الرافضي ( أدب الحوار )
كلامك هذا يؤكد مدى العجز الذي وصلت إليه فأنا أثبت و لله الحمد من الآيات الكريمة و الأحاديث الشريفة بأن البغي لا يعد دليلاً على خروج فئة من الإيمان و دخولها في الكفر كما تدّعي باطلاً و من يدقق في كلامك هذا يتاكد تمام التأكد بتهافت دعواك الهشة .
بالنسبة لوصف ( يدعونه إلى النار ) فقد بيّنت مسبقاً معنى هذا الوصف و لكن الرافضي يأبى إلا أن يقول أن تأويل هذه العبارة غير صحيح هكذا دون أن يذكر أي أدلة تؤيد كلامه المتهافت .
على كلٍ معنى عبارة يدعونه إلى النار كما قلنا لك في مشاركة سابقة
لا شك هذا تلبيس من الرافضي فمعنى يدعوهم إلى الجنة أي يدعوهم إلى طاعة ولي الأمر و هو أمير المؤمنين علي بن أبي طالب فطاعة ولي الأمر من طاعة رسول الله و من يطع رسول الله فقد أطاع الله ، و الداعي إلى طاعته داع إلى الجنة و الداعي إلى مقاتلته داع إلى النار فعصيان ولي الأمر من الأسباب التي تدعو إلى النار .
قال الإمام المناوي في فيض القدير
(( ( ويح عمار ) بالجر على الإضافة وهو ابن ياسر ( تقتله الفئة الباغية ) قال القاضي في شرح المصابيح : يريد به معاوية وقومه اه وهذا صريح في بغي طائفة معاوية الذين قتلوا عمارا في وقعة صفين وأن الحق مع علي وهو من الإخبار بالمغيبات ( يدعوهم ) أي عمار يدعو الفئة وهم أصحاب معاوية الذين قتلوه بوقعة صفين في الزمان المستقبل ( إلى الجنة ) أي إلى سببها وهو طاعة الإمام الحق ( ويدعونه إلى ) سبب ( النار ) وهو عصيانه ومقاتلته قالوا وقد وقع ذلك في يوم صفين دعاهم فيه إلى الإمام الحق ودعوه إلى النار وقتلوه فهو معجز للمصطفى وعلم من أعلام نبوته ))
و قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى
(( وهذا أيضا يدل على صحة إمامة علي ووجوب طاعته وأن الداعى إلى طاعته داع إلى الجنة والداعي إلى مقاتلته داع إلى النار وإن كان متأولا وهو
دليل على أنه لم يكن يجوز قتال علي وعلى هذا فمقاتله مخطىء وإن كان متأولا أو باغ بلا تأويل وهو أصح القولين لأصحابنا وهو الحكم يتخطئه من قاتل عليا وهو مذهب الأئمة الفقهاء الذين فرعوا على ذلك قتال البغاة المتأولين ))
فكما تبين فإن البغي في الحقيقة دعوة إلى النار و إن لم يقصد صاحبها ذلك فالبغي معصية و كل المعاصي من الأسباب التي تؤدي إلى النار كما أن الطاعات من الأسباب التي تؤدي إلى الجنة . و المعاصي قد تزول بحسنات ماحية او بشفاعة مقبولة أو مصائب مكفرة .
أخيراً بالنسبة لنبرة الاساءة المزعومة فالرافضي يبدو أنه لا ينظر إلى كلماته بحق الإخوة فهو صاحب طرف أعور و لكن الهدف من كلماته هذه التشويش بعد أن ألقمناه حجراً .
المفضلات