أعتقد أن الشيخ يقصد تحصيل شروط الصحيح والسلامة من العلة في الإسناد تحديداًأخي السيوطي أظن أن مقصود الشيخ رحمه الله هو سلامة الاسناد في الظاهر و ذلك بالنظر إليه منفرداً أي أن الاسناد يخلو مما يقدح في عدالة و ضبط الرواة و يخلو كذلك مما قد يقدح في سلامة اتصاله ( الشروط الثلاثة اللازمة للحكم الأولي على صحة الاسناد ) و لا يعني هذا أن الشيخ يجزم بخلوه من الشذوذ و العلة التي لا تظهر إلا بجمع طرق الحديث و تحقيقها .
لأننا نعلم من دروس الشيخ وكتاباته أن سلامة الإسناد لا تعني سلامة المتن والعكس
الكتاب :النكت على ابن الصلاح
المؤلف : ابن حجر العسقلاني
صفحة :474
(( قوله : السابع : قولهم : هذا حديث صحيح الإسناد دون قولهم حديث صحيح ، لأنه قد يقال : صحيح الإسناد و لا يصح أي المتن لكونه أي الإسناد شاذا" أو معللا" ، قال : غير أن المصنف المعتمد منهم إذا اقتصر على ذلك و لم يقدح فيه ، فالظاهر منه الحكم له بأنه صحيح ، لأن عدم العلة و القادح هو الأصل .
قلت ( ابن حجر ) : لا نسلم أن عدم العلة هو الأصل ، إذ لو كان هو الأصل ما اشترط عدمه في الصحيح ، فإذا كان قولهم : صحيح الإسناد يحتمل أن يكون مع وجود العلة لم يتحقق عدم العلة ، فكيف يحكم له بالصحة ؟؟ ))
و بناءً عليه فإن قولك أخي أن العلة تتعلق بالمتن فقط عند سلامة الاسناد أظنه مجانباً للصواب لأن العلة قد تكون في الاسناد كذلك و إن كان ظاهره السلامة من العلة و لا سبيل لمعرفة العلة إلا بجمع طرق الحديث و مقابلتها فعندها قد تتبين العلة التي قد تتعلق بالاسناد أيضاً كوصل مرسل أو ارسال موصول أو كوقف مرفوع أو رفع موقوف .
الخلاصة
القول عن حديث اسناده صحيح هو حكم أولي يصدره المحدث على الحديث بعد فراغه من دراسة الشروط الثلاثة ( أعني عدالة الرواة و ضبطهم و اتصال السند ) و المحدث عندما يطلق هذا الحكم يطلقه نظراً لصعوبة جمع طرق الحديث ثم النظر فيها و لصعوبة استكمال مراحل الحكم على الحديث .
و عليه يجب التنبيه أن هذا الحكم ليس حكماً نهائياً و لهذا يجب التفريق أن قول المحدث اسناده صحيح هو حكم بتوافر ثلاثة شروط فقط و بين قول المحدث حديث صحيح هو حكم بعد استكمال خطوات التصحيح . ( لمزيد فائدة مراجعة كتاب الاتصال و الانقطاع للشيخ إبراهيم اللاحم )
هذا و الله أعلى و أعلم
المفضلات