المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : السلسلة الصحيحة للالباني



الصفحات : 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 [67] 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124

ساجدة لله
2010-10-18, 03:37 AM
798 " إذا اختلف البيعان و ليس بينهما بينة , فهو ما يقول رب السلعة أو يتتاركان "
.

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 448 :

هو من حديث # عبد الله بن مسعود # رضي الله عنه ورد عنه من طرق منقطعة و بعضها
مرسلة و بعضها موصول قوي .
فأخرجه أبو داود ( 2 / 106 ) و الدارمي ( 2 / 250 ) و ابن ماجه ( 2 / 16 )
و الدارقطني ( 297 ) من طريق محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن القاسم بن عبد
الرحمن عن أبيه عنه به . و ابن أبي ليلى سيىء الحفظ لكن تابعه عمر بن قيس
الماصر و هو ثقة . رواه عنه الدارقطني بإسناد صحيح لكن خالفهما جمع , فرووه عن
القاسم عن ابن مسعود ليس فيه : " عن أبيه " . أخرجه الدارقطني عن أبي العميس
و هو عتبة بن عبد الله بن مسعود و الطيالسي ( رقم 399 ) و أحمد ( 1 / 466 ) عن
المسعودي و أحمد عن معن و هو ابن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود , ثلاثتهم عن
القاسم به . فهو على هذا منقطع و قال الترمذي ( 1 / 240 ) إنه مرسل . لكن قد
يقال : إن من وصله ثقة , و هي زيادة يجب قولها . و الله أعلم .
طريق ثان : أخرجه النسائي ( 2 / 230 ) و الدارقطني و أحمد من طريق أبي عبيدة بن
عبد الله بن مسعود عن أبيه . و هو منقطع أيضا .
طريق ثالث : أخرجه الترمذي و أحمد من طريق ابن عجلان عن عون بن عبد الله عنه .
و قال الترمذي : " حديث مرسل عون بن عبد الله لم يدرك ابن مسعود " .
طريق رابع , و هو موصول أخرجه أبو داود و النسائي و الدارقطني عن عبد الرحمن بن
قيس بن محمد بن الأشعث عن أبيه عن جده عنه . و هذا إسناد حسن لولا أن عبد
الرحمن بن قيس هذا مجهول الحال كما في " التقريب " . و أما قول من قال إنه
منقطع فلا وجه له . و قد أخرجه الحاكم ( 2 / 45 ) من هذا الوجه و قال : " صحيح
الإسناد " و وافقه الذهبي . كذا قالا .
طريق خامس موصول أيضا , أخرجه الدارقطني من طريق محمد بن عبيد ابن عبد أنبأنا
أحمد بن مسيح الجمال أنبأنا عصمة بن عبد الله أنبأنا إسرائيل عن الأعمش عن أبي
وائل عنه . و عصمة بن عبد الله فمن دونه لم أجد من ترجمهم .
و بالجملة فالحديث بمجموع هذه الطرق صحيح لاختلاف مخارجها و قد جزم به شيخ
الإسلام ابن تيمية في كتابه " قاعدة العقود " .

ساجدة لله
2010-10-18, 03:37 AM
799 " ان كان الشؤم في شيء ففي الدار و المرأة و الفرس " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 450 :

أخرجه البخاري ( 9 / 112 ) من طريق يزيد بن زريع : حدثنا عمر بن محمد العسقلاني
عن أبيه عن # ابن عمر # قال : ذكروا الشؤم عند النبي صلى الله عليه وسلم , فقال
: فذكره . و قد تابعه شعبة عن عمر بلفظ ( إن يك ) و خلا في ( 442 ) .
و محمد هذا هو ابن زيد بن عبد الله بن عمر المدني و هو ثقة حجة , و قد أجاد حفظ
الحديث و رواه غيره عن ابن عمر بلفظ : ( الشؤم في ) كما يأتي برقم ( 1897 )
و الراجح عندي رواية محمد هذه لأن لها شواهد صحيحة , و قد تابعه عليها حمزة بن
عبد الله بن عمر عند مسلم ( 7 / 34 ) و الطحاوي ( 2 / 381 ) .
فمن شواهده عن سهل بن سعد بهذا اللفظ . أخرجه مالك ( 3 / 140 ) و عنه البخاري
في " صحيحه " و في " الأدب المفرد " ( 132 ) و مسلم ( 7 / 34 - 35 ) و ابن ماجه
( 2 / 615 ) و الطحاوي ( 2 / 381 ) و أحمد ( 5 / 335 , 338 ) كلهم عن مالك عن
أبي حازم بن دينار عن سهل بن سعد مرفوعا به . و قد تابعه هشام بن سعد عن أبي
حازم . أخرجه مسلم . و منها عن جابر مرفوعا بنحوه . أخرجه مسلم أيضا و النسائي
( 2 / 150 ) عن ابن جريج أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابرا به . و كذلك أخرجه
الطحاوي . و له شواهد أخرى فانظر " ( لا عدوى .. ) الحديث و قد مضى ( 789 ) .

ساجدة لله
2010-10-18, 03:37 AM
800 " أنا و كافل اليتيم كهاتين في الجنة و أشار بالسبابة و الوسطى و فرق بينهما
قليلا " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 451 :

أخرجه البخاري في " صحيحه " ( 7 / 76 ) و في " الأدب المفرد " ( ص 22 ) و أبو
داود ( 2 / 336 ) و الترمذي ( 1 / 349 ) و أحمد ( 5 / 333 ) و السياق له من
حديث # سهل بن سعد # . و له شاهد من حديث أبي هريرة خرجته في الكتاب الآخر (
1637 ) لكن صح بلفظ آخر و هو : " كافل اليتيم " , و يأتي برقم ( 960 ) .
و شاهد آخر من حديث أم سعيد ابنة مرة الفهري عن أبيها مرفوعا نحوه .
أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " . و سنده مقبول , رجاله كلهم رجال الشيخين
غير أم سعيد هذه و هي مقبولة غير أن الرواية عنها و هي أنيسة لا تعرف كما في
" التقريب " .

ساجدة لله
2010-10-18, 03:38 AM
801 " اهج المشركين , فإن جبريل معك " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 452 :

أخرجه البخاري ( 5 / 51 ) تعليقا و أحمد ( 4 / 286 , 303 ) موصولا و كذا الخطيب
( 14 / 31 ) عن الشيباني سليمان بن أبي سليمان عن عدي بن ثابت عن # البراء بن
عازب # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم قريظة لحسان ابن ثابت :
فذكره .
قلت : و سنده صحيح على شرط الشيخين . و قال الحافظ في " شرح البخاري " : " وصله
النسائي و إسناده على شرط البخاري " . و أخرجه الطبراني في " الصغير " ( ص 22 )
عن عمران بن ظبيان عن عدي به . و ليس عنده و كذا أحمد قوله : " يوم قريظة " .
ثم أخرجه البخاري ( 4 / 79 - 80 , 5 / 51 , 7 / 109 ) و مسلم ( 7 / 163 )
و الطيالسي ( ص 99 رقم 730 ) و أحمد ( 4 / 299 , 302 ) عن شعبة عن عدي به إلا
أنه شك فقال : اهجهم أو قال هاجهم . و أخرجه الحاكم ( 3 / 487 ) عن عيسى بن عبد
الرحمن حدثني عدي بن ثابت به بلفظ . قال لحسان بن ثابت : إن روح القدس معك ما
هاجيتهم . و له عنده طريق أخرى مطولا و سيأتي ( 1970 ) بلفظ : " اذهب إلى أبي
بكر ... " . و في المسند ( 4 / 298 , 301 ) و " المعجم الصغير " ( ص 207 ) طريق
ثان و هو عن أبي إسحاق عن البراء . و سنده صحيح على شرطهما . و له شاهد بلفظ :
" اهجوا بالشعر إن المؤمن يجاهد بنفسه و ماله و الذي نفس محمد بيده كأنما
تنضحوهم بالنبل " .

ساجدة لله
2010-10-18, 03:38 AM
802 " اهجوا بالشعر إن المؤمن يجاهد بنفسه و ماله , والذي نفس محمد بيده كأنما
تنضحوهم بالنبل " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 453 :

أخرجه أحمد ( 3 / 460 ) : حدثنا علي بن بحر حدثنا عبد العزيز بن محمد الدراوردي
عن محمد بن عبد الله بن أخي ابن شهاب عن ابن شهاب عن عبد الرحمن بن عبد الله بن
كعب عن # كعب بن مالك # مرفوعا به . و هذا سند حسن , رجاله ثقات رجال الشيخين
غير علي بن بحر و هو ثقة فاضل . و في ابن أخي ابن شهاب كلام من قبل حفظه و في
التقريب : " صدوق له أوهام " .
قلت : لكنه قد توبع كما ذكرته في : " إن المؤمن يجاهد ... " . و سيأتي بإذن
الله ( 1631 ) .

ساجدة لله
2010-10-18, 03:39 AM
.
803 " لا يقولن أحدكم عبدي , فكلكم عبيد الله و لكن ليقل : فتاي و لا يقل العبد ربي
و لكن ليقل : سيدي " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 453 :

أخرجه مسلم ( 7 / 46 - 47 ) عن جرير و أحمد ( 2 / 496 ) حدثنا ابن نمير حدثنا
الأعمش و يعلى - ثلاثتهم عن الأعمش عن أبي صالح عن # أبي هريرة # مرفوعا به .
ثم ساقه مسلم من طريق أبي معاوية الحديث . و حدثنا أبو سعيد الأشج حدثنا وكيع
كلاهما عن الأعمش بهذا الإسناد و في حديثهما زيادة بلفظ : " و لا يقل العبد
لسيده مولاي " . و زاد أبو معاوية على وكيع : " فإن مولاكم الله عز وجل " .
و في ثبوت هذه الزيادة و ما قبلها نظر بينه الحافظ في " الفتح " بقوله :
" بين مسلم الاختلاف في ذلك على الأعمش و أن منهم من ذكر هذه الزيادة و منهم
من حذفها . و قال عياض : حذفها أصح . و قال القرطبي : المشهور حذفها . قال :
و إنما صرنا إلى الترجيح للتعارض مع تعذر الجمع و عدم العلم بالتاريخ . انتهى
و مقتضى ظاهر هذه الزيادة أن إطلاق السيد أسهل من إطلاق المولى , و هو خلاف
المتعارف , فإن المولى يطلق على أوجه متعددة منها الأسفل و الأعلى و السيد لا
يطلق إلا على الأعلى , فكان إطلاق " المولى " أسهل و أقرب إلى عدم الكراهية .
و الله أعلم " .
و أقول : لا مجال للطعن في رواة هذه الزيادة عن الأعمش و هما أبو معاوية و اسمه
محمد بن خازم - و أبو سعيد الأشج , و اسمه عبد الله بن سعيد , فإن كليهما ثقة
من رجال الشيخين لا مطعن فيهما , لكن قد خالفهما كما سبق جرير و هو ابن عبد
الحميد و ابن نمير و اسمه عبد الله و يعلى و هو ابن عبيد الطنافسي و ثلاثتهم
ثقة محتج بهم عند الشيخين أيضا , فيتردد النظر بين ترجيح روايتهم على رواية
الثقتين لكونهم أكثر و بين ترجيح روايتهما على روايتهم لأن معهما زيادة و زيادة
الثقة مقبولة و كان اللائق بالناظر أن يقف عند هذا دون أي تردد لولا ثلاثة أمور
: الأول : أن الحديث رواه أحمد ( 2 / 444 ) : أنبأنا وكيع عن الأعمش به دون
الزيادة . فقد خالف الإمام أبا سعيد الأشج , و هو أحفظ منه .
الثاني : أن الحديث أخرجه مسلم و البخاري في " الأدب المفرد " ( 209 و 210 )
و أحمد ( 2 / 423 و 444 و 463 و 484 و 491 و 508 ) و غيرهم من طرق أخرى عن أبي
هريرة دون الزيادة و يأتي ذكر بعض ألفاظهم .
الثالث : أن همام بن منبه قال حدثنا أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال : " لا يقل أحدكم اسق ربك أطعم ربك وضىء ربك و لا يقل أحدكم ربي و ليقل
سيدي , مولاي و لا يقل أحدكم عبدي أمتي و ليقل : فتاي , فتاتي , غلامي " .
أخرجه البخاري ( 3 / 124 ) و مسلم و أحمد ( 2 / 316 ) . فزاد في هذه الرواية
" مولاي " , و لفظ أحمد : " و مولاي " و هذه الزيادة تخالف الزيادة الأولى
مخالفة لا يمكن التوفيق بينهما إلا بالترجيح كما سبق عن القرطبي و هذه أرجح
لعدم المعارض .
الرابع : أنه ثبت في الحديث : " السيد الله " و لم يثبت في الحديث المرفوع أن
" المولى " هو الله , فإذا جاز اطلاق لفظ " السيد " على سيد العبد , فمن باب
أولى أن يجوز إطلاق لفظ " المولى " عليه , لاسيما و هو يطلق على الأدنى أيضا
كما تقدم في كلام الحافظ , فهذا النظر الصحيح مع الأمور الثلاثة التي قبلها
تجعلنا نرجح رواية الثلاثة الثقات على رواية الثقتين اللذين تفردا بهذه الزيادة
, فكان لابد من الترجيح و مما لا شك فيه أن اجتماع هذه الأمور الأربعة مما لا
يفسح المجال للتردد المذكور بل نقطع بها أن الزيادة التي تفرد بها الثقتان شاذة
فلا تثبت . و الله أعلم .
و من ألفاظ الحديث في بعض طرقه المشار إليها آنفا : " لا يقولن أحدكم عبدي
و أمتي كلكم عبيد الله و كل نسائكم إماء الله و لكن ليقل : غلامي و جاريتي
و فتاي و فتاتي " . أخرجه مسلم و البخاري في " الأدب المفرد " و أحمد ( 2 / 462
, 484 ) . و منها بلفظ : " لا يقولن أحدكم عبدي و أمتي و لا يقولن المملوك ربي
و ربتي و ليقل المالك : فتاي و فتاتي و ليقل المملوك سيدي و سيدتي , فإنكم
المملوكون و الرب الله عز وجل " . أخرجه في " الأدب المفرد " و أبو داود ( 4975
) و أحمد ( 2 / 423 ) بسند صحيح على شرط مسلم .

ساجدة لله
2010-10-18, 03:39 AM
804 " كان يزور البيت كل ليلة من ليالي منى " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 456 :

أخرجه الطحاوي في " مشكل الآثار " ( 1 / 491 ) و الطبراني في " المعجم الكبير "
( 3 / 181 / 1 ) و البيهقي في " السنن الكبرى " ( 5 / 146 ) من طرق عن إبراهيم
بن محمد بن عرعرة قال : دفع إلينا معاذ بن هشام كتابا ( و لم أسمعه ) و قال :
سمعته من أبي و لم يقرأه , قال : فكان فيه : عن قتادة عن أبي حسان عن # ابن
عباس # مرفوعا به . هكذا وقع عندهم - و الزيادة للطحاوي - غير الطبراني , فقال
: حدثنا الحسن بن علي المعمري . أنبأنا إبراهيم بن محمد بن عرعرة : أنبأنا معاذ
بن هشام قال : وجدت في كتاب أبي ... الحديث .
قلت : و هذا إسناد صحيح رجاله ثقات رجال مسلم . و أبو حسان هو الأعرج البصري
مشهور بكنيته و اسمه مسلم بن عبد الله . و قد أعل الحديث بما لا يقدح , فقد روى
الخطيب في " التاريخ " ( 6 / 149 ) عن الأثرم قال : قلت : لأبي عبد الله - يعني
أحمد بن حنبل - تحفظ عن قتادة عن أبي حسان ... ( فذكر الحديث ) . فقال : كتبوه
من كتاب معاذ و لم يسمعوه .
قلت : ها هنا إنسان يزعم أنه قد سمعه من معاذ , فأنكر ذلك , قال : من هو ? قلت
: إبراهيم بن عرعرة . فتغير وجهه و نفض يده و قال : كذب و زور , سبحان الله !
ما سمعوه منه إنما قال فلان : كتبناه من كتابه و لم يسمعه منه , سبحان الله !
و استعظم ذلك منه . و لعل الإمام أحمد يشير بقوله " فلان ... " إلى علي بن
المديني , فقد أخرجه الخطيب من طريق إسماعيل القاضي عنه قال : روى قتادة حديثا
غريبا لا يحفظ عن أحد من أصحاب قتادة إلا من حديث هشام , فنسخته من كتاب ابنه
معاذ بن هشام و هو حاضر لم أسمعه منه عن قتادة , و قال لي معاذ : هاته حتى
أقرأه , قلت : دعه اليوم - قال : حدثنا أبو حسان ( فذكره ) قال علي بن المديني
: هكذا هو في الكتاب . و عقب الخطيب على ذلك بقوله : " و ما الذي يمنع أن يكون
إبراهيم بن محمد بن عرعرة سمع هذا الحديث من معاذ مع سماعه منه غيره , و قد قال
ابن أبي حاتم الرازي في كتاب " الجرح و التعديل " : سئل أبي عن إبراهيم بن
عرعرة ? فقال : " صدوق " . ثم روى الخطيب عن ابن معين أنه قال : ثقة معروف
بالحديث كان يحيى بن سعيد يكرمه مشهور بالطلب , كيس الكتاب و لكنه يفسد نفسه
يدخل في كل شيء . و عن إبراهيم بن خرزاذ : احفظ من رأيت أربعة ... فذكر فيهم
إبراهيم بن عرعرة .
قلت : و وثقه أبو زرعة أيضا بروايته عنه . و قال الحاكم : هو إمام من حفاظ
الحديث . و قال الخليلي : حافظ كبير ثقة متفق عليه . و وثقه غير هؤلاء أيضا .
قلت : و يشكل على ما رجحه الخطيب من سماع ابن عرعرة لهذا الحديث من معاذ تصريحه
بأن معاذا دفع إليه كتاب أبيه , فكان فيه هذا ... فهذا معناه أنه لم يسمع منه
و ذلك ما صرحت به زيادة الطحاوي المتقدمة : " و لم أسمعه منه " . و معنى ذلك أن
روايته و جادة و ليست سماعا . و يمكن الخلاص من الإشكال بأن يقال : لا ينافي
عدم سماعه للكتاب من معاذ أن لا يكون سمع منه هذا الحديث خاصة , فإن الطبراني
قد صرح بسماعه الحديث منه و السند إليه بذلك صحيح , فإن المعمري و إن تكلم فيه
بعضهم , فقد استقر الحال آخرا على توثيقه كما قال الحافظ و يشهد له ما تقدم من
قول الأثرم " أن إبراهيم بن عرعرة يزعم أنه قد سمعه من معاذ " فإنه يشعرنا بأن
سماعه منه كان معروفا عندهم و لولا ذلك كان يسع الإمام أحمد أن يرد ذلك بعدم
ثبوت رواية من روى عن ابن عرعرة السماع منه و لم يكن به حاجة إلى التصريح
بالتكذيب . فتأمل .
و جملة القول أن الحديث صحيح على كل حال سواء ثبت سماع ابن عرعرة إياه من معاذ
أم لا أما الأول فواضح لثقة ابن عرعرة و حفظه و أما على الآخر فغايته أن يكون
روايته و جادة في كتاب معاذ , و قد ناوله هذا إياه , فهي وجادة صحيحة من أقوى
الوجادات مقرونة بمناولة الشيخ . و بالله التوفيق .
و مما يقوي الحديث أن له شاهدا مرسلا قويا , فقد قال البيهقي عقبه مشيرا إلى
تقوية الحديث به : " و روى الثوري في " الجامع " عن ابن طاووس عن طاووس : أن
النبي صلى الله عليه وسلم كان يفيض كل ليلة يعني ليالي منى " .

ساجدة لله
2010-10-18, 03:39 AM
805 " كنا نتزود لحوم الهدي على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 460 :

أخرجه الإمام أحمد ( 3 / 309 ) : حدثنا سفيان عن عمرو عن عطاء عن # جابر # :
فذكره . و بهذا الإسناد أخرجه ابن أبي شيبة في " المصنف " ( 4 / 57 ) و من
طريقه مسلم في " صحيحه " ( 6 / 81 ) . و أخرجه البخاري ( 6 / 239 - استانبول )
البيهقي ( 9 / 291 ) من طرق أخرى عن سفيان بن عيينة به . و تابعه شعبة عن عمرو
بن دينار به . أخرجه الدارمى ( 2 / 80 ) و أحمد ( 3 / 368 ) .
و تابع عمرا ابن جريج فقال : حدثنا عطاء به و لفظه : " كنا لا نأكل من لحوم
بدننا فوق ثلاث منى , فأرخص لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم , فقال : كلوا
و تزودوا . قلت : لعطاء : قال جابر : حتى جئنا المدينة ? قال : نعم " .
هكذا أخرجه مسلم من طريق محمد بن حاتم حدثنا يحيى بن سعيد عن ابن جريج به .
و خالفه الإمام أحمد فقال ( 3 / 317 ) : حدثنا يحيى بن سعيد به إلا أنه قال :
" لا " مكان " نعم " . و كذلك أخرجه البخاري و البيهقي عن مسدد حدثنا يحيى به .
و تابعه عمرو بن علي عند النسائي كما في " الفتح " ( 9 / 455 ) .
فهؤلاء ثلاثة من الثقات الحفاظ أحمد و مسدد و عمرو بن علي خالفوا محمد بن حاتم
فقالوا " لا " مكان " نعم " , و لا شك أن روايتهم أرجح و هو الذي جزم به الحافظ
فقال : " و الذي وقع في البخاري هو المعتمد , و قد نبه على اختلاف البخاري
و مسلم في هذه اللفظة الحمدي في " جمعه " و تبعه عياض و لم يذكرا ترجيحا و أغفل
ذلك شراح البخاري أصلا , فبما وقفت عليه " .
و أقول : لكن الحديث قد جاء من طريق غير يحيى عن ابن جريج , و هي طريق عمرو بن
دينار عن عطاء بمعنى لفظ حديث محمد بن حاتم كما رأيت . و على ذلك فيكون هناك
خلاف أقدم حول هذه اللفظة بين عمرو بن دينار من جهة و ابن جريج من جهة أخرى
و كلاهما ثقة حافظ فلابد من التوفيق بين روايتيهما أو الترجيح و المصير إلى
الأول هو الأصل , و قد حاول ذلك الحافظ ابن حجر فقال عقب ترجيحه السابق لرواية
البخاري النافيه على رواية مسلم المثبتة : " ثم ليس المراد بقوله " لا " نفي
الحكم بل مراده أن جابرا لم يصرح باستمرار ذلك منهم حتى قدموا , فيكون على هذا
معنى قوله : في رواية عمرو بن دينار . " كنا نتزود لحوم الهدي إلى المدينة " أي
لتوجهنا إلى المدينة و لا يلزم من ذلك بقاؤها معهم حتى يصلوا المدينة . و الله
أعلم " .
قلت : لكن هناك طرق أخرى عن عطاء تبطل هذا التأويل مع مخالفته للظاهر , منها ما
عند ابن أبي شيبة : أنبأنا علي بن مسهر عن عبد الملك عن عطاء به بلفظ : " كنا
نبلغ المدينة بلحوم الأضاحي " . و إسناده صحيح على شرط مسلم .
و تابعه أبو الزبير عن جابر قال : " أكلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
لحوم الأضاحي و تزودنا حتى بلغنا بها المدينة " . أخرجه أحمد ( 3 / 386 ) من
طريق زهير و الطحاوي ( 2 / 308 ) من طريقين أخريين ثلاثتهم عن أبي الزبير به .
و هو على شرط مسلم , مع عنعنه أبي الزبير , لكنه يتقوى برواية عبد الملك و هو
ابن أبي سليمان و هو ثقة . و مما يشهد لروايتهما رواية شعبة عن عمرو بن دينار
عند الدارمي بلفظ : " إن كنا لنتزود من مكة إلى المدينة على عهد رسول الله صلى
الله عليه وسلم لحوم الأضاحي " . و إسناده صحيح على شرط الشيخين .
قلت : فهذا اللفظ عن عمرو بن دينار و متابعة عبد الملك و أبو الزبير على معناه
المصرحة بأنهم بلغوا بما تزودوا به من الأضاحي أو الهدي إلى المدينة يبطل بكل
وضوح ذلك المعنى الذي تقدم ذكره عن الحافظ في سبيل التوفيق بين رواية البخاري
النافية و روايته الأخرى عن عمرو المثبتة , فتعين أنه لابد من الترجيح و لا يشك
أي باحث ذي نظر ثاقب أن رواية عمرو هي الراجحة لما لها من الشواهد التي ذكرنا
و لأنها مثبتة , و من المعلوم في الأصول أن المثبت مقدم على النافي , لاسيما
و أن للحديث شواهد عن غير جابر من الصحابة و لعلي إذا نشطت ذكرت ما تيسر لي
منها . و تبين بهذا التخريج أن رواية ابن جريج غير محفوظة و هو ما أشار إليه
الإمام البيهقي بقوله عقب رواية عمرو : " فالتزود إلى المدينة حفظه عمرو بن
دينار عن عطاء ( أي و لم يحفظه ابن جريج عنه ) و حفظه أيضا عبد الملك بن أبي
سليمان عن عطاء , و حفظه زهير بن معاوية ( قلت : و غيره كما تقدمت الإشارة إليه
) عن أبي الزبير عن جابر " . و قد روى التزود المذكور من الصحابة غير جابر .
1 - ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم .
أخرجه مسلم و الدارمي و البيهقي .
2 - و أبو سعيد الخدري : " كنا نتزود من وشيق الحج حتى يكاد يحول عليه الحول "
. أخرجه أحمد ( 3 / 85 ) بسند حسن .
( تنبيه ) لقد شاع بين الناس الذين يعودون من الحج التذمر البالغ مما يرونه من
ذهاب الهدايا و الضحايا في منى طعما للطيور و سباع الوحوش , أو لقما للخنادق
الضخمة التي تحفرها الجرارات الآلية ثم تقبرها فيها حتى لقد حمل ذلك بعض
المفتين الرسميين على إفتاء بعض الناس بجواز بل وجوب صرف أثمان الضحايا
و الهدايا في منى إلى الفقراء , أو يشترى بها بديلها في بلاد المكلفين بها ,
و لست الآن بصدد بيان ما في مثل هذه الفتوى من الجور و مخالفة النصوص الموجبة
لما استيسر من الهدي دون القيمة و إنما غرضي أن أنبه أن التذمر المذكور يجب أن
يعلم أن المسؤول عنه إنما هم المسلمون أنفسهم لأسباب كثيرة لا مجال لذكرها الآن
, و إنما أذكر هنا سببا واحدا منها و هو عدم اقتدائهم بالسلف الصالح رضي الله
عنهم في الانتفاع من الهدايا بذبحها و سلخها و تقطيعها و تقديمها قطعا إلى
الفقراء و الأكل منها ثم إصلاحها بطريقة فطرية , كتشريقه و تقديده تحت أشعة
الشمس بعد تمليحه أو طبخه مع التمليح الزائد ليصلح للادخار , أو بطريقة أخرى
علمية فنية إن تيسرت لو أن المسلمين صنعوا في الهدايا هذا و غيره مما يمكن
استعماله من الأسباب و الوسائل لزالت الشكوى بإذن الله , و لكن إلى الله
المشتكى من غالب المسلمين الذين يحجون إلى تلك البلاد المقدسة و هو في غاية من
الجهل بأحكام المناسك الواجبة , فضلا عن غيرها من الآداب و الثقافة الإسلامية
العامة . و الله المستعان .

ساجدة لله
2010-10-18, 03:40 AM
806 " العباس عم رسول الله صلى الله عليه وسلم و إن عم الرجل صنو أبيه " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 464 :

( عن # أبي هريرة و عمر بن الخطاب و الحسن بن مسلم و علي و عبد المطلب ربيعة بن
الحارث # ) .

صحيح , و له طرق : الأول : عن أبي هريرة . رواه الترمذي ( 2 / 305 ) و أبو بكر
الشافعي في " الفوائد " ( 3 / 21 / 1 - 2 ) عن الأعرج عنه . و إسناده صحيح
و أصله عند مسلم ( 3 / 68 ) و أحمد ( 2 / 322 ) و غيرهما .
الثاني : عن عمر بن الخطاب . رواه أبو بكر أيضا : حدثنا أبو عبد الله الحسين بن
عمر الثقفي أنبأنا أبي أنبأنا حصين بن المخارق عن الأعمش عن أبي رزين عنه
مرفوعا . لكن الحصين هذا ضعيف جدا .
الثالث : عن الحسن بن مسلم المكي مرفوعا . و إسناده صحيح إلى الحسن و هو تابعي
ثقة .
الرابع : عن علي مرفوعا بلفظ . " أما علمت أن عم الرجل صنو أبيه " . أخرجه أحمد
( 1 / 94 ) بسند صحيح .
الخامس : عن عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث مرفوعا بلفظ : " يا أيها الناس ! من
آذى العباس فقد آذاني , إنما عم الرجل صنو أبيه " . أخرجه أحمد ( 4 / 165 ) من
طريق يزيد بن عطاء عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الله بن الحارث بن نوفل حدثني
عبد المطلب بن ربيعة ...
قلت : و هذا إسناد ضعيف , من أجل يزيد بن أبي زياد و هو الهاشمي مولاهم فهو سيء
الحفظ . و نحوه يزيد بن عطاء .
لكن ذكرت له شاهدا في " المشكاة " ( 3156 ) يتقوى به .

ساجدة لله
2010-10-18, 03:43 AM
807 " ملئ عمار إيمانا إلى مشاشه " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 466 :

أخرجه النسائي ( 2 / 269 - 270 ) و الحاكم ( 3 / 392 - 393 ) من طرق عن عبد
الرحمن بن مهدي قال : حدثنا سفيان عن الأعمش عن أبي عمار # عن عمرو بن شرحبيل
عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم # قال : قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم فذكره .
قلت : و هذا إسناد صحيح , رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي عمار و اسمه عريب بن
حميد الهمداني و هو ثقة , و جهالة الصحابي لا تضر على أنه قد سماه محمد بن أبي
يعقوب حدثنا عبد الرحمن بن مهدي به فقال : " عبد الله " يعني ابن مسعود . أخرجه
الحاكم و قال : " صحيح على شرط الشيخين إن كان محمد بن أبي يعقوب حفظ عن عبد
الرحمن بن مهدي ! و وافقه الذهبي !
قلت : ابن أبي يعقوب هذا ثقة من شيوخ البخاري , و اسمه أبيه إسحاق فإذا كان قد
حفظه , فلا يزيد على كونه صحيحا لأن أبا عمار ليس من رجال الشيخين كما ذكر آنفا
. و له طريق أخرى , يرويه عثام بن علي عن الأعمش عن أبي إسحاق عن هانىء بن
هانىء قال : " دخل عمار على علي , فقال : مرحبا بالطيب المطيب , سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول ... " فذكره . أخرجه ابن ماجه ( 147 ) و أبو نعيم في
" الحلية " ( 1 / 139 ) .
قلت : و رجاله ثقات رجال البخاري غير هانىء بن هانىء و هو مستور كما في
" التقريب " . و له شاهد يرويه محمد بن حميد حدثنا سلمة بن الفضل عن ابن إسحاق
عن حكيم بن جبير عن سعيد بن جبير عن ابن عباس مرفوعا بلفظ : " من قرنه إلى قدمه
. يعني مشاشه " . أخرجه أبو نعيم .
قلت : و إسناده ضعيف مسلسل بالضعفاء , و هم من دون سعيد بن جبير .