تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : السلسلة الصحيحة للالباني



الصفحات : 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 [90] 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124

ساجدة لله
2010-10-18, 06:54 AM
1141 " إن الله عز وجل زادكم صلاة إلى صلاتكم هي خير لكم من حمر النعم ألا و هي
الركعتان قبل صلاة الفجر " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 132 :

أخرجه البيهقي ( 2 / 469 ) من طريق عمر بن محمد بن بجير حدثنا العباس بن الوليد
الخلال بدمشق حدثنا مروان بن محمد الدمشقي حدثنا معاوية بن سلام عن يحيى بن أبي
كثير عن أبي نضرة العبدي عن # أبي سعيد الخدري # قال : قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم : فذكره . قال العباس بن الوليد : قال لي يحيى بن معين : هذا حديث
غريب من حديث معاوية بن سلام , و معاوية بن سلام محدث أهل الشام و هو صدوق
الحديث و من لم يكتب حديثه مسنده و منقطعه فليس بصاحب حديث , و بلغني عن محمد
ابن إسحاق بن خزيمة أنه قال : لو أمكنني أن أرحل إلى ابن بجير لرحلت إليه في
هذا الحديث . ثم ساق البيهقي إسناده إلى ابن خزيمة بهذه الحكاية .
قلت : و ابن بجير حافظ كبير صدوق و من فوقه ثقات من رجال مسلم غير العباس بن
الوليد الخلال و هو صدوق أيضا , فالإسناد جيد . و هو كما قال البيهقي أصح من
إسناد حديث خارجة في الوتر أنها خير من حمر النعم , و قد بينت علته في " ضعيف
السنن " ( 255 ) . و مضى له شاهد مختصر ( رقم 108 ) .
1142 " عائشة زوجي في الجنة " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 133 :

أخرجه ابن سعد ( 8 / 66 ) عن # مسلم البطين # قال : قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم : فذكره .
قلت : و هذا إسناد رجاله ثقات رجال مسلم غير أنه مرسل لأن مسلما و هو ابن عمران
البطين من صغار التابعين و لكن من المراسيل الصحيحة لأن له شواهد كثيرة تدل على
ذلك : الأول : عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر فاطمة رضي الله
عنها قالت : فتكلمت أنا فقال : " أما ترضين أن تكوني زوجتي في الدنيا و الآخرة
? قلت : بلى , قال : فأنت زوجتي في الدنيا و الآخرة " .‎أخرجه الحاكم ( 4 / 10
) من طريق أبي العنبس سعيد بن كثير عن أبيه قال : حدثتنا عائشة ... و قال :
" أبو العنبس هذا ثقة , و الحديث صحيح " . و وافقه الذهبي .
قلت : و أبو كثير بن عبيد التيمي و ثقة ابن حبان , و روى عنه جمع .
الثاني : عنها أيضا قالت : " قلت : يا رسول الله من من أزواجك في الجنة ? قال :
أما إنك منهن " . أخرجه الحاكم ( 4 / 13 ) من طريق يوسف بن يعقوب الماجشون :
حدثني أبي عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عنها و قال : " صحيح الإسناد " .
و وافقه الذهبي .
و أقول : هو على شرط مسلم . و أخرجه ابن سعد ( 8 / 65 ) من طريق أسامة بن زيد
الليثي عن أبي سلمة الماجشون عن أبي محمد مولى الغفارين أن عائشة قالت : فذكره
نحوه . و أبو سلمة هذا هو والد يعقوب المتقدم و لم أجد من ترجمه .
الرابع : عن القاسم بن محمد أن عائشة اشتكت , فجاء ابن عباس فقال : يا أم
المؤمنين تقدمين على فرط صدق على رسول الله صلى الله عليه وسلم و على أبي بكر .
أخرجه البخاري ( 7 / 85 - فتح ) , و الحاكم ( 4 / 9 ) من طريق أخرى عن ابن عباس
و قال : " صحيح الإسناد " . و وافقه الذهبي .
قلت : و هو على شرط مسلم .
الخامس : عن أبي وائل قال : " لما بعث علي عمار و الحسن إلى الكوفة ليستنفرهم ,
خطب عمار فقال : إني لأعلم أنها زوجته في الدنيا و الآخرة و لكن الله ابتلاكم
لتتبعوه أو إياها " . أخرجه البخاري و أحمد ( 4 / 265 ) . و أخرجه الحاكم ( 4 /
6 ) من طريق عبد الله بن زياد الأسدي قال : سمعت عمار بن ياسر يحلف بالله أنها
زوجته صلى الله عليه وسلم في الدنيا و الآخرة و قال : " صحيح على شرط الشيخين "
. و وافقه الذهبي .
قلت : عبد الله بن زياد و أبو بكر بن عياش - الذي في الطريق إليه - لم يخرج
لهما مسلم شيئا . قال ابن التين في حديث البخاري : " فيه أنه قطع لها بالجنة
إذا لا يقول ذلك إلا بتوقيف " .
1143 " يقول الله : يا ابن آدم أنى تعجزني و قد خلقتكك من مثل هذه حتى إذا سويتك
و عدلتك مشيت بين بردتين و للأرض منك وئيد ـ يعني شكوى ـ فجمعت و منعت حتى إذا
بلغت التراقي قلت : أتصدق , و أنى أوان الصدقة ?! " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 134 :

أخرجه ابن ماجه ( 2 / 157 ) مختصرا و الحاكم ( 2 / 502 و 323 ) و أحمد ( 4 /
210 ) و ابن سعد ( 7 / 427 ) من طريق حريز بن عثمان حدثنا عبد الرحمن بن ميسرة
عن جبير بن نفير عن # بسر بن جحاش القرشي # قال : " تلا رسول الله صلى الله
عليه وسلم هذه الآية *( فما للذين كفروا قبلك مهطعين , عن اليمين و عن الشمال
عزين , أيطمع كل امرئ منهم أن يدخل جنة نعيم . كلا إنا خلقناهم مما يعلمون )*
, ثم بزق رسول الله صلى الله عليه وسلم على كفه فقال " فذكره . و السياق للحاكم
و قال : " صحيح الإسناد " . و وافقه الذهبي , و قال البوصيري في " الزوائد "
( ق 168 / 1 ) : " إسناده صحيح , و رجاله ثقات " . و هو كما قالوا .

ساجدة لله
2010-10-18, 06:55 AM
1144 " يطلع الله تبارك و تعالى إلى خلقه ليلة النصف من شعبان , فيغفر لجميع خلقه
إلا لمشرك أو مشاحن " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 135 :

حديث صحيح , روي عن جماعة من الصحابة من طرق مختلفة يشد بعضها بعضا و هم # معاذ
ابن جبل و أبو ثعلبة الخشني و عبد الله بن عمرو و أبي موسى الأشعري و أبي هريرة
و أبي بكر الصديق و عوف ابن مالك و عائشة # .
1 - أما حديث معاذ فيرويه مكحول عن مالك بن يخامر عنه مرفوعا به . أخرجه ابن
أبي عاصم في " السنة " رقم ( 512 - بتحقيقي ) حدثنا هشام بن خالد حدثنا أبو
خليد عتبة بن حماد عن الأوزاعي و ابن ثوبان ( عن أبيه ) عن مكحول به . و من هذا
الوجه أخرجه ابن حبان ( 1980 ) و أبو الحسن القزويني في " الأمالي " ( 4 / 2 )
و أبو محمد الجوهري في " المجلس السابع " ( 3 / 2 ) و محمد بن سليمان الربعي في
" جزء من حديثه " ( 217 / 1 و 218 / 1 ) و أبو القاسم الحسيني في " الأمالي "
( ق 12 / 1 ) و البيهقي في " شعب الإيمان " ( 2 / 288 / 2 ) و ابن عساكر في "
التاريخ " ( 15 / 302 / 2 ) و الحافظ عبد الغني المقدسي في " الثالث و التسعين
من تخريجه " ( ق 44 / 2 ) و ابن المحب في " صفات رب العالمين " ( 7 / 2 و 129 /
2 ) و قال :‎" قال الذهبي : مكحول لم يلق مالك بن يخامر " .
قلت : و لولا ذلك لكان الإسناد حسنا , فإن رجاله موثوقون , و قال الهيثمي في
" مجمع الزوائد " ( 8 / 65 ) : " رواه الطبراني في " الكبير " و " الأوسط "
و رجالهما ثقات " .
2 - و أما حديث أبي ثعلبة فيرويه الأحوص بن حكيم عن مهاصر بن حبيب عنه . أخرجه
ابن أبي عاصم ( ق 42 - 43 ) و محمد بن عثمان بن أبي شيبة في " العرش " ( 118 /
2 ) و أبو القاسم الأزجي في " حديثه " ( 67 / 1 ) و اللالكائي في " السنة " ( 1
/ 99 - 100 ) و كذا الطبراني كما في " المجمع " و قال : " و الأحوص بن حكيم
ضعيف " . و ذكر المنذري في " الترغيب " ( 3 / 283 ) أن الطبراني و البيهقي أيضا
أخرجه عن مكحول عن أبي ثعلبة , و قال البيهقي : " و هو بين مكحول و أبي ثعلبة
مرسل جيد " .
3 - و أما حديث عبد الله بن عمرو فيرويه ابن لهيعة حدثنا حيي بن عبد الله عن
أبي عبد الرحمن الحبلي عنه . أخرجه أحمد ( رقم 6642 ) .
قلت : و هذا إسناد لا بأس به في المتابعات و الشواهد , قال الهيثمي : " و ابن
لهيعة لين الحديث و بقية رجاله وثقوا " . و قال الحافظ المنذري : ( 3 / 283 )
" و إسناده لين " .
قلت : لكن تابعه رشدين بن سعد بن حيي به . أخرجه ابن حيويه في " حديثه " . ( 3
/ 10 / 1 ) فالحديث حسن .
4 - و أما حديث أبي موسى فيرويه ابن لهيعة أيضا عن الزبير بن سليم عن الضحاك بن
عبد الرحمن عن أبيه قال : سمعت أبا موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه .
أخرجه ابن ماجه ( 1390 ) و ابن أبي عاصم اللالكائي .
قلت : و هذا إسناد ضعيف من أجل ابن لهيعة . و عبد الرحمن و هو ابن عرزب والد
الضحاك مجهول . و أسقطه ابن ماجه في رواية له عن ابن لهيعة .
5 - و أما حديث أبي هريرة فيرويه هشام بن عبد الرحمن عن الأعمش عن أبي صالح
عنه مرفوعا بلفظ : " إذا كان ليلة النصف من شعبان يغفر الله لعباده إلا لمشرك
أو مشاحن " . أخرجه البزار في " مسنده " ( ص 245 - زوائده ) . قال الهيثمي :
" و هشام بن عبد الرحمن لم أعرفه , و بقية رجاله ثقات " .
6 - و أما حديث أبي بكر الصديق فيرويه عبد الملك بن عبد الملك عن مصعب بن أبي
ذئب عن القاسم بن محمد عن أبيه أو عمه عنه . أخرجه البزار أيضا و ابن خزيمة في
" التوحيد " ( ص 90 ) و ابن أبي عاصم و اللالكائي في " السنة " ( 1 / 99 / 1 )
و أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2 / 2 ) و البيهقي كما في " الترغيب " ( 3 /
283 ) و قال : " لا بأس بإسناده " ! و قال الهيثمي : " و عبد الملك بن عبد
الملك ذكره ابن أبي حاتم في " الجرح و التعديل " و لم يضعفه . و بقية رجاله
ثقات " ! كذا قالا , و عبد الملك هذا قال البخاري : " في حديثه نظر " . يريد
هذا الحديث كما في " الميزان "‎.
7 - و أما حديث عوف ابن مالك فيرويه ابن لهيعة عن عبد الرحمن ابن أنعم عن عبادة
ابن نسي عن كثير بن مرة عنه . أخرجه أبو محمد الجوهري في " المجلس السابع "
و البزار في " مسنده " ( ص 245 ) و قال : " إسناده ضعيف " .
قلت : و علته عبد الرحمن هذا و به أعله الهيثمي فقال : " و ثقة أحمد بن صالح
و ضعفه جمهور الأئمة , و ابن لهيعة لين و بقية رجاله ثقات " .
قلت : و خالفه مكحول فرواه عن كثير بن مرة عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا .
رواه البيهقي و قال : " هذا مرسل جيد " . كما قال المنذري . أخرجه اللالكائي
( 1 / 102 / 1 ) عن عطاء بن يسار و مكحول و الفضل بن فضالة بأسانيد مختلفة عنهم
موقوفا عليهم و مثل ذلك في حكم المرفوع لأنه لا يقال بمجرد الرأي . و قد قال
الحافظ ابن رجب في " لطائف المعارف " ( ص 143 ) : " و في فضل ليلة نصف شعبان
أحاديث متعددة و قد اختلف فيها , فضعفها الأكثرون و صحح ابن حبان بعضها و خرجه
في " صحيحه " و من أمثلها حديث عائشة قالت : فقدت النبي صلى الله عليه وسلم ...
" الحديث .
8 - و أما حديث عائشة فيرويه حجاج عن يحيى بن أبي كثير عن عروة عنه مرفوعا بلفظ
: " إن الله تعالى ينزل ليلة النصف من شعبان إلى السماء الدنيا , فيغفر لأكثر
من عدد شعر غنم كلب " . أخرجه الترمذي ( 1 / 143 ) و ابن ماجه ( 1389 )
و اللالكائي ( 1 / 101 / 2 ) و أحمد ( 6 / 238 ) و عبد بن حميد في " المنتخب من
المسند " ( 194 / 1 - مصورة المكتب ) و فيه قصة عائشة في فقدها النبي صلى الله
عليه وسلم ذات ليلة . و رجاله ثقات لكن حجاج و هو ابن أرطأة مدلس و قد عنعنه ,
و قال الترمذي " و سمعت محمد ( يعني البخاري ) : يضعف هذا الحديث " .
و جملة القول أن الحديث بمجموع هذه الطرق صحيح بلا ريب و الصحة تثبت بأقل منها
عددا ما دامت سالمة من الضعف الشديد كما هو الشأن في هذا الحديث , فما نقله
الشيخ القاسمي رحمه الله تعالى في " إصلاح المساجد " ( ص 107 ) عن أهل التعديل
و التجريح أنه ليس في فضل ليلة النصف من شعبان حديث صحيح , فليس مما ينبغي
الاعتماد عليه , و لئن كان أحد منهم أطلق مثل هذا القول فإنما أوتي من قبل
التسرع و عدم وسع الجهد لتتبع الطرق على هذا النحو الذي بين يديك . و الله
تعالى هو الموفق .




1145 " يسلم الراكب على الماشي و الماشي على القاعد و القليل على الكثير " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 139 :

أخرجه البخاري ( 7 / 127 ) و مسلم ( 7 / 2 ) و البخاري أيضا في " الأدب المفرد
" ( 144 و 145 ) و أبو داود ( 2 / 343 ) و أحمد ( 2 / 325 و 510 ) كلهم من طريق
ابن جريح قال : أخبرني زياد أن ثابتا مولى عبد الرحمن بن زيد أخبره أنه سمع
# أبا هريرة # قال : فذكره مرفوعا . و له عنه طرق أخرى يأتي ذكرها قريبا . و له
شاهد من حديث فضالة بن عبيد . أخرجه البخاري في "‎الأدب المفرد " ( 145 ) و ابن
حبان ( 1936 ) و أحمد في المسند ( 6 / 20 ) عن أبي هاني أن أبا علي الجنبي حدثه
عنه مرفوعا بهذا اللفظ , و رواه الدارمي ( 2 / 276 ) نحوه . و هذا سند صحيح .
و ورد بلفظ آخر يأتي قريبا , و له طريق آخر بلفظ : " يسلم الراكب على الماشي
و الماشي على القاعد و القليل على الكثير و الصغير على الكبير " . أخرجه
الترمذي ( 2 / 118 ) و أحمد ( 2 / 510 ) عن روح بن عبادة عن حبيب بن الشهيد عن
الحسن عن أبي هريرة مرفوعا به . و هذا سند رجاله ثقات رجال الشيخين إلا أنه
منقطع , قال الترمذي : " و قال أيوب السختياني و يونس بن عبيد و علي بن زيد أن
الحسن لم يسمع من أبي هريرة " . لكن له طريق أخرى عن أبي هريرة تأتي قريبا .
1146 " يسلم الراكب على الماشي و الماشي على القاعد و الماشيان أيهما يبدأ بالسلام
فهو أفضل " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 139 :

أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( 143 و 144 و 145 ) و ابن حبان ( 1935 ) من
طريق ابن جريج قال : أنبأنا أبو الزبير أنه سمع # جابرا # يقول : فذكره موقوفا
عليه . و له حكم المرفوع لاسيما و قد ورد كذلك مرفوعا . قال الحافظ بن حجر في
فتح الباري ( 11 / 13 ) : سنده صحيح .
قلت : و رجاله ثقات رجال مسلم و قد صرح كل من ابن جريج و أبي الزبير بالسماع
فأمنا بذلك شبهة تدليسهما . و أما المرفوع فقال الحافظ : " و أخرج أبو عوانة و
ابن حبان في صحيحيهما و البزار من وجه آخر عن ابن جريج الحديث بتمامه مرفوعا "
. و قال شيخه الهيثمي في " المجمع " ( 8 / 36 ) : " رواه البزار و رجاله رجال
الصحيح " .
1147 " يسلم الراكب على الراجل و الراجل على الجالس و الأقل على الأكثر , فمن أجاب
السلام كان له و من لم يجب فلا شيء له " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 140 :

أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ص ( 144 ) و أحمد ( 3 / 444 ) عن يحيى بن
أبي كثير عن زيد بن سلام عن جده أبي راشد الحبراني عن # عبد الرحمن بن شبل #
قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم : فذكره . قال الحافظ : ( 11 / 13 ) :
سنده صحيح .
قلت : و رجاله كلهم ثقات رجال مسلم غير أبي راشد الحبراني و هو ثقة كما قال في
" التقريب "‎. و اعلم أن الإسناد هكذا سياقه عند البخاري , و أما أحمد فلم يذكر
فيه أبا راشد هذا فصار الإسناد بذلك هكذا عن زيد بن سلام عن جده عن عبد الرحمن
ابن شبل . و جده هذا هو أبو سلام ممطور و هو من رجال مسلم و لذلك قال الهيثمي
( 8 / 36 ) و قد ذكر الحديث من طريقه : " رواه الطبراني و اللفظ له و أحمد
و رجالهما رجال الصحيح " . و أنا أخشى أن يكون وقع في كل من سندي أحمد
و البخاري سقط من قلم النساخ فسقط من سند البخاري حرف ( عن ) بين جده و أبي
راشد و سقط من المسند ( أبي راشد ) أعني أن الصواب في الإسناد : عن زيد بن سلام
عن جده عن أبي راشد عن عبد الرحمن . و يؤيد ما ذهبت إليه أمران : الأول : أنهم
لم يذكروا لزيد بن سلام رواية عن أبي راشد مباشرة بل بواسطة ممطور هذا .
و الثاني : أنهم لم يذكروا أيضا أن أبا راشد هو جد زيد بن سلام . و يقوي ذلك أن
أحمد روى لعبد الرحمن بن شبل حديثا آخر بهذا الإسناد على الصواب من طريق همام
و عفان قالا : حدثنا يحيى بن أبي كثير عن زيد عن أبي سلام عن أبي راشد الحبراني
عن عبد الرحمن بن شبل . و الله أعلم .

ساجدة لله
2010-10-18, 06:56 AM
1148 " يسلم الراكب على الماشي و إذا سلم من القوم أحد أجزأ عنهم " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 141 :

أخرجه مالك ( 3 / 132 ) عن # زيد بن أسلم # أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال : فذكره . و زيد بن أسلم ثقة عالم من رجال الستة و كان يرسل و هذا من
مرسلاته . و له شاهد لكنه بسند ضعيف عن الحسين بن علي قال : قيل يا رسول الله :
القوم يأتون الدار فيستأذن واحد منهم أيجزئ عنهم جميعا ? قال : نعم . قيل :
فيرد رجل من القوم أيجزئ عن الجميع ? قال : نعم . قيل فالقوم يمرون فيسلم واحد
منهم أيجزئ عن الجميع ? قال : نعم . قيل : فيرد رجل من القوم أيجزئ عن الجميع ?
قال : نعم . ذكره في " المجمع " ( 8 / 35 ) و قال : " رواه الطبراني و فيه كثير
ابن يحيى و هو ضعيف " . لكن للحديث شاهد آخر من حديث علي مخرج في " الإرواء "
( 770 ) .
1149 " يسلم الصغير على الكبير و المار على القاعد و القليل على الكثير " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 141 :

أخرجه البخاري ( 7 / 127 ) و أبو داود ( 2 / 342 - 343 ) و الترمذي ( 2 / 118 )
و صححه و أحمد ( 2 / 314 ) من طريق همام بن منبه عن # أبي هريرة # مرفوعا .
و له عند البخاري في " الأدب المفرد " ( 145 ) طريق أخرى فقال : حدثنا أحمد بن
أبي عمرو قال : حدثني أبي قال : حدثني إبراهيم عن موسى بن عقبة عن صفوان بن
سليم عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة مرفوعا به إلا أنه قال : " و الماشي على
القاعد ". و هذا سند صحيح رجاله كلهم رجال البخاري في " صحيحه " , و قد أخرجه
فيه ( 7 / 127 - 128 ) معلقا عن إبراهيم بن طهمان به .
1150 " يسلم الفارس على الماشي و الماشي على القاعد و القليل على الكثير " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 142 :

أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( 145 ) و الترمذي ( 2 / 118 ) و أحمد ( 6 /
19 ) من طريق أبي هاني حميد بن هاني الخولاني عن أبي علي الجنبي عن # فضالة بن
عبيد # مرفوعا : و قال الترمذي : " حديث حسن صحيح و أبو علي الجنبي اسمه عمرو
ابن مالك " . و رواه النسائي و ابن حبان في " صحيحه " كما في " الفتح " ( 11 /
12 ) . و قد ورد بلفظ : ( يسلم الراكب ) و قد مضى قريبا .
1151 " يسرا و لا تعسرا و بشرا و لا تنفرا و تطاوعا و لا تختلفا " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 142 :

أخرجه البخاري ( 4 / 26 - 5 / 108 و 7 / 101 و 8 / 114 ) و مسلم ( 5 / 141 )
و الطيالسي ( ص 67 رقم 496 ) و أحمد ( 4 / 412 و 417 ) من طريق شعبة عن # سعيد
ابن أبي بردة عن أبيه عن جده # أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه و معاذا إلى
اليمن فقال : فذكره . و قد ورد بلفظين آخرين : أحدهما : " كان إذا بعث أحدا من
أصحابه " و الآخر : " ادعوا الناس " و قد سبقا . و له شاهد بلفظ : ( يسروا و لا
تعسروا و سكنوا و لا تنفروا ) . أخرجه البخاري ( 7 / 101 ) و مسلم ( 5 / 141 )
من حديث أنس . و كذلك أخرجه أحمد ( 3 / 131 ) .
1152 " لا يعدي شيء شيئا لا يعدي شيء شيئا ( ثلاثا ) . فقام أعرابي فقال : يا رسول
الله إن النقبة تكون بمشفر البعير أو بعجبه فتشمل الإبل جربا ? قال : فسكت ساعة
فقال : ما أعدى الأول ? لا عدوى و لا صفر و لا هامة , خلق الله كل نفس فكتب
حياتها و موتها و مصيباتها و رزقها " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 143 :

أخرجه أحمد ( 2 / 327 ) و اللفظ له و الطحاوي ( 2 / 378 ) و أبو عبيد في " غريب
الحديث " ( ق 56 / 1 ) و أبو حفص الكناني في " الأمالي " ( 1 / 9 / 2 ) من طريق
عبد الله بن شبرمة عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير عن # أبي هريرة # مرفوعا .
و هذا إسناد صحيح على شرط مسلم , و خالفه عمارة بن القعقاع فرواه عن أبي زرعة
ابن عمرو بن جرير قال : حدثنا صاحب لنا عن ابن مسعود قال : قام فينا رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقال : فذكره . أخرجه الترمذي ( 2 / 21 ) و الطحاوي أيضا
و أحمد ( 1 / 440 ) , و تابعه سعيد بن مسروق فرواه عن عمارة عن أبي زرعة عن رجل
من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه
وسلم مثله . و هذا إسناد صحيح أيضا . و لعل هذا الرجل الذي لم يسم من أصحابه هو
أبو هريرة كما في الرواية الأولى و عليه فأبو زرعة يروي الحديث عن أبي هريرة عن
النبي صلى الله عليه وسلم تارة بدون واسطة و أخرى عنه عن ابن مسعود رضي الله
عنه . و لأبي هريرة حديث آخر بلفظ ( لا عدوى ) و قد مضى . و لطرفه الأول شاهد
بلفظ : " لا يعدي سقيم صحيحا " . أخرجه الطحاوي ( 2 / 377 ) من طريق الوليد بن
عقبة الشيباني قال : حدثنا حمزة الزيات عن حبيب بن أبي ثابت عن ثعلبة بن يزيد
الحماني عن علي بن أبي طالب مرفوعا . و هذا سند ضعيف . ابن أبي ثابت كثير
التدليس و ثعلبة بن يزيد صدوق نسي كما في " التقريب " . و قد روى الحديث أتم
منه فانظر : ( لا صفر ) .
1153 " ثلاثة يؤتون أجورهم مرتين : رجل كانت له أمة فأدبها فأحسن تأديبها و علمها
فأحسن تعليمها , ثم أعتقها فتزوجها , و مملوك أعطى حق ربه عز وجل و حق مواليه
, و رجل آمن بكتابه و بمحمد صلى الله عليه وسلم " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 144 :

أخرجه البخاري ( 1 / 154 و 6 / 109 ) و " الأدب المفرد " ( 31 ) و مسلم ( 1 /
93 ) و النسائي ( 2 / 87 ) و الترمذي ( 1 / 208 طبع بولاق ) و صححه و الدارمي
( 2 / 154 - 155 ) و الطيالسي رقم ( 520 ) و سعيد بن منصور في " سننه " ( 913 و
914 ) و أحمد ( 4 / 402 و 405 ) و الطبراني في " الصغير " ( ص 22 - هند ) من
طرق عن الشعبي عن # أبي بردة بن أبي موسى الأشعري عن أبيه # مرفوعا به .
قال الشعبي : خذها بغير شيء و لو سرت فيها إلى ( كرمان ) لكان ذلك يسيرا .
و السياق لأحمد . و زاد مسلم و غيره في أوله عن صالح بن صالح الهمداني قال :
" رأيت رجلا من أهل خراسان سأل الشعبي فقال : يا أبا عمرو ! إن من قبلنا من أهل
خراسان يقولون في الرجل إذا أعتق أمته ثم تزوجها فهو كالراكب بدنته ? فقال
الشعبي : حدثني أبو بردة ... الخ . و قد ورد بألفاظ أخرى كاملا و مختصرا فانظر
: ( إذا أعتق الرجل ) , ( أيما رجل كانت عنده ) , ( للمملوك الذي يحسن ) , ( من
كانت له جارية ) . و لبعضه شواهد فراجع ( إذا أدى العبد ) , ( من أسلم من أهل
الكتاب ) .
تنبيهان : الأول : في أكثر الروايات : " أمة " و هي رواية الشيخين و أحمد
و غيرهم . و في رواية للبخاري و غيره : " جارية " . و في أخرى له : " وليدة " .
قال الحافظ في " الفتح " ( 9 / 103 ) : " أي أمة و أصلها ما ولد من الإماء من
ملك الرجل , ثم أطلق ذلك على كل أمة " .
و الآخر : وقع في " الأدب المفرد " للبخاري في سؤال الرجل للشعبي : " إنا نتحدث
عندنا أن الرجل إذا أعتق أم ولده " . و هذا خطأ عندي أو رواية بالمعنى بالنظر
إلى ما تصير إليه الأمة فيما بعد , أقول هذا لأن هذه اللفظة تفرد بها المحاربي
- و اسمه عبد الرحمن بن محمد الكوفي - فإنه و إن كان ثقة من رجال الشيخين فقد
تكلم فيه من قبل حفظه , فقال ابن سعد : ثقة كثير الغلط , و قال عثمان الدارمي
و عبد الرحمن : ليس بذاك . و قال الساجي : صدوق يهم . و هو إلى ذلك قد خالفه
ثقتان , هشيم و سفيان و هو ابن عيينة فقالا : " ... إذا أعتق أمته " . أخرجه
سعيد بن منصور عنهما , و كذا مسلم إلا أنه لم يسق لفظ سفيان و الدارمي عن هشيم
و صرح هذا بالتحديث عند سعيد . فما اتفق عليه هذا الثقتان أولى بالاعتماد من
رواية المحاربي مع ما فيه من الكلام المتقدم , فروايته شاذة , و كأن البخاري
رحمه الله أشار إلى ذلك في " الصحيح " , فإنه لما ساق الحديث فيه في " كتاب
العلم " لم يذكر فيه سؤال الرجل مطلقا مع أنه رواه فيه بإسناده و لفظه في
" الأدب المفرد " , فكأنه فعل ذلك عمدا إشارة منه إلى شذوذ هذه اللفظة التي
وقعت في روايته و هذا من دقيق علمه و نقده , و الله أعلم .

ساجدة لله
2010-10-18, 06:56 AM
1154 " الشفاء في ثلاثة : في شرطة محجم أو شربة عسل أو كية بنار و أنهى أمتي عن الكي
" .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 145 :

أخرجه البخاري ( 1 / 112 و 113 ) و ابن ماجه ( 2 / 352 و 353 ) و أحمد ( 1 /
245 و 246 ) و الطبراني في " المعجم الكبير " ( 3 / 153 / 1 ) عن مروان بن شجاع
عن سالم الأفطس عن سعيد بن جبير عن # ابن عباس # مرفوعا . و للحديث شاهد بلفظ :
( إن كان في شيء من أدويتكم ) . و قد مر برقم ( 245 ) .
1155 " قريش ولاة الناس في الخير و الشر إلى يوم القيامة " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 145 :

أخرجه الترمذي ( 2 / 36 طبع بولاق ) عن حبيب بن زبير قال : سمعت عبد الله بن
أبي الهذيل يقول : كان ناس من ربيعة عند عمرو بن العاص , فقال رجل من بكر بن
وائل : لتنتهين قريش أو ليجعلن الله هذا الأمر في جمهور من العرب و غيرهم ,
فقال # عمرو بن العاص # : كذبت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره
. و هذا إسناد صحيح . و من هذا الوجه أخرجه أحمد ( 4 / 203 ) و ابن أبي عاصم في
" السنة " ( 1009 - 1011 بتحقيقي ) . و قال الترمذي : " حديث حسن غريب صحيح " .
و له شاهد بلفظ : " قريش ولاة هذا الأمر , فبر الناس تبع لبرهم , و فاجرهم تبع
لفاجرهم " .
1156 " قريش ولاة هذا الأمر , فبر الناس تبع لبرهم و فاجرهم تبع لفاجرهم " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 146 :

هو من حديث # أبي بكر الصديق # و سعد بن عبادة , و فيه قصة يرويها حميد بن عبد
الرحمن قال : توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم و أبو بكر في طائفة من المدينة
, قال : فجاء فكشف عن وجهه فقبله , و قال : فداك أبي و أمي ما أطيبك حيا و ميتا
, مات محمد و رب الكعبة : فذكر الحديث . قال : فانطلق أبو بكر و عمر يتقاودان
حتى أتوهم , فتكلم أبو بكر و لم يترك شيئا أنزل في الأنصار و لا ذكره رسول الله
صلى الله عليه وسلم من شأنهم إلا و ذكره , و قال : و لقد علمتم أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال : لو سلك الناس واديا , و سلكت الأنصار واديا , سلكت
وادي الأنصار , و لقد علمت يا سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : و أنت
قاعد . قلت : فذكر الحديث : قال : فقال له سعد : صدقت , نحن الوزراء و أنتم
الأمراء . أخرجه أحمد ( ج 1 رقم 18 ) و رجاله ثقات إلا أن حميد بن عبد الرحمن
لم يدرك أبا بكر كما في " المجمع " ( 5 / 191 ) . و للحديث شاهد من حديث جابر ,
و آخر من حديث أبي هريرة و سيأتي بلفظ : ( الناس تبع لقريش ) .
( تنبيه ) عزا السيوطي في " الجامع " هذا الحديث إلى أحمد عن أبي بكر و سعد .
هكذا أطلق سعدا و لم يقيده , فأوهم أنه سعد بن أبي وقاص , كما قيده شارحه
المناوي و ليس كذلك , بل هو سعد بن عبادة فإنه صاحب القصة , كما يعرف ذلك من
التاريخ .
1157 " كن في الدنيا كأنك غريب , أو عابر سبيل " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 147 :

أخرجه البخاري ( 11 / 195 ) من طريق الأعمش حدثني مجاهد عن # عبد الله بن عمر #
رضي الله عنهما قال : أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبي فقال : فذكره .
و قد تكلم العقيلي في هذا الإسناد و أنكر هذه اللفظة و هي : " حدثني " و قال :
" إنما رواه الأعمش بصيغة " عن مجاهد " كذلك رواه أصحاب الأعمش عنه " .
قلت : و يؤيده أن الإمام أحمد رواه ( 2 / 24 ) عن سفيان و هو الثوري و ( 2 / 41
) عن أبي معاوية كلاهما عن ليث عن مجاهد به . و أخرجه ابن عدي في " الكامل " (
73 / 2 و 152 / 2 ) من طريق حماد بن شعيب عن أبي يحيى القتات عن مجاهد . قال
الحافظ : " ليث و أبو يحيى ضعيفان , و العمدة على طريق الأعمش " فلم يلتفت إلى
كلام العقيلي . و الحديث صحيح على كل حال فإن له طريقا أخرى على شرط الشيخين
بلفظ : " اعبد الله كأنك تراه " . و سيأتي برقم ( 1473 ) . و الحديث تمامه عند
البخاري : " و كان ابن عمر يقول إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح , و إذا أصبحت فلا
تنتظر المساء , و خذ من صحتك لمرضك , و من حياتك لموتك " . و رواه بتمامه أبو
نعيم في " الحلية " ( 3 / 301 ) من طريق أخرى عن شيخ شيخ البخاري محمد بن عبد
الرحمن الطفاوي عن الأعمش عن مجاهد به . ثم قال : " هذا حديث صحيح متفق عليه من
حديث الأعمش . و رواه ليث بن ( أبي ) سليم عن مجاهد " .
قلت : و في حديث ليث أن قول ابن عمر : إذا أمسيت . مرفوعا إلى النبي صلى الله
عليه وسلم فانظر : " يا ابن عمر إذا أصبحت " , كما أن فيه زيادة على الحديث هنا
و هو : " كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل , و عد نفسك في أصحاب القبور " .
أخرجه أحمد كما مضى قبله و الترمذي في "‎الزهد " و أبو نعيم ( 1 / 312 و 313 )
. و له عند الأخيرين تتمة , فانظر : " يا ابن عمر " . ثم وجدت لزيادة القبور
شاهدا من حديث علي بن زيد : حدثني من سمع أبا هريرة يقول : قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم : يا ابن آدم ! اعمل كأنك ترى , و عد نفسك مع الموتى , و إياك
و دعوة المظلوم " . أخرجه أحمد ( 2 / 343 ) .
قلت : و هذا إسناد حسن في الشواهد , فالذي سمع منه علي بن زيد تابعي مجهول .
و ابن زيد هو ابن جدعان سيىء الحفظ . و له شاهدان آخران سيأتيان برقم ( 1474 و
1475 ) , فالزيادة صحيحة أيضا , و الحمد لله على توفيقه .

ساجدة لله
2010-10-18, 06:57 AM
1158 " كل نائحة تكذب إلا أم سعد " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 148 :

رواه ابن سعد ( 3 / 427 - 428 ) عن عاصم بن عمر بن قتادة عن # محمود بن لبيد #
قال :‎" لما أصيب أكحل سعد يوم الخندق فثقل , حولوه عند امرأة يقال لها رفيدة ,
و كانت تداوي الجرحى , فكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا مر به يقول : كيف
أمسيت ? و إذا أصبح قال : كيف أصبحت ? فيخبره , حتى كانت الليلة التي نقله قومه
فيها , فثقل , فاحتملوه إلى بني عبد الأشهل إلى منازلهم , و جاء رسول الله صلى
الله عليه وسلم , كما كان يسأل عنه , و قالوا : قد انطلقوا به , فخرج رسول الله
صلى الله عليه وسلم , و خرجنا معه , فأسرع المشي حتى تقطعت شسوع نعالنا و سقطت
أرديتنا عن أعناقنا , فشكا ذلك إليه أصحابه : يا رسول الله أتعبتنا في المشي ,
فقال : إني أخاف أن تسبقنا الملائكة إليه فتغسله , كما غسلت حنظلة , فانتهى
رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى البيت و هو يغسل , و أمه تبكيه و هي تقول :
ويل أمك سعد حزامة و جدا , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :‎( فذكره ) . ثم
خرج به , قال : يقول له القوم أو من شاء الله منهم : يا رسول الله ما حملنا
ميتا أخف علينا من سعد , فقال : ما يمنعكم من أن يخف عليكم , و قد هبط من
الملائكة كذا و كذا , و قد سمى عدة كثيرة لم أحفظها لم يهبطوا قط قبل يومهم قد
حملوه معكم .
قلت : و إسناده صحيح رجاله كلهم ثقات , و محمود بن لبيد صحابي صغير . و للحديث
شاهد من حديث عامر بن سعد عن أبيه مرفوعا . أخرجه ابن سعد ( 3 / 429 ) . لكن
شيخه محمد بن عمر و هو الواقدي متروك . ثم روى ( 3 / 429 - 430 ) له شاهدا من
مرسل سعد بن إبراهيم . و إسناده حسن .
1159 " كان إذا ذهب المذهب أبعد " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 149 :

أخرجه أبو داود ( 1 / 2 ) و النسائي ( 1 / 8 - 9 ) و الترمذي ( 1 / 32 )
و الدارمي ( 1 / 169 ) و ابن ماجه ( 1 / 139 ) و الحاكم ( 1 / 140 ) من طريق
محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن # المغيرة بن شعبة # به . و قال الترمذي : " حديث
حسن صحيح " . و الحاكم : " صحيح على شرط مسلم " . و وافقه الذهبي .
قلت : كلا و إنما إسناده حسن لأن محمد بن عمرو في حفظه ضعف و إنما أخرج له مسلم
متابعة , لكن الحديث صحيح فإن له طريقا أخرى و شواهد , فأخرجه الدارمي و كذا
أحمد ( 4 / 244 ) من طريق محمد بن سيرين عن عمرو بن وهب الثقفي عن المغيرة به .
و لفظه عند الأول : " كان إذا تبرز تباعد " . و إسناده صحيح رجاله رجال الستة
غير عمرو بن وهب , وثقه النسائي و ابن حبان و العجلي و ابن سعد و لفظ أحمد
بنحوه في قصة المسح على الخفين . و من شواهده حديث عبد الرحمن بن أبي قراد قال
: خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الخلاء . و كان إذا أراد الحاجة
أبعد . أخرجه النسائي و أحمد ( 3 / 443 و 4 / 224 ) من طريق أبي جعفر الخطمي
عمير بن يزيد قال : حدثني الحارث بن فضيل و عمارة بن خزيمة بن ثابت عنه .
و هذا إسناد صحيح : و منها عن جابر بلفظ : " كان إذا أراد البراز انطلق حتى لا
يراه أحد " . أخرجه أبو داود و ابن ماجه و الحاكم من طريق إسماعيل بن عبد الملك
عن أبي الزبير عنه . و هذا إسناد ضعيف لأن إسماعيل بن عبد الملك و هو ابن أبي
الصفير صدوق كثير الوهم , و أبو الزبير مدلس و قد عنعنه . لكن الحديث صحيح
بشواهده التي قبله . و أخرجه البيهقي ( 1 / 93 ) .
1160 " كان يقرأ في الظهر و العصر بـ *( سبح اسم ربك الأعلى )* و *( هل أتاك حديث
الغاشية )* " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 150 :

أخرجه البزار في " مسنده " ( 61 - زوائده ) حدثنا محمد بن معمر حدثنا روح بن
عبادة حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت و قتادة عن حميد عن # أنس # أن النبي صلى
الله عليه وسلم .... و قال : " صحيح " .
قلت : إسناده صحيح على شرط الشيخين غير حماد بن سلمة فهو على شرط مسلم وحده
لكنه غريب من رواية ثابت عن حميد , فلعل الأصل : " و حميد " . و الله أعلم .
1161 " إن هذا الدين يسر و لن يشاد هذا الدين أحد إلا غلبه , فسددوا و قاربوا
و أبشروا و استعينوا بالغدوة و الروحة و شيء من الدلجة " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 150 :

أخرجه البخاري ( 1 / 78 - 79 ) و النسائي ( 2 / 273 ) و البيهقي ( 3 / 18 ) من
حديث # أبي هريرة # مرفوعا , و قال النسائي : " و بشروا و يسروا " .
1162 " إنما أنا بشر و إنكم تختصمون إلي و لعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض
فأقضي له على نحو ما أسمع منه . فمن قضيت له من حق أخيه بشيء فلا يأخذ منه شيئا
فإنما أقطع له قطعة من النار " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 150 :

أخرجه البخاري ( 3 / 162 و 8 / 62 و 112 ) و مالك ( 2 / 197 ) و أبو داود ( 2 /
115 ) عن هشام بن عروة عن عروة عن زينب بنت أم سلمة عن # أم سلمة # مرفوعا .
و قد ورد عن هشام بلفظ : " إنكم تختصمون إلي " , و قد مضى برقم ( 455 ) و قد
تابعه الزهري بلفظ : " إنما أنا بشر و إنه يأتيني الخصم فلعل بعضكم أن يكون
أبلغ من بعض فأحسب أنه صادق فأقضي له بذلك , فمن قضيت له بحق مسلم فإنما هي
قطعة من النار , فليأخذها أو ليتركها " . أخرجه البخاري ( 3 / 101 و 8 / 116 و
117 ) و مسلم ( 5 / 129 ) و الطحاوي ( 2 / 287 ) و أحمد ( 6 / 308 ) عن ابن
شهاب قال : أخبرني عروة ابن الزبير أن زينب ابنة أبي سلمة أخبرته أن أم سلمة
زوج النبي صلى الله عليه وسلم أخبرتها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سمع
خصومه بباب حجرته فخرج إليهم فقال : فذكره . و له شاهد بلفظ : " إنما أنا بشر
و لعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض , فمن قطعت له من حق أخيه قطعة فإنما
أقطع له قطعة من النار " . أخرجه ابن ماجه ( 2 / 51 - 52 ) و الطحاوي ( 2 / 287
) و أبو يعلى في " مسنده " ( 4 / 1416 مصورة المكتب ) من طريق محمد بن عمرو عن
أبي سلمة ابن عبد الرحمن عن أبي هريرة مرفوعا . قال في " الزوائد " : " إسناده
صحيح و رجاله رجال الصحيح " .
قلت : بل هو إسناد حسن فقط , فإن محمد بن عمرو إنما روى له البخاري مقرونا
و مسلم متابعة . و رواه الطبراني في " الأوسط " من حديث ابن عمر قال : اختصم
رجلان إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : فذكره . قال في " المجمع " ( 4 /
198 ) : " و فيه القاسم بن عبد الله بن عمر و هو متروك " . و رواه ابن أبي شيبة
في "‎المصنف " عن أنس كما في " منتخب كنز العمال " ( 2 / 201 ) .
1163 " سيكون في آخر الزمان قوم يجلسون في المساجد حلقا حلقا , إمامهم الدنيا فلا
تجالسوهم , فإنه ليس لله فيهم حاجة " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 151 :

رواه الطبراني ( 3 / 78 / 2 ) و أبو إسحاق المزكي في " الفوائد المنتخبة " ( 1
/ 149 / 2 ) عن بزيع أبي الخليل الخصاف أخبرنا الأعمش عن شقيق بن سلمة عن
# عبد الله بن مسعود # مرفوعا .
قلت : بزيع متروك لكن قد توبع , فأخرجه ابن حبان ( 311 ) : أخبرنا الحسين بن
عبد الله بن يزيد القطان حدثنا عبد الصمد بن عبد الوهاب النصري حدثنا أبو التقى
حدثنا عيسى بن يونس عن الأعمش به . و هذا إسناد رجاله ثقات معروفون في
" التهذيب " غير القطان هذا فلم أجد له ترجمة و لعله في " الثقات " لابن حبان
فيراجع فإنه ليس في " الظاهرية " منه الجزء الذي فيه طبقة شيوخه , و قد سمع منه
بالرقة كما في كتابه " روضة العقلاء " ( ص 5 ) و على كل حال فهو من شيوخه الذين
اعتمدهم في " صحيحه " و هو من أعرف الناس به , فالنفس تطمئن لثبوت حديثه .
و الله أعلم . و قد وجدت له شاهدا و لكنه مما لا يفرح به ! و هو بلفظ : " يأتي
على الناس زمان يكون حديثهم في مساجدهم في أمر دنياهم , ليس لله فيهم حاجة ,
فلا تجالسوهم " . رواه أبو عبد الله الفلاكي في " الفوائد " ( 88 / 1 ) :
أخبرنا علي بن أحمد بن صالح المقري حدثنا محمد بن عبد حدثنا عصام حدثنا سفيان
عن أبي حازم عن أنس مرفوعا .
قلت : و هذا إسناده واه جدا , فإن عصاما و هو ابن يوسف البلخي , مختلف فيه .
و محمد بن عبد هو ابن عامر السمرقندي , قال الذهبي : " معروف بوضع الحديث " ,
قال الخطيب - و طول ترجمته : روى عن يحيى بن يحيى و عصام بن يوسف و جماعة
أحاديث باطلة . قال الدارقطني : " كان يكذب و يضع الحديث " . لكن رواه الحاكم (
4 / 323 ) من طريق أحمد بن بكر البالسي حدثنا زيد بن الحباب حدثنا سفيان الثوري
عن عون بن أبي جحيفة عن الحسن بن أبي الحسن عن أنس به . و قال : " صحيح الإسناد
" . و وافقه الذهبي .
قلت :‎و ليس كما قالا , فإن البالسي هذا متهم و قد أورده الذهبي نفسه في
" الميزان " و قال : " قال ابن عدي روى مناكير عن الثقات . و قال أبو الفتح
الأزدي : " كان يضع الحديث " . و زاد عليه في " اللسان " : و قال الدارقطني :
ضعيف . و ذكره ابن حبان في " الثقات " و قال : " كان يخطىء " . و له حديث موضوع
بسند صحيح " . ثم ذكر له حديثا آخر غير هذا .
1164 " صلاة الأوابين حين ترمض الفصال " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 153 :

رواه مسلم ( 2 / 171 ) و أحمد ( 4 / 366 ) - 367 - 370 - 375 ) و ابن خزيمة
( 1127 ) عن القاسم الشيباني أن # زيد بن أرقم # رأى قوما يصلون في الضحى ,
فقال : أما لقد علموا أن الصلاة في غير هذه الساعة أفضل , إن رسول الله صلى
الله عليه وسلم قال : فذكره . و رواه أبو عوانة أيضا ( 2 / 270 و 271 ) .
و للشطر الأول منه شاهد من حديث أبي هريرة مرفوعا في حديث : " و أن لا أدع
ركعتي الضحى , فإنها صلاة الأوابين " . و في إسناده مجهول كما بينته في " صحيح
أبي داود " ( 1286 ) .
1165 " إن أشد الناس بلاء الأنبياء , ثم الذين يلونهم , ثم الذين يلونهم " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 153 :

أخرجه ابن سعد ( 8 / 325 و 326 ) و الحاكم ( 4 / 404 ) عن حصين ابن عبد الرحمن
قال : سمعت أبا عبيدة بن حذيفة يحدث عن عمته # فاطمة # قالت : عدت رسول الله
صلى الله عليه وسلم في نسوة , و إذا سقاء معلق و ماؤه يقطر عليه من شدة ما يجد
من حر الحمي , فقلنا : يا رسول الله لو دعوت الله فأذهب عنك هذا , فقال ... "
فذكره .
قلت : سكت عنه الحاكم و الذهبي , و إسناده صحيح عندي رجاله ثقات رجال الشيخين
غير أبي عبيدة بن حذيفة ذكره ابن حبان في " الثقات " و قد روى عنه جماعة .
و للحديث شواهد معروفة , تقدم بعضها برقم ( 143 - 145 ) .

ساجدة لله
2010-10-18, 06:58 AM
1166 " من حلف فليحلف برب الكعبة " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 154 :

أخرجه الطحاوي في " المشكل " ( 1 / 91 ) و أحمد ( 6 / 371 و 372 ) و ابن سعد
( 8 / 309 ) و الحاكم ( 4 / 297 ) من طريق المسعودي : حدثني معبد بن خالد عن
عبد الله بن يسار عن # قتيلة بنت صيفي الجهنية # قالت : " أتى حبر من الأحبار
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا محمد ! نعم القوم أنتم لولا أنكم
تشركون ! قال : سبحان الله ! و ما ذاك ? . قال , تقولون إذا حلفتم : و الكعبة ,
قالت : فأمهل رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا ثم قال : إنه قد قال , فمن حلف
فليحلف برب الكعبة , قال : يا محمد ! نعم القوم أنتم لولا أنكم تجعلون لله ندا
! قال : سبحان الله ! و ما ذاك ? قال : تقولون ما شاء الله و شئت . قالت :
فأمهل رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا ثم قال : إنه قد قال , فمن قال : ما
شاء الله فليقل معها : ثم شئت " .
قلت : و هو إسناد رجاله ثقات إلا أن المسعودي - و هو عبد الرحمن بن عبد الله بن
عتبة بن مسعود - كان اختلط . و قد ذكره الحافظ برهان الدين الحلبي في رسالته
" الاغتباط بمن رمي بالاختلاط " ( ص 16 ) . و أما الحاكم فقال : " صحيح الإسناد
" ! و وافقه الذهبي ! و هذا منه غريب فقد أورد هو المسعودي هذا في " الضعفاء "
و قال : " قال ابن حبان : كان صدوقا إلا أنه اختلط بآخره " .
نعم إنه قد توبع , فقد أخرجه النسائي ( 2 / 140 ) من طريق مسعر عن معبد بن خالد
به نحوه . و إسناده صحيح , و ذكر الحافظ في " الفتح " ( 11 / 457 ) أن النسائي
صححه في " كتاب الإيمان و النذور " و أقره لكني لم أر فيه التصحيح المذكورة ,
فلعل ذلك في " السنن الكبرى " للنسائي . و قد‎أخرجه أحمد ( 2 / 69 ) و البيهقي
( 10 / 29 ) عن أبي محمد الكندي قال : " جاء ابن عمر رجل فقال أحلف بالكعبة ?
قال : لا و لكن أحلف برب الكعبة , فإن عمر كان يحلف بأبيه , فقال رسول الله صلى
الله عليه وسلم : لا تحلف بأبيك , فإنه من حلف بغير الله فقد أشرك " . ثم روى
البيهقي أيضا بإسناد رجاله ثقات أن عمر أراد أن يضرب ابن الزبير لحلفه بالكعبة
و قال له " أتحلف بالكعبة ? ! " .
1167 " يؤتى بأشد الناس كان بلاء في الدنيا من أهل الجنة , فيقول أصبغوه صبغة الجنة
, فيصبغونه فيها صبغة , فيقول الله عز وجل : يا ابن آدم هل رأيت بؤسا قط أو
شيئا تكرهه ? فيقول : لا و عزتك ما رأيت شيئا أكرهه قط , ثم يؤتى بأنعم الناس
كان في الدنيا من أهل النار فيقول : أصبغوه فيها صبغة , فيقول : يا ابن آدم هل
رأيت خيرا قط قرة عين قط ? فيقول : لا و عزتك ما رأيت خيرا قط و لا قرة عين قط
" .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 155 :

أخرجه أحمد ( 3 / 253 ) حدثنا عفان حدثنا حماد أنبأنا ثابت عن # أنس # أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .
قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط مسلم , و قد أخرجه في " صحيحه " ( 8 / 135 )
و أحمد أيضا ( 3 / 203 ) عن يزيد بن هارون أخبرنا حماد بن سلمة به نحوه و فيه
" لا و الله يا رب " في الموضعين . و رواه محمد بن إسحاق عن حميد الطويل عن أنس
به مختصرا . أخرجه ابن ماجة ( 2 / 587 ) .
( فائدة ) في الحديث جواز الحلف بصفة من صفات الله تعالى و من أبواب البيهقي في
" السنن الكبرى " ( 10 / 41 ) " باب ما جاء في الحلف بصفات الله تعالى كالعزة
و القدرة و الجلال و الكبرياء و العظمة و الكلام و السمع و نحو ذلك " . ثم ساق
تحته أحاديث و أشار إلى هذا الحديث و استشهد ببعض الآثار عن ابن مسعود و غيره
و قال : " فيه دليل على أن الحلف بالقرآن كان يمينا ... " . ثم روي بإسناد
الصحيح عن التابعي الثقة عمرو بن دينار قال : " أدركت الناس منذ سبعين سنة
يقولون : الله الخالق و ما سواه مخلوق و القرآن كلام الله عز وجل " .
1168 " نهى عن نقرة الغراب و افتراش السبع و أن يوطن الرجل المكان في المسجد كما
يوطن البعير " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 156 :

أخرجه أبو داود ( 1 / 138 ) و النسائي ( 1 / 167 ) و الدارمي ( 1 / 303 ) و ابن
ماجة ( 1 / 437 ) و ابن خزيمة ( 1 / 142 / 1 ) و ابن حبان ( 476 ) و الحاكم ( 1
/ 229 ) و أحمد ( 3 / 428 - 444 ) كلهم من طريق جعفر بن عبد الله بن الحكيم عن
تميم بن محمود عن # عبد الرحمن بن شبل # مرفوعا به . و قال الحاكم : " صحيح
الإسناد " . و وافقه الذهبي . كذا قالا و تميم بن محمود هذا أورده الذهبي نفسه
في " الميزان " و قال : " قال البخاري فيه نظر " . و ذكره العقيلي و الدولابي
و ابن الجارود في الضعفاء , و أما ابن حبان فوثقه على قاعدته في توثيق غير
المشهورين بالرواية , فإن تميما هذا لم يذكروا راويا عنه غير جعفر هذا . و قول
الذهبي : روى عنه عثمان بن عبد الرحمن الطرائفي خطأ واضح فإنه - أعني الطرائفي
- مات سنة اثنتين أو ثلاث و مائتين فأنى له أن يروي عن تميم و هو من التابعين
من الطبقة الرابعة عند ابن حجر في " التقريب " ? و قال فيه : فيه لين " .
و أقول : لكنه يتقوى بأن له شاهدا بلفظ : " نهى عن نقرة الغراب و عن فرشة السبع
و أن يوطن الرجل مقامه في الصلاة كما يوطن البعير " . أخرجه الإمام أحمد ( 5 /
446 و 447 ) و البغوي في " مختصر المعجم " ( 9 / 131 / 2 ) عن عثمان البتي عن
عبد الحميد بن سلمة عن أبيه مرفوعا . و رجاله ثقات غير عبد الحميد هذا فهو
مجهول كما في " التقريب " . فالحديث عندي حسن بمجموع الطريقين . و الله أعلم .
و قد أخرجه ابن حبان , و كذا ابن خزيمة في " صحيحيهما " كما في " الترغيب " ( 1
/ 181 ) .
1169 " من توضأ و جاء إلى المسجد فهو زائر الله عز وجل و حق على المزور أن يكرم
الزائر " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 157 :

أخرجه أبو الحسن بن الصلت في " حديثه عن أبي بكر المطيري " ( ق 76 / 1 ) قال :
حدثنا محمد بن سنان بن يزيد القزاز البصري قال : حدثنا عمر بن حبيب القاضي عن
داود بن أبي هند و عوف عن أبي عثمان و سليمان التيمي عن أبي عثمان عن # سلمان #
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : و هذا إسناد رجاله ثقات غير محمد بن سنان القزاز فهو ضعيف كما في
" التقريب " . و مثله عمر بن حبيب لكن ذكره المنذري في " الترغيب " ( 1 / 130 )
بلفظ : " من توضأ في بيته فأحسن الوضوء ثم أتى المسجد ... " و قال : " رواه
الطبراني في " الكبير " بإسنادين أحدهما جيد " . و قال الهيثمي في " المجمع "
( 2 / 31 ) : " رواه الطبراني في " الكبير " و أحد إسناديه رجاله رجال الصحيح "
. ( انظر الاستدراك رقم 158 / 2 ) . و قد وجدت له طريق أخرى عن أبي عثمان به
مرفوعا بلفظ : " من توضأ في بيته فأحسن الوضوء ثم زارني في بيت من بيوتي فإياي
زار و حق على المزور أن يكرم زائره " . رواه ابن بشران في " الأمالي " ( 153 /
1 ) عن سعيد بن زربي عن ثابت عن أبي عثمان عن سلمان مرفوعا .
قلت : سعيد هذا منكر الحديث كما في " التقريب " . و من طريقه أخرجه السلفي في
" جزء من حديثه " ( 17 / 1 ) و قال : " هذا حديث غريب مسندا لا أعلم رواه عن
البناني غير سعيد بن زربي , و المحفوظ من حديث أبي عثمان موقوفا على سلمان " .
قلت : و رواه البيهقي نحوه موقوفا على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
بإسناد صحيح كما قال المنذري عقب كلامه السابق و تبعه عليه الحافظ العراقي في
" تخريج الإحياء " ( 1 / 136 و 4 / 317 ) . و للجملة الأخيرة منه شاهد من حديث
ابن مسعود مرفوعا بلفظ : " إن بيوت الله في الأرض المساجد و إن حقا على الله أن
يكرم من زاره فيها " . رواه الطبراني ( 3 / 73 / 1 ) عن عبد الله بن أبي يعقوب
الكرماني : أخبرنا عبد الله بن زيد المقريء أخبرنا المسعودي عن أبي إسحاق عن
عمرو بن ميمون عن عبد الله مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف , أبو إسحاق و هو السبيعي و المسعودي و هو عبد الرحمن
ابن عبد الله بن عتبة بن مسعود الكوفي كانا قد اختلطا . و الكرماني هذا , قال
الذهبي في " الميزان " : " ضعيف " . و به أعله الهيثمي في " المجمع " ( 2 / 22
) و قد ذكره ابن حبان في " الثقات " , فإعلاله بمن فوقه - كما فعلنا - أولى .

ساجدة لله
2010-10-18, 06:58 AM
1170 " اخرجي إليه , فإنه لا يحسن الاستئذان , فقولي له فليقل : السلام عليكم أدخل ?
" .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 159 :

أخرجه أحمد ( 5 / 368 و 369 ) و أبو داود ( 2 / 339 ) عن شعبة عن منصور عن
# ربعي بن حراش عن رجل من بني عامر # . " أنه استأذن على النبي صلى الله عليه
وسلم فقال : أألج ? فقال النبي صلى الله عليه وسلم لخادمه ... " فذكره .
قلت : و هذا إسناد صحيح , رجاله ثقات رجال الشيخين غير الرجل العامري فإنه لم
يسم و لا يضر ذلك لأنه صحابي و الصحابة كلهم عدول . و تابعه أبو الأحوص عن
منصور به . أخرجه أبو داود . و تابعه جرير عنه . أخرجه البخاري في " الأدب
المفرد " ( 1084 ) .
1171 " قام من عندي جبريل قبل , فحدثني أن الحسين يقتل بشط الفرات " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 159 :

أخرجه أحمد ( 1 / 85 ) عن عبد الله بن نجي عن أبيه أنه سار مع # علي # و كان
صاحب مطهرته , فلما حاذى ( نينوى ) و هو منطلق إلى صفين , فنادى علي : أصبر أبا
عبد الله : أصبر أبا عبد الله بشط الفرات , قلت : و ماذا ? قال : " دخلت على
النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم و عيناه تفيضان , قلت : يا نبي الله أغضبك
أحد ? ما شأن عينيك تفيضان ? قال : بل قام ... قال : فقال : هل لك إلى أن أشمك
من تربته ? قال : قلت : نعم , فمد يده فقبض قبضة من تراب فأعطانيها , فلم أملك
عيني أن فاضتا " .
قلت : و هذا إسناد ضعيف , نجي والد عبد الله لا يدرى من هو كما قال الذهبي و لم
يوثقه غير ابن حبان و ابنه أشهر منه , فمن صحح هذا الإسناد فقد وهم . و الحديث
قال الهيثمي ( 9 / 187 ) : " رواه أحمد و أبو يعلى و البزار و الطبراني و رجاله
ثقات و لم ينفرد نجي بهذا " .
قلت : يعني أن له شواهد تقويه و هو كذلك .
1 - روى عمارة بن زاذان حدثنا ثابت عن أنس قال : " استأذن ملك القطر ربه أن
يزور النبي صلى الله عليه وسلم , فأذن له , فكان في يوم أم سلمة ... فبينا هي
على الباب إذ دخل الحسين بن علي ... فجعل يتوثب على ظهر النبي صلى الله عليه
وسلم و جعل النبي صلى الله عليه وسلم يتلثمه و يقبله , فقال له الملك : تحبه ?
قال : نعم . قال : أما إن أمتك ستقتله إن شئت أريتك المكان الذي يقتل فيه ? قال
: نعم , فقبض قبضة من المكان الذي يقتل فيه , فأراه إياه فجاء سهلة , أو تراب
أحمر , فأخذته أم سلمة , فجعلته في ثوبها , قال ثابت : كنا نقول : إنها كربلاء
" . أخرجه أحمد ( 3 / 242 و 265 ) و ابن حبان ( 2241 ) و أبو نعيم في " الدلائل
" ( 202 ) .
قلت : و رجاله ثقات غير عمارة هذا قال الحافظ : " صدوق كثير الخطأ " . و قال
الهيثمي : " رواه أحمد و أبو يعلى و البزار و الطبراني بأسانيد و فيها عمارة بن
زاذان وثقه جماعة و فيه ضعف و بقية رجال أبي يعلى رجال الصحيح " .
2 - و روى محمد بن مصعب : حدثنا الأوزاعي عن أبي عمار شداد بن عبد الله عن أم
الفضل بنت الحارث أنها دخلت ... يوما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فوضعته
( تعني الحسين ) في حجرة , ثم حانت مني التفاتة , فإذا عينا رسول الله صلى الله
عليه وسلم تهريقان من الدموع , قالت : فقلت : يا نبي الله بأبي أنت و أمي مالك
? قال : أتاني جبريل عليه الصلاة و السلام فأخبرني أن أمتي ستقتل ابني هذا ,
فقلت : هذا ? فقال : نعم و أتاني بتربة من تربته حمراء " . أخرجه الحاكم ( 3 /
176 و 177 ) و قال : " صحيح على شرط الشيخين " ! و رده الذهبي بقوله : " قلت :
بل منقطع ضعيف , فإن شدادا لم يدرك أم الفضل , و محمد بن مصعب ضعيف " .
3 - و روى عبد الله بن سعيد عن أبيه عن عائشة أو أم سلمة - شك عبد الله بن سعيد
- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لإحداهما : " لقد دخل علي البيت ملك لم يدخل
علي قبلها , فقال لي : إن ابنك هذا حسين مقتول و إن شئت أريتك من تربة الأرض
التي يقتل بها . قال : فأخرج تربة حمراء " . أخرجه أحمد ( 6 / 294 ) : حدثنا
وكيع قال : حدثني عبد الله بن سعيد .
قلت : و هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين , فهو صحيح إن كان سعيد و هو
ابن أبي هند سمعه من عائشة أو أم سلمة و لم أطمئن لذلك , فإنهم لم يذكروا له
سماعا منهما و بين وفاته و وفاة أم سلمة نحو أربع و خمسين سنة و بين وفاته
و وفاة عائشة نحو ثمان و خمسين . و الله أعلم . و أخرجه الطبراني عن عائشة نحوه
بلفظ : " يا عائشة إن جبريل أخبرني أن ابني حسين مقتول في أرض الطف ... "
قال الهيثمي ( 9 / 188 ) : " رواه الطبراني في " الكبير " و " الأوسط " و في
إسناد " الكبير " ابن لهيعة و في إسناد " الأوسط " من لم أعرفه " .
4 - و أخرجه الطبراني أيضا عن أم سلمة نحوه بلفظ : " إن أمتك ستقتل هذا بأرض
يقال لها كربلاء , فتناول جبريل من تربتها , فأراها النبي صلى الله عليه وسلم
... " . ( انظر الاستدراك رقم 161 / 21 ) . قال الهيثمي ( 9 / 189 ) : " رواه
الطبراني بأسانيد , و رجال أحدها ثقات " . ( انظر الاستدراك رقم 161 / 26 ) .
5 - و عن أبي الطفيل قال : " استأذن ملك القطر أن يسلم على النبي صلى الله عليه
وسلم ... " .
قلت : فذكره نحو حديث أنس المتقدم . قال الهيثمي ( 9 / 190 ) . " رواه الطبراني
و إسناده حسن " .
6 - و يروي حجاج بن نصير : حدثنا قرة بن خالد حدثنا عامر بن عبد الواحد عن أبي
الضحى عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : " ما كنا نشك و أهل البيت متوافرون أن
الحسين بن علي يقتل بـ ( الطف ) " . أخرجه الحاكم ( 3 / 179 ) و سكت عليه ,
و تعقبه الذهبي بقوله : " قلت : حجاج متروك " .
قلت : بالجملة فالحديث المذكور أعلاه و المترجم له صحيح بمجموع هذه الطرق و إن
كانت مفرداتها لا تخلو من ضعف و لكنه ضعف يسير , لاسيما و بعضها قد حسنه
الهيثمي , و الله أعلم .
( تنبيه ) حديث عائشة و علي عزاهما السيوطي ( فتح 1 / 55 و 56 ) لابن سعد في
" الطبقات " و لم أره فيها , فلعله في القسم الذي لم يطبع منها , و الله أعلم .
فائدة : ليس في شيء من هذه الأحاديث ما يدل على قداسة كربلاء و فضل السجود على
أرضها و استحباب اتخاذ قرص منها للسجود عليه عند الصلاة كما عليه الشيعة اليوم
و لو كان ذلك مستحبا لكان أحرى به أن يتخذ من أرض المسجدين الشريفين المكي
و المدني و لكنه من بدع الشيعة و غلوهم في تعظيم أهل البيت و آثارهم , و من
عجائبهم أنهم يرون أن العقل من مصادر التشريع عندهم و لذلك فهم يقولون بالتحسين
و التقبيح العقليين و مع ذلك فإنهم يروون في فضل السجود على أرض كربلاء من
الأحاديث ما يشهد العقل السليم ببطلانه بداهة , فقد وقفت على رسالة لبعضهم و هو
المدعو السيد عبد الرضا ( ! ) المرعشي الشهرستاني بعنوان " السجود على التربة
الحسينية " . و مما جاء فيها ( ص 15 ) : " و ورد أن السجود عليها أفضل لشرفها
و قداستها و طهارة من دفن فيها . فقد ورد الحديث عن أئمة العترة الطاهرة عليهم
السلام أن السجود عليها ينور إلى الأرض السابعة . و آخر : أنه يخرق الحجب
السبعة , و في ( آخر ) : يقبل الله صلاة من يسجد عليها ما لم يقبله من غيرها ,
و في ( آخر ) أن السجود على طين قبر الحسين ينور الأرضين " . و مثل هذه
الأحاديث ظاهرة البطلان عندنا و أئمة أهل البيت رضي الله عنهم براء منها و ليس
لها أسانيد عندهم ليمكن نقدها على نهج علم الحديث و أصوله و إنما هي مراسيل
و معضلات ! و لم يكتف مؤلف الرسالة بتسويدها بمثل هذه النقول المزعومة على أئمة
البيت حتى راح يوهم القراء أنها مروية مثلها في كتبنا نحن أهل السنة , فها هو
يقول : ( ص 19 ) : " و ليس أحاديث فضل هذه التربة الحسينية و قداستها منحصرة
بأحاديث الأئمة عليهم السلام , إذ أن أمثال هذه الأحاديث لها شهرة وافرة في
أمهات كتب بقية الفرق الإسلامية عن طريق علمائهم و رواتهم , و منها ما رواه
السيوطي في كتابه " الخصائص الكبرى " في " باب إخبار النبي صلى الله عليه وسلم
بقتل الحسين عليه السلام , و روى فيه ما يناهز العشرين حديثا عن أكابر ثقاتهم
كالحاكم و البيهقي و أبي نعيم و الطبراني <1> و الهيثمي في " المجمع " ( 9 /
191 ) و أمثالهم من مشاهير رواتهم " . فاعلم أيها المسلم أنه ليس عند السيوطي
و لا الهيثمي و لو حديث واحد يدل على فضل التربة الحسينية و قداستها , و كل ما
فيها مما اتفقت عليه مفرداتها إنما هو إخباره صلى الله عليه وسلم بقتله فيها ,
و قد سقت لك آنفا نخبة منها , فهل ترى فيها ما ادعاه الشيعي في رسالته على
السيوطي و الهيثمي ? ! اللهم لا , و لكن الشيعة في سبيل تأييد ضلالاتهم و بدعهم
يتعلقون بما هو أوهى من بيت العنكبوت ! . و لم يقف أمره عند هذا التدليس على
القراء بل تعداه إلى الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو يقول ( ص 13 )
: " و أول من اتخذ لوحة من الأرض للسجود عليها هو نبينا محمد صلى الله عليه
وسلم في السنة الثالثة من الهجرة لما وقعت الحرب الهائلة بين المسلمين و قريش
في أحد و انهدم فيها أعظم ركن للإسلام و هو حمزة بن عبد المطلب عم رسول الله
صلى الله عليه وسلم أمر النبي صلى الله عليه وسلم نساء المسلمين بالنياحة عليه
في كل مأتم , و اتسع الأمر في تكريمه إلى أن صاروا يأخذون من تراب قبره
فيتبركون به و يسجدون عليه لله تعالى , و يعملون المسبحات منه كما جاء في كتاب
" الأرض و التربة الحسينية " و عليه أصحابه , و منهم الفقيه ... " . و الكتاب
المذكور هو من كتب الشيعة , فتأمل أيها القارىء الكريم كيف كذب على رسول الله
صلى الله عليه وسلم فادعى أنه أول من اتخذ قرصا للسجود عليه , ثم لم يسق لدعم
دعواه إلا أكذوبة أخرى و هي أمره صلى الله عليه وسلم النساء بالنياحة على حمزة
في كل مأتم و مع أنه لا ارتباط بين هذا لو صح و بين اتخاذ القرص كما هو ظاهر ,
فإنه لا يصح ذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف و هو قد صح عنه أنه أخذ
على النساء في مبايعته إياهن ألا ينحن كما رواه الشيخان و غيرهما عن أم عطية (
أنظر كتابنا " أحكام الجنائز " ص 28 ) و يبدو لي أنه بنى الأكذوبتين السابقتين
على أكذوبة ثالثة و هي قوله في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم : " و اتسع
الأمر في تكريمه إلى أن صاروا يأخذون من تراب قبره فيتبركون به و يسجدون عليه
لله تعالى ... " , فهذا كذب على الصحابة رضي الله عنهم و حاشاهم من أن يقارفوا
مثل هذه الوثنية , و حسب القارىء دليلا على افتراء هذا الشيعي على النبي صلى
الله عليه وسلم و أصحابه أنه لم يستطع أن يعزو ذلك لمصدر معروف من مصادر
المسلمين , سوى كتاب " الأرض و التربة الحسينية " و هو من كتب بعض متأخريهم و
لمؤلف مغمور منهم , و لأمر ما لم يجرؤ الشيعي على تسميته و الكشف عن هويته حتى
لا يفتضح أمره بذكره إياه مصدرا لأكاذيبه ! و لم يكتف حضرته بما سبق من الكذب
على السلف الأول بل تعداه إلى الكذب على من بعدهم , فاسمع إلى تمام كلامه
السابق : " و منهم الفقيه الكبير المتفق عليه مسروق بن الأجدع المتوفى سنة ( 62
) تابعي عظيم من رجال الصحاح الست كان يأخذ في أسفاره لبنة من تربة المدينة
المنورة يسجد عليها ( ! ) كما أخرجه شيخ المشايخ الحافظ إمام السنة أبو بكر ابن
أبي شيبة في كتابه " المصنف " في المجلد الثاني في " باب من كان يحمل في
السفينة شيئا يسجد عليه , فأخرجه بإسنادين أن مسروقا كان إذا سافر حمل معه في
السفينة لبنة من تربة المدينة المنورة يسجد عليها " .
قلت : و في هذا الكلام عديد من الكذبات : الأولى : قوله : " كان يأخذ في أسفاره
" فإنه بإطلاقه يشمل السفر برا و هو خلاف الأثر الذي ذكره !
الثانية : جزمه بأنه كان يفعل ذلك يعطي أنه ثابت عنه و ليس كذلك بل ضعيف منقطع
كما يأتي بيانه .
الثالثة : قوله " ... بإسنادين " كذب و إنما هو إسناد واحد مداره على محمد بن
سيرين , اختلف عليه فيه , فرواه ابن أبي شيبة في " المصنف " ( 2 / 43 / 2 ) من
طريق يزيد بن إبراهيم عن ابن سيرين قال : " نبئت أن مسروقا كان يحمل معه لبنة
في السفينة . يعني يسجد عليها " . و من طريق ابن عون عن محمد " أن مسروقا كان
إذا سافر حمل معه في السفينة لبنة يسجد عليها " . فأنت ترى أن الإسناد الأول من
طريق ابن سيرين , و الآخر من طريق محمد و هو ابن سيرين , فهو في الحقيقة إسناد
واحد و لكن يزيد بن إبراهيم قال عنه : نبئت " , فأثبت أن ابن سيرين أخذ ذلك
بالواسطة عن مسروق و لم يثبت ذلك ابن عون و كل منهما ثقة فيما روى إلا أن يزيد
ابن إبراهيم قد جاء بزيادة في السند , فيجب أن تقبل كما هو مقرر في " المصطلح "
لأن من حفظ حجة على من لم يحفظ , و بناء عليه فالإسناد بذلك إلى مسروق ضعيف لا
تقوم به حجة لأن مداره على راو لم يسم مجهول , فلا يجوز الجزم بنسبة ذلك إلى
مسروق رضي الله عنه و رحمه كما صنع الشيعي .
الرابعة : لقد أدخل الشيعي في هذا الأثر زيادة ليس لها أصل في " المصنف " و هي
قوله : " من تربة المدينة المنورة " ! فليس لها ذكر في كل من الروايتين عنده
كما رأيت . فهل تدري لم أفتعل الشيعي هذه الزيادة في هذا الأثر ? لقد تبين له
أنه ليس فيه دليل مطلقا على اتخاذ القرص من الأرض المباركة ( المدينة المنورة )
للسجود عليه إذا ما تركه على ما رواه ابن أبي شيبة و لذلك ألحق به هذه الزيادة
ليوهم القراء أن مسروقا رحمه الله اتخذ القرص من المدينة للسجود عليه تبركا ,
فإذا ثبت له ذلك ألحق به جواز اتخاذ القرص من أرض كربلاء بجامع اشتراك الأرضين
في القداسة ! ! و إذا علمت أن المقيس عليه باطل لا أصل له و إنما هو من اختلاف
الشيعي عرفت أن المقيس باطل أيضا لأنه كما قيل : و هل يستقيم الظل و العود أعوج
? ! فتأمل أيها القارىء الكريم مبلغ جرأة الشيعة على الكذب حتى على النبي صلى
الله عليه وسلم في سبيل تأييد ما هم عليه من الضلال , يتبين لك صدق من وصفهم من
الأئمة بقوله : " أكذب الطوائف الرافضة " ! و من أكاذيبه قوله ( ص 9 ) : " ورد
في صحيح البخاري صحيفة ( ! ) ( 331 ج 1 ) أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكره
الصلاة على شيء دون الأرض " ! و هذا كذب من وجهين : الأول : أنه ليس في " صحيح
البخاري " هذا النص لا عنه صلى الله عليه وسلم و لا عن غيره من السلف .
الآخر : أنه إنما ذكره الحافظ ابن حجر في " شرحه على البخاري " ( ج 1 / ص 388 -
المطبعة البهية ) عن عروة فقال : " و قد روى ابن أبي شيبة عن عروة بن الزبير
أنه كان يكره الصلاة على شيء دون الأرض " .
قلت : و أكاذيب الشيعة و تدليسهم على الأمة لا يكاد يحصر و إنما أردت بيان
بعضها مما وقع في هذه الرسالة بمناسبة تخريج هذا الحديث على سبيل التمثيل و إلا
فالوقت أعز من أن يضيع في تتبعها .

-----------------------------------------------------------
[1] الأصل : الطبري ! . اهـ .

ساجدة لله
2010-10-18, 06:59 AM
1172 " خياركم من تعلم القرآن و علمه " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 167 :

أخرجه الدارمي ( 2 / 437 ) و ابن ماجة ( 1 / 93 ) من طريق الحارث بن نبهان
حدثنا عاصم بن بهدلة عن # مصعب بن سعد عن أبيه # مرفوعا . و هذا سند ضعيف لضعف
الحارث هذا . لكن الحديث قوي بشواهده :
1 - فمنها عن علي مرفوعا بهذا اللفظ . أخرجه أحمد ( ج 2 رقم 1317 ) من طريق عبد
الرحمن بن إسحاق عن النعمان بن سعد عنه . و هو ضعيف أيضا من أجل عبد الرحمن بن
إسحاق . و قد رواه الدارمي و كذا الترمذي ( 2 / 149 ) بلفظ " خيركم " . و قال :
" حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث عبد الرحمن بن إسحاق " .
2 - و منها عن أنس . أخرجه الطبراني في " الصغير " ( ص 48 ) و عنه أبو نعيم في
" الحلية " ( 3 / 35 ) من طريق محمد بن سنان القزاز حدثنا معاذ بن عوذ الله
القرشي حدثنا سليمان التيمي عنه . و قال : " لم يروه عن التيمي إلا معاذ بن عوذ
الله " .
قلت : و لم أجد له ترجمة . و الراوي عنه محمد بن سنان ضعيف و قد وثق .
و بالجملة فالحديث حسن بهذه الشواهد و هو صحيح بلفظ الترمذي و الدارمي و يأتي
بعده .
( تنبيه ) : حديث علي بلفظ الترمذي عزاه السيوطي في " الجامع " للبخاري أيضا
و هو سهو و إنما رواه البخاري من حديث عثمان فقط كما يأتي بعده . و أخرجه ابن
أبي شيبة في " المصنف " ( 12 / 65 / 1 ) بلفظ الترجمة بإسنادين عن عثمان و علي
أولهما صحيح .
1173 " خيركم من تعلم القرآن و علمه " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 167 :

أخرجه البخاري ( 6 / 108 ) و أبو داود ( 1 / 226 ) و الترمذي ( 2 / 149 )
و الدارمي ( 2 / 437 ) و ابن نصر في " قيام الليل " ( ص 71 ) و ابن ماجة ( 1 /
92 و 93 ) و الطيالسي ( ص 13 رقم 73 ) و أحمد ( ج 1 رقم 412 و 413 و 500 )
و الخطيب ( 4 / 109 و 11 / 35 ) كلهم من طريق أبي عبد الرحمن السلمي عن # عثمان
ابن عفان # مرفوعا , و قال الترمذي : " حديث حسن صحيح " . و قد قيل إن أبا عبد
الرحمن السلمي لم يسمع من عثمان . لكن رجح الحافظ تبعا للبخاري سماعه منه
و أطال في بيان ذلك في " الفتح " فليراجعه من شاء . و في رواية لأحمد ( ج 1 رقم
405 ) و كذا البخاري و ابن ماجة و الخطيب ( 5 / 129 ) " أفضلكم " بدل : خيركم .
و روى الحديث بزيادة فيه و هو : " خيركم من تعلم القرآن و علمه و فضل القرآن
على سائر الكلام كفضل الله على خلقه و ذاك أنه منه " . أخرجه البيهقي في
" الأسماء و الصفات " ص ( 238 ) من طريق يعلى بن المنهال الكوفي حدثنا إسحاق
ابن سليمان الرازي عن الجراح بن الضحاك الكندي عن علقمة بن مرثد عن أبي عبد
الرحمن عن عثمان مرفوعا به . و هكذا أخرجه ابن الضريس عن الجراح به كما في
" الفتح " ( 9 / 54 ) .
قلت : و الجراح صدوق كما في " التقريب " و بقية رواته ثقات رجال الستة غير يعلى
ابن المنهال فلم أجد من ترجمة . و قد تابعه الحماني عن إسحاق في رفعه , أخرجه
البيهقي أيضا ( 237 ) و قال : و يقال أن الحماني منه - يعني يعلى هذا - أخذ ذلك
و الله أعلم " .
قلت : و الحماني هو يحيى بن عبد الحميد , و هو ثقة حافظ من رجال مسلم إلا أنهم
اتهموه بسرقة الحديث كما في " التقريب " . و قد خالفهما يحيى بن أبي طالب عن
إسحاق بن سليمان فجعل آخر الخبر يعني " و فضل القرآن ... " الخ من قول أبي عبد
الرحمن . و تابعه على ذلك غيره كما قال البيهقي و قال الحافظ في " الفتح " ( 9
/ 54 ) : " و قد بين العسكري أنها من قول أبي عبد الرحمن السلمي " .
قلت : فثبت بذلك أن هذه الزيادة لا يصح رفعها لأن من رفعها مجهول مع مخالفته
لغيره في رفعها و يؤيد ذلك أنها لم ترد في شيء من طرق الحديث , و قد جاء عن
عثمان و علي بن أبي طالب و سعد بن أبي وقاص و أنس بن مالك و لفظ هؤلاء حاشا
عثمان : " خياركم " . و قد سبق آنفا . و كذلك روي بدون الزيادة عن عبد الله بن
مسعود بلفظ : " خيركم من قرأ القرآن و أقرأه " . أخرجه الخطيب ( 2 / 96 ) من
طريق شريك عن عاصم بن أبي النجود و عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن عن عبد
الله رفعه . و أورده الحافظ ( 9 / 61 ) من رواية شريك به دون ذكر عطاء . و قال
: أخرجه ابن أبي داود .
قلت : و هذا سند ضعيف لأن شريكا سيء الحفظ و الحديث إنما هو من رواية أبي عبد
الرحمن السلمي عن عثمان كما سبق .
1174 " خيركم خيركم لأهله , و إذا مات صاحبكم فدعوه " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 169 :

أخرجه الدارمي ( 2 / 158 ) : أخبرنا محمد بن يوسف حدثنا سفيان عن هشام بن عروة
عن أبيه عن # عائشة # مرفوعا به .
قلت : و هذا سند صحيح على شرط البخاري . و له شاهد من حديث أبي هريرة تقدم برقم
( 284 ) " أكمل المؤمنين ... " دون الشطر الثاني .
1175 " لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 169 :

أخرجه البخاري في " صحيحه " ( 10 / 436 ) و في " الأدب المفرد " ( ص 185 )
و مسلم ( 8 / 227 ) و أبو داود ( 2 / 297 ) و الدارمي ( 2 / 319 و 320 ) و ابن
ماجة ( 2 / 476 ) و أحمد ( 2 / 379 ) من حديث ابن شهاب عن ابن المسيب عن # أبي
هريرة # مرفوعا . و أخرجه ابن ماجة و الطيالسي ( رقم 1813 ) و أحمد ( رقم 5964
) من طريق زمعة بن صالح عن ابن شهاب عن سالم عن ابن عمر مرفوعا به . و زمعة
ضعيف . و تابعه صالح بن أبي الأخضر و هو ضعيف أيضا و الصحيح رواية الجماعة عن
الزهري عن ابن المسيب عن أبي هريرة كما في " الفتح " .
1176 " إن من خير ما تداوى به الناس الحجم " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 170 :

أخرجه أحمد ( 5 / 9 و 15 و 19 ) و الحاكم ( 4 / 208 ) من طرق عن عبد الملك بن
عمير عن حصين بن أبي الحر عن # سمرة # عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
فذكره . و قال الحاكم : " صحيح على شرط الشيخين " . و وافقه الذهبي .
قلت : و ذلك من أوهامهما , فإن حصينا هذا و هو ابن مالك لم يخرج له الشيخان
شيئا , فهو صحيح فحسب . ثم أخرج له الحاكم شاهدا من حديث زيد بن أبي أنيسه عن
محمد بن قيس حدثنا أبو الحكم البجلي - و هو عبد الرحمن بن أبي نعم - قال :
" دخلت على أبي هريرة رضي الله عنه و هو يحتجم , فقال لي : يا أبا الحكم .
احتجم قال : فقلت : ما احتجمت قط . قال : أخبرني أبو القاسم صلى الله عليه وسلم
أن جبريل عليه الصلاة و السلام أخبره : " أن الحجم أفضل ما تداوى به الناس " .
و قال : " صحيح على شرط الشيخين " . و وافقه الذهبي أيضا .
قلت : و فيه نظر لأن محمد بن قيس و هو الأسدي الوالبي الكوفي إنما روى له
البخاري في " الأدب المفرد " فهو على شرط مسلم وحده .

ساجدة لله
2010-10-18, 07:00 AM
1177 " أدوا صاعا من بر أو قمح بين اثنين أو صاعا من تمر أو صاعا من شعير عن كل حر و
عبد و صغير و كبير " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 170 :

أخرجه الدارقطني ( 223 و 224 ) و أحمد ( 5 / 432 ) عن الزهري عن # عبد الله بن
ثعلبة بن صعير - أو عن ثعلبة - عن أبيه # أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
: فذكره .
قلت : و هذا إسناد رجاله ثقات إلا أنهم اختلفوا في صحبة عبد الله بن ثعلبة لكنه
قال في هذه الرواية و غيرها : " عن أبيه " . فهو مسند , و قد أخرجه الضياء
المقدسي في " الأحاديث المختارة " كما في " زوائد الجامع الصغير " ( ق 9 / 2 )
. و للحديث شواهد كثيرة خرجت طائفة منها في " التعليقات الجياد " و منها عن ابن
عمر عند الدارقطني ( ص 221 ) و عنده ( 220 ) و الشحامي في " تحفة العيد " ( ق
191 / 2 ) عن ابن عمرو , و الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 88 / 1 ) : حدثنا محمد
ابن موسى حدثنا إسماعيل بن يحيى حدثنا الليث بن حماد عن غورك أبي عبد الله
الجعفري عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر بن عبد الله مرفوعا بلفظ : " صدقة
الفطر على كل إنسان : مدان من دقيق أو قمح و من الشعير صاع و من الحلوى : زبيب
أو تمر صاع " و قال : " لم يروه عن جعفر إلا غورك و لا عنه إلا الليث بن حماد
الأصطخري " .
قلت : و هذا سند ضعيف جدا , قال الدارقطني : غورك ضعيف جدا و من دونه ضعفاء :
الليث و غيره .
قلت : و رواه في " سننه " ( 225 ) بسند صحيح عن جابر مرفوعا دون ذكر الحلوى .
و في رواية لأحمد و أبي داود ( 1619 ) و البيهقي ( 4 / 163 و 164 و 167 ) من
طريق النعمان بن راشد عن الزهري به نحوه , و زاد : " غني أو فقير أما غنيكم
فيزكيه الله و أما فقيركم فيرد الله عليه أكثر مما أعطاه " . و هو رواية
للدارقطني .
قلت : و النعمان بن راشد فيه ضعف , قال الحافظ : " صدوق سيء الحفظ " . ثم أخرجه
الدارقطني ( 224 ) من طريق سلام الطويل عن زيد العمي عن عكرمة عن ابن عباس
مرفوعا نحو حديث الترجمة لكنه زاد : " يهودي أو نصراني " . و هذه زيادة منكرة
تفرد بها الطويل , قال الدارقطني عقبه : " سلام الطويل متروك الحديث و لم يسنده
غيره " .
قلت : و زيد العمي ضعيف .
1178 " من أهان قريشا أهانه الله " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 172 :

روي من حديث # عثمان بن عفان و سعد بن أبي وقاص و أنس بن مالك و عبد الله بن
عباس # .
1 - أما حديث عثمان فيرويه عبيد الله بن محمد بن حفص بن عمر بن موسى ابن عبد
الله بن معمر التيمي قال : سمعت أبي يقول : سمعت عمي عبيد الله بن عمر بن موسى
يقول : حدثنا ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن سعيد بن المسيب عن عمرو بن عثمان بن
عفان قال : قال لي أبي : يا بني إن وليت من أمر الناس شيئا فأكرم قريشا , فإني
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره . أخرجه ابن حبان ( 2288 )
و ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 13 / 291 / 1 ) و الضياء المقدسي في "
الأحاديث المختارة " . ( 1 / 138 ) كلهم من طريق أبي يعلى , و العقيلي في
" الضعفاء " ( 270 ) و الحاكم ( 4 / 74 ) و كذا أحمد ( 1 / 64 ) و الضياء أيضا
في " المنتقى من مسموعاته بمرو " ( 29 / 1 و 112 / 2 ) من طرق عن عبيد الله به
. و قال ابن عساكر : " حديث غريب " . و بين سببه العقيلي فقال : " عبيد الله بن
عمرو بن موسى التيمي لا يتابع على حديثه , و قد روي بغير هذا الإسناد , بإسناد
يقارب هذا " .
قلت : و تفرد بتوثيقه ابن حبان , و قال الذهبي : " فيه لين " . و محمد بن حفص
لم يوثقه غير ابن حبان أيضا , و قال الحسيني : " فيه نظر " .
2 - و أما حديث سعد فيرويه محمد بن أبي سفيان عن يوسف بن الحكم عن محمد بن سعد
عن أبيه مرفوعا بلفظ : " من يرد هوان قريش أهانه الله " . أخرجه الترمذي ( 2 /
325 ) و أحمد ( 1 / 171 و 186 ) و الحاكم و تمام الرازي في " الفوائد " ( 218 /
2 ) و " مسند المقلين من الأمراء و السلاطين " ( رقم 201 ) و الهيثم بن كليب في
" مسنده " ( 18 / 2 ) و أبو عمرو الداني في " الفتن " ( 163 / 1 - 2 ) و البغوي
في " شرح السنة " ( 4 / 157 ) و ابن عساكر ( 15 / 189 / 2 ) و الضياء في
" المختارة " ( 1 / 345 ) عن صالح بن كيسان عن الزهري عنه به . و قال الترمذي :
" حديث غريب من هذا الوجه " . قال العراقي في " محجة القرب في فضل العرب " ( ق
20 / 1 ) عقبه : " قلت : و رجاله ثقات و إنما استغربه من هذا الوجه - لا مطلقا
- لغرابة إسناده لأنه اجتمع فيه خمسة من التابعين يروى بعضهم عن بعض أولهم صالح
ابن كيسان و آخرهم محمد بن سعد " .
قلت : و لا يبدو لي ما ذكره من التوثيق و التعليل , فإن يوسف بن الحكم و محمد
بن أبي سفيان ليسا مشهورين , فلم يوثقهما غير ابن حبان , و قد اشتهر عند
المحققين تساهله في التوثيق , و الأول أقل شهرة من الآخر , فأنا أظن أنه إنما
استغربه من أجل هذه الجهالة . و الله أعلم . و قد اختلف في إسناده على الزهري
على وجوه :
الأول : هذا .
الثاني : رواه معمر عنه عن عمر بن سعد أو غيره أن سعد بن مالك قال : فذكره نحوه
. أخرجه أحمد ( 1 / 176 ) حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر . و كذا رواه الضياء في
" المختارة " ( 1 / 340 و 341 ) . و رجاله ثقات لولا الشك الذي وقع في سنده .
نعم أخرجه ابن عدي ( ق 92 / 1 ) من طريق الحسن بن داود عن عبد الرزاق به إلا
أنه قال : عن عمر بن سعد عن أبيه , و لم يشك . لكن الحسن هذا هو المنكدري فيه
ضعف , و قال ابن عدي : " له أحاديث تحتمل و أرجو أنه لا بأس به " .
الثالث : قال محمد بن عبد الرحمن بن مجبر : عن ابن شهاب عن عامر بن سعد عن أبيه
. أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 1 / 19 / 1 ) . و ابن مجبر هذا متروك
. و قد أورد الحديث ابن أبي حاتم في " العلل " ( 2 / 365 و 366 ) من الوجه
الأول و قال : " قال أبي : يخالف في هذا الإسناد و اضطرب في هذا الحديث " .
و قال ابن عساكر : " الصحيح الأول " .
3 - و أما حديث أنس فيرويه أبو هلال الراسبي عن قتادة عنه مرفوعا . أخرجه
البزار ( 288 ) و أبو سعيد بن الأعرابي في " معجمه " ( 109 / 1 ) و الطبراني
في المعجم الكبير " و ابن عدي ( 404 / 1 ) , و قال البزار : " تفرد به أبو هلال
و هو لين " . و قال الهيثمي عقبه في " زوائده " : " قلت : شاهده يعضده من حديث
سعد و عثمان " .
قلت : و أبو هلال اسمه محمد بن سليم و هو صدوق فيه لين كما في " التقريب " .
و قال في " مجمع الزوائد " ( 10 / 27 ) : " رواه الطبراني في " الكبير "
و " الأوسط " و فيه محمد بن سليم أبو هلال , و قد وثقه جماعة و فيه ضعف و بقية
رجالهما رجال الصحيح , و رواه البزار " .
قلت : شيخ الطبراني محمد بن محمد التمار ليس من رجال الصحيح لكن تابعه شيخا
البزار روح بن حاتم و أحمد بن العلاء الآدمي , و الأول ضعيف و الآخر لم أجد له
ترجمة .
4 - و أما حديث ابن عباس فيرويه أبو مسلم صاحب الدولة عن محمد ابن علي بن عبد
الله بن عباس عن أبيه عن جده عبد الله بن عباس . أخرجه تمام في " الفوائد "
( رقم 1029 ) و أبو نعيم في " تاريخ أصبهان " ( 2 / 109 ) و لم يذكر في أبي
مسلم هذا جرحا و لا تعديلا .

ساجدة لله
2010-10-18, 07:00 AM
1179 " أدوا صاعا من طعام " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 175 :

أخرجه البيهقي ( 4 / 167 ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 3 / 12 و 6 / 262 ) من
طريق عبد الله بن الجراح حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن أبي رجاء العطاردي عن
# ابن عباس # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم . و قال : " غريب من حديث
حماد و أيوب و لا أعلم له راويا إلا عبد الله بن الجراح " .
قلت : و هو صدوق كما قال أبو زرعة , و قال النسائي : " ثقة " . و ذكره ابن حبان
في " الثقات " و قال : " مستقيم الحديث " . و أما أبو حاتم فقال : " كان كثير
الخطأ و محله الصدق " .
قلت : فهو حسن الحديث إن شاء الله تعالى .
( تنبيه ) و المراد بالطعام هنا ما سوى القمح فإنه يجزيء فيه نصف الصاع لحديث
عبد الله بن ثعلبة بن أبي صعير المتقدم ( 1177 ) بلفظ : " أدوا صاعا من بر أو
قمح بين اثنين ... " . و يشهد له عدة أحاديث منها حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن
جده مرفوعا . " ... مدان من قمح أو صاع مما سواه من الطعام " . أخرجه الدارقطني
( 220 و 221 ) من طريقين عن ابن جريج عنه . و منها حديث أوس بن الحدثان مرفوعا
بلفظ : " أخرجوا زكاة الفطر صاعا من طعام " . لكن إسناده ضعيف جدا و فيه زيادة
منكرة و لذلك أخرجته في الكتاب الآخر ( 2116 ) .
1180 " إن روح القدس لا يزال يويدك ما نافحت عن الله و رسوله " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 176 :

أخرجه مسلم ( 7 / 164 - 165 ) عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن # عائشة # أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال : " اهجوا قريشا فأنه أشد عليها من رشق بالنبل " .
فأرسل إلى ابن رواحة فقال : اهجهم , فهجاهم فلم يرض , فأرسل إلى كعب بن مالك ,
ثم أرسل إلى حسان بن ثابت , فلما دخل عليه قال حسان : قد آن لكم أن ترسلوا إلى
هذا الأسد الضارب بذنبه , ثم أدلع لسانه فجعل يحركه , فقال : و الذي بعثك بالحق
لأفرينهم بلساني فري الأديم , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تعجل
فإن أبا بكر أعلم قريش بأنسابها و إن لي فيهم نسبا حتى يلخص لك نسبي " . فأتاه
حسان ثم رجع فقال : يا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد لخص لي نسبك و الذي
بعثك بالحق لأسلنك منهم كما تسل الشعرة من العجين , قالت عائشة : فسمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول لحسان : الحديث . و قالت : سمعت رسول الله صلى
الله عليه وسلم يقول : " هاجهم حسان فشفى و اشتفى " . قال حسان :
هـجـوت مـحمـدا فأجبت عنـه و عند الله في ذاك الجــزاء
هــجوت محمـدا برا حـنيفـا رسـول اللـه شيمته الوفــاء
فإن أبـي و والده و عرضــي لعرض مـحمـد مـنكم وقــــاء
ثكلـت بنيتي إن لم تـروهـا تثير النقع من كنفي كـــداء
يبـارين الأعـنة مصـعــدات على أكتافها الأسل الضمــاء
تـظـل جـيادنا مـتمــطـرات تلطـمهـن بالخمـر النســـاء
فإن أعرضتموا عنا اعتمرنا و كان الفتح و انكشف الغطاء
و إلا فاصبروا لضراب يــوم يعــز اللـه فيـه من يشــاء
و قال الله قد أرسـلت عبدا يــقـول الحـق ليس به خفـاء
و قال الله قد يســرت جندا هـم الأنصار عرضتها اللقـاء
يلاقــي كل يوم من مـعـــد سـباب أو قـتال أو هجــــاء
فمن يـهـجو رسول الله منكم و يـمدحـه و ينصـره ســـواء
و جـبريـل رسول الله فينـا و روح القـدس ليـس له كفـاء
و للحديث طريق أخرى عن عائشة مختصرا بلفظ : " إن الله يؤيد ... " . و قد مضى .
و له شاهد بلفظ : " إن روح القدس معك ما هاجيتهم " . أخرجه الحاكم ( 3 / 487 )
من طريق عيسى بن عبد الرحمن حدثنا عدي بن ثابت عن البراء بن عازب قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم لحسان بن ثابت : فذكره . و قال : صحيح . و أقره
الذهبي . و هو كما قالا . و قد رواه غير عيسى عن عدي و غيره بلفظ : ( اهج
المشركين ) . كما يأتي .
1181 " أدخل الله عز وجل الجنة رجلا كان سهلا مشتريا و بائعا و قاضيا و مقتضيا " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 177 :

أخرجه البخاري في " التاريخ الكبير " ( 3 / 2 / 267 ) و النسائي ( 2 / 234 )
و ابن ماجة ( 2 / 20 - 21 ) و أحمد ( 1 / 58 و 67 و 70 ) و الخرائطي في " مكارم
الأخلاق " ( ص 54 ) من طريق عطاء بن فروخ عن # عثمان بن عفان # قال : قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : و رجاله ثقات رجال الشيخين غير عطاء بن فروخ فوثقه ابن حبان فقط , و روى
عنه اثنان . و ذكر علي بن المديني في " العلل " أنه لم يلق عثمان رضي الله عنه
. و بالانقطاع أعله البوصيري في " الزوائد " ( 136 / 2 ) . و أخرجه الطيالسي في
" مسنده " ( 1 / 262 / 1307 ) : حدثنا شعبة عن عمرو بن دينار عن رجل عن عثمان
به . و هو رواية لأحمد . و لعل هذا الرجل هو ابن فروخ هذا . لكن للحديث شاهد
بلفظ : " غفر الله لرجل ممن كان قبلكم كان سهلا إذا باع سهلا إذا اشترى سهلا
إذا اقتضى " . أخرجه الترمذي ( 1 / 248 ) و البيهقي ( 5 / 357 - 358 ) و أحمد
( 3 / 340 ) من طريق زيد بن عطاء بن السائب عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد
الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره . و قال الترمذي : " حديث
صحيح حسن غريب من هذا الوجه " .
قلت : و إسناده حسن , رجاله ثقات معروفون غير زيد هذا فقال أبو حاتم : ليس
بالمعروف . و ذكره ابن حبان في الثقات " , و قد روى عنه جمع . ( أنظر الاستدراك
178 / 7 ) .
1182 " ادفعوها إلى خالتها , فإن الخالة أم " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 178 :

أخرجه أبو داود ( 1 / 530 - الحلبية ) و الحاكم ( 3 / 120 ) و اللفظ له و أحمد
( 1 / 88 و 115 ) من طرق عن إسرائيل عن إسحاق عن هبيرة بن يريم و هانيء بن
هانيء عن # علي # قال : " لما خرجنا من مكة اتبعنا ابنة حمزة فنادت : يا عم يا
عم ! فأخذت بيدها فناولتها فاطمة قلت : دونك ابنة عمك , فلما قدمنا المدينة
اختصمنا فيها أنا و زيد و جعفر , فقلت : أنا أخذتها و هي ابنة عمي , و قال زيد
: ابنة أخي , و قال جعفر : ابنة عمي و خالتها عندي , فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم لجعفر : أشبهت خلقي و خلقي , و قال لزيد : أنت أخونا و مولانا ,
و قال لي : أنت مني و أنا منك , ادفعوها ... فقلت : ألا تزوجها يا رسول الله ?
قال : " إنها ابنة أخي من الرضاعة " . و قال الحاكم : " صحيح الإسناد و لم
يخرجاه بهذه الألفاظ و إنما اتفقا على حديث أبي إسحاق عن البراء مختصرا " .
قلت : أبو إسحاق هو السبيعي و كان اختلط لكن له طريق أخرى عند أبي داود و
الطحاوي في " المشكل " ( 4 / 174 ) و الحاكم ( 3 / 211 ) عن يزيد بن الهاد عن
محمد بن نافع بن عجير عن أبيه نافع عن علي بن أبي طالب به نحوه . و فيه :
" و أما الجارية فادفعي بها لجعفر فإن خالتها عنده و إنما الخالة أم " . و قال
الحاكم : " صحيح على شرط مسلم " . كذا قال , و نافع بن عجير ليس من رجال مسلم ,
و قد اختلف في إسناده كما في ترجمته من " التهذيب " . و للحديث شاهد مرسل قوي
بلفظ : " الخالة أم " .‎رواه ابن سعد ( 4 / 35 - 36 ) عن جعفر بن محمد عن أبيه
قال : إن ابنة حمزة لتطوف بين الرجال ,‎إذا أخذ علي بيدها فألقاها إلى فاطمة في
هودجها , قال : فاختصم فيها علي و جعفر و زيد بن حارثة حتى ارتفعت أصواتهم ,
فأيقظوا النبي صلى الله عليه وسلم من نومه , قال : هلموا أقضي بينكم فيها و في
غيرها , فقال علي : ابنة عمي و أنا أخرجتها و أنا أحق بها , و قال جعفر : ابنة
عمي و خالتها <1> عندي , و قال زيد : ابنة أخي , فقال في كل واحد قولا راضيا ,
فقضى بها لجعفر و قال : ( فذكره ) , فقام جعفر فحجل حول النبي صلى الله عليه
وسلم - دار عليه - فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ما هذا ? قال : شيء رأيت
الحبشة يصنعونه بملوكهم .
قلت : و سنده صحيح لولا أنه مرسل .

-----------------------------------------------------------
[1] خالتها أسماء بنت عميس , و أمها سلمى بنت عميس . اهـ .