيادة , فصلها اثنان
منهما عن أول الحديث و وصلها به الآخر و هو صالح , فاتفاقهم حجة و ذلك يدل على
أنها مرفوعة ثابتة و أنها ليست مدرجة كما زعم الحافظ و يتعجب منه كيف خفيت عليه
رواية ابن جريج فلم يذكرها أصلا و كيف اقتصر في عزوه رواية ابن رفيع على
" فوائد ابن أبي ميسرة " و هي في " السنن " و " المسند " ? !
و يشهد لها ما أخرجه الحميدي في " مسنده " ( 329 ) حدثنا سفيان قال حدثني صفوان
ابن سليم عن عطاء بن يسار قال : " جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال :
يا رسول الله : هل علي جناح أن أكذب على أهلي ? قال : لا , فلا يحب الله الكذب
قال : يا رسول الله استصلحها و أستطيب نفسها ! قال : لا جناح عليك " .
قلت : و هذا إسناد صحيح و لكنه مرسل و ليس هو على شرط " مسنده " و قد أورده في
" أحاديث أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط رضي الله عنها " منه و كأنه أشار بذلك
إلى أن الحديث و إن كان وقع له هكذا مرسلا , فهو يرجح إلى أنه من مسندها و لذلك
أورده فيه . و الله أعلم .
و يشهد لها أيضا حديث شهر بن حوشب عن أسماء بنت يزيد عن النبي صلى الله عليه
وسلم قال : " لا يصلح الكذب إلا في ثلاث : كذب الرجل مع امرأته لترضى عنه
أو كذب في الحرب , فإن الحرب خدعة أو كذب في إصلاح بين الناس " . أخرجه أحمد
( 6 / 459 , 461 ) و الترمذي ( 3 / 127 - تحفة ) و قال : " حديث حسن " .
فقه الحديث :
بعد أن فرغنا من تحقيق القول في صحة الحديث و دفع إعلاله بالإدراج أنقل إلى
القارىء الكريم ما ذكره النووي رحمه الله في شرح الحديث : " قال القاضي لا خلاف
في جواز الكذب في هذه الصور و اختلفوا في المراد بالكذب المباح فيها ما هو ?
فقالت طائفة : هو على إطلاقه و أجازوا قول ما لم يكن في هذه المواضيع للمصلحة
و قالوا : الكذب المذموم ما فيه مضرة و احتجوا بقول إبراهيم صلى الله عليه
وسلم : *( بل فعله كبيرهم )* و *( إني سقيم )* و قوله " إنها أختي " , و قول
منادي يوسف صلى الله عليه وسلم *( أيتها العير إنكم لسارقون )* . قالوا : و لا
خلاف أنه لو قصد ظالم قتل رجل هو عنده مختف وجب عليه الكذب في أنه لا يعلم أين
هو . و قال آخرون منهم الطبري : لا يجوز الكذب في شيء أصلا , قالوا : و ما جاء
من الإباحة في هذا المراد به التورية و استعمال المعاريض لا صريح الكذب مثل أن
يعد زوجته أن يحسن إليها و يكسوها كذا و ينوي : إن قدر الله ذلك .
و حاصله أن يأتي بكلمات محتملة يفهم المخاطب منها ما يطيب قلبه و إذا سعى في
الإصلاح نقل عن هؤلاء إلى هؤلاء كلاما جميلا و من هؤلاء إلى هؤلاء كذلك و ورى ,
و كذا في الحرب بأن يقول لعدوه : مات إمامكم الأعظم و ينوي إمامهم في الأزمان
الماضية أو غدا يأتينا مدد . أي طعام و نحوه , هذا من المعاريض المباحة , فكل
هذا جائز . و تأولوا في قصة إبراهيم و يوسف و ما جاء من هذا على المعاريض .
و الله أعلم " .
قلت : و لا يخفى على البصير أن قول الطائفة الأولى هو الأرجح و الأليق بظواهر
هذه الأحاديث و تأويلها بما تأولته الطائفة الأخرى من حملها على المعاريض مما
لا يخفى بعده , لاسيما في الكذب في الحرب .
فإنه أوضح من أن يحتاج إلى التدليل على جوازه و لذلك قال الحافظ في " الفتح "
( 6 / 119 ) : " قال النووي : الظاهر إباحة حقيقة الكذب في الأمور الثلاثة لكن
التعريض أولى . و قال ابن العربي : الكذب في الحرب من المستثنى الجائز بالنص
رفقا بالمسلمين لحاجتهم إليه و ليس للعقل فيه مجال و لو كان تحريم الكذب بالعقل
ما انقلب حلالا انتهى . و يقويه ما أخرجه أحمد و ابن حبان من حديث أنس في قصة
الحجاج بن علاط الذي أخرجه النسائي و صححه الحاكم في استئذانه النبي صلى الله
عليه وسلم أن يقول عنه ما شاء لمصلحته في استخلاص ماله من أهل مكة و إذن النبي
صلى الله عليه وسلم و إخباره لأهل مكة أن أهل خيبر هزموا المسلمين و غير ذلك
مما هو مشهور فيه " .

ساجدة لله
2010-10-12, 04:28 AM
546 " لا نعلم شيئا خيرا من مائة مثله إلا الرجل المؤمن " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 78 :

أخرجه الإمام أحمد ( 2 / 109 ) : حدثنا هارون حدثنا ابن وهب حدثني أسامة عن
محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان عن عبد الله بن دينار عن # عبد الله بن
عمر # أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره . و أخرجه الطبراني في
" المعجم الصغير " ( ص 82 ) : حدثنا حسنون بن أحمد المصري حدثنا أحمد بن صالح
حدثنا عبد الله بن وهب إلا أنه قال : " ألف " مكان " مائة " و أسقط من الإسناد
محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان و قال الطبراني عقبه : " لم يروه عن عبد
الله بن دينار إلا أسامة تفرد به ابن وهب و لا يروى إلا بهذا الإسناد " .
قلت : و رواية أحمد أصح سندا و متنا لأن شيخ الطبراني حسنون هذا لا أعرفه .
و إسناد أحمد حسن رجاله ثقات رجال مسلم غير محمد بن عبد الله بن عمرو و هو سبط
الحسن الملقب بـ ( الديباج ) و هو مختلف فيه , و قال الحافظ في " التقريب " :
" صدوق " . و قال الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 1 / 64 ) : " رواه أحمد
و الطبراني في الأوسط و الصغير إلا أن الطبراني قال في الحديث ... من ألف مثله
. و مداره على أسامة ابن زيد بن أسلم و هو ضعيف جدا " . كذا قال .
و الراجح عندنا أنه ليس ابن زيد بن أسلم و هو العدوي و إنما هو أسامة ابن زيد
الليثي و هو من رجال مسلم و أما العدوي فضعيف . و كان من الصعب بل من المستحيل
تعيين المراد منهما في هذا الحديث على رواية الطبراني لأن كلا منهما روى عنه
عبد الله بن وهب . و لم يذكرا في الرواة عن عبد الله بن دينار و إنما أمكن
التعيين برواية أحمد التي فيها أن شيخ أسامة هو " الديباج " و قد ذكر في ترجمته
من " التهذيب " أن أسامة بن زيد الليثي هو الذي روى عنه . و بذلك زال إعلال
الهيثمي للحديث بابن أسلم . و الله أعلم .

ساجدة لله
2010-10-12, 04:28 AM
547 " لعن الله العقرب لا تدع مصليا و لا غيره , فاقتلوها في الحل و الحرم " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 80 :

رواه ابن ماجه ( 1246 ) و ابن عدي ( 68 / 1 ) عن الحكم بن عبد الملك عن قتادة
عن سعيد بن المسيب عن # عائشة # قالت : لدغ النبي صلى الله عليه وسلم عقرب و هو
يصلي فقال : فذكره . و قال ابن عدي : " لا أعرفه إلا من حديث الحكم عن قتادة ,
قال ابن معين ضعيف " .
قلت : لكن لم ينفرد به الحكم فقد رواه ابن خزيمة في " صحيحه " عن محمد بن بشار
عن محمد بن جعفر عن شعبة عن قتادة به .
و للحديث شاهد قوي من حديث علي رضي الله عنه , و فيه بيان سبب وروده و هو :
" لعن الله العقرب لا تدع مصليا و لا غيره . ثم دعا بماء و ملح و جعل يمسح
عليها و يقرأ بـ *( قل يا أيها الكافرون )* و *( قل أعوذ برب الفلق )* و *( قل
أعوذ برب الناس )* " .

ساجدة لله
2010-10-12, 04:28 AM
جزاكِ الله خيراً أختي رانيا على المتابعة

ساجدة لله
2010-10-12, 04:29 AM
548 " لعن الله العقرب لا تدع مصليا و لا غيره . ثم دعا بماء و ملح و جعل يمسح
عليها و يقرأ بـ *( قل يا أيها الكافرون )* و *( قل أعوذ برب الفلق )* و *( قل
أعوذ برب الناس )* " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 80 :

أخرجه الطبراني في " المعجم الصغير " ( ص 117 ) و أبو نعيم في " أخبار أصبهان "
( 2 / 223 ) و أبو محمد الخلال في " فضائل قل هو الله أحد " ( ق 202 / 1 ) من
طرق عن محمد بن فضيل عن مطرف عن المنهال بن عمرو عن محمد بن الحنفية عن # على #
قال : " لدغت النبي صلى الله عليه وسلم عقرب و هو يصلي , فلما فرغ قال ...‎" .
فذكره و قال الطبراني : " لم يروه عن مطرف إلا ابن فضيل " .
قلت : و هو ثقة من رجال الشيخين و كذا من فوقه إلا أن المنهال لم يخرج له مسلم
. و أخرجه ابن أبي شيبة في " المصنف " ( 12 / 152 / 2 ) : أنبأنا عبد الرحيم بن
سليمان عن مطرف به إلا أنه لم يذكر عليا في إسناده و لا يضر الموصول لما تقرر
أن زيادة الثقة مقبولة , لاسيما و للحديث شاهد من حديث عبد الله بن مسعود نحوه
و فيه : " ثم أمر بملح فألقي في ماء فجعل يده فيه , فجعل يقلبها حيث لدغته
و يقرأ ... " . و لكنه لم يذكر *( قل يا أيها الكافرون )* .
أخرجه ابن عدي في " الكامل " ( ق 83 / 1 ) بسند ضعيف .