والله انا مكسّل أرد لأن الآية واضحة لكل عاقل ، ولا ينتقدها إلا منكوس الفطرة .. ويكفي نقل الرد كوبي وبيست .
يقول الإمام ابن كثير في تفسيرها :
قَوْله تَبَارَكَ وَتَعَالَى" وَجَزَاء سَيِّئَة سَيِّئَة مِثْلهَا " كَقَوْلِهِ تَعَالَى " فَمَنْ اِعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اِعْتَدَى عَلَيْكُمْ" وَكَقَوْلِهِ " وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ " الْآيَة فَشَرَعَ الْعَدْل وَهُوَ الْقِصَاص وَنَدَبَ إِلَى الْفَضْل وَهُوَ الْعَفْو كَقَوْلِهِ جَلَّ وَعَلَا " وَالْجُرُوح قِصَاص فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَة لَهُ " وَلِهَذَا قَالَ هَهُنَا " فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْره عَلَى اللَّه " أَيْ لَا يَضِيع ذَلِكَ عِنْد اللَّه كَمَا صَحَّ ذَلِكَ فِي الْحَدِيث " وَمَا زَادَ اللَّه تَعَالَى عَبْدًا بِعَفْوٍ إِلَّا عِزًّا " وَقَوْله تَعَالَى " إِنَّهُ لَا يُحِبّ الظَّالِمِينَ " أَيْ الْمُعْتَدِينَ وَهُوَ الْمُبْتَدِئ بِالسَّيِّئَةِ.
وفي تفسير الطبري :
وَقَوْله : { وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلهَا } وَقَدْ بَيَّنَّا فِيمَا مَضَى مَعْنَى ذَلِكَ , وَأَنَّ مَعْنَاهُ : وَجَزَاء سَيِّئَة الْمُسِيء عُقُوبَته بِمَا أَوْجَبَهُ اللَّه عَلَيْهِ , فَهِيَ وَإِنْ كَانَتْ عُقُوبَة مِنَ اللَّه أَوْجَبَهَا عَلَيْهِ , فَهِيَ مَسَاءَة لَهُ
ثم إن المثلية في القصاص لا تستلزم أن تكون العقوبة من جنس فعل المقتص منه كما يتوهم أنطونيوس ..
قال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله :
(( فإن الأمور : منها: ما يُباح القصاص فيه، كالقتل وقطع الطريق وأخذ المال، ومنها: ما لا يباح فيه القصاص، كالفواحش والكذب ونحو ذلك، قال الله تعالى في الأول: {وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا} [سورة الشورى آية: 40] وقال: {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ}[سورة النحل آية: 126] فأباح الاعتداء والعقوبة بالمثل، فلما قال صلى الله عليه وسلم هنا "ولا تخن من خانك" 1 علم أن هذا مما لا يباح فيه العقوبة بالمثل.))
وقال الإمام بن القيم رحمه الله :
(( الجناية على العرض : فإن كان حرامًا في نفسه كالكذب عليه وقذفه وسب والديه ، فليس له أن يفعل به كما فعل به اتفاقـًا ))
فمن تعرض للسرقة .. لا يحل له أن يقتص لنفسه بأن يسرق هو أيضا شيئا ما من السارق ! .. ومن تم اغتصاب زوجته .. لا يحل له أن يقتص لنفسه بأن يغتصب زوجة المغتصب ! .. وهكذا ..
فالمثلية في القصاص ليست كما توهمها أنطونيوس "رد الشر بالشر"..
في المشاركة التالية أضع بعض النصوص من البايبل .. وقبل ذلك أنصحك يا أنطونيوس - وصدقني هي من أفضل النصائح التي قد تتلقاها من أحدهم يريد بك الخير - .. نصيحتي لك هي أن تترك تماما الحوارات والمناظرات مع المسلمين وكل شيئ يتعلق بحوار الأديان وتذهب إلى غرفتك وتغلق على نفسك الباب وتبدأ في قراءة كتابك المقدس ! .. فقط أنت والكتاب المقدس .. فأنت مع احترامي جاهل جهلا فظيعا به .. عيب وعار أن يكون المرء عالما بمطاعن كثيرة في دين المسلمين وجاهلا بدينه كثيرا إلى هذه الدرجة ..
وإن قمت بما نصحتك به .. فصدقني .. ستخرج من غرفتك وأنت إما ملحد وإما لاديني .. وبعدها تعالى إلينا هنا في منتدى البشارة لنحاورك إن شاء الله تعالى في أدلة وجود الخالق سبحانه وتعالى وأدلة النبوة وصحة الإسلام !! .. نرجو لك ألا تكون ممن قال فيهم الله سبحانه وتعالى :
{ الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا }{الكهف:104}
المفضلات