المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : السلسلة الضعيفة



الصفحات : 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 [12] 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64

صفاء
2008-04-10, 01:46 AM
700 - " أيما ناشئ نشأ في طلب العلم و العبادة حتى يكبر و هو على ذلك أعطاه الله يوم
القيامة ثواب اثنين و سبعين صديقا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 140 ) :

ضعيف جدا .

رواه تمام ( 29 / 112 / 1 رقم 2428 ) و ابن عبد البر في " جامع
العلم " ( 1 / 82 ) من طريق يوسف بن عطية قال : أخبرنا مرزوق - و هو أبو عبد
الله الحمصي - عن مكحول عن أبي أمامة مرفوعا . قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا
، من أجل يوسف بن عطية و هو الصفار البصري قال البخاري : " منكر الحديث " . و
قال النسائي و الدولابي : " متروك " . و من طريقه رواه الطبراني في " الكبير "
كما في " المجمع " ( 1 / 125 ) ثم قال : " و هو متروك الحديث " . و نقل المناوي
في " فيض القدير " عن " ميزان الذهبي " أنه قال : " هذا منكر جدا " . قلت : و
هذا صواب و لكن لم أره في ترجمة يوسف بن عطية من " الميزان " فلينظر .
(1/27)
________________________________________

701 - " كان نقش خاتم سليمان : لا إله إلا الله ، محمد رسول الله " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 140 ) :

موضوع .

رواه العقيلي في " الضعفاء " ( 185 ) و ابن عدي ( 198 / 1 ) و تمام
الرازي ( 6 / 111 / 1 ) و ابن عساكر ( 7 / 288 / 1 ) من طريق شيخ بن أبي خالد
البصري : حدثنا حماد بن سلمة عن عمرو بن دينار عن جابر مرفوعا . ساقه
العقيلي في ترجمة شيخ هذا و ساق له حديثين آخرين يأيتان قريبا ، ثم قال : "
كلها مناكير ليس لها أصل إلا من حديث هذا الشيخ " . و قال ابن عدي فيها : "
بواطيل " . و قال ابن حبان ( 1 / 360 ) : " لا يجوز الاحتجاج به بحال " . ثم
ساق له ثلاثة أحاديث هذا أحدها . ثم قال : " ثلاثتها موضوعات ، لا رسول الله
صلى الله عليه وسلم قاله ، و لا جابر رواه ، و لا عمرو حدث به ، و لا حماد بن
سلمة " ، و الثاني من الأحاديث الثلاثة يأتي بعد حديث . و قال الذهبي في ترجمته
: " شيخ مجهول دجال ، قال الحاكم : روى عن حماد بن سلمة أحاديث موضوعات في
الصفات و غيرها " . ثم قال الذهبي : " فمن أباطيله عن حماد ..... " فذكر له هذا
الحديث و الذي بعده . و الحديث أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " من رواية ابن
عدي ثم قال : ( 1 / 201 ) : " لا يصح ، شيخ يروي الأباطيل ، لا يحتج به " . و
تعقبه السيوطي بأنه ورد من طريق آخر عن عبادة بن الصامت . قلت : و فيه متهم فلا
طائل من هذا التعقب كما يأتي بعده . و روي موقوفا على ابن عباس ! أخرجه السهمي
في " تاريخ جرجان " ( 169 ) ، و فيه داود بن سليمان الجرجاني و هو كذاب . و أما
حديث عبادة فهو : " كان فص خاتم سليمان بن داود سماويا ، فألقي إليه فأخذه
فوضعه في خاتمه ، و كان نقشه : أنا الله لا إله إلا أنا ، محمد عبدي و رسولي "
.
(1/28)
________________________________________

702 - " إن الرجل إذا ولي ولاية تباعد الله عز وجل منه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 140 ) :

لا أصل له .

ذكره الغزالي في " الإحياء " ( 2 / 129 ) من حديث أبي ذر
مرفوعا ، فقال الحافظ العراقي في " تخريجه " : " لم أقف له على أصل " .
(1/29)
______________________________________

703 - " كان فص خاتم سليمان بن داود سماويا ، فألقي إليه فأخذه فوضعه في خاتمه ، و
كان نقشه : أنا الله لا إله إلا أنا ، محمد عبدي و رسولي " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 141 ) :

موضوع .


رواه الطبراني و عنه ابن عساكر ( 7 / 288 / 1 ) عن مخلد الرعيني :
حدثنا حميد بن محمد الحمصي عن أرطاة بن المنذر عن خالد بن معدان عن عبادة بن
الصامت مرفوعا . ذكره السيوطي في " اللآليء " ( 1 / 171 ) شاهدا للحديث الذي
قبله فأساء ، لأن الرعيني هذا قال ابن عدي : " حدث بالأباطيل " ثم ذكر له من
أباطيله حديثين سبق أحدهما و هو " التراب ربيع الصبيان " رقم ( 410 ) . و الآخر
يأتي بعد برقم ( 1252 ) إن شاء الله تعالى . و حميد بن محمد الحمصي لم أجده . و
الله أعلم .
(1/30)
________________________________________

704 - " أهل الجنة جرد إلا موسى بن عمران ، فإن له لحية إلى سرته " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 142 ) :

باطل .

رواه العقيلي في " الضعفاء " ( 185 ) و ابن عدي ( 198 / 1 ) و
الرازي في " فوائده " ( 6 / 111 / 1 ) عن شيخ بن أبي خالد البصري : حدثنا حماد
بن سلمة عن عمرو بن دينار عن جابر مرفوعا . و قال العقيلي : " منكر ليس له
أصل إلا من حديث هذا الشيخ " . و قال ابن عدي بعد أن ساق له أحاديث أخرى : " و
هذه بواطيل كلها " . قلت : و هو متهم بالوضع ، و قد ذكر له الذهبي أباطيل هذا
أحدها ، و الثاني سبق قبله بحديث . و هذا الحديث أورده ابن الجوزي في "
الموضوعات " من رواية ابن عدي عن شيخ به . و قال ( 3 / 258 ) : " قال ابن حبان
: موضوع ، شيخ بن أبي خالد كان يروي عن الثقات المعضلات لا يحتج به بحال " . و
أقره السيوطي في " اللآلئ " ( 2 / 456 ) .
(1/31)
________________________________________

706 - " كان إذا سمع المؤذن قال : ( حي على الفلاح ) قال : اللهم اجعلنا مفلحين " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 143 ) :

موضوع .

رواه ابن السني في " عمل اليوم و الليلة " ( رقم 90 ) عن أبي داود
سليمان بن سيف : حدثنا عبد الله بن واقد عن نصر بن طريف عن عاصم بن بهدلة عن
أبي صالح عن معاوية بن أبي سفيان مرفوعا . قلت : و هذا إسناد موضوع ، آفته
نصر بن طريف ، قال النسائي و غيره : " متروك الحديث " . و قال يحيى بن معين : "
من المعروفين بوضع الحديث " . و قال الفلاس : " و ممن أجمع عليه أهل العلم <1>
أنه لا يروى عنهم قوم منهم نصر هذا " . و عبد الله بن واقد هو الحراني ، و هو
ضعيف جدا ، قال البخاري : " تركوه منكر الحديث " . و قال في موضع آخر : " سكتوا
عنه " . و قال النسائي : " ليس بثقة " . و ضعفه الجريري جدا . و سليمان بن سيف
( و في الأصل : يوسف خطأ ) هو الحراني ثقة ، فالآفة ممن فوقه . و من عجائب
السيوطي أنه أورد الحديث برواية ابن السني هذه في " الدرر المنتثرة " ( ص 86 )
و سكت عليه مع أنه ألفه لأجل " بيان حال الأحاديث التي اشتهرت على ألسنة العامة
و من ضاهاهم من الفقهاء الذين لا علم لهم بالحديث " ! و أسوأ من ذلك أنه أورده
في " الجامع الصغير من حديث البشير النذير " !

-----------------------------------------------------------
[1] وقع في " الميزان " و اللسان " : " ...... من أهل الكذب ..... " و هو خطأ
فاحش ، صححته من " الجرح و التعديل " . اهـ .
(1/32)
________________________________________

707 - " كان إذا اهتم قبض على لحيته " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 143 ) :

ضعيف .

رواه ابن حبان في " الضعفاء " ( 1 / 345 ) و تمام الرازي في "
فوائده " ( 6 / 111 ) : أخبرنا أبو عبد الله جعفر بن محمد بن جعفر بن هشام
الكندي ابن بنت عديس : حدثنا أبو زيد الحوطي : حدثنا محمد بن مصعب : حدثنا
الأوزاعي عن الزهري عن أبي سلمة عن عائشة مرفوعا . قلت : و هذا إسناد ضعيف
، جعفر بن محمد هذا لم أجد له ترجمة . و أبو زيد الحوطي اسمه أحمد بن عبد
الرحيم قال ابن القطان : " لا يعرف حاله " . و محمد بن مصعب هو القرقساني ضعيف
لكثرة خطأه ، و قال ابن حبان : " يروي عن الثقات ما لا أصل له من حديث الأثبات
" . قلت : لكنه عند ابن حبان من طريق أبي حريز سهل مولى المغيرة عن الزهري عن
أبي سلمة عن أبي هريرة به . و قال : " أبو حريز يروي عن الزهري العجائب " . و
الحديث أورده السيوطي في " الجامع " بنحوه من رواية ابن السني و أبي نعيم في "
الطب " عن عائشة ، و أبي نعيم عن أبي هريرة " . و لم يتكلم شارحه المناوي على
حديث عائشة بشيء ، و قد عرفت علته ، و إنما حصر كلامه في حديث أبي هريرة فقال :
" قال الزين العراقي : إسناده حسن ا هـ . لكن أورده في " الميزان " و " لسانه "
في ترجمة سهل مولى المغيرة من حديث أبي هريرة فقال : قال ابن حبان : لا يحتج به
، يروي عن الزهري العجائب ، و رواه البزار عن أبي هريرة قال الهيثمي : و فيه
رشدين ضعفه الجمهور " . قلت : و هو في " زوائد البزار " ( ص 25 - 26 ) من طريق
رشدين بن سعد عن عقيل عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة به . و رواه ابن عدي
( ق 188 / 2 ) عن سهل المتقدم عن ابن شهاب الزهري عن أبي سلمة عن عائشة . و قال
: " سهل عامة ما يرويه لا يتابع عليه و هو إلى الضعف أقرب منه إلى الصدق " . و
بالجملة فالحديث ضعيف من جميع طرقه ، لضعف رواته و اضطرابهم في إسناده . و روى
عن عائشة بلفظ : " كان إذا اشتد غمه مسح بيده على رأسه و لحيته و تنفس صعداء ،
و قال حسبي الله و نعم الوكيل ، فيعرف بذلك شدة غمه " . رواه أبو بكر الكلاباذي
في " مفاتيح المعاني " ( 258 / 2 ) : حدثنا أبو بكر محمد عبد الله الفقيه :
حدثنا أبو بكر محمد بن إسماعيل بن علي : حدثنا أبو سفيان الغنوي : حدثنا أحمد
بن الحارث : حدثتني أمي أم الأزهر عن سدرة مولاة ابن عامر قالت : سمعت عائشة
تقول : فذكره مرفوعا . قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا ، آفته أحمد بن الحارث قال
أبو حاتم : " متروك الحديث " . و قال البخاري : " فيه نظر " . و من فوقه لم أجد
من ذكرهما . و الحديث حسن إسناده الهيثمي في " أسمى المطالب " ( 46 / 1 ) فلعله
بزعمه لطرقه ! أو تقليدا منه للعراقي !
(1/33)
________________________________________

708 - " كان لا يقعد في بيت مظلم حتى يضاء له بسراج " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 144 ) :

موضوع .

ابن سعد ( 1 / 387 ) و تمام ( 9 / 141 / 1 ) من طريق يحيى بن يمان
عن سفيان عن جابر عن أم محمد عن عائشة مرفوعا . قلت : و هذا موضوع ، و آفته
جابر ، و هو ابن يزيد الجعفي ، و هو كذاب كما قال أبو حنيفة و ابن معين و
الجوزجاني و غيرهم . و أم محمد هذه لم أعرفها ، و لعلها زوجة زيد بن جدعان . و
يحيى بن يمان ضعيف من قبل حفظه ، و لكن الحديث أورده الذهبي عن أبي محمد عن
عائشة به . ثم قال : " رواه إبراهيم بن شماس عن يحيى القطان عن سفيان عن جابر
الجعفي عن أبي محمد ، قال ابن حبان : و جابر قد تبرأنا من عهدته ، و أبو محمد
هذا لا يجوز الاحتجاج به " . قلت : فقد تابع يحيى بن يمان يحيى القطان ، فالآفة
من جابر أو شيخه . و الحديث أورده في " الجامع الصغير " من رواية ابن سعد في
الطبقات " عن عائشة ، و تعقبه المناوي بقول ابن حبان المذكور آنفا . و ذكر أن
البزار رواه أيضا . و بالجملة فالحديث موضوع بهذا الإسناد و الله أعلم ! ثم
رأيت الحديث في " المجمع " ( 8 / 60 - 61 ) و قال : " رواه البزار ، و فيه جابر
بن يزيد الجعفي و هو متروك " .
(1/34)
________________________________________

709 - " إنما حر جهنم على أمتي كحر الحمام " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 145 ) :

موضوع .

رواه الطبراني في " المعجم الأوسط " قال : " حدثنا محمد بن عبد
الرحمن بن ريسان : حدثنا محمد بن الواقدي : حدثنا شعيب بن طلحة بن <1> عبد الله
بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق : حدثني أبي ، عن أبيه عن جده عن أبي بكر
مرفوعا . نقلته من " الميزان " ، أورده في ترجمة الواقدي . قلت : و هذا سند
هالك ، و فيه آفات و علل : 1 - طلحة بن عبد الله ، مجهول الحال ، قال يعقوب بن
شيبة : " لا علم لي به " ، و وثقه ابن حبان على قاعدته . 2 - شعيب بن طلحة ،
مثل أبيه ، قال ابن معين : " لا أعرفه " . و قال معن ( ابن عيسى ) : " لا يكاد
يعرف " . و تباين فيه رأي أبي حاتم ، و الدارقطني فقال الأول : " لا بأس به " !
و قال الآخر : " متروك " . 3 - الواقدي و هو كذاب كما قال الإمام أحمد ، و قال
ابن المديني و ابن راهويه و أبو حاتم و النسائي : " يضع الحديث " . 4 - ابن
ريسان قال الخطيب و محمد بن مسلمة : " كذاب " .
( تنبيه ) و ما سبق من أقوال الأئمة في الواقدي ، جرح مفسر لا خفاء فيه ، فلا
تلتفت بعد ذلك إلى محالة ابن سيد الناس في مقدمة كتابه " عيون الأثر " ( ص 17 -
21 ) المدافعة عنه اعتمادا منه على توثيق من وثقه ، ممن لم يتبين له حقيقة أمره
، و لا إلى قول ابن الهمام معبرا عن رأي الحنفية فيه : " و الواقدي عندنا حسن
الحديث " ، كما نقله الشيخ أبو غدة الكوثري ( ! ) في تعليقه على " قواعد في
علوم الحديث " للتهانوي ( ص 349 ) ، بمناسبة قول التهانوي هذا في صدد رده على
قول الحافظ في " الفتح " : " و قد تعصب مغلطاي للواقدي ، فنقل كلام من قواه و
وثقه ، و سكت عن ذكر من وهاه و اتهمه ، و هم أكثر عددا و أشد إتقانا ، و أقوى
معرفة من الأولين ... و قد أسند البيهقي عن الشافعي أنه كذبه " . فرده التهانوي
بقوله : " و لم يتعصب مغلطاي للواقدي ، بل استعمل الإنصاف ، فإن الصحيح في
الواقدي التوثيق " ! أقول : فلا تغتر بهؤلاء الذين مالوا إلى توثيقه ، فإنهم
خالفوا القاعدة المتفق عليها عند المحدثين أن الجرح المفسر مقدم على التعديل ،
و لعل الحنفية يقولون هنا كما قالوا فيما جرح به أبو حنيفة رحمه الله : إن مصدر
ذلك التعصب ! و بذلك طعنوا في أئمة المسلمين بغير حق ، في سبيل تخليص رجل منهم
مما قيل فيه بحق . فاعتبروا يا أولي الأبصار . و بعد كتابة ما سبق رأيت للشيخ
زاهد الكوثري كلاما حسنا حول جرح الواقدي اتبع هنا سبيل أئمة الحديث و أقوالهم
، فأرى أنه لا بأس من نقل كلامه ملخصا ، لا احتجاجا به - فليس هو عندنا في موضع
الحجة - و إنما ردا به على متعصبة الحنفية - و هو منهم - الذين لا يبالون
بمخالفة أقوال أئمة الحديث و نقاده ، إذا كان لهم في ذلك هوى ، كما فعل
التهانوي ، و قلده أبو غدة الكوثري ، مع أنه خلاف قول شيخه الكوثري الذي يفخر
بالانتساب إليه ، فقد قال في " مقالاته " ( ص 41 - 44 ) في صدد رده على من احتج
بحديث الواقدي المتقدم برقم ( 14 ) : " انفرد بروايته من كذبه جمهرة أئمة النقد
بخط عريض ، فقال النسائي في " الضعفاء " : الكذابون المعروفون بالكذب على رسول
الله صلى الله عليه وسلم أربعة : الواقدي بالمدينة . و قال البخاري : قال أحمد
: الواقدي كذاب . و قال ابن معين : ضعيف ليس بثقة . و قال أبو داود : لا أشك
أنه كان يفتعل الحديث . و قال أبو حاتم : كان يضع . كما في " تهذيب التهذيب " و
غيره . و جرح هؤلاء مفسر لا يحتمل أن يحمل التكذيب في كلامهم على ما يحتمل
الوهم كما ترى ، و إنما مدار الحكم على الخبر بالوضع أو الضعف الشديد من حيث
الصناعة الحديثية هو انفراد الكذاب أو المتهم بالكذب أو الفاحش الخطأ ، لا
النظر إلى ما في نفس الأمر ، لأنه غيب . فالعمدة في هذا الباب هي علم أحوال
الرواة ، و احتمال أن يصدق الكذاب في هذه الرواية مثلا احتمال لم ينشأ من دليل
فيكون وهما منبوذا " . و من الغرائب أن يغتر بتوثيق الواقدي بعض متعصبة الشافية
، ما سبب ذلك إلا غلبة الأهواء ، و الجهل بهذا العلم على كثير من الكتاب
كالدكتور البوطي الذي اعتمد على روايات الواقدي و صححها في كتابه " فقه السيرة
" ، كما تراه مفصلا في ردي عليه في رسالة مطبوعة ، فليراجعها من شاء . و قد قصر
الكلام على الحديث بعض الأئمة ! فأعله الهيثمي في " المجمع " ( 10 / 360 )
بالواقدي فقط ، فقال : " و هو ضعيف جدا " . و نقله عنه المناوي في " الفيض "
بإسقاط لفظ " جدا " ! و أغرب منه قول الحافظ السخاوي في " المقاصد " ( 206 ) :
" و رجاله موثقون ، إلا أنه نقل عن الدارقطني في شعيب أنه متروك ، و الأكثر على
قبوله " . قلت : و هذا قصور فاحش من مثل هذا الحافظ ، فكيف يصح إعلال الحديث
برجل مختلف فيه و لم يتهم ، و في الطريق إليه كذابان ؟! و ممن قصر فيه أيضا
الشيخ العجلوني في " كشف الخفاء " ( 1 / 213 ) ، فإنه نقل كلام السخاوي باختصار
، و أقره ! و لا عجب في ذلك فهو في الحديث ناقل مقلد ، و ليس بالعالم المجتهد .
أقول : و حري بمثل هذا الحديث الباطل أن لا يرويه إلا مثل هذين الكذابين ، فإنه
حديث خطير يقضي على باب كبير من أبواب التربية و الإصلاح في الشرع ، ألا و هو
باب الوعيد و ما فيه من الآيات و الأحاديث في إيعاد العصاة من هذه الأمة بالنار
الموقدة *( التي تطلع على الأفئدة )* ، و الأحاديث الصحيحة في بيان هذا كثيرة
جدا أذكر بعض ما يحضرني الآن منها على سبيل المثال : 1 - " ثلاث لا يكلمهم الله
يوم القيامة و لا ينظر إليهم و لا يزكيهم و لهم عذاب أليم : المسبل إزاره و
المنان الذي لا يعطي شيئا إلا منة ، و المنفق سلعته بالحلف الكاذب " . رواه
مسلم عن أبي ذر و هو مخرج في " إرواء الغليل " ( 892 ) و " تخريج الحلال " (
170 ) . 2 - " ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة و لا يزكيهم و لا ينظر إليهم و
لهم عذاب أليم : شيخ زان ، و ملك كذاب و عائل مستكبر " . رواه مسلم عن أبي
هريرة . 3 - قوله صلى الله عليه وسلم في حديث الشفاعة : " حتى إذا فرغ الله من
القضاء بين عباده و أراد أن يخرج من النار من أراد أن يخرج ممن كان يشهد أن لا
إله إلا الله أمر الله الملائكة أن يخرجوهم ، فيعرفونهم بعلامة آثار السجود ، و
حرم الله على النار أن تأكل من ابن آدم أثر السجود ، فيخرجونهم قد امتحشوا "
<2> رواه الشيخان عن أبي هريرة . و في حديث أبي سعيد : فيخرجون خلقا كثيرا قد
أخذت النار إلى نصف ساقيه ، و إلى ركبتيه و ... " . رواه مسلم . فهذه الأحاديث
و غيرها صريحة في بطلان هذا الحديث ، إذ كيف يكون العذاب أليما و هو كحر الحمام
؟! بل كيف يكون كذلك و قد أحرقتهم النار ، و أكلت لحمهم ، حتى ظهر عظمهم ؟! و
بالجملة فأثر هذا الحديث سيء جدا لا يخفى على المتأمل فإنه يشجع الناس على
استباحة المحرمات ، بعلة أن ليس هناك عقاب إلا كحر الحمام !

-----------------------------------------------------------
[1] الأصل : حدثنا ، و التصويب من " المقاصد الحسنة " و تراجم الرجال .
[2] أي احترقوا ، و المحش احتراق الجلد و ظهور العظم . كذا في " الفتح " . اهـ
.
(1/35)
________________________________________

710 - " كان يستعط بدهن الجلجان إذا وجع رأسه . يعني دهن السمسم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 148 ) :

لا يصح .

رواه المخلص ( 203 / 2 ) عن عثمان بن عبد الرحمن عن أبي جعفر عن
أبيه عن علي مرفوعا . قلت : و عثمان هذا هو الوقاصي و هو كذاب كما مضى
مرارا . و الحديث ذكره السيوطي في " الجامع " بنحوه من رواية ابن سعد عن أبي
جعفر مرسلا . و لم يتكلم عليه المناوي بشيء فإن كان في طريقه الوقاصي هذا
فالحديث موضوع ، و إلا فينظر فيه . ثم رأيت ابن سعد أخرجه في " الطبقات " : ( 1
/ 448 ) من طريق إسرائيل عن جابر عن أبي جعفر به نحوه و زاد : " و يغسل رأسه
بالسدر " . قلت : و جابر هو ابن يزيد الجعفي ، و هو متهم كما تقدم ( 708 ) .
(1/36)
************************************
يتبع ان شاء الله...

صفاء
2008-04-10, 01:55 AM
711 - " إذا سمعتم النداء فقوموا ، فإنها عزمة من الله " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 148 ) :


موضوع .

رواه أبو نعيم ( 2 / 174 ) عن أحمد بن يعقوب قال : حدثنا الوليد بن
سلمة عن يونس بن يزيد عن ابن شهاب الزهري عن سعيد ( الأصل أحمد و هو خطأ ) ابن
المسيب عن عثمان بن عفان مرفوعا . قلت : و هذا إسناد موضوع آفته الوليد بن
سلمة و هو الطبراني قال دحيم و غيره : " كذاب " . و قال ابن حبان : " يضع
الحديث على الثقات " . و أحمد بن يعقوب قال المناوي : " هو الترمذي ، قال
الدارقطني : لا أعرفه و يشبه أن يكون ضعيفا " .
(1/37)
________________________________________

712 - " نعم الرجل الفقيه ، إن احيتج إليه انتفع به ، و إن استغني عنه أغنى نفسه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 148 ) :

موضوع .

رواه ابن عساكر ( 13 / 173 / 1 ) عن عباد بن يعقوب الرواجني :
أنبأنا عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي : حدثني أبي عن أبيه عن جده عن
علي رفعه . قلت : و هذا موضوع آفته عيسى بن عبد الله هذا العلوي ، قال
الدارقطني : " متروك الحديث " ، و قال ابن حبان ( 2 / 119 ) : " يروي عن آبائه
أشياء موضوعة " . و ساق له الذهبي أحاديث ظاهر عليها الوضع ، و قال في أحدها :
" هذا لعله موضوع " . و من تلك الأحاديث : " كان يعجبه النظر إلى الحمام الأحمر
و الأترج " . و سيأتي برقم ( 1393 ) . و قد تساهل في عيسى هذا أبو حاتم الرازي
- على خلاف عادته ، فقال ابنه في " الجرح و التعديل " ( 3 / 1 / 280 ) عنه : "
لم يكن بقوي الحديث " .
(1/38)
________________________________________

713 - " كان إذا أخذ من شعره أو قلم أظفاره ، أو احتجم بعث به إلى البقيع فدفن " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 149 ) :

باطل .

قال ابن أبي حاتم ( 2 / 337 ) : " سئل أبو زرعة عن حديث رواه يعقوب
بن محمد الزهري عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت : فذكره . قال أبو
زرعة : " حديث باطل ليس له عندي أصل و كان حدثهم قديما في كتاب " الآداب " فأبى
أن يقرأه ، و قال : اضربوا عليه ، و يعقوب بن محمد هذا واهي الحديث " . و قال
الحافظ في " التقريب " : " صدوق كثير الوهم و الرواية عن الضعفاء " . قلت : و
لعل الآفة من بعض الضعفاء الذين تلقى هذا الحديث عنه فإنه لم يسمع من هشام بن
عروة بل لم يلحقه كما جزم بذلك الذهبي في حديث آخر له موضوع تقدم برقم ( 104 )
فراجعه .
(1/39)
________________________________________

714 - " النساء على ثلاثة أصناف ، صنف كالوعاء تحمل و تضع ، و صنف كالعر - و هو الجرب
- ، و صنف ودود ولود ، تعين زوجها على إيمانه ، فهي خير له من الكنز " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 149 ) :

منكر .

رواه تمام في " الفوائد " ( 206 / 2 ) عن عبد الله بن دينار عن عطاء
بن أبي رباح عن جابر مرفوعا ، و قال : " عبد الله بن دينار هو الحمصي " .
قلت : و هو ضعيف كما جزم به الحافظ في " التقريب " تبعا لغير واحد من الأئمة ،
و منهم أبو حاتم ، فقد قال ابنه في " العلل " ( 2 / 310 ) بعد أن ساق الحديث :
" و قال أبي ، هذا حديث منكر ، عبد الله بن دينار منكر الحديث " . بل قال
الدارقطني " ضعيف لا يعتبر به " .
(1/40)
________________________________________

715 - " نعم الفارس عويمر ، غير أنه - يعني - غير ثقيل " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 150 ) :

ضعيف .

أورده الحاكم ( 3 / 337 ) معلقا ، فقال : " و قيل : إن رسول الله
صلى الله عليه وسلم نظر إلى أبي الدرداء و الناس منهزمون كل وجه يوم أحد ، فقال
: ....... " فذكره . و كذلك علقه ابن سعد في " الطبقات " ( 7 / 392 ) فقال : "
قال محمد بن عمر : و روى بعضهم أن أبا الدرداء شهد أحدا ، و أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم نظر إليه ..... " . و قد روي مرسلا ، فقال الحافظ في ترجمة
عويمر من " الإصابة " ( 5 / 46 ) : " قال صفوان بن عمرو عن شريح بن عبيد : قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد : " نعم الفارس عويمر ، و قال : هو حكيم
أمتي " .
(1/41)
________________________________________

716 - " من لبس نعلا صفراء لم يزل في سرور ما دام لابسها ، و ذلك قول الله عز وجل *(
صفراء فاقع لونها تسر الناظرين )* " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 150 ) :


موضوع .

ذكره ابن أبي حاتم في " العلل " ( 2 / 319 ) فقال : رواه سهل بن
عثمان العسكري عن ابن العذراء عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس فذكره
موقوفا عليه و قال : " قال أبي هذا حديث كذب موضوع " . قلت : و أقره الحافظ ابن
حجر في " تخريج أحاديث الكشاف " ( ص 7 رقم 52 ) . و قال السيوطي في " الدر " (
1 / 78 ) : " أخرجه ابن أبي حاتم و الطبراني و الخطيب و الديلمي عن ابن عباس
قال : ... " . فذكره موقوفا أيضا . قلت : و الآفة من ابن العذراء هذا ، فقد
أورده الذهبي في " فصل من عرف بأبيه " و قال : " عن ابن جريج ، له حديث في
النعل الأصفر ، لا شيء " . و كذا في " اللسان " . و من تساهلات ابن كثير رحمه
الله في " تفسيره " أنه أورده جازما بقوله ( 1 / 110 ) : " و قال ابن جريج
...... " ! و هذا مما لا يليق به ، ما دام أن السند إلى ابن جريج غير ثابت
لجهالة ابن العذراء هذا ، و اتهام الإمام أبي حاتم إياه بهذا الحديث ، بل كان
من الواجب على ابن كثير أن ينقل كلام الإمام كما فعل الحافظ ابن حجر رحمه الله
تعالى ، لكن الظاهر أنه لم يستحضره عند كتابته ، و الله أعلم . و الحديث أورده
الزمخشري في " تفسيره " بلفظ : " من لبس نعلا صفراء قل همه " . فقال ابن حجر في
تخريجه : " موقوف لم أجده " .
(1/42)
________________________________________

717 - " من أشرك بالله فليس بمحصن " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 151 ) :

ضعيف .

أخرجه الدارقطني في " سننه " ( 350 ) و البيهقي ( 8 / 216 ) من طريق
إسحاق بن إبراهيم الحنظلي : أنبأ عبد العزيز بن محمد عن عبيد الله بن عمر عن
نافع عن ابن عمر مرفوعا به ، و قال الدارقطني : " لم يرفعه غير إسحاق ، و
يقال : إنه رجع عنه ، و الصواب موقوف " . قلت : الرفع ليس من إسحاق ، بل هو
تلقاه مرفوعا تارة ، و موقوفا تارة أخرى ، فروى كما سمع ، فقد ساقه الزيلعي في
" نصب الراية " ( 3 / 327 ) ناقلا إياه من " مسنده " أعني مسند إسحاق بن راهويه
و هو ابن إبراهيم الحنظلي و قال عقبه : " قال إسحاق : رفعه مرة ، فقال : عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم ، و وقفه مرة " . و قال الزيلعي عقبه و بعد أن
نقل كلام الدارقطني المتقدم : " و هذا لفظ إسحاق بن راهويه في " مسنده " كما
تراه و ليس فيه رجوع ، و إنما أحال التردد على الراوي في رفعه و وقفه " . قلت :
و أنا أرى أن التردد المذكور إنما هو من شيخ إسحاق و هو عبد العزيز بن محمد
الدراوردي ، فإنه و إن كان ثقة و من رجال مسلم ، ففي حفظه شيء أشار إليه الحافظ
بقوله فيه في " التقريب " : " صدوق كان يحدث من كتب غيره فيخطئ ، قال النسائي :
حديثه عن عبيد الله العمري منكر " . قلت : و هذا من روايته عن عبيد الله كما
ترى فهو منكر مرفوعا ، و المحفوظ موقوف على ابن عمر ، كذلك رواه جمع من الثقات
عن نافع . فأخرجه الدارقطني و البيهقي من طريق موسى بن عقبة ، و البيهقي من
طريق جويرية كلاهما عن نافع عن ابن عمر موقوفا . و قال البيهقي : " هكذا رواه
أصحاب نافع عن نافع " . و أما ما رواه الدارقطني و البيهقي من طريق أحمد بن أبي
نافع : أخبرنا عفيف بن سالم : أخبرنا سفيان الثوري عن موسى بن عقبة به عن ابن
عمر مرفوعا فهو وهم ، قال الدارقطني : " وهم عفيف في رفعه و الصواب موقوف من
قول ابن عمر " . قلت : عفيف ثقة عند ابن معين و غيره ، و إنما الوهم عندي من
أحمد بن أبي نافع ، فإنه لم تثبت عدالته ، و به أعله ابن عدي فقال : عن أبي
يعلى الموصلي : " لم يكن موضعا للحديث " . و ذكر له أحاديث أنكرت عليه منها هذا
فقال : " هو منكر من حديث الثوري " . قلت : وجدت له طريقا أخرى . رواه ابن
عساكر ( 13 / 394 / 1 ) عن الهيثم بن حميد : أخبرنا العلاء بن الحارث : أخبرنا
عبد الله بن دينار : أخبرني نافع عن عبد الله بن عمر مرفوعا . قلت : و هذا
إسناد ضعيف ، العلاء بن الحارث كان اختلط . و شيخه عبد الله بن دينار إن كان هو
الحمصي المتقدم في الحديث ( 714 ) فهو ضعيف ، و إن كان المدني فهو ثقة ، و
الأول أقرب لأن العلاء دمشقي ، و الله أعلم .
(1/43)
________________________________________

718 - " من اعتم فله بكل كورة حسنة ، فإذا حط فله بكل حطة حطة خطيئة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 152 ) :

موضوع .

ذكره الهيتمي في " أحكام اللباس " ( 9 / 2 ) في جملة أحاديث أوردها
في فضل العمامة لم يخرجها و لكنه عقبه بقوله : " و لولا شدة ضعف هذا الحديث
لكان حجة في تكبير العمائم " . قلت : و هذا الحديث و أمثاله من أسباب انتشار
البدع في الناس ، لأن أكثرهم حتى من المتفقهة لا تمييز عندهم بين الصحيح و
الضعيف من الحديث ، و قد يكون موضوعا ، و لا علم عنده بذلك فيعمل به و تمر
الأعوام و هو على ذلك فإذا نبه على ضعفه بادرك بقوله : لا بأس ، يعمل بالحديث
الضعيف في فضائل الأعمال ! و هو جاهل بأن الحديث موضوع أو شديد الضعف كهذا ، و
مثله لا يجوز العمل به اتفاقا ، و إني لأذكر شيخا كان يؤم الناس في بعض مساجد
حلب ، على رأسه عمامة ضخمة تكاد لضخامتها تملأ فراغ المحراب الذي كان يصلي فيه
! فإلى الله المشتكى مما أصاب المسلمين من الانحراف عن دينهم بسبب الأحاديث
الضعيفة و القواعد المزعومة ؟
(1/44)
________________________________________

719 - " مكارم الأخلاق عشرة تكون في الرجل و لا تكون في ابنه ، و تكون في الابن و لا
تكون في أبيه ، و تكون في العبد و لا تكون في سيده ، فقسمها الله عز وجل لمن
أراد السعادة : صدق الحديث ، و صدق البأس ، و حفظ اللسان ، و إعطاء السائل ، و
المكافأة بالصنائع ، و أداء الأمانة ، و صلة الرحم ، و التذمم للجار ، و التذمم
للصاحب ، و إقراء الضيف ، و رأسهن الحياء " .


قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 153 ) :

ضعيف جدا .

تمام في " فوائده " ( 15 / 102 / 1 ) من طريق الوليد بن الوليد
قال : حدثني ثابت بن يزيد عن الأوزاعي عن الزهري عن عروة عن عائشة مرفوعا .
و هذا إسناد ضعيف جدا ، الوليد هذا هو الدمشقي ، قال الذهبي : " منكر الحديث و
قواه أبو حاتم ، و قال غيره : متروك ، و وهاه العقيلي و ابن حبان ، و له حديث
موضوع " . قلت و كأنه يعني هذا الحديث فقد قال الحافظ في ترجمة الوليد هذا من "
اللسان " بعد أن ذكر أن ابن حبان أورده في " الضعفاء " : " و أورد له عن
الأوزاعي عن الزهري عن عروة عن عائشة خبرا قال فيه : لا أصل له من كلام النبي
صلى الله عليه وسلم " . و الظاهر أنه يعني هذا . ثم تأكدت من هذا الذي استظهرته
، فقد رأيت ابن حبان قد ساق الحديث في ترجمة الوليد من كتابه " الضعفاء و
المجروحين " ، قال في الحديث ما سبق نقله عن الحافظ ، و قال في الوليد : " يروي
عن ابن ثوبان و ثابت بن يزيد العجائب " . ثم إن الظاهر أيضا من كلامهم أن
الوليد كان يرويه تارة عن الأوزاعي مباشرة و تارة يدخل بين نفسه و بين الأوزاعي
ثابت بن يزيد ، فقد قال الذهبي في ترجمة " ثابت " هذا بعد أن ساق الحديث : "
رواه الحاكم و البيهقي في " الشعب " و قال الحاكم : " ثابت بن يزيد الذي أدخله
الوليد بينه و بين الأوزاعي مجهول و ينبغي أن يكون الحمل عليه " . و قال
البيهقي : و روي من وجه آخر عن عائشة موقوفا و هو أشبه " . و صرح المناوي بشدة
ضعف المرفوع ، و نقل عن ابن الجوزي أنه قال : " لا يصح ، و لعله من كلام بعض
السلف ، و ثابت بن يزيد ضعفه يحيى " .
(1/45)
________________________________________

720 - " لا يدخل ملكوت السماوات من ملأ بطنه "

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 153 ) :

لا أصل له .

و إن أورده الغزالي في " الإحياء " حديثا مرفوعا إلى النبي صلى
الله عليه وسلم ! فقد قال الحافظ العراقي في " تخريجه " ( 3 / 69 ) : " لم أجده
" . و كذا قال السبكي في " الطبقات " ( 4 / 162 ) . ثم وجدت له طريقا موقوفا ،
فقال ابن وهب في " الجامع " ( ص 77 ) : حدثنا ابن أنعم أن عائشة زوج النبي
صلى الله عليه وسلم تقول : فذكره موقوفا عليها . و هذا إسناد معضل ، و قد وصل ،
فقال الخرائطي في " مكارم الأخلاق " ( ص 41 ، 45 ، 53 ) : حدثنا أحمد بن يحيى
بن مالك السوسي : حدثنا أبو بدر شجاع بن الوليد : حدثنا عبد الرحمن بن زياد بن
أنعم : حدثنا زياد بن أبي منصور عن عائشة به . قلت : و هذا سند ضعيف ، زياد هذا
لم أجد له ترجمة . و ابن أنعم ضعيف . و السوسي مترجم في " تاريخ بغداد " ( 5 /
202 ) .
(1/46)
********************************
يتبع ان شاء الله ....

صفاء
2008-04-10, 02:09 AM
721 - " لا تميتوا القلوب بكثرة الطعام و الشراب ، فإن القلب كالزرع يموت إذا كثر
عليه الماء " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 154 ) :

لا أصل له .

و إن جزم الغزالي بعزوه إلى النبي صلى الله عليه وسلم ! فقد
قال مخرجه العراقي ( 3 / 70 ) " لم أقف له على أصل " .
(1/47)
________________________________________

722 - " الليل و النهار مطيتان ، فاركبوهما بلاغا إلى الآخرة ، و إياك و التسويف
بالتوبة ، و إياك و الغرة بحلم الله " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 154 ) :

ضعيف جدا .

رواه أبو الطيب محمد بن حميد الحوراني في " جزئه " ( ورقة 70
وجه 1 - من مجموع ظاهرية دمشق رقم 87 ) من طريق عمرو بن بكر عن سفيان الثوري عن
أبيه عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا . قلت : و هذا سند ضعيف جدا من أجل عمرو
هذا ، قال الذهبي : " واه ، قال ابن عدي : له أحاديث مناكير عن الثقات : ابن
جريج و غيره ، و قال ابن حبان : يروي عن الثقات الطامات " . ثم قال الذهبي في
ترجمته : " أحاديثه شبه موضوعة " . و قال الحافظ في " التقريب " : " متروك " .
و الحديث أورده السيوطي في " الجامع الصغير " بالشطر الأول فقط و قال : " رواه
ابن عدي و ابن عساكر عن ابن عباس " . و تعقبه المناوي بقوله : " قضية كلام
المصنف أن ابن عدي خرجه و أقره ، و الأمر بخلافه ، فإنه أورده في ترجمة عبد
الله بن محمد بن المغيرة و قال : عامة ما يرويه لا يتابع عليه . و في " الميزان
" قال أبو حاتم : غير قوي ، و قال ابن يونس : منكر الحديث ، ثم ساق له هذا
الخبر " . قلت : و من طريقه رواه تمام ( 250 / 2 ) .
(1/48)
________________________________________

723 - " ما زنى عبد قط فأدمن على الزنا إلا ابتلي في أهل بيته " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 154 ) :

موضوع .

رواه ابن عدي ( 15 / 2 ) و أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 1 / 278
) عن إسحاق بن نجيح عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس مرفوعا ، و قال ابن
عدي : " و إسحاق بن نجيح بين الأمر في الضعفاء ، و هو ممن يضع الحديث " . و
أورده السيوطي في " ذيل الأحاديث الموضوعة " ( ص 149 رقم 728 ) و قال : " إنه
من أباطيل إسحاق بن نجيح " . و مما يؤيد بطلان هذا الحديث أنه يؤكد وقوع الزنى
في أهل الزاني ، و هذا باطل يتنافى مع الأصل المقرر في القرآن *( و أن ليس
للإنسان إلا ما سعى )* . نعم إن كان الرجل يجهر بالزنا و يفعله في بيته فربما
سرى ذلك إلى أهله و العياذ بالله تعالى و لكن ليس ذلك بحتم كما أفاده هذا
الحديث ، فهو باطل . و مثله : " من زنى زني به و لو بحيطان داره " .
(1/49)
________________________________________

724 - " من زنى زني به و لو بحيطان داره " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 155 ) :

موضوع .

رواه ابن النجار بسنده عن القاسم بن إبراهيم الملطي : أنبأنا
المبارك بن عبد الله المختط : حدثنا مالك عن الزهري عن أنس مرفوعا . قال
ابن النجار : " فيه من لا يوثق به " . قلت : و هو القاسم الملطي كذاب . كذا في
" ذيل الأحاديث الموضوعة " للسيوطي ( ص 134 ) و " تنزيه الشريعة " لابن عراق (
316 / 1 ) . قلت : و مع ذلك فقد أورده السيوطي في " الجامع الصغير " من رواية
ابن النجار هذا !! و خفي أمره على المناوي فلم يتعقبه بشيء ! .
(1/50)
________________________________________

725 - " اشتروا الرقيق و شاركوهم في أرزاقهم يعني كسبهم ، و إياكم و الزنج ، فإنهم
قصيرة أعمارهم ، قليلة أرزاقهم " .


قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 155 ) :

موضوع .

رواه الطبراني ( 3 / 93 / 1 ) و في " الأوسط " ( 1 / 155 / 1 ) :
حدثنا أحمد بن داود المكي : أخبرنا حفص بن عمر المازني : أخبرنا حجاج بن حرب
الشقري : أخبرنا سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس عن أبيه عن جده مرفوعا
. قلت : و هذا إسناد واه مظلم لا تعرف عدالة واحد منهم غير علي بن عبد الله
فإنه ثقة ، و أما ابنه سليمان فهو كما قال ابن القطان : " هو مع شرفه في قومه
لا يعرف حاله في الحديث " . و من دونه فلم أجد لهم ترجمة ، غير حفص بن عمر
المازني فقال الحافظ في " اللسان " : " لا يعرف " . و قد روي من غير طريقة ،
أخرجه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2 / 58 ) من طريقين عن عبد العزيز بن عبد
الواحد : حدثنا عبد الله بن حرب الليثي : حدثنا جعفر بن سليمان بن علي عن أبيه
به . و هذا سند مظلم أيضا فإن من دون سليمان ثلاثتهم لم أجد من ترجمهم ، غير أن
جعفر بن سليمان أورده الحافظ في الرواة عن أبيه سليمان من " التهذيب " . هذا
حال إسناد الحديث ، و أما متنه فإني أرى عليه لوائح الوضع ظاهرة ، فإن قصر
الأعمار و قلة الأرزاق لا علاقة لها بالأمم ، بل بالأفراد ، فمن أخذ منهم
بأسباب طول العمر و كثرة الرزق التي جعلها الله تبارك و تعالى أسبابا طال عمره
و كثرة رزقه ، و العكس بالعكس ، و سواء كانت هذه الأسباب طبيعية أو شرعية ، أما
الطبيعية فهي معروفة ، و أما الشرعية فمثل قوله صلى الله عليه وسلم : " من أحب
أن ينسأ له في أجله ، و يوسع له في رزقه ، فليصل رحمه " . رواه البخاري . و
قوله : " حسن الخلق و حسن الجوار يعمران الديار و يطيلان الأعمار " . رواه أحمد
و غيره و هو مخرج في " الصحيحة " ( 519 ) . و الله تبارك و تعالى سهل لكل أمة
لأخذ بأسباب الحياة من الرزق و طول العمر و غير ذلك و لم يخصها بقوم دون قوم و
لذلك نجد كثيرا من الأمم التي كانت متأخرة في مضمار الرقي أصبحت في مقدمة الأمم
رقيا و ثروة كاليابان ، و غيرها ، فليس من المعقول أن يحكم الشارع الحكيم على
أمة كالزنج بالفقر و يطبعهم بطابع قصر العمر ، مع أنهم بشر مثلنا و هو يقول :
*( إن أكرمكم عند الله أتقاكم )* . و قصر العمر و قلة الرزق ليسا من التقوى في
شيء كما يشير إلى ذلك الحديثان المذكوران ، بل إنهما ليصرحان أن خلافهما و هما
الغني و طول العمر من ثمار التقوى ، فإذن أي أمة أخذت بأسباب طول العمر و سعة
الرزق لاسيما إذا كانت من النوع الشرعي فلا شك أن الله تبارك و تعالى يبارك لها
في عمرها و رزقها ، لا فرق في ذلك بين أمة و أمة ، للآية السابقة : *( يا أيها
الناس إنا خلقناكم من ذكر و أنثى و جعلناكم شعوبا و قبائل لتعارفوا إن أكرمكم
عند الله أتقاكم )* . و خلاصة القول : إن هذا الحديث موضوع متنا لعدم اتفاقه مع
القواعد الشرعية العادلة التي لا تفرق بين أمة و أمة أو قوم و قوم . و لذلك ما
كنت أود للسيوطي أن يورده في " الجامع الصغير " و إن كان ليس في إسناده من هو
معروف بالكذب أو الوضع ، ما دام أن الحديث يحمل في طياته ما يشهد أنه موضوع ، و
في كلام ابن القيم الآتي ( ص 158 - 160 ) ما يشهد لذلك و الله أعلم .
(1/51)
________________________________________

726 - " إن اللوح المحفوظ الذي ذكر الله : *( بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ )* في
جبهة إسرائيل " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 156 ) :

ضعيف .

أخرجه الطبري في " التفسير " ( 30 / 90 ) عن قرة بن سليمان قال :
حدثنا حرب بن سريج قال : حدثنا عبد العزيز بن صهيب عن أنس بن مالك قال :
فذكره موقوفا عليه ، و كذلك أورده ابن أبي حاتم في " العلل " ( 2 / 67 ) و قال
: " قال أبي : هذا حديث منكر ، و قرة مجهول ضعيف الحديث " . و قال في " الجرح و
التعديل " ( 3 / 2 / 131 ) : " قرة بن سليمان الجهضمي الأزدي جليس حماد بن زيد
، روى عن هشام بن حسان و معاوية بن صالح ، روى عنه أبو الوليد الطيالسي و عمرو
بن علي ، سألت أبي عنه ؟ فقال : ضعيف الحديث " . و حرب بن سريج قال الحافظ : "
صدوق يخطئ " . و الحديث أورده ابن كثير في " تفسيره " ( 9 / 170 - منار )
ساكتا عليه و أتبعه برواية ابن أبي حاتم - يعني في " التفسير " - بسنده عن أبي
صالح : حدثنا معاوية بن صالح أن أبا الأعيس - هو عبد الرحمن بن سلمان - قال :
" ما من شيء قضى الله ، القرآن فما قبله و ما بعده لا و هو في اللوح المحفوظ ،
و اللوح المحفوظ بين عيني إسرافيل ، لا يؤذن له بالنظر فيه " . قلت : و هذا مع
كونه مقطوعا موقوفا على أبي الأعيس ، ففي السند إليه أبو صالح و هو عبد الله بن
صالح كاتب الليث ، و فيه ضعف من قبل حفظه ، على أن أبا الأعيس نفسه لم يوثقه
غير ابن حبان ، أورده في " ثقات التابعين " و قال : " يروي عن رجل من أصحاب
النبي صلى الله عليه وسلم " . قلت : و الظاهر من ترجمة " التهذيب " له أنه من
أتباع التابعين . و الله أعلم . و قد ساق له الدولابي في " الكنى " ( 1 / 118 )
آثار أخرى ، و لم يذكر له حديثا مرفوعا .
(1/52)
________________________________________

727 - " دعوني من السودان ، إنما الأسود لبطنه و فرجه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 157 ) :

موضوع .

أخرجه الطبراني في " الكبير " ( 3 / 122 / 2 ) و الخطيب ( 14 / 108
) من طريق عبد الله بن رجاء : أخبرني يحيى بن سليمان المديني عن عطاء بن أبي
رباح عن ابن عباس قال : ذكر السودان عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال
: فذكره . قلت : و هذا سند ضعيف ، عبد الله بن رجاء هو الغداني . قال الحافظ :
" يهم قليلا " ، فليس هو علة الحديث و إنما شيخه يحيى هذا ، قال الحافظ : " لين
الحديث " . و به أعل ابن الجوزي الحديث فأورده في " الموضوعات " و قال : ( 2 /
233 ) : " لا يصح ، و يحيى قال البخاري : منكر الحديث " . و هو قد تبع البخاري
في هذا التجريح ، و من المعلوم أن البخاري لا يقول في الراوي " منكر الحديث "
إلا إذا كان متهما عنده . و لهذا فإن تعقب السيوطي في " اللآلي " على ابن
الجوزي بأن يحيى هذا روى له أبو داود و الترمذي و النسائي ، و قال أبو حاتم :
يكتب حديثه و ليس بالقوي ، و ذكره ابن حبان في " الثقات " - لا يساوي شيئا ،
فإن توثيق ابن حبان في مثل هذا المقام مما لا يعتد به العلماء الأعلام ، لاسيما
مع تضعيف الأئمة الآخرين لهذا الراوي . و جملة القول أن هذا الإسناد ضعيف لا
تقوم به حجة ، و أما المتن فلا أشك في وضعه ، و لنعم ما صنع ابن الجوزي في
إيراده إياه في " الموضوعات " ، و تعقب السيوطي إياه إنما هو جمود منه على
السند دون أن ينعم النظر في المتن و ما يحمله من معنى تتنزه الشريعة عنه ، إذ
كيف يعقل أن تذم هذه الشريعة العادلة أمة السودان بحذافيرها و فيهم الأتقياء
الصالحون العفيفون كما في سائر الأمم ، و ليت شعري ما يكون موقف من كان غير
مسلم من السودان إذا بلغه هذا الذم العام لبني جنسه من شريعة الإسلام ؟! فلا
جرم أن ابن القيم قال كما يأتي بعد حديث : " أحاديث ذم الحبشة و السودان كلها
كذب " . و أقره الشيخ ملا علي القاري في " موضوعاته " ( ص 119 ) ، بل إن ابن
القيم رحمه الله قال في صدد التنبيه على أمور كلية يعرف بها كون الحديث موضوعا
، قال ( صفحة 48 - 49 ) : " و منها ركاكة ألفاظ الحديث و سماجتها بحيث يمجها
السمع و يسمج معناها الفطن " . ثم ساق أحاديث عدة هذا آخرها . و للحديث طريق
آخر عن ابن عباس و هو : " لا خير في الحبش ، إذا جاعوا سرقوا ، و إذا شبعوا
زنوا ، و إن فيهم لخلتين حسنتين : إطعام الطعام ، و بأس عند البأس " .
(1/53)
________________________________________

728 - " لا خير في الحبش ، إذا جاعوا سرقوا ، و إذا شبعوا زنوا ، و إن فيهم لخلتين
حسنتين : إطعام الطعام ، و بأس عند البأس " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 158 ) :

موضوع .

رواه الطبراني ( 3 / 152 / 1 ) عن محمد بن عمرو بن العباس الباهلي
: أخبرنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن عوسجة عن ابن عباس قال : قيل
: يا رسول الله ما يمنع حبش بن المغيرة أن يأتوك إلا أنهم يخشون أن تردهم قال :
فذكره . قلت : و هذا سند ضعيف رجاله كلهم ثقات غير عوسجة و هو المكي مولى ابن
عباس ليس بالمشهور كما في " التقريب " ، و من طريقه أخرجه ابن عدي ( 261 / 1 )
و روى عن البخاري أنه قال : " لم يصح حديثه " . ثم ساقه . قلت : و ذكره السيوطي
شاهدا للحديث الذي بعده فلم يصب ، فإنه حديث موضوع المتن كما سبق بيانه في الذي
قبله . و قد روي من حديث عائشة و هو : " الزنجي إذا شبع زنى ، و إذا جاع سرق ،
و إن فيهم لسماحة و نجدة " .
(1/54)
________________________________________

729 - " الزنجي إذا شبع زنى ، و إذا جاع سرق ، و إن فيهم لسماحة و نجدة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 158 ) :

موضوع .

رواه أبو سعيد الأشج في " حديثه " ( 114 / 2 ) : حدثنا عقبة بن
خالد : حدثني عنبسة البصري عن عمرو بن ميمون عن الزهري عن عروة عن عائشة
مرفوعا . قلت : و هذا سند ضعيف جدا ، آفته عنبسة هذا و هو ابن مهران البصري
الحداد ، قال أبو حاتم : " منكر الحديث " . و قال أبو داود : " ليس بشيء " . و
قال ابن حبان ( 2 / 167 ) : " كان يروي عن الزهري ما ليس من حديثه ، و في حديثه
المناكير التي لا يشك من الحديث صناعته أنها مقلوبة " . و من طريقه أورده ابن
الجوزي في " الموضوعات " من رواية ابن عدي عن أبي سعيد الأشج به . ثم قال ابن
الجوزي ( 2 / 233 ) : " لا يصح ، عنبسة قال النسائي : متروك " . و تعقبه
السيوطي بالحديث الذي قبله و سبق الجواب عنه . و قد وافق ابن الجوزي على وضع
الحديث الإمام ابن القيم فقال في " المنار " ( ص 49 ) : " أحاديث ذم الحبشة و
السودان كلها كذب " . " ثم ذكر أحاديث هذا أحدها ، و ثانيها الحديث الآتي : "
تخيروا لنطفكم ، و أنكحوا في الأكفاء ، و إياكم و الزنج فإنه خلق مشوه " .
(1/55)
________________________________________

730 - " تخيروا لنطفكم ، و أنكحوا في الأكفاء ، و إياكم و الزنج فإنه خلق مشوه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 159 ) :

موضوع .

رواه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 1 / 314 ) عن روح بن جبر :
حدثنا الهيثم بن عدي عن هشام مولى عثمان عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة
مرفوعا . قلت : و روح هذا لم أعرفه . و أما الهيثم فكذاب ، كذبه ابن معين و
البخاري و أبو داود و غيرهم . و أما هشام مولى عثمان فلم أعرفه أيضا . و الحديث
أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " من رواية ابن حبان و هذا في " الضعفاء " ( 2
/ 281 ) بسنده عن محمد بن مروان السدي عن هشام بن عروة به و قال ( 2 / 233 ) :
" السدي كذاب ، و تابعه عامر بن صالح الزبيري عن هشام و ليس بشيء ، و قال
النسائي : ليس بثقة " . و تعقبه السيوطي في " اللآلي " ( ص 272 ) فقال : " قلت
: له طريق آخر " . ثم ساقه من رواية أبي نعيم في " الحلية " ( 3 / 377 ) :
حدثنا أحمد بن إسحاق : حدثنا أحمد بن عمرو بن الضحاك : حدثني عبد العظيم بن
إبراهيم السالمي : حدثنا عبد الملك بن يحيى : حدثنا سفيان بن عيينة عن زياد بن
سعد عن الزهري عن أنس مرفوعا ، و قال : غريب من حديث زياد و الزهري ، لم نكتبه
إلا من هذا الوجه " . قلت : و سكت عليه السيوطي في " اللآلي " و أورده في "
الجامع " من هذا الوجه ، و إسناده مظلم ، فإن من دون ابن عيينة لم أجد لهم
ترجمة ، غير عبد العظيم هذا فأورده الحافظ في " اللسان " و قال : " يغرب ، من
ثقات ابن حبان " . قلت : فهو أو شيخه أو من دونه آفة هذا الحديث ، فإن شطره
الثاني منكر جدا ، و قد سبق قول ابن القيم : " أحاديث ذم الحبشة و السودان كلها
كذب " . ثم ذكر أحاديث هذا أحدها . و أما الجملة الأولى من الحديث ، فقد وجدت
لها طريقا أخرى ، رواه الضياء في " المختارة " ( 223 / 2 ) من طريق تمام الرازي
: حدثنا أبو عبد الرحمن ضحاك بن يزيد السكسكي بـ ( بيت لهيا ) : حدثنا محمد بن
عبد الملك : حدثنا سفيان بن عيينة به مقتصرا على قوله " تخيروا لنطفكم " . قلت
: و هذا سند ضعيف ، الضحاك هذا مجهول الحال أورده ابن عساكر في " تاريخ دمشق "
( 8 / 230 ) و قال : " روى عن وزيرة بن محمد و أبي زرعة الدمشقي ، روى عنه تمام
بن محمد و عبد الرحمن بن عمر بن نصر ، مات سنة 347 " ، و لم يذكر فيه جرحا و لا
تعديلا . و شيخه محمد بن عبد الملك لم أعرفه ، و يحتمل أن يكون ابن أبي الشوارب
الأموي البصري . و الله أعلم . و لهذه الجملة شواهد لا تخلو أسانيدها من مقال ،
و لعلنا نتفرغ لتتبعها و تحقيق القول فيها إن شاء الله ، و هي على كل حال لا
تبلغ أن تكون موضوعة <1> ، بخلاف الجملة الأخيرة " و إياكم و الزنج ... " فإنها
ظاهرة البطلان كسائر الأحاديث التي تقدمت بمعناها ، و قد ذكر هذه الجملة ابن
معين في " التاريخ و العلل " ( 29 / 1 ) من حديث عائشة موقوفا عليها ، و لعله
أشبه فقال : " مسلمة بن محمد ليس حديثه بشيء يروي عن هشام بن عروة عن أبيه عن
عائشة قالت : ...... " فذكره . و نحو هذه الزيادة في الضعف ما يرويه عيسى بن
ميمون عن القاسم بن محمد عن عائشة مرفوعا بلفظ : " تخيروا لنطفكم ، فإن النساء
يلدن أشباه إخوانهن ، و أشباه أخواتهن " . أخرجه ابن عدي في ترجمة عيسى هذا ( ق
294 / 2 ) و قال : " و عامة ما يرويه لا يتابعه عليه أحد " . و روى عن البخاري
أنه قال فيه : " صاحب مناكير و قال في موضع آخر : " منكر الحديث " و عن النسائي
: " متروك الحديث " . و قال ابن حبان ( 2 / 116 ) : " منكر الحديث جدا ، يروي
عن الثقات أشياء كأنها موضوعات " .

-----------------------------------------------------------
[1] بل هي صحيحة بمجموع طرقها ، و قد جمعتها و خرجتها في " الصحيحة " ( 1067 )
. اهـ .
(1/56)
**********************************
يتبع ان شاء الله ....

صفاء
2008-04-10, 06:58 PM
731 - " تزوجوا و لا تطلقوا ، فإن الطلاق يهتز له العرش " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 161 ) :

موضوع .

رواه أبو نعيم في أخبار أصبهان " ( 1 / 157 ) و عنه الديلمي ( 2 /
1 / 30 ) و الخطيب في " تاريخه " ( 12 / 191 ) من طريق عمرو بن جميع عن جويبر
عن الضحاك عن النزال بن سبرة عن علي بن أبي طالب مرفوعا . ساقه الخطيب في
ترجمة عمرو هذا بعد أن قال فيه : " كان يروي المناكير عن المشاهير ، و
الموضوعات عن الأثبات " . وروى عن ابن معين أنه قال فيه : " كان كذابا خبيثا "
. و الحديث أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " من طريق الخطيب و قال : " لا يصح
فيه آفات ، الضحاك مجروح ، و جويبر ليس بشيء ، و عمرو قال ابن عدي : كان يتهم
بالوضع " . و أقره السيوطي في " اللآليء " ( رقم 1916 بترقيمي ) ثم ابن عراق في
" تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة الموضوعة " ( 301 / 1 ) ، و مع
ذلك فقد أورده السيوطي في " الجامع الصغير " ! قلت : و هذا الحديث يلهج به كثير
من الخطباء الذين يكادون يصرحون بتحريم الطلاق الذي أباحه الله تبارك و تعالى ،
و بعضهم يضع القيود العملية لمنع وقوع الطلاق ، و لو كان بمحض اختيار الزوج !
فإلى الله المشتكى .
(1/57)
________________________________________

732 - " أول من أشفع له من أمتي أهل بيتي ، ثم الأقرب فالأقرب ، ثم الأنصار ، ثم من
آمن بي و اتبعني ، ثم اليمن ، ثم سائر العرب ، ثم الأعاجم ، و من أشفع له أولا
أفضل " .


قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 162 ) :

موضوع .

رواه الطبراني ( 3 / 205 / 2 ) و ابن عدي ( 100 / 2 ) و المخلص في
" الفوائد المنتقاة " ( 6 / 69 / 1 ) عن حفص بن أبي داود عن ليث عن مجاهد عن
ابن عمر مرفوعا . و من هذا الوجه رواه الخطيب في " الموضح " ( 2 / 27 ) من
طريق الدارقطني بسنده عن حفص و قال الدارقطني : " غريب من حديث ليث عن مجاهد
تفرد به حفص بن أبي داود عنه ، و هو حفص بن سليمان بن المغيرة أبو عمر المقريء
صاحب عاصم بن أبي النجود " ، و قال ابن عدي : " لا يرويه عن الليث غير حفص ، و
عامر حديثه غير محفوظ " . و من طريق الدارقطني أورده ابن الجوزي في " الموضوعات
" و قال ( 3 / 250 ) : " قال الدارقطني : تفرد به حفص عن ليث . قلت : أما ليث
فغاية في الضعف عندهم . إلا أن المتهم به حفص . قال ابن خراش : متروك يضع
الحديث " . و وافقه السيوطي ( 2 / 450 ) ، ثم ابن عراق ( 392 / 1 - 2 ) .
(1/58)
________________________________________

733 - " أول من أشفع له من أمتي العرب الذين رأوني و آمنوا بي و صدقوني ، ثم أشفع
للعرب الذين لم يروني و أحبوني و أحبوا رؤيتي " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 162 ) :

موضوع .

رواه ابن عدي ( 258 / 1 ) عن زهير بن العلاء : حدثنا عطاء بن أبي
ميمونة عن أنس بن مالك مرفوعا . أورده في ترجمة عطاء ، و هو ثقة محتج به في
الصحيحين ، فكان الأولى إيراده في ترجمة زهير بن العلاء . قال الذهبي : " روي
عن أبي حاتم الرازي أنه قال : أحاديثه موضوعة منها ..... " فذكر له حديثا يأتي
قريبا بلفظ " كثرة العرب .... " .
(1/59)
________________________________________

734 - " ألا أنبئكم بالفقيه ؟ قالوا : بلى ، قال : من لا يقنط الناس من رحمة الله ، و
لا يؤيسهم من روح الله ، و لا يؤمنهم من مكر الله ، و لا يدع القرآن رغبة عنه
إلى ما سواه ، ألا لا خير في عبادة ليس فيها تفقه ، و لا في علم ليس فيه تفهم ،
و لا قراءة ليس فيها تدبر " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 162 ) :

منكر .
رواه ابن وهب في " المسند " ( 8 / 165 / 1 ) : أخبرني عقبة بن نافع
عن إسحاق بن أسيد عن أبي مالك و أبي إسحاق عن علي بن أبي طالب مرفوعا . و
أخرجه ابن عبد البر في " جامع بيان العلم " ( 2 / 44 ) من طريق ابن وهب ، و قال
: " لا يأتي هذا الحديث مرفوعا إلا من هذا الوجه و أكثرهم يوقفونه على علي " .
قلت : و هو الأشبه فإن هذا الإسناد المرفوع فيه علتان : الأولى : إسحق بن أسيد
و هو أبو محمد المروزي نزيل مصر ، قال الحافظ : " فيه ضعف " . و الأخرى : عقبة
بن نافع فإنه مجهول ، أورده ابن أبي حاتم ( 3 / 1 / 317 ) برواية ابن وهب فقط
عنه و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا .
(1/60)
________________________________________

735 - " كثرة العرب و إيمانهم قرة عين لي ، فمن أقر بعيني أقررت بعينه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 163 ) :

موضوع .

رواه ابن عدي ( 258 / 1 ) عن زهير بن العلاء : حدثنا عطاء بن أبي
ميمونة عن أوس بن ضمعج عن ابن عباس مرفوعا . أورده في ترجمة عطاء هذا و كان
حقه أن يورده في ترجمة زهير ، فإنه المتهم بوضع هذا الحديث كما سبق ذكره قريبا
في " أول من أشفع له من أمتي العرب ..... " رقم ( 733 ) . و قد ذكر ابن أبي
حاتم في " العلل " ( 2 / 367 ) أن أباه سئل عن حديثه هذا ؟ فقال : " هذا حديث
موضوع ، و ذكر له أحاديث من روايته . فقال : هذه أحاديث موضوعة ، و هذا شيخ لا
يشتغل به " .
(1/61)
________________________________________

736 - " تزوجوا الأبكار فإنهن أعذب أفواها ، و أفتح أرحاما ، و أثبت مودة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 163 ) :

موضوع .

رواه الواحدي في " الوسيط " ( 3 / 115 / 2 ) عن إسحاق بن بشر
الكاهلي : حدثني عبد الله بن إدريس المدني عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده
مرفوعا . قلت : و هذا إسناد موضوع آفته الكاهلي و هو كذاب كما قال جماعة ، و
قال الدارقطني : " هو في عداد من يضع الحديث " . و قد روي الحديث بإسناد خير من
هذا بلفظ قريب منه إلا أنه قال : " و أنتق أرحاما ، و أرضى باليسير " . و
الباقي مثله سواء و هو مخرج في الصحيحة " برقم ( 623 ) .
(1/62)
________________________________________

737 - " من ولد له مولود فليحسن أدبه و اسمه ، فإذا بلغ فليزوجه ، فإن بلغ و لم يزوجه
فأصاب إثما باء بإثمه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 163 ) :

ضعيف .

رواه ابن بكير الصيرفي في " فضائل من اسمه أحمد و محمد " ( 60 / 2 )
: حدثنا محمد بن عبد الله العسكري : حدثنا أبو يعقوب إسحاق بن الحسن بن ميمون
الحربي ( الأصل : و ميمون الحربي و هو خطأ ) : حدثنا مسلم بن إبراهيم : حدثنا
شداد بن سعيد الراسبي عن سعيد الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري و عبد
الله بن عباس مرفوعا . قلت : و هذا سند ضعيف ، رجاله ثقات معرفون من رجال "
التهذيب " غير الحربي و هو ثقة و له ترجمة في " تاريخ بغداد " ( 6 / 382 ) . و
الراوي عنه محمد بن عبد الله العسكري لم أعرفه ، و في شيوخ ابن بكير عند الخطيب
( 8 / 13 ) محمد بن عبد الله بن علم الصفار ، و قد ترجمه الخطيب ( 5 / 454 ) و
قال : " لم أسمع أحدا من أصحابنا يقول فيه إلا خيرا " . فلعله هو . و الراسبي
مختلف فيه ، أورده العقيلي في " الضعفاء " ( 180 ) و قال : " قال البخاري :
ضعفه عبد الصمد ، و لكنه صدوق في حفظه بعض الشيء " . و ذكره الذهبي في "
الضعفاء و المتروكين " و قال : " قال ابن عدي : لم أر له حديثا منكرا ، و قال
العقيلي : له أحاديث لا يتابع عليها " . و في " التقريب " : " صدوق يخطيء " .
قلت : فلعله علة الحديث .
(1/63)
________________________________________

738 - " تزوجوا الزرق فإن فيهن يمنا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 164 ) :

موضوع .

رواه الواحدي في " الوسيط " ( 3 / 115 / 2 ) عن إسحاق بن بشر
الكاهلي : حدثني عبد الله بن إدريس المدني عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده
مرفوعا . قلت : و هذا إسناد موضوع آفته الكاهلي و هو وضاع كما سبق قبل حديث .
(1/64)
________________________________________

739 - " شر الحمير الأسود القصير " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 164 ) :

موضوع .

رواه العقيلي في " الضعفاء " ( 426 ) و أبو محمد المخلدي في "
الفوائد " ( 245 / 2 ) عن بقية : حدثنا مبشر بن عبيد عن زيد بن أسلم عن ابن
عمر مرفوعا . و قال العقيلي : " مبشر بن عبيد قال أحمد : " أحاديثه أحاديث
موضوعة كذب " و قال مرة : " ليس بشيء ، يضع الحديث " . و قال البخاري : منكر
الحديث " . ثم ساق له حديثين هذا أحدهما . و الحديث أورده ابن الجوزي في "
الموضوعات " ( 2 / 221 ) من رواية العقيلي هذه و أصاب . و تعقبه السيوطي ( رقم
1728 ) فما أجاد ، لأنه لم يزد على قوله : " إن مبشرا هذا روى له ابن ماجة " .
قلت : فكان ماذا ؟! قال : " و قال البخاري : منكر الحديث " . قلت : و هذا لا
ينافي قول أحمد : " يضع الحديث " لأنه أفاد زيادة علم على ما أفادته عبارة
البخاري على أن هذه العبارة منه تفيد أنه متهم عنده كما سبق بيانه مرارا .
(1/65)
________________________________________

740 - " شر المال في آخر الزمان المماليك " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 165 ) :

موضوع .

رواه أبو الحسن الحلبي في " الفوائد المنتقاة " ( 1 / 11 / 1 ) و
أبو نعيم في " الحلية " ( 4 / 94 ) عن أبي فروة يزيد بن سنان بن يزيد الرهاوي :
أخبرنا أبي : أخبرنا محمد بن أيوب عن ميمون بن مهران عن عبد الله بن عمر
مرفوعا . و من هذا الوجه رواه ابن عدي ( 311 / 2 ) و قال : " لا يرويه بهذا
الإسناد ، إلا يزيد بن سنان عن محمد بن أيوب ، و قد أتي هذا الحديث من الرهاوي
لا من ابن أيوب ، و في حديث الرهاوي ما لا يوافقه الثقات عليه " . و قال أبو
نعيم : " تفرد به محمد بن أيوب " . قلت : و قد ضعفه أبو حاتم لكن الراوي عنه
يزيد بن سنان أشد ضعفا فقد قال النسائي فيه : " ضعيف متروك الحديث " . و قال
مرة : " ليس بثقة " . و الحديث أورده السيوطي في " الجامع " من راية أبي نعيم
وحده ، و تعقبه المناوي بقوله : " أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " و قال :
يزيد متروك ، و تبعه على ذلك المؤلف في مختصره الكبير فأقره و لم يتعقبه بشيء "
. قلت : و قد أصاب السيوطي هناك في " اللآليء " ( 2 / 140 ) ، و أخطأ في إيراده
في " الجامع " ، فقد جزم المحقق ابن القيم في " المنار " ( ص 49 ) بأنه حديث
موضوع ، و سبقه ابن الجوزي ( 2 / 235 ) .
(1/66)
*************************************
يتبع ان شاء الله ....

صفاء
2008-04-10, 07:09 PM
741 - " الصمت أرفع العبادة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 165 ) :

ضعيف .

رواه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2 / 73 ) معلقا عن عبد الله بن
محمد بن موسى البازيار : حدثنا أشعث بن شداد السجستاني : حدثنا يحيى بن يحيى :
حدثنا المغيرة بن عبد الرحمن عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة مرفوعا
. أورده في ترجمة عبد الله هذا ، و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . قلت : و
شيخه أشعث بن شداد لم أجد من ذكره . و يحيى بن يحيى الظاهر أنه أبو زكريا
الحنظلي النيسابوري و هو ثقة من رجال الشيخين ، لكن قال المناوي تعليقا على قول
السيوطي في " الجامع " : رواه الديلمي في " مسند الفردوس " عن أبي هريرة : " و
فيه يحيى بن يحيى الغساني ، قال الذهبي : جرحه ابن حبان " . فإن كان قوله "
الغساني " جاء في طريق الديلمي فلا كلام ، و إن كان من اجتهاد المناوي فأنا
أرجح أنه خطأ ، و أن الصواب ما ذكرته ، لأن الحافظ ذكر في الرواة عن المغيرة بن
عبد الرحمن " يحيى بن يحيى " فإطلاقه يبعد أن يريد به هذا الغساني المجروح ، و
لا يريد الحنظلي الثقة ، و الله أعلم . و أما المغيرة هذا فهو الحزامي المدني
قال الحافظ : " ثقة له غرائب " . و الحديث في " مسند الفردوس " ( 4 / 260 )
لكني لا أطول مصورته الآن ، لأتحقق من نسبة " الغساني " هل هي فيه أم لا ؟
(1/67)
________________________________________

742 - " عاقبوا أرقاءكم على قدر عقولهم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 166 ) :

باطل .
رواه عبد الرحمن بن نصر الدمشقي في " الفوائد " ( 2 / 230 / 1 ) و
تمام في " الفوائد " ( 207 / 2 ) و ابن عساكر في " التاريخ " ( 10 / 268 / 1 )
من طريق الدارقطني و غيره عن سليمان بن عبد الرحمن : أخبرنا عبد الملك بن مهران
عن عبيد بن نجيح عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعا . و قال
الدارقطني : " تفرد به عبيد بن نجيح عن هشام ، و تفرد به سليمان عن عبد الملك
عنه " . قلت : و عبد الملك بن مهران قال فيه العقيلي في " الضعفاء " ( ص 248 )
: " صاحب مناكير ، غلب على حديثه الوهم ، لا يقيم شيئا من الحديث " . ثم ساق له
أحاديث ثم قال : " كلها ليس لها أصل ، و لا يعرف منها شيء من وجه يصح " . و ساق
له ابن عدي في " الكامل " ( 316 / 1 ) حديثا و قال : " متنه منكر ، و له غير ما
ذكرت و هو مجهول ليس بالمعروف " . و روى ابن عساكر عن ابن السكن أنه قال فيه :
" منكر الحديث " . و عن ابن أبي حاتم : أنه مجهول ، و ذكر له الذهبي حديثين قال
: " إنهما باطلان " و ما أرى أنا إلا أن هذا الحديث من أباطيله . و قد أورده
السيوطي في " الجامع " فأساء ، و لم يتكلم عليه شارحه المناوي بشيء !
(1/68)
________________________________________

743 - " عجبت لطالب الدنيا و الموت يطلبه ، و غافل و ليس بمغفول عنه ، و لضاحك ملء
فيه و لا يدري أأرضى الله أم أسخطه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 166 ) :

ضعيف جدا .

رواه تمام في " الفوائد " ( 94 / 1 ) و ابن عدي ( 79 / 2 ) عن
يحيى بن علي الأسلمي عن حميد الأعرج عن عبد الله بن الحارث عن ابن مسعود
يرفعه ، و قال : " أحاديث ليست بمستقيمة ، و لا يتابع عليها " . و في " الميزان
" : " متروك " ، و قال ابن حبان : " يروي عن ابن الحارث عن ابن مسعود نسخة
كأنها موضوعة " . و قال النسائي : " ليس بالقوي " . و من مناكيره ....... " .
ثم ذكر أحاديث هذا أحدها . و قال الدارقطني : " متروك و أحاديثه تشبه الموضوعة
" . قلت : و حميد هذا هو ابن عطاء الأعرج الكوفي ، و ليس هو بصاحب الزهري ، ذاك
حميد ابن قيس الأعرج كما قال ابن حبان ( 1 / 257 ) . و رواه القضاعي ( 49 / 1 )
عن إسحاق بن إبراهيم بن يونس قال : أخبرنا سفيان بن وكيع قال : أخبرنا أبي حميد
به . و الحديث عزاه السيوطي في " الجامع الصغير " لابن عدي و البيهقي في "
الشعب " . و بيض له المناوي !
(1/69)
________________________________________

744 - " من توضأ و مسح عنقه لم يغل بالأغلال يوم القيامة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 167 ) :

موضوع .

رواه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2 / 115 ) : حدثنا محمد بن
أحمد بن محمد : حدثنا عبد الرحمن بن داود حدثنا : عثمان بن خرزاذ : حدثنا عمرو
بن محمد بن الحسن المكتب : حدثنا محمد بن عمرو بن عبيد الأنصاري عن أنس بن
سيرين عن ابن عمر أنه كان إذا توضأ مسح عنقه و يقول : فذكره مرفوعا . أورده
في ترجمة عبد الرحمن بن داود هذا و هو أبي محمد الفارسي و قال فيه : " كان من
الفقهاء كثير الحديث " ، و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا ، و لم أجده عند غيره
. و شيخه محمد بن أحمد بن محمد هو إما أبو بكر المعدل فهو ثقة أمين كما قال أبو
نعيم في ترجمته ( 2 / 900 ) ، و إما أبو عثمان بن أبي هريرة قال في ترجمته ( 2
/ 296 ) : " أحد العباد و الأخيار ، سمع الكثير صاحب أصول و كتب كثيرة " . و
الأقرب الأول . و الله أعلم . و بعد كتابة ما تقدم رأيت ابن عراق قال في "
تنزيه الشريعة " بعد أن ساق الحديث عن أبي نعيم : " و فيه أبو بكر المفيد شيخ
أبي نعيم ، قال الحافظ العراقي : و هو آفته " . قلت : و هذا متهم كما قال
الذهبي و تبعه الحافظ ابن حجر في " اللسان " . و قد كنت ذكرت عند حديث " مسح
الرقبة أمان من الغل " رقم ( 69 ) أنه محمد بن أحمد بن علي المحرم ، و الآن
رجعت عنه لما وقفت على إسناد الحديث عند أبي نعيم ، و إنما أوقعني في ذلك الخطأ
أنني كنت نقلته بواسطة الحافظ ابن حجر و هو لم يذكر في سند الحديث اسم جد هذا
الشيخ ، فلما وقفت عليه عند أبي نعيم إذا باسم جده ( محمد ) ، فتيقنت أنه ليس
ذلك المحرم ، فهو أحد هؤلاء الثلاثة الذين ذكرتهم هنا ، و قد رأيت أن الحافظ
العراقي جزم بأنه أبو بكر المفيد ، و هو حجة في هذا العلم . فالعمدة عليه في
تعيين الرجل . و الله أعلم . و في السند رجل آخر ضعيف جدا ، و هو محمد بن عمرو
بن عبيد الأنصاري و هو بصري ، و قد حكيت أقوال العلماء في تضعيفه هناك . و قد
تبين لي الآن علة ثالثة و هي عمرو بن محمد بن الحسن ترجمه الخطيب فقال ( 12 /
204 ) : " هو الزمن المعروف بالأعسم ، بصري سكن بغداد " . ثم روى عن الدارقطني
أنه قال فيه : " منكر الحديث " و في رواية أخرى عنه : " كان ضعيفا كثير الوهم "
. و في " اللسان " : " قال الحاكم : ساقط روى أحاديث موضوعة عن قوم لا يوجد في
حديثهم منها شيء " . و ذكر عن ابن حبان و النقاش نحوه . قلت : فتعصيب التهمة به
في هذا الحديث أولى من تعصيبها بشيخ أبي نعيم ، لأنه فوقه في السند ، و أوهى
منه ، و الله أعلم .
(1/70)
________________________________________

745 - " من خرج حاجا فمات كتب له أجر الحاج إلى يوم القيامة ، و من خرج معتمرا فمات
كتب له أجر المعتمر إلى يوم القيامة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 168 ) :

ضعيف .

رواه الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 111 / 2 ) عن أبي معاوية : حدثنا
محمد بن إسحاق عن جميل بن أبي ميمونة عن عطاء بن يزيد الليثي عن أبي هريرة
مرفوعا و قال : " لم يروه عن عطاء إلا جميل ، و لا عنه إلا ابن إسحاق تفرد به
أبو معاوية " . و من هذا الوجه رواه الضياء في " المنتقى من مسموعاته بمرو " (
33 / 1 ) و زاد : " و من خرج غازيا في سبيل الله فمات كتب له أجر الغازي إلى
يوم القيامة " . و هكذا أورده المنذري في " الترغيب " ( 2 / 112 ) و قال : "
رواه أبو يعلى من رواية محمد بن إسحاق ، و بقية رواته ثقات " . قلت : يعني أن
ابن إسحاق مدلس و قد عنعنه . فهذه علة ، و فيه علة أخرى ، فقال الهيثمي ( 3 /
208 - 209 ) بعد أن عزاه للطبراني وحده : " و فيه جميل بن أبي ميمونة ، و قد
ذكره ابن أبي حاتم ، و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا ، و ذكره ابن حبان في (
الثقات ) " . قلت : و تساهل ابن حبان في التوثيق معروف ، فالرجل مجهول الحال ،
و الله أعلم .
(1/71)
________________________________________

746 - " لا هم إلا هم الدين ، و لا وجع إلا وجع العين " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 168 ) :

موضوع .

رواه ابن حبان في " الضعفاء " ( 1 / 346 ) و الطبراني في " الأوسط
" ( 68 / 1 و 145 / 1 ) و في " الصغير " ( ص 176 ) و عنه القضاعي ( 72 / 2 ) و
ابن عدي ( 188 / 1 ) قالا : حدثنا محمد بن يونس البصري العصفري : حدثنا قرين بن
سهل بن قرين : حدثني أبي : حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب عن محمد بن
المنكدر عن جابر مرفوعا . و قال الطبراني : " لم يروه عن ابن المنكدر إلا
ابن أبي ذئب ، تفرد به سهل " . قلت : و قال ابن حبان : " يروي عن ابن أبي ذئب و
غيره من الثقات ما ليس من حديثهم " . و لذا قال الذهبي : " غمزه ابن حبان و ابن
عدي ، و كذبه الأزدي " . و ذكر له ابن عدي ثلاثة أحاديث هذا أحدها و قال : "
منكر باطل إسناده و متنه " . و من طريقه أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 2
/ 244 ) . و تعقبه السيوطي بما لا ينفع فقال : ( 393 - طبع الهند ) : " قلت :
أخرجه أبو نعيم في " الطب " و البيهقي في " شعب الإيمان " و قال : " حديث منكر
" . و له طريق آخر ، قال الشيرازي في " الألقاب " : ....... فساق إسناده من
طريق يحيى بن عبد الله خاقان : حدثنا مالك بن أنس عن نافع عن ابن عمر مرفوعا به
ثم قال السيوطي : " و أخرجه الخطيب في " رواة مالك " و قال : منكر عن مالك ، و
خاقان مجهول ، و قال الذهبي في " الميزان " : " يحيى بن عبد الله خاقان يكنى
أبا سهل عن مالك - ثم ساق الحديث ثم قال : فهذا موضوع " . و لم يتعقبه السيوطي
بشيء إلا أنه قال : " و له شاهد موقوف " . قلت : و فيه ابن لهيعة ، و لو صح فهو
شاهد على الحديث لا له ، لأن الموقوف لا يصح أن يشهد للمرفوع كما لا يخفى ، و
لذلك قال المناوي في " الفيض " : " و حكم ابن الجوزي عليه بالوضع ، و نوزع بما
لا طائل فيه " . و الموقوف المشار إليه وجدته في " الفوائد المنتقاة الحسان
العوالي " لابن الديباجي ( 20 / 85 / 1 ) من طريق ابن لهيعة عن خالد بن يزيد
قال : قال عمرو بن العاص ....... فذكره . و الحديث أخرجه أبو نعيم في " أخبار
أصبهان " ( 2 / 295 ) من طريق الحسين بن معاذ - مستملي عمرو بن علي - : حدثنا
ابن أخي الربيع بن مسلم عن الربيع بن مسلم عن محمد بن زياد عن أبي هريرة مرفوعا
بلفظ : " لا غم إلا غم الدين ، و لا ..... " . قلت : و الحسن بن معاذ هو ابن
داود بن معاذ . قال الذهبي : " ليس بثقة ، حديثه موضوع " .
(1/72)
________________________________________

747 - " قال الله تعالى : من لم يرض بقضائي و قدري فليلتمس ربا غيري " .


قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 169 ) :

ضعيف جدا .

عزاه السيوطي في " الجامع الصغير " للبيهقي في " الشعب " عن
أنس . و لم يتكلم عليه شارحه المناوي بشيء ، و كأنه لم يقف على سنده ، و قد
وجدته في الجزء الرابع من " التجريد " لابن عساكر ، رواه ( 4 / 1 - 2 ) من طريق
البيهقي عن الحاكم بسنده عن علي بن يزداد الجرجاني - و كان قد أتي عليه مائة و
خمس و عشرون سنة - قال : سمعت عصام بن الليث الليثي السدوسي - من بني فزارة في
البادية - قال : سمعت أنس بن مالك يقول : فذكره مرفوعا . قلت : و هذا إسناد
ضعيف ، علي بن يزداد الجرجاني قال الذهبي في ترجمة شيخه عصام بن الليث : " لا
يعرفان " . و ساق له في " اللسان " هذا الحديث من طريق الحاكم ثم قال : " أخرجه
أبو سعد ابن السمعاني في " الأنساب " و قال : " هذا إسناد مظلم لا أصل له " .
و قال الذهبي أيضا في ترجمة علي بن يزداد الجرجاني : " شيخ لابن عدي متهم ، روى
عن الثقات أوابد " . و أقره في " اللسان " . فالإسناد ضعيف جدا ، و قد روي
بإسناد آخر مثله في الضعف ، و قد مضى برقم ( 494 ) .
(1/73)
________________________________________

748 - " الجمال صواب القول بالحق ، و الكمال حسن العفاف بالصدق " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 170 ) :

ضعيف جدا .

رواه أبو نعيم في " فضائل الخلفاء الأربعة " ( 2 / 2 / 2 ) و
السلفي في " أحاديث و حكايات " ( 78 / 1 ) و ابن النجار ( 10 / 174 / 1 ) و
الديلمي ( 2 / 81 ) و ابن عساكر ( 8 / 471 / 2 ) عن عمر بن إبراهيم عن أيوب بن
سيار عن محمد بن المنكدر عن جابر قال : جاء العباس إلى النبي صلى الله عليه
وسلم و عليه ثياب بياض ، فلما نظر تبسم ، قال العباس : يا رسول الله ما الجمال
؟ قال : فذكره . قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا ، آفته أيوب بن سيار فإنه ليس بثقة
كما قال النسائي و غيره ، و قال ابن حبان ( 1 / 159 ) : " يقلب الأسانيد ، و
يرفع المراسيل " . و الراوي عنه عمر بن إبراهيم و هو الكردي الهاشمي مثله في
الضعف ، لكنه قد توبع عليه ، أخرجه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2 / 86 - 87
) عن همام بن مسلم عن أيوب به . لكن هماما هذا مثله في الضعف قال الدارقطني : "
متروك " . قلت : فلا يستشهد به لاسيما و قد قال ابن حبان : " يسرق الحديث " .
فلعله سرقه من الكردي هذا . و الحديث أورده السيوطي في " الجامع " من رواية
الحكيم عن جابر . و تعقبه المناوي في شرحه عليه بقوله : " قضية صنيع المصنف أنه
لم يره مخرجا لأحد من المشاهير الذين وضع لهم الرموز ، و هو عجيب ! فقد رواه
أبو نعيم في " الحلية " و الديلمي في " الفردوس " و البيهقي في " الشعب "
فعدوله للحكيم و اقتصاره عليه الموهم غير لائق ، ثم إن فيه أيوب بن سيار (
الأصل يسار و هو خطأ مطبعي ) الزهري قال الذهبي : ضعيف جدا تفرد به عنه عمر بن
إبراهيم و هو ضعيف جدا " . و في قول الذهبي أن عمر تفرد به عن أيوب نظر ،
للمتابعة التي ذكرتها ، و عزوه للحلية فيه وقفة ، فإني لم أجده في " الحلية " .
و الله أعلم .
(1/74)
________________________________________

749 - " من أغاث ملهوفا كتب الله له ثلاثة و سبعين مغفرة واحدة منها صلاح أمره كله ،
و اثنتان و سبعون درجات له يوم القيامة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 171 ) :

موضوع .

رواه العقيلي في " الضعفاء " ( 140 ) و كذا ابن حبان ( 1 / 304 ) و
أبو نعيم في " الأخبار " ( 2 / 74 ) عن عبد العزيز بن عبد الصمد العمي قال :
حدثنا زياد بن أبي حسان عن أنس مرفوعا . و قال العقيلي : " لا يعرف إلا به
" . يعني زيادا هذا . و قال ابن حبان : " كان شعبة شديد الحمل عليه ، و كان ممن
يروي أحاديث مناكير ، و أوهاما كثيرة " . و قال البخاري : " كان شعبة يتكلم فيه
" . و في " الميزان " : " قال الحاكم : روى عن أنس و غيره أحاديث موضوعة ، و
كان شعبة شديد الحمل عليه و كذبه ، قال الدارقطني : متروك ، و قال أبو حاتم و
غيره : لا يحتج به " . و قال النقاش فيه مثل قول الحاكم المتقدم . و من طريق
زياد رواه أبو يعلى و البزار كما في " المجمع " ( 8 / 191 ) . و الحديث أورده
ابن الجوزي في " الموضوعات " من طريق العقيلي ثم قال ( 2 / 171 ) : " موضوع ، و
المتهم بوضعه زياد " . و تعقبه السيوطي في " اللآلي " ( ص 352 ) بأن له طريقين
آخرين و شاهدا من حديث ثوبان . أما الطريق الأول فساقه من رواية ابن عساكر
بسنده عن القاضي أبي محمد عبد الله بن محمد بن عبد الغفار بن ذكوان : حدثنا أبو
علي محمد بن سليمان بن حيدرة : حدثنا أبو سليم إسماعيل بن معن ( الأصل : حصني و
هو خطأ ) : حدثنا [ أبو ] المغيرة : حدثنا إسماعيل بن عياش : حدثنا عبد الله بن
عبد الرحمن بن أبي حسين المكي : سمعت أنس بن مالك يقول : فذكره . قلت : و سكت
عليه السيوطي فما أحسن ، فإن ابن ذكوان هذا أورده الذهبي في " الميزان " ثم ابن
حجر في " اللسان " و قالا : " تكلم فيه عبد العزيز الكتاني " . و محمد بن
سليمان بن حيدرة مجهول الحال ، و حيدرة اسم أحد جدوده ، و اسم جده الأدنى الحر
بن سليمان . هكذا ذكره ابن عساكر في " تاريخه " ( 15 / 193 / 2 ) و في ترجمته
ساق له هذا الحديث ، و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا ، و تمام الحديث عنده . "
و من قال : أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له أحدا صمدا لم يلد و لم
يولد و لم يكن له كفوا أحد ، كتب الله له بها أربعين ألف حسنة " . و بقية رجال
الإسناد ثقات غير أن إسماعيل بن عياش ضعيف في روايته عن غير الشاميين و هذه
منها ، و إسماعيل بن معن له ترجمة في ابن عساكر ( 2 / 415 / 2 ) . و جملة القول
: أن سند هذه الطريق مظلم فلا يدفع بمثله حكم ابن الجوزي عليه بالوضع ، لاسيما
و فيها تلك الزيادة التي تؤكد هذا الحكم لما فيها من المبالغة في الأجر لمجرد
النطق بتلك الجملة المباركة ، و هذه المبالغة من أمارات وضع الحديث كما هو مقرر
في محله . و أما الطريق الثاني : فساقه السيوطي من رواية أبي طاهر الحنائي
بسنده عن عيسى بن يعقوب بن جابر الزجاج : حدثنا دينار مولى أنس بن مالك : حدثني
أنس بن مالك به . و هكذا رواه الخطيب في " التاريخ " ( 11 / 175 ) في ترجمة
الزجاج هذا و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . و هذا إسناد تالف دينار هذا قال
ابن حبان ( 1 / 290 ) : " يروي عن أنس أشياء موضوعة " . و قال الحاكم : " روى
عن أنس قريبا من مائة حديث موضوعة " . فإيراد السيوطي لهذا الطريق التالف ، و
سكوته عليه من العجائب ! و قد فاته طريق ثالث ، أخرجه أبو نعيم في " أخبار
أصبهان " ( 1 / 350 ) عن أبان عن أنس مرفوعا . لكن أبان هذا و هو ابن أبي عياش
كذاب فلا يفرح به ! و أما الشاهد فهو الحديث الآتي : " من فرج عن مؤمن لهفان
غفر الله له ثلاثا و سبعين مغفرة ، واحدة يصلح بها أمر دنياه و آخرته ، و ثنتين
و سبعين يوفيها الله تعالى يوم القيامة " .
(1/75)
________________________________________

750 - " من فرج عن مؤمن لهفان غفر الله له ثلاثا و سبعين مغفرة ، واحدة يصلح بها أمر
دنياه و آخرته ، و ثنتين و سبعين يوفيها الله تعالى يوم القيامة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 172 ) :

موضوع .

رواه أبو نعيم في " الحلية " ( 3 / 49 - 50 ) من طريق إسماعيل بن
أبان الأزدي ( الأصل الأودي و هو تصحيف ) قال : حدثنا حماد بن عثمان القرشي -
مولى الحسن بن علي - قال : حدثني يزيد بن أبي زياد البصري عن فرقد عن شميط -
مولى ثوبان - عن ثوبان مرفوعا ، و قال : " غريب من حديث فرقد ، لم نكتبه
إلا من هذا الوجه " . قلت : و هو مظلم ، فإن فرقدا هذا و هو ابن يعقوب السبخي
قال البخاري : " في حديثه مناكير " . و قال النسائي : " ليس بثقة " . و يزيد بن
أبي زياد البصري لم أعرفه ، و في طبقته بهذا الاسم و النسب ثلاثة أحدهم شامي ،
و هو ضعيف جدا ، و الآخران كوفيان ، أحدهما من رجال " التهذيب " و هو ضعيف . و
الآخر من رجال " الميزان " و لا تقوم به حجة . فلعله أحدهم و يكون نسبته بصريا
خطأ من أحد الرواة و لعله من الراوي عنه : حماد بن عثمان القرشي ، و لم أجد له
ترجمة . و يراجع له " الجرح و التعديل " . فإني لا أطوله الآن . ثم رجعت إليه
فلم أجد فيه سوى حماد بن عثمان الذي روى عن الحسن البصري و هو مجهول . فكأنه
غير هذا . و هذا الحديث أورده السيوطي شاهدا للحديث الذي قبله فلم يحسن لشدة
ضعفه و نكارة لفظه . و الله أعلم .
(1/76)
************************************
يتبع ان شاء الله ...

ذو الفقار
2008-04-11, 01:57 AM
751 - " من قضى لأخيه حاجة كنت واقفا عند ميزانه فإن رجح و إلا شفعت له " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 173 ) :

موضوع .

رواه أبو نعيم في " الحلية " ( 6 / 353 ) عن عبد الله بن إبراهيم
بن الهيثم الغفاري : حدثنا مالك بن أنس و العمري عن نافع عن ابن عمر مرفوعا
، و قال : " غريب من حديث مالك ، تفرد به الغفاري " . قلت : قال الذهبي : "
نسبه ابن حبان إلى أنه يضع الحديث . و قال الحاكم : " يروي عن جماعة من الضعفاء
أحاديث موضوعة " .
(1/77)
________________________________________

752 - " وجبت محبة الله على من أغضب فحلم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 173 ) :

موضوع .

رواه ابن عدي ( 331 / 2 ) : حدثنا ابن أبي صالح . حدثنا أبو مصعب :
حدثني مالك عن يحيى بن سعيد عن عروة عن عائشة مرفوعا . و قال : " و هذا عن
مالك منكر " . قلت : أورده في ترجمة أبي مصعب هذا و سماه مطرفا ، و قال : "
يحدث عن ابن أبي ذئب و مالك و غيرهما بالمناكير " . قلت : مطرف هذا من شيوخ
البخاري في " الصحيح " و هو ثقة كما قال ابن سعد و الدارقطني و غيرهما ، و به
جزم الحافظ في " التقريب " و قال : " لم يصب ابن عدي في تضعيفه " . و قد ساق
الذهبي له أحاديث في " الميزان " من طريق ابن عدي عن ابن أبي صالح هذا و هو
أحمد بن داود و منها هذا الحديث ثم قال : " قلت : و هذه أباطيل حاشا مطرفا من
روايتها ، و إنما البلاء من أحمد بن داود ! فكيف خفي هذا على ابن عدي فقد كذبه
الدارقطني ؟! و لو حولت هذه إلى ترجمته كان أولى " . و كذا قال الحافظ في "
التهذيب " ، و قد فعل الذهبي ما أشار إليه ، فنقل الحديث إلى ترجمة أحمد هذا و
قال : " و هذا موضوع " . و وافقه الحافظ ابن حجر في " اللسان " و ذكر أن أحمد
هذا قال فيه ابن حبان و ابن طاهر : " كان يضع الحديث " . قلت : و من طريقه أخرج
الحديث أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 5 / 135 ) و القضاعي في " مسند الشهاب "
( 46 / 2 ) و القاضي أبو بكر الشهرزوري في " جزء فيه مجلسان " ( 4 / 2 ) و ابن
عساكر ( 5 / 84 / 2 ) . و أورده السيوطي في " ذيل الأحاديث الموضوعة " ( 167 -
168 ) من طريق أبي نعيم ، ثم قال السيوطي : " قال في " الميزان " : هذا موضوع ،
من أكاذيب ابن داود " . قلت : و أقره ابن عراق في " تنزيه الشريعة " ( 359 / 1
- 2 ) . و مع هذا كله فقد سود به السيوطي كتابه " الجامع الصغير " ! فتعقبه
المناوي بكلام الذهبي على الحديث و بقول ابن طاهر في راويه : " كان يضع الحديث
" . و كذا قال ابن حبان ( 1 / 134 ) .
(2/251)
________________________________________

753 - " من قضى لأخيه المسلم حاجة كان له من الأجر كمن خدم الله عمره " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 174 ) :

موضوع .

رواه أبو نعيم في " الحلية " ( 10 / 254 - 255 ) و الخطيب في "
التاريخ " ( 5 / 130 - 131 ) و السلفي في " أحاديث منتخبة " ( 135 / 1 ) عن
أحمد بن محمد النوري قال : أخبرنا سري السقطي عن معروف الكرخي عن ابن السماك عن
الأعمش عن أنس مرفوعا . و في لفظ للخطيب : " ....... كمن حج و اعتمر " .
قلت : و هذا سند ضعيف مسلسل بجماعة من الصوفية لا تعرف أحوالهم في الحديث و هم
النوري و السقطي و الكرخي ، و في ترجمة الأول من " التاريخ " أمور مخالفة للشرع
كنذره أن لا يقعد على الأرض أربعين يوما ! و قد وفى فلم يقعد ! و كطلبه من الله
أن يخرج له سمكة وزن ثلاثة أرطال لا تزيد و لا تنقص ! و إلا رمى بنفسه في
الفرات ! فزعموا أن السمكة أخرجت له على ما أراد ، فقال له الجنيد : لو لم تخرج
كنت ترمي بنفسك ؟ قال : نعم . فهذا يدل على أنه كان جاهلا ، أو أنه كان من غلاة
الصوفية الذين لا يقيمون لنصوص الشريعة وزنا . أعاذنا الله من ذلك بمنه و كرمه
. ثم إن في الحديث علة أخرى و هي الانقطاع بين الأعمش و أنس ، قال في " التهذيب
" : " لم يثبت له منه سماع " . و ابن السماك اسمه محمد بن صبيح و لا بأس به كما
قال الدارقطني . و الحديث أورده السيوطي باللفظين كحديثين مستقلين ! عزى الأول
للحلية ، و الآخر للتاريخ ، و قال المناوي فيه : " و فيه من لم أعرفه " . يعني
الصوفية الثلاثة . ثم قال في اللفظ الأول عطفا على رواية " الحلية " له : " و
كذا الخطيب عن إبراهيم بن شاذان عن عيسى بن يعقوب بن جابر الزجاج عن دينار مولى
أنس ، و قضية كلام المصنف أن ذا لا يوجد مخرجا لأعلى من أبي نعيم و إلا لما عدل
إليه و اقتصر عليه ، و الأمر بخلافه ، فقد خرجه البخاري في " تاريخه " و لفظه :
" من قضى لأخيه حاجة فكأنما خدم الله عمره " . و كذا الطبراني و الخرائطي عن
أنس يرفعه بسند قال الحافظ العراقي ضعيف . و أورده ابن الجوزي في ( الموضوع ) "
. قلت : طريق دينار هذه ليست لهذا الحديث بهذا اللفظ ، بل هو من طريق الصوفية
المتقدم ، و لفظ حديث دينار : " من قضى لأخيه حاجة من حوائج الدنيا قضى الله له
اثنتين و سبعين حاجة أسهلها المغفرة " فهذا حديث آخر و قد تقدم الكلام عليه في
الحديث ( 750 ) و ليس هو عند أبي نعيم من هذا الوجه بل هو عند الخطيب كما سبق .
ثم إن ابن الجوزي لم يورد هذا الحديث في " الموضوع " و إنما أورد فيه الحديث
المشار إليه آنفا برقم ( 750 ) ، فتأمل كم في كلام المناوي من أخطاء . و العصمة
لله وحده . و للحديث طريق آخر عن أنس ، أخرجه البخاري في " التاريخ " ( 4 / 2 /
43 ) و ابن أبي الدنيا في " قضاء الحوائج " ( 77 - 78 ) و أبو نعيم في " أخبار
أصبهان " ( 2 / 225 ) و الخرائطي في " المكارم " ( ص 17 ) و الخطيب ( 3 / 114 )
عن بقية عن متوكل بن يحيى القنسريني عن حميد بن العلاء عنه مرفوعا . قلت : و
هذا ساقط ، و بقية و هو ابن الوليد مدلس و قد عنعنه . و المتوكل هذا قال الأزدي
: " حديثه ليس بالقائم " . و حميد بن العلاء قال الأزدي : " لا يصح حديثه " . و
كأنه يعني هذا . و وجدت له شاهدا من حديث عبد الله بن عمر . أخرجه أبو العباس
الأصم في " حديثه " ( رقم 130 من نسختي ) عن أبي مسلم محمد بن مخلد الرعيني :
حدثنا سعيد بن عبد الجبار عن محمد بن جابر عن خصيف بن عبد الرحمن عنه مرفوعا .
و هذا إسناد هالك ، الرعيني قال ابن عدي : " حدث بالأباطيل " . و قال الدارقطني
: " متروك الحديث " . و سعيد بن عبد الجبار قال الذهبي : " لا يعرف " . و فرق
بينه و بين سميه الذي قبله و هو الزبيدي الحمصي و كان جرير يكذبه . و لا مانع
عندي من أن يكونا واحدا و يؤيده أن الحافظ بعد أن ترجم للزبيدي في " التهذيب "
لم يورد هذا الذي نحن في صدده تمييزا كما هي عادته ، و كذلك لم يورده في "
اللسان " اكتفاء منه بإيراده إياه في " التهذيب " بناء على أنهما واحد . و الله
أعلم . و محمد بن جابر و خصيف بن عبد الرحمن ضعيفان .
(2/252)
________________________________________

754 - " نعم الشيء الهدية أمام الحاجة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 176 ) :

موضوع .

رواه الطبراني ( 1 / 294 / 1 ) : حدثنا أحمد بن الحسن الصوفي :
أخبرنا الهيثم بن خارجة أخبرنا يحيى بن سعيد العطار عن يحيى بن العلاء عن طلحة
بن عبيد الله عن الحسين بن علي مرفوعا . و رواه الضياء في " المنتقى من
مسموعاته بمرو " ( 31 / 1 ) من طريق يزيد بن سنان البصري - بمصر - حدثنا يحيى
بن سعيد العطار به . قلت : و هذا إسناد تالف يحيى بن سعيد قال ابن حبان : "
يروي الموضوعات عن الأثبات لا يجوز الاحتجاج به " . و يحيى بن العلاء كذاب يضع
الحديث كما تقدم عن الإمام أحمد تحت الحديث ( 321 ) . و ذكره ابن قدامة في "
المنتخب " ( 10 / 195 / 1 ) من طريق عبد الله : حدثني أبي أخبرنا عباد بن
العوام : حدثني شيخ عن الزهري مرفوعا . قال أبي : يقولون إنه سليمان بن أرقم ،
و سليمان لا يساوي حديثه شيئا . ثم رأيت هذا في " كتاب الضعفاء " ( 156 )
للعقيلي قال : حدثنا عبد الله به . قلت : و قد وصله أبو نعيم في " أخبار أصبهان
" ( 2 / 75 ) عن عثمان بن عبد الرحمن بن عمر بن سعيد بن أبي وقاص عن الزهري عن
عروة عن عائشة مرفوعا . و هذا سند ساقط أيضا ، عثمان هذا قال ابن معين : " كان
يكذب " . و قال ابن المديني : " ضعيف جدا " . و هذا معنى قول البخاري : " تركوه
" . و قال فيه ابن حبان ( 2 / 98 ) مثل ما سبق في يحيى بن سعيد . و من طريقه
رواه الحاكم في " تاريخه " كما في " اللآليء " ( ص 492 ) للسيوطي و قد تعقب به
و بحديث الحسين الذي قبله حكم ابن الجوزي على الحديث بالوضع ، فلم يصنع شيئا
لأن مدارهما على كذابين كما علمت . و له طريق أخرى عن عروة . رواه الخطيب ( 8 /
166 ) عن عمرو بن خالد الأعشى : حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعا .
لكن عمرو هذا كذاب وضاع ، رماه بذلك غير واحد من الأئمة . و قد أورده ابن
الجوزي من طريقه في " الموضوعات " و قال ( 2 / 91 ) : " لا يصح ، عمرو بن خالد
كذبه العلماء ، منهم أحمد و يحيى ، و قال ابن راهويه : كان يضع الحديث " . و قد
روي من حديث أنس ، رواه الدارقطني في " غرائب مالك " من طريق خداش بن مخلد :
حدثنا يعيش بن هشام : حدثنا مالك عن الزهري عن أنس مرفوعا ذكره ابن الجوزي و
قال : " قال الدارقطني : هو باطل عن مالك ، و قد روي عن الموقري عن الزهري عن
أنس ، و الموقري ضعيف " . قلت : و خداش بن مخلد لم أجد له ترجمة . و أما
الموقري و هو الوليد بن محمد فهو ساقط كذبه ابن معين و قال النسائي : " متروك
الحديث " . و قال ابن حبان : " روى عن الزهري أشياء موضوعة لم يروها الزهري قط
" .
(2/253)
________________________________________

755 - " إن الله عز وجل لما قضى خلقه استلقى ، و وضع إحدى رجليه على الأخرى و قال : لا ينبغي لأحد من خلقه أن يفعل هذا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 177 ) :

منكر جدا .

رواه أبو نصر الغازي في جزء من " الأمالي " ( 77 / 1 ) من طرق
عن إبراهيم بن المنذر الحزامي : حدثنا محمد بن فليح بن سليمان عن أبيه عن سعيد
بن الحارث عن عبيد بن حنين قال : بينا أنا جالس إذ جاءني قتادة بن النعمان
رضي الله عنه فقال : انطلق بنا يا ابن حنين إلى أبي سعيد الخدري رضي الله عنه
فإني قد أخبرت أنه قد اشتكى ، فانطلقنا حتى دخلنا على أبي سعيد ، فوجدناه
مستلقيا رافعا رجله اليمنى على اليسرى ، فسلمنا و جلسنا ، فرفع قتادة بن
النعمان يده إلى رجل أبي سعيد فقرصها قرصة شديدة ، فقال أبو سعيد : سبحان الله
يا ابن أم أوجعتني ! فقال له : ذلك أردت ، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
: فذكره . فقال أبو سعيد : لا جرم والله لا أفعل أبدا . و قال : " قال الإمام
أبو موسى ( يعني المديني الحافظ ) : رواه ابن الأصفر عن إبراهيم بن محمد بن
فليح عن أبيه عن سالم أبي النضر عن أبي الحباب سعيد بن يسار عن قتادة ، و رواه
محمد بن المبارك الصوري عن إبراهيم بن المنذر عن محمد بن فليح عن أبيه عن سالم
أبي النضر ، عن عبيد بن حنين و بسر بن سعيد كلاهما عن قتادة ، و رواه عن قتادة
أيضا سوى عبيد بن حنين و أبي الحباب و بسر بن سعيد - عبيد الله بن عبد الله بن
عتبة . و رواه عن إبراهيم بن المنذر محمد بن إسحاق الصغاني و محمد بن المصفى و
محمد بن المبارك الصوري و جعفر بن سليمان النوفلي و أحمد بن رشدين و أحمد بن
داود المكي و ابن الأصفر و غيرهم ، و حدث به من الحفاظ عبد الله بن أحمد بن
حنبل و أبو بكر بن أبي عاصم و أبو القاسم الطبراني ، و روي عن شداد بن أوس أيضا
مرفوعا . و روي عن عبد الله بن عباس و كعب بن عجرة رضي الله عنهما موقوفا ، و
عن كعب الأحبار أيضا ، و روي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه في قوله تعالى
: *( الرحمن على العرش استوى )* هذا المعنى ، و رواة هذا الحديث من طريق قتادة
و شداد عامتهم من رجال الصحيح ، و ذلك كله بعد قول الله تعالى *( أفمن يخلق كمن
لا يخلق )* إنما يوافق الاسم الاسم ، و لا تشبه الصفة الصفة " . قلت : مع
التنزيه المذكور فإن الحديث يستشم منه رائحة اليهودية الذين يزعمون أن الله
تبارك و تعالى بعد أن فرغ من خلق السموات و الأرض استراح ! تعالى الله عما يقول
الظالمون علوا كبيرا ، و هذا المعنى يكاد يكون صريحا في الحديث فإن الاستلقاء
لا يكون إلا من أجل الراحة سبحانه و تعالى عن ذلك . و أنا أعتقد أن أصل هذا
الحديث من الإسرائيليات و قد رأيت في كلام أبي نصر الغازي أنه روي عن كعب
الأخبار ، فهذا يؤيد ما ذكرته ، و ذكر أبو نصر أيضا أنه روي موقوفا عن عبد الله
بن عباس و كعب بن عجرة ، فكأنهما تلقياه - إن صح عنهما - عن كعب كما هو الشأن
في كثير من الإسرائيليات ، ثم وهم بعض الرواة فرفعه إلى النبي صلى الله عليه
وسلم . ثم إن قول أبي نصر " إن رواة طريق قتادة من رجال الصحيح " صحيح ، و كذلك
قال الهيثمي في " المجمع " ( 8 / 100 ) بعد أن عزاه للطبراني ، و لكن لا يلزم
من ذلك أن يكون سند الحديث بالذات صحيحا لجواز أن يكون فيه من تكلم فيه ، و إن
كان صاحب الصحيح احتج به ، فإنه يجوز أن ذلك لأنه لم يثبت جرحه عنده ، أو أنه
كان ينتقي من حديثه مع اعتقاده أن فيه ضعفا يسيرا لا يسقط به حديثه جملة عنده ،
خلافا لغيره . و إسناد هذا الحديث من هذا القبيل ، فإن محمد بن فليح بن سليمان
و أباه ، و إن أخرج لهما البخاري فإن فيهما ضعفا و خاصة الأب ، فقد ضعفه ابن
معين حتى جعله دون الدراوردي و هذا حسن الحديث ! و قال في رواية : " فليح ليس
بثقة و لا ابنه " ، و كذلك ضعفه ابن المديني و النسائي و الساجي و قال : " هو
من أهل الصدق ، و يهم " . و لذلك لم يسع الحافظ إلا الاعتراف بضعفه فقال في "
التقريب " : " صدوق كثير الخطأ " . و أما ابنه محمد فهو أحسن حالا من أبيه ،
ففي " الميزان " : " قال أبو حاتم : ما به بأس ، و ليس بذاك القوي . و وثقه
بعضهم و هو أوثق من أبيه . و قال ابن معين ليس بثقة " . و قال الحافظ : " صدوق
يهم " . و إن مما يدل على ضعفهما و ضعف حديثهما اضطرابهما في إسناده . فتارة
يقولان : عن سعيد بن الحارث عن عبيد بن حنين عن قتادة . و تارة : عن سالم أبي
النضر بدل سعيد بن الحارث ، و يقرن مع ابن حنين بسر بن سعيد و تارة يجعل
مكانهما أبا الحباب سعيد بن يسار ، و هذا كله من فوائد أبي نصر رحمه الله في
هذا الجزء من " الأمالي " . حيث حفظ لنا فيه ما ينير السبيل على البحث في حال
هذا الحديث . و أما إسناد حديث شداد فلم أقف عليه لننظر فيه ، و غالب الظن أن
فيه علة تقدح في صحته . و الله أعلم . و مما يوهن من شأن هذا الحديث أنه صح عن
عباد بن تميم عن عمه أنه رأى رسول الله عليه وسلم مستلقيا في المسجد ، واضعا
إحدى رجليه على الأخرى . رواه البخاري ( 1 / 466 بفتح الباري طبع بولاق ) و
ترجم له بـ " باب الاستلقاء في المسجد " ثم روى عن سعيد بن المسيب قال : كان
عمر و عثمان يفعلان ذلك ، فلو كان الاستلقاء المذكور لا ينبغي لأحد من خلقه
سبحانه كما زعم الحديث لما فعل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم خلفاؤه من
بعده ، كما لا يخفى . و لا يعارض هذا ثبوت النهي عن الاستلقاء في صحيح مسلم ( 6
/ 154 ) و غيره لأنه غير معلل بهذه العلة المذكورة في هذا الحديث المنكر ، و
للعلماء مذهبان في الجمع بين هذا النهي و بين فعله صلى الله عليه وسلم المخالف
للنهي : الأول : ادعاء نسخ النهي . الثاني : حمل النهي حيث يخشى أن تبدو العورة
، و الجواز حيث يؤمن ذلك <1> و في كل من المذهبين إشارة إلى رد هذا الحديث ،
فإنه لا يتمشى معهما البتة ، أما على المذهب الأول فلأن الحديث صريح في أن
الاستلقاء المذكور فيه من خصوصيات الله عز وجل فكيف يجوز ذلك ؟! و أما على
المذهب الثاني فلأنه صريح في أن العلة عنده هو انكشاف العورة أو عدم انكشافها ،
فلو كان يصح عنده أن العلة كون الاستلقاء من خصوصياته سبحانه لم يجز التعليل
بغيرها و هذا ظاهر لا يخفى أيضا . و جملة القول إن هذا الحديث منكر جدا عندي ،
و لقد قف شعري منه حين وقفت عليه ، و لم أجد الآن من تكلم عليه من الأئمة
النقاد غير أن الحافظ الذهبي أورده في ترجمة " فليح " ، كأنه يشير بذلك إلى أنه
مما أنكر عليه كما هي عادته في " ميزانه " . و الله أعلم . ثم وجدت في بعض
الآثار ما يشهد لكون الحديث من الإسرائيليات ، فروى الطحاوي في " شرح المعاني "
( 2 / 361 ) بسند حسن أنه قيل للحسن ( و هو البصري ) : قد كان يكره أن يضع
الرجل إحدى رجليه على الأخرى ؟ فقال : ما أخذوا ذلك إلا عن اليهود " . ثم رأيت
البيهقي سبقني إلى الكلام على الحديث بنحو ما ظهر لي ، فقال في " الأسماء و
الصفات " ( ص 355 ) بعد أن ساقه من طريق إبراهيم بن المنذر عن محمد بن فليح :
" فهذا حديث منكر ، و لم أكتبه إلا من هذا الوجه ، و فليح بن سليمان مع كونه من
شرط البخاري و مسلم ، فلم يخرجا حديثه هذا في " الصحيح " ، و هو عند بعض الحفاظ
غير محتج به " . ثم روى بسنده عن ابن معين قال : لا يحتج بحديثه . و في رواية :
قال : ضعيف . قال : و بلغني عن النسائي أنه قال : ليس بالقوي . قال : " فإذا
كان فليح بن سليمان المدني مختلفا في جواز الاحتجاج به عند الحفاظ لم يثبت
بروايته مثل هذا الأمر العظيم . و فيه علة أخرى ، و هي أن قتادة بن النعمان مات
في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه . و صلى عليه عمر ، و عبيد بن حنين مات
سنة خمس و مائة ، و له خمس و سبعون سنة في قول الواقدي و ابن بكير ، فتكون
روايته عن قتادة منقطعة ، و قول الراوي : و انطلقنا حتى دخلنا على أبي سعيد لا
يرجع إلى عبيد بن حنين ، و إنما يرجع إلى من أرسله عنه ، و نحن لا نعرفه ، فلا
تقبل المراسيل في الأحكام ، فكيف في هذا الأمر العظيم ؟! " .

-----------------------------------------------------------
[1] و هذا هو الذي رجحه الحافظ في " الفتح " . اهـ .
(2/254)
________________________________________
756 - " الأمر المفظع ، و الحمل المضلع ، و الشر الذي لا ينقطع إظهار البدع " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 180 ) :

ضعيف جدا .

رواه الطبراني ( 1 / 327 / 1 ) و ابن أبي عاصم في " السنة " رقم
( 36 ) و ابن بطة في " الإبانة " ( 1 / 173 / 1 - 2 ) عن بقية : حدثنا عيسى بن
إبراهيم عن موسى بن أبي حبيب عن الحكم بن عمير الثمالي مرفوعا . قلت : و
هذا سند ضعيف جدا ، عيسى هذا هو الهاشمي ، قال البخاري و النسائي : " منكر
الحديث " . و قال أبو حاتم و النسائي أيضا : " متروك الحديث " . و موسى بن أبي
حبيب ضعفه أبو حاتم . و الحديث أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 1 / 268 -
269 ) من رواية الحاكم و قال : " لا يصح ، قال الحاكم : عيسى واهي الحديث بمرة
" . و أقره السيوطي ( رقم 652 ) من " اللآليء " ، ثم ابن عراق في " تنزيه
الشريعة " ( 136 / 1 ) ، و مع ذلك فقد أورده السيوطي في " الجامع الصغير " ، من
رواية الطبراني هذه ، و اقتصر المناوي في شرحه على قوله : " و الحديث ضعيف " !
.
(2/255)
________________________________________
757 - " من وطيء امرأة و هي حائض ، فقضى بينهما ولد ، فأصابه جذام ، فلا يلومن إلا نفسه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 180 ) :

ضعيف .

رواه أبو العباس الأصم في " حديثه " ( ج 2 رقم 147 ) و الطبراني في
" الأوسط " ( 1 / 169 / 1 ) : حدثنا بكر بن سهل : أخبرنا محمد بن أبي السري
العسقلاني : أخبرنا شعيب بن إسحاق عن الحسن بن الصلت عن الزهري عن سعيد بن
المسيب عن أبي هريرة مرفوعا . و قال الطبراني : " لم يروه عن الزهري إلا
الحسن بن الصلت - شيخ من أهل الشام - تفرد به ابن أبي السري " . قلت : و هو
صدوق له أوهام كثيرة كما في " التقريب " . و الحسن بن الصلت لم أجد له ترجمة و
لم يذكره الحافظ ابن عساكر في " تاريخ دمشق " مع أنه على شرطه ! و الحديث أعله
الهيثمي ( 4 / 299 ) ببكر هذا فقال : " ضعفه النسائي و قال الذهبي : قد حمل
الناس عنه و هو مقارب الحديث " .
(2/256)
________________________________________
758 - " من مشى مع ظالم ليعينه و هو يعلم أنه ظالم فقد خرج من الإسلام " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 181 ) :

ضعيف جدا .

رواه الطبراني ( 1 / 32 / 2 ) : حدثنا عمرو بن إسحاق بن إبراهيم
بن زبريق الحمصي : حدثني أبي : حدثنا عمرو بن الحارث عن عبد الله بن سالم عن
الزبيدي عن عياش بن مؤنس أن أبا الحسن نمران بن مخمر حدثه أن أوس بن شرحبيل
أحد بني المجمع حدثه به مرفوعا . قلت : و هذا سند ضعيف جدا عمرو بن إسحاق لم
أعرفه و لم يورده ابن عساكر في " تاريخه " مع أنه على شرطه . و أبو إسحاق بن
إبراهيم بن زبريق ضعيف جدا ، قال النسائي : " ليس بثقة " . و قال أبو داود : "
ليس بشيء " و كذبه محدث حمص محمد بن عوف الطائي و هو أعرف بأهل بلده ، و أما
أبو حاتم فقال : لا بأس به ! و عياش بن مؤنس و شيخه أبو الحسن نمران بن مخمر لم
أعرفهما .
(2/257)
________________________________________
759 - " أربع من سعادة المرء : أن تكون زوجته موافقة ، و أولاده أبرارا ، و إخوانه
صالحين ، و أن يكون رزقه في بلده " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 181 ) :

ضعيف جدا .

رواه النسائي في " حديثه " ( 132 / 2 ) و ابن عساكر في " تاريخه
" ( 15 / 325 / 2 ) من طريقين عن بقية بن الوليد عن أبي يعقوب المدني عن عبد
الله بن الحسين عن أبيه عن جده . و قال ابن عساكر : " غريب جدا " . قلت : و
هذا سند ضعيف جدا ، أبو يعقوب المدني لم أعرفه ، فهو من شيوخ بقية المجهولين
الذين كان يدلسهم ، قال ابن معين : " إذا لم يسم بقية شيخه و كناه فاعلم أنه لا
يساوي شيئا " . و قال ابن المبارك : " نعم الرجل بقية لولا أنه يكني الأسماء ،
و يسمي الكنى " ! و عبد الله بن الحسين لم أعرفه ، و لا نعلم للحسين بن علي بن
أبي طالب ابنا اسمه عبد الله و ( الحسين ) كذلك وقع في الطريقين ، و لعله خطأ
من بعض الرواة أو النساخ ، و يؤيده أن الحديث أخرجه أبو بكر الشافعي في "
الفوائد " ( ج 73 / 258 / 1 ) و الديلمي ( 1 / 1 / 166 ) من طريق عمرو بن جميع
عن عبد الله بن حسن عن أبيه عن جده مرفوعا . و على هذا فالحديث من مسند الحسن
بن علي بن أبي طالب لا من مسند علي ، فإن عبد الله هذا هو ابن حسن بن حسن بن
علي بن أبي طالب ، و هو ثقة مأمون ، لكن الراوي عنه عمرو بن جميع كذاب : قد
وجدت له طريقا أخرى عن الحسين عن علي رضي الله عنهما ، فقال الدنيوري في "
المجالسة " كما في " المنتقى منها " ( 21 / 2 نسخة حلب ) : حدثنا محمد بن
الحسين حدثني علي بن الحسين بن موسى عن أبيه عن علي بن الحسين عن أبيه عن علي
بن أبي طالب مرفوعا . و هذا إسناد ساقط من دون موسى ( و هو ابن عبد الله بن حسن
المتقدم ) لم أعرفهم ، لكن الدينوري نفسه متهم و اسمه أحمد بن مروان ، قال
الذهبي : " اتهمه الدارقطني ، و مشاه غيره " . و قال الحافظ في " اللسان " : "
و صرح الدارقطني في " غرائب مالك بأنه يضع الحديث " . و الحديث أورده السيوطي
في " الجامع " من رواية ابن عساكر و الديلمي عن علي ، و ابن أبي الدنيا في "
كتاب الإخوان " عن عبد الله بن الحكم عن أبيه عن جده . و لم يتعقبه المناوي
بشيء غير أنه قال : " رمز المصنف لضعفه " . و قد عرفت أنه ضعيف جدا من طريق ابن
عساكر ، و باطل من الطريقين الآخرين ، و قوله " عبد الله بن الحكم " أظنه تصحيف
من " عبد الله بن الحسن " كما سبق في رواية أبي بكر الشافعي ، و كذلك هو في "
الجامع الكبير " ( 1 / 90 / 1 ) لكن وقع فيه " ..... ابن أبي الحسن " ! .
(2/258)
________________________________________
760 - " المؤمن كيس فطن حذر " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 182 ) :

موضوع .

رواه القضاعي ( 2 / 2 / 2 ) عن سليمان بن عمرو النخعي عن أبان عن
أنس بن مالك مرفوعا . قلت : و هذا موضوع ، النخعي هذا كان يضع الحديث كما قال
أحمد و غيره . و أبان هو ابن أبي عياش متروك متهم ، و لهذا فقد أساء السيوطي
بإيراده إياه في " الجامع الصغير " من رواية القضاعي هذه . و قد تعقبه المناوي
بقوله : " قال العامري : " حسن غريب " ، و ليس فيما زعمه بمصيب . بل فيه أبو
داود النخعي كذاب ، قال في " الميزان " عن يحيى : كان أكذب الناس . ثم سرد له
عدة أخبار هذا منها . قال ابن عدي : أجمعوا على أنه كان وضاعا " .
(2/259)
********************************
يتبع ان شاء الله ...

ذو الفقار
2008-04-11, 02:10 AM
761 - " المدينة قبة الإسلام ، و دار الإيمان ، و أرض الهجرة ، و مبوأ الحلال و
الحرام " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 183 ) :

ضعيف .

رواه الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 124 / 1 ) عن عيسى بن مينا -
قالون - : حدثنا عبد الله بن نافع عن أبي المثنى القاريء عن سعيد المقبري عن
أبي هريرة مرفوعا ، و قال السيوطي في " الحجج المبينة " ( 69 / 2 ) : " سنده
حسن " . و كأنه أخذه من قول الهيثمي في " المجمع " ( 3 / 258 ) : " و فيه عيسى
بن مينا قالون ، و حديثه حسن و بقية رجاله ثقات " ، و في هذا نظر من وجهين :
الأول : أن عيسى بن مينا لم يوثقه غير ابن حبان ، و قد قال فيه الذهبي : " أما
في القراءة فثبت ، و أما في الحديث فيكتب حديثه في الجملة ، سئل عنه أحمد بن
صالح المصري عن حديثه فضحك و قال : تكتبون عن كل أحد ! " . قلت : ففي كلام أحمد
بن صالح هذا إشارة إلى ضعف هذا الرجل إلى درجة أنه لا يكتب حديثه ! الثاني : أن
أبا المثنى القاريء و اسمه سليمان بن يزيد ضعيف كما قال الدارقطني و تبعه
الحافظ في " التقريب " . و قال أبو حاتم : " منكر الحديث ليس بالقوي " . و أما
ابن حبان فأورده في " الثقات " ( 2 / 112 ) فهو عمدة الهيثمي في توثيقه . لكن
توثيق ابن حبان لا قيمة له لاسيما مع مخالفة من هو أعرف منه بالرجال كأبي حاتم
و الدارقطني ، لاسيما و هو أعني ابن حبان قد تناقض ، فإنه قد ذكره في " الضعفاء
" أيضا فقال ( 3 / 151 ) : " يخالف الثقات في الروايات لا يجوز الاحتجاج به و
لا الرواية عنه إلا للاعتبار " .
(2/260)
________________________________________
762 - " من لعق العسل ثلاث غدوات كل شهر لم يصبه عظيم من البلاء " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 183 ) :

ضعيف .

رواه البخاري في " التاريخ " ( 3 / 2 / 55 ) و ابن ماجة ( 2 / 343 )
و الدولابي ( 1 / 185 ) و العقيلي في " الضعفاء " ( 248 ) و ابن بشران في "
الأمالي " ( 169 / 2 ) و ابن عدي ( 150 / 1 ) عن سعيد بن زكريا عن الزبير بن
سعيد الهاشمي عن عبد الحميد بن سالم عن أبي هريرة مرفوعا . و قال العقيلي :
" و قال البخاري : عبد الحميد بن سالم لا يعرف له سماع من أبي هريرة " . ثم قال
العقيلي : " ليس له أصل عن ثقة " . و قال الذهبي : " ما حدث عنه غير الزبير " .
قلت : و معنى هذا أن عبد الحميد مجهول ، و قد صرح بهذا الحافظ في " التقريب " ،
و قال في " الزبير " هذا : " إنه لين الحديث " . و الحديث أورده ابن الجوزي في
" الموضوعات " من طريق العقيلي و قال ( 3 / 215 ) : " لا يصح ، قال يحيى : "
الزبير ليس بشيء ....... " ثم ذكر كلام العقيلي . قلت : و لم يتعقبه السيوطي في
" اللآليء " إلا بأن له شاهدا . و سيأتي بيان ما فيه ، و أما ابن عراق فقال في
" تنزيه الشريعة " ( 384 / 1 ) : " و رأيت بخط الحافظ ابن حجر على هامش " تلخيص
الموضوعات " ما نصه : الزبير بن سعيد لم يتهم بكذب فكيف يحكم على حديثه بالوضع
؟! والله أعلم و الحديث من طريقه أخرجه ابن ماجه في " سننه " و البيهقي ، و له
طريق آخر عن أبي هريرة . أخرجه أبو الشيخ في الثواب " . قلت : ساقه السيوطي في
" اللآليء " ( 562 ) شاهدا ، و ذلك تساهل كبير فإن فيه وضاعا . ثم إن لفظه
مغاير في بعض أطرافه و هو : " من شرب العسل ثلاثة أيام في كل شهر على الريق
عوفي من الداء الأكبر ، الفالج و الجذام و البرص " .
(2/261)
________________________________________
763 - " من شرب العسل ثلاثة أيام في كل شهر على الريق عوفي من الداء الأكبر ، الفالج و الجذام و البرص " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 184 ) :

موضوع .

رواه أبو الشيخ في " الثواب " بسنده " عن علي بن عروة عن عبد الملك
عن عطاء عن أبي هريرة مرفوعا . قلت : و هذا موضوع ، و آفته علي بن عروة قال
ابن حبان ( 2 / 105 ) : " كان يضع الحديث على قلة روايته " . و كذبه صالح جزرة
و غيره . و من العجائب أن السيوطي ثم ابن عراق أوردا هذا الحديث شاهدا للحديث
الذي قبله مع أنه مما لا يخفى عليهما أن الحديث الشديد الضعف لا يصلح في
الشواهد ! فكأنهما لم يتنبها لحال ابن عروة هذا ، و كذلك المناوي ، فإنه قال :
" إن السيوطي لم يتعقب ابن الجوزي إلا بأن له هذا الشاهد " . ثم ساقه و سكت
عليه . و لذلك رأيت أنه لابد من بيان حاله حتى لا يغتر بهم غافل .
(2/262)
________________________________________
764 - " إذا أعطى أحدكم الريحان فلا يرده ، فإنه خرج من الجنة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 185 ) :

ضعيف .

رواه الترمذي ( 4 / 18 ) عن حنان عن أبي عثمان النهدي مرفوعا ،
و قال : " هذا حديث غريب حسن ، و لا نعرف لحنان غير هذا الحديث ، و أبو عثمان
النهدي قد أدرك زمان النبي صلى الله عليه وسلم و لم يره ، و لم يسمع منه " .
قلت : و حنان في عداد المجهولين ، فالحديث له علتان : الجهالة و الإرسال ، فهو
ضعيف فتحسين الترمذي له مع استغرابه إياه مستغرب ! ، و المناوي إنما نقل عنه
الاستغراب فقط ، و كذلك هو في نسخة بولاق من " الترمذي " ( 2 / 130 ) فلعله
الصواب ، و الله أعلم . ( تنبيه ) : ثم إنني أقول : قد يشكل على بعض القراء
استغرابي المذكور ، و جوابا عليه أقول : وجه ذلك أن جمع الترمذي بين لفظتي "
غريب " و " حسن " إنما يعني في اصطلاحه أنه حسن لذاته بخلاف ما لو قال : " حديث
حسن " فقط ، دون لفظة " غريب " فإنه يعين أنه حسن لغيره ، و بخلاف ما لو قال :
" حديث غريب " فقط ، فإنما يعني أن إسناده ضعيف و لذلك رجحت الاستغراب فقط ،
لأن الإرسال ينافي الحسن لذاته عند المحدثين ، لاسيما إذا كان في الإسناد جهالة
. فاحفظ هذا فإنه هام .
(2/263)
________________________________________
765 - " تذهب الأرضون كلها يوم القيامة إلا المساجد ، فإنها تنضم بعضها إلى بعض " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 185 ) :

موضوع .

رواه الطبراني في " الأوسط " ( 21 / 1 ) : حدثنا علي بن سعيد :
حدثنا نصار بن حرب : حدثنا أصرم بن حوشب الهمداني : حدثنا قرة بن خالد عن
الضحاك بن مزاحم عن ابن عباس مرفوعا . و رواه ابن عدي ( 27 / 2 ) من طريق
آخر عن أصرم به . ثم قال بعد أن ساق له أحاديث أخرى : " و هذه الأحاديث بواطيل
عن قرة بن خالد ، لا يحدث بها عنه غير أصرم هذا " . قلت : قال فيه ابن معين : "
كذاب خبيث " و قال ابن حبان ( 1 / 172 ) : " كان يضع الحديث على الثقات " . و
لهذا أورده ابن عراق في " تنزيه الشريعة " ( 235 / 1 ) من رواية ابن عدي عنه
تبعا للسيوطي في " اللآليء " ( 2 / 17 ) مقرا لابن الجوزي على وضعه . و كذلك
جزم بوضعه ابن القيم في كلامه المنقول في مخطوط ( 5485 / 114 / 2 ) . و مع هذا
أورده السيوطي في " الجامع الصغير " !
(2/264)
________________________________________
766 - " أربع لا يشبعن من أربع : أرض من مطر ، و أنثى من ذكر ، و عين من نظر ، و عالم من علم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 185 ) :

موضوع .

رواه أبو نعيم في " الحلية " ( 2 / 281 ) و من طريقه ابن الجوزي في
" الموضوعات " ( 1 / 234 ) عن محمد يعني ابن الفضل عن التيمي عن ابن سيرين عن
أبي هريرة مرفوعا ، و قال : " غريب ، تفرد به محمد بن الفضل ، و هو ابن عطية
" . قلت : و هو كذاب كما قال الفلاس ، و قال أحمد : " حديثه حديث أهل الكذب " .
و قال ابن حبان ( 2 / 274 ) : " كان يروي الموضوعات عن الأثبات " . و له طريق
أخرى ، رواه العقيلي في " الضعفاء " ( 220 ) و كذا ابن حبان ( 2 / 26 ) عن محمد
بن الحسن بن زبالة : حدثنا عبد الله بن محمد بن عجلان عن أبيه عن جده عن أبي
هريرة ، و قال العقيلي : " لا أصل له ، عبد الله بن محمد بن عجلان منكر الحديث
، لا يتابع على هذا الحديث " . قلت : و قال ابن حبان : " لا يحل كتب حديثه إلا
على جهة التعجب ، و روى عن أبيه نسخة موضوعة " . قلت : و محمد بن الحسن بن
زبالة كذاب أيضا ، و قول السيوطي في " اللآليء " ( 1 / 210 ) : " محمد بن الفضل
روى له الترمذي و ابن ماجه ، و ابن زبالة روى له أبو داود " ، فهو مما لا يساوي
شيئا بعد تكذيب الأئمة لهما . و روي الحديث عن عائشة ، أخرجه ابن عدي ( 251 / 1
) و ابن حبان ( 2 / 143 ) و عبد الرحمن بن نصر الدمشقي في " الفوائد " ( 3 /
231 / 1 ) و ابن عساكر ( 3 / 275 / 2 ، 13 / 195 / 1 ) و كذا الطبراني في "
الأوسط " عن عبد السلام بن عبد القدوس عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعا
. و قال ابن عدي : " لا يرويه عن هشام غير عبد السلام ، و هو بهذا الإسناد منكر
، و عبد السلام عامة ما يرويه غير محفوظ " . و قال ابن حبان : " يروي الأشياء
الموضوعة " . و يبدو أنه قد توبع و لكن من كذاب مثله أو أكذب منه ، فقد أورده
الحافظ محمد بن طاهر المقدسي في " تذكرة الموضوعات " ( ص 11 ) و قال : " فيه
حسين بن علوان و عبد السلام بن عبد القدوس و هما ضعيفان " . و نقل السيوطي عنه
أنه قال في " تذكرة الحفاظ " : " رواه عن هشام بن حسين بن علوان الكوفي ، و كان
يضع الحديث ، و عبد السلام هذا لعله سرقه منه فإنه بحسين أشهر " . قلت : و فيه
ترجمة ابن علوان ساق الذهبي الحديث في جملة أحاديث له ، ثم قال : " و ذكر له
ابن حبان أحاديث من هذا النمط مما يعلم وضعه على هشام " . و لما ساق الذهبي هذا
الحديث عقبه بقوله : " قلت : و كذاب من كذب ! " . قلت : و أما السيوطي فلم يعلم
وضعه لأنه أورده في الجامع الصغير " من رواية أبي نعيم عن أبي هريرة ، و ابن
عدي و الخطيب في " التاريخ " عن عائشة ، و تعقبه المناوي بنحو ما سبق منا ، و
أقره ابن الجوزي على ذكره في " الموضوعات " ! و أما السيوطي فتعقب ابن الجوزي
في " اللآليء " ( 1 / 210 - 211 ) بما لا طائل تحته و قد ذكرنا قريبا نموذجا من
تعقبه . و ذكر أن الخرائطي رواه في " اعتلال القلوب " عن محمد بن كعب القرظي من
قوله نحوه . و هذا مع أنه موقوف و في سنده أبا معشر و هو ضعيف فإنه يدل على أن
الحديث لا أصل له مرفوعا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، و لعل أولئك
الكذابين سرقوه و رفعوه إليه صلى الله عليه وسلم . و الحديث أورده ابن القيم في
" المنار " فقال ( ص 48 ) : " و مما يعرف كون الحديث موضوعا ركاكة ألفاظ الحديث
و سماجتها بحيث يمجها السمع و يسمج معناها الفطن " . ثم ساق أحاديث هذا أولها .
(2/265)
________________________________________
767 - " خلق الورد الأحمر من عرق جبريل ليلة المعراج ، و خلق الورد الأبيض من عرقي ، و خلق الورد الأصفر من عرق البراق " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 187 ) :

موضوع .

رواه ابن عساكر ( 4 / 236 / 1 ) عن الحسن بن عبد الواحد القزويني :
أخبرنا هشام بن عمار : أخبرنا مالك عن الزهري عن أنس مرفوعا . قلت : و هذا
حديث موضوع آفته القزويني هذا قال الذهبي : " روى في خلق الورد الأحمر خبرا
كذبا ، و هو غير معروف " . و قال ابن عساكر عقب الحديث : " قرأت بخط عبد العزيز
الكتاني : قال لي أبو النجيب الأرموي : " هذا حديث موضوع ، وضعه من لا علم له ،
و ركبه على هذا الإسناد الصحيح " . و أقره الحافظ ابن حجر في " لسان الميزان "
.
(2/266)
________________________________________
768 - " إن أحسن الحسن الخلق الحسن " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 187 ) :

موضوع .

رواه أبو بكر الطريثيثي في " مسلسلاته " ( 1 / 2 ) و القضاعي ( 83
/ 1 ) عن أبي العباس جعفر بن محمد المستغفري عن محمد بن زكريا الغلابي قال :
أخبرنا الحسن عن الحسن عن الحسن بن أبي الحسن عن الحسن أن النبي صلى الله
عليه وسلم قال : فذكره قال أبو العباس : " أما الحسن الأول فهو الحسن بن زياد .
و الحسن الثاني فهو الحسن بن حسان . و الحسن الثالث هو الحسن بن أبي الحسن
البصري . و الحسن الرابع هو الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه " . و من
طريق الطريثيثي رواه ابن الجوزي في " مسلسلاته " ( الحديث 36 ) لكنه قال : "
الحسن الأول هو الحسن بن حسان العبدي ، و الثاني ابن دينار ..... " . و الباقي
مثله و لعله الصواب فقد ساقه من طريق أخرى عن محمد بن زكريا الغلابي قال :
حدثنا الحسن بن حسان العبدي عن الحسن بن دينار عن الحسن البصري قال : قال الحسن
بن علي بن طالب . فذكره موقوفا عليه ثم قال : " هذا الحديث لا أصل له موقوفا ،
أنبأنا أبو زرعة بن محمد بن طاهر عن أبيه : هذا حديث مصنوع لا أصل له ، و الحسن
بن دينار قد كذبه أحمد و يحيى ، و إنما أراد التسلسل و تكلف من بعده هذه
القاعدة " . قلت : و الغلابي يضع الحديث كما قال الدارقطني ، و ساق له الذهبي
حديثا ثم عقب عليه بقوله : " فهذا كذب من الغلابي " . قلت : و مدار الحديث
مرفوعا ، و موقوفا عليه فهو موضوع على كل حال ، و هو مما سود به السيوطي كتابه
" الجامع الصغير " فقد أورده فيه من رواية المستغفري في " مسلسلاته " و ابن
عساكر عن الحسن بن علي . و لم يتعقبه المناوي إلا بأن فيه الحسن بن دينار أورده
الذهبي في " الضعفاء " و قال : " النسائي و غيره متروك " . و هذا تقصير منه
فالغلابي مثل ابن دينار أو شر منه ، لأن ابن دينار و إن كذب فلم ينسب للوضع .
(2/267)
________________________________________
769 - " من ذهب في حاجة أخيه المسلم فقضيت حاجته كتب له حجة و عمرة ، و إن لم تقض كتبت له عمرة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 188 ) :

موضوع .

رواه ابن عساكر في " التاريخ - ترجمة الحسن بن علي " من طريق
البيهقي بسنده عن عمرو بن خالد الأسدي : أنبأنا أبو حمزة الثمالي عن علي بن
الحسن قال : " خرج الحسن يطوف بالكعبة ، فقام إليه رجل فقال : يا أبا محمد !
اذهب معي في حاجتي إلى فلان ، فترك الطواف و ذهب معه ، فلما ذهب خرج إليه رجل
حاسدا للرجل الذي ذهب معه ، فقال : يا أبا محمد تركت الطواف و ذهبت مع فلان إلى
حاجته ؟ قال : فقال له حسن : كيف لا أذهب معه و رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال : فذكره : فاكتسبت حجة و عمرة ، و رجعت إلى طوافي . قلت : و هذا سند واه
بمرة ، أبو حمزة الثمالي ضعيف ، و اسمه ثابت ابن أبي صفية . و عمرو بن خالد
الأسدي هو أبو يوسف و يقال : أبو حفص الأعشى قال ابن حبان ( 2 / 79 ) : " يروي
عن الثقات الموضوعات ، لا تحل الرواية عنه إلى على جهة الاعتبار " . و قال ابن
عدي : " منكر الحديث " . و ساق له حديثا حكم بوضعه و أن البلاء منه . و الحديث
أورده السيوطي في " الجامع الصغير " من رواية البيهقي عن الحسن بن علي . و هو
مما بيض له المناوي .
(2/268)
________________________________________
770 - " إذا كان عشية عرفة هبط الله عز وجل إلى السماء الدنيا فيطلع إلى أهل الموقف : مرحبا بزواري و الوافدين إلى بيتي ، وعزتي لأنزلن إليكم و لأساوي مجلسكم بنفسي ، فينزل إلى عرفة فيعمهم بمغفرته و يعطيهم ما يسألون إلا المظالم ، و يقول : يا ملائكتي أشهدكم أني قد غفرت لهم ، و لا يزال كذلك إلى أن تغيب الشمس ، و يكون إمامهم إلى المزدلفة ، و لا يعرج إلى السماء تلك الليلة ، فإذا أشعر الصبح
وقفوا عند المشعر الحرام غفر لهم حتى المظالم ، ثم يرجع إلى السماء و ينصرف
الناس إلى منى " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 189 ) :

موضوع .

رواه ابن عساكر ( 4 / 240 / 1 ) عن أبي علي الأهوازي بسنده عن
الحسن بن سعيد : أخبرنا أبو علي الحسين بن إسحاق الدقيقي : أخبرنا أبو زيد حماد
بن دليل ، عن سفيان الثوري عن قيس بن مسلم عن عبد الرحمن بن سابط عن أبي
أمامة الباهلي مرفوعا . و قال : " هذا حديث منكر ، و في إسناده غير واحد من
المجهولين " . قلت : بل هو حديث موضوع ، و لوائح الوضع عليه لائحة ، و لعل آفته
أبو علي الأهوازي ، و اسمه الحسن بن علي ، و هو إن وثقه بعضهم ، فقد قال الخطيب
. " كذاب في الحديث و في القراآت جميعا " . و قال ابن عساكر عقب كلامه السابق :
" و للأهوازي أمثاله في كتاب جمعه في " الصفات " سماه " كتاب البيان في شرح
عقود أهل الإيمان " ، أودعه أحاديث منكرة كحديث " إن الله تعالى لما أراد أن
يخلق نفسه خلق الخيل ، فأجراها حتى عرقت ، ثم خلق نفسه من ذلك العرق " ! مما لا
يجوز أن يروى و لا يحل أن يعتقد ، و كان مذهبه مذهب السالمية يقول بالظاهر ، و
يتمسك بالأحاديث الضعيفة التي تقوي له رأيه . <1> و حديث إجراء الخيل موضوع ،
وضعه بعض الزنادقة ليشنع على أصحاب الحديث في روايتهم المستحيل ، فقبله بعض من
لا عقل له و رواه ، و هو مما يقطع ببطلانه شرعا و عقلا . قلت : و هذا الحديث
الباطل من وضع محمد بن شجاع الثلجي الحنفي كما صرح به علماء الحديث ، و قد قال
ابن عدي في ترجمته ( 376 / 1 ) : " كان يضع أحاديث في التشبيه ينسبه إلى أصحاب
الحديث ليثلبهم به ، روى عن حبان بن هلال - و هو ثقة - عن حماد بن سلمة عن أبي
المهزم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم : فذكر حديث الخيل هذا ، ثم
قال : مع أحاديث كثيرة وضعها من هذا النحو ، فلا يجب أن يشتغل به لأنه ليس من
أهل الرواية . حمله التعصب على أن وضع أحاديث ليثلب أهل الأثر بذلك " . قلت : و
هذا الحديث الباطل هو أول حديث أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " و قال ( 1 /
105 ) : " موضوع اتهم به محمد بن شجاع ، و لا يضع مثل هذا مسلم " . قال السيوطي
( 1 / 3 ) : " و لا عاقل " . و قد أورده ابن الجوزي من طريق الحاكم : أنبأنا
إسماعيل بن محمد الشعراني قال : أخبرت عن محمد بن شجاع الثلجي بإسناده الذي
ذكره ابن عدي . و ابن شجاع هذا اتفق أئمة الحديث على تركه ، بل كذبه بعضهم
كالساجي و غيره و علمت آنفا اتهام ابن عدي له بالوضع . فمن عجائب تعصب الشيخ
زاهد الكوثري على أهل الحديث انتصارا لأهل مذهبه أنه يبرئ ابن شجاع هذا من عهدة
هذا الحديث و يتهم به حماد بن سلمة رحمه الله المتفق على جلالته و صدقه ، و
الذي قال فيه بعضهم : " إذا رأيت الرجل يقع في حماد فاتهمه على الإسلام " .
انظر تعليقه على " السيف الصقيل " ( ص 96 - 97 ) . و هو حين يبرئ ابن شجاع منه
يحتج على ذلك بأن السند منقطع بينه و بين شيخ الحاكم : الشعراني ، ثم سرعان ما
يتناسى هذا حين يتهم به حماد بن سلمة مع أن الطريق هو هو ! ثم هو يفتري على ابن
عدي لأنه اتهم ابن شجاع هذا بوضع هذا الحديث و غيره فينسب إليه ما لم يقله
فاسمع إليه حيث يقول في تعليقه على " تبيين كذب المفتري " لابن عساكر ( ص 370 )
: " و من غريب التعدي ما يقوله ابن عدي أنه ( يعني ابن شجاع ) كان يضع الأحاديث
و يدسها في كتب أهل الحديث ليفضحهم فيرونها بسلامة باطن " . فإن قوله : " و
يدسها في كتب أهل الحديث " ليس من كلام ابن عدي كما يظهر لك بمقابلته بنص كلامه
الذي نقلته آنفا من كتابه " الكامل " . و غرضه من هذا الدس إقناع القاري بما
زعمه من تعدي ابن عدي و الرد عليه بقوله : " لأن ابن شجاع ما كان خادما و لا
ربيبا عند راو من الرواة حتى يتصور أن يدس بين كتب أحدهم شيئا ..... فإذا لم
يبرهن الجارحة على كتب من دس ابن شجاع و ماذا دس و كيف دس لا ينجيه من هذه
الوقيعة إذا وقعت الواقعة كونه يرويها عن عامي ( يعني ابن عدي ) مثله .....
فلعنة الله على الكاذبين " . هذا مما علقه و هذى به حول ما نسبه لابن عدي من دس
ابن شجاع في كتب الحديث ، و إذا عرفت أن هذا مدسوس على ابن عدي فعلى من يعود
دعاؤه " فلعنة الله على الكاذبين " ؟
-----------------------------------------------------------
[1] قلت : لعل ابن عساكر يعني بـ ( رأيه ) غلوه في إثبات الصفات كما يدل عليه
هذا الحديث و نحوه مما اتهم بوضعه . و إلا فالتمسك بظاهر النصوص دون تأويل أو
تعطيل هو مذهب السلف الصالح و الأئمة الأربعة و غيرهم ، لا يرغب عنه إلا كل
هالك . ثم إن ( السالمية ) نسبة إلى أحمد بن محمد بن سالم الزاهد البصري شيخ
السالمية ، قال في " الشذرات " ( 3 / 36 ) : " كان له أحوال و مجاهدات ، و عنه
أخذ الأستاذ أبو طالب صاحب " القوت " ، و قد خالف أصول السنة في مواضع ، و بالغ
في الإثبات في مواضع ، و عمر دهرا و بقي إلى سنته بضع و خمسين و ثلاثمائة " .
@ X
(2/269)
**************************************
يتبع ان شاء الله .....

صفاء
2008-04-11, 02:32 AM
771 - " يبعث الله الأنبياء على الدواب ، و يبعث صالحا على ناقته ، كما يوافي
بالمؤمنين من أصحابه المحشر ، و يبعث بابني فاطمة : الحسن و الحسين على ناقتين
، و علي بن أبي طالب على ناقتي ، و أنا على البراق و يبعث بلالا على ناقة ينادي
بالأذان و شاهده ، حقا حقا ، حتى إذا بلغ " أشهد أن محمدا رسول الله " شهدتها
جميع الخلائق من المؤمنين الأولين و الآخرين ، فقبلت ممن قبلت منه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 191 ) :

موضوع .

رواه الخطيب في " التاريخ " ( 3 / 140 - 141 ) و عنه ابن عساكر ( 3
/ 231 / 1 - 2 ) عن محمد بن عائذ : حدثنا علي بن داود القنطري : حدثنا عبد الله
بن صالح : حدثنا يحيى بن أيوب عن ابن جريج عن محمد بن كعب القرظي عن أبي
هريرة مرفوعا . قلت : و هذا إسناد ضعيف و له علل : الأولى : عنعنة ابن جريج ،
فإنه مدلس . الثانية : ضعف عبد الله بن صالح . الثالثة : جهالة محمد بن عائذ و
هو ابن الحسين بن مهدي الخلال و في ترجمته ساق له الخطيب هذا الحديث و لم يذكر
فيها غير ذلك ! و الحديث أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " من طريق الخطيب و
قال ( 3 / 246 ) : " موضوع . عبد الله بن صالح كاتب الليث منكر الحديث جدا كان
له جار يضع الحديث على شيخ عبد الله ، و يكتبه بخط يشبه خط عبد الله و يرميه في
داره بين كتبه فيتوهم عبد الله أنه خطه فيحدث به " . و تعقبه السيوطي في "
اللآلي " ( 2 / 446 ) بأن له طريقا آخر ، أخرجه الحاكم في " المستدرك " ( 3 /
152 ) من طريق أبي مسلم قائد الأعمش : حدثنا الأعمش عن سهيل بن أبي صالح عن
أبيه عن أبي هريرة مرفوعا و قال الحاكم : " صحيح على شرط مسلم " . و رده الذهبي
فقال : " أبو مسلم لم يخرجوا له ، قال البخاري : فيه نظر . و قال غيره : متروك
" . و تعقبه أيضا بأن له شواهد من حديث بريدة ، و علي ، و أنس . قلت : لكن كلها
من رواية الكذابين فلا يستشهد بها ، و لا يخرج الحديث عن كونه موضوعا ، لاسيما
و لوائح الوضع عليه ظاهرة .
(2/270)
________________________________________

772 - " يبعث الله ناقة صالح فيشرب من لبنها هو و من آمن به من قومه ، و لي حوض كما
بين عدن إلى عمان ، أكوابه عدد نجوم السماء ، فيستسقي الأنبياء ، و يبعث الله
صالحا على ناقته ، قال معاذ بن جبل : يا رسول الله و أنت على العضباء ؟ [ قال :
أنا ] على البراق ، يخصني الله به من الأنبياء ، و فاطمة ابنتي على العضباء ، و
يؤتى بلال على ناقة من نوق الجنة فيركبها ، و ينادي بالأذان فيصدقه من سمعه من
المؤمنين حتى يوافي المحشر ، و يوتى بلال بحلتين من حلل الجنة فيكساهما ، فأول
من يكسى من المسلمين بلال ، و صالح المؤمنين بعد " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 192 ) :

موضوع .

رواه ابن عساكر ( 3 / 231 / 2 ) عن محمد بن الفضل بن عطية عن أبيه
عن عبد الله بن بريدة عن أبيه مرفوعا . قلت : و محمد بن الفضل كذاب . ثم
رواه ابن عساكر من طريق سلام بن سليم : حدثنا خليفة بن عثمان عمن حدثه عن مكحول
عن كثير بن مرة الحضرمي مرفوعا . و هذا إسناد تالف ، و له علل : الأولى :
الإرسال ، فإن الحضرمي هذا تابعي ، و وهم من عده من الصحابة كما في " التقريب "
. الثانية : جهالة الراوي عن مكحول ، فإنه لم يسم . الثالثة : خليفة بن عثمان
هذا لم أعرفه . الرابعة : سلام بن سليم و هو المدائني الطويل متهم بالكذب و
الوضع ، فهو آفة الحديث .
(2/271)
________________________________________

773 - " إذا كان يوم القيامة حملت على البراق ، و حملت فاطمة على ناقة العضباء ، و
حمل بلال على ناقة من نوق الجنة ، و هو يقول : الله أكبر ، الله أكبر إلى آخر
الأذان ، يسمع الخلائق " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 192 ) :

موضوع .

رواه ابن عساكر ( 3 / 231 / 2 ) عن إسحاق بن محمد الفروي : حدثنا
عيسى بن عبد الله بن عمر بن علي بن أبي طالب عن أبيه عن جده محمد بن عمر بن
علي بن أبي طالب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . قلت : و
هذا سند ضعيف جدا ، عيسى هذا قال الدارقطني : " متروك " . و قال ابن حبان ( 2 /
119 ) : " يروي عن آبائه أشياء موضوعة " . ذكره الذهبي و ساق له أحاديث هذا
أحدها و قال : " هذا لعله موضوع " . و أقره الحافظ في " اللسان " . و إسحاق
الفروي صدوق ، كف فساء حفظه . ثم إن الإسناد معضل على ما وقع في " التاريخ " و
كذلك نقله السيوطي في " اللآليء " ( 2 / 447 ) مع اختلاف يسير في السند ، لكن
الظاهر أنه موصول ، فقد ذكره في " الميزان " من طريق الفروي ، و فيه بعد قوله
عن جده : " عن أبيه عمر بن علي عن علي مرفوعا " .
(2/272)
________________________________________

774 - " يحشر المؤذنون يوم القيامة على نوق من نوق الجنة يقدمهم بلال ، رافعي أصواتهم
بالأذان ينظر إليهم الجمع ، فيقال : من هؤلاء ؟ فيقال : مؤذنو أمة محمد صلى
الله عليه وسلم ، يخاف الناس و لا يخافون ، و يحزن الناس و لا يحزنون " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 193 ) :

موضوع .

رواه الخطيب ( 13 / 38 ) و عنه ابن عساكر ( 3 / 232 / 1 - 2 ) عن
موسى بن إبراهيم المروزي : حدثنا داود بن الزبرقان عن محمد بن جحادة عن أنس
مرفوعا . قلت : هذا موضوع آفته إما داود ، و إما موسى المروزي و كلاهما كذاب ،
و الكذب في الثاني أكثر .
(2/273)
________________________________________

775 - " يجيء بلال يوم القيامة على راحلة رحلها ذهب و زمامها در و ياقوت ، يتبعه
المؤذنون حتى يدخلهم الجنة ، حتى إنه ليدخل من أذن أربعين يوما يطلب بذلك وجه
الله " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 193 ) :

موضوع .

أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 2 / 90 ) من طريق الدارقطني
عن أبي الوليد المخزومي : حدثنا عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر
مرفوعا . و قال : " قال الدارقطني : تفرد به أبو الوليد خالد بن إسماعيل قال
ابن عدي : كان يضع الحديث على الثقات " . و أقره السيوطي في " اللآليء " ( 2 /
13 ) . قلت : و من طريقه رواه ابن عساكر ( 3 / 232 / 1 ) مختصرا و مطولا .
(2/274)
________________________________________

776 - " صلوا قراباتكم و لا تجاوروهم ، فإن الجوار يورث بينكم الضغائن " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 194 ) :

موضوع .

رواه العقيلي في " الضعفاء " ( 149 ) و الديلمي ( 2 / 247 ) عن
داود بن المحبر قال : حدثنا أبو بكر عبد الله بن عبد الجبار القرشي عن سعيد بن
أبي بكر بن أبي موسى عن أبيه عن جده مرفوعا و قال العقيلي : " حديث منكر لا
يحفظ إلا من هذا الشيخ ، و لا أصل له " . يعني سعيد بن أبي بكر هذا ، و قال فيه
: " حديثه غير محفوظ ، و لا يعرف إلا بهذا ، و عبد الله بن عبد الجبار مجهول "
. قلت : و داود بن المحبر هو صاحب " كتاب العقل " و أكثر أحاديثه موضوعات كما
قال الحافظ ، فلعله آفة الحديث ، و قد أشار لهذا الذهبي فقال في ترجمة سعيد هذا
و قد ذكر له هذا الحديث : " حديث منكر ، و الآفة ممن بعده " . و الحديث أورده
ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 3 / 88 ) من رواية العقيلي هذه ، و أقره السيوطي
في " اللآليء " ( 2 / 298 ) و أيده بكلام الذهبي السابق ، فاعجب منه بعد هذا
كيف أورد الحديث في " الجامع الصغير " من رواية العقيلي أيضا ! و تعقبه المناوي
بنحو ما ذكرنا و أنهى كلامه بقوله : " و لهذا حكم ابن الجوزي على الحديث بالوضع
" . و أقره المناوي . و كأنه خفي عليه إقرار السيوطي أيضا له .
(2/275)
________________________________________

777 - " ما أذنب عبد ذنبا فساءه إلا غفر الله له ، و إن لم يستغفر منه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 194 ) :

موضوع .

رواه أبو بكر الشافعي في " الفوائد " ( 114 / 1 ) و ابن حبان في "
الضعفاء " ( 1 / 180 ) عن بشر بن إبراهيم أبي سعيد القرشي ( الأصل القزويني و
هو تصحيف ) : أخبرنا الأوزاعي عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن عائشة مرفوعا
. و من هذا الوجه رواه ابن عساكر ( 3 / 154 / 2 ) . و هذا موضوع . و آفته بشر
هذا قال الذهبي : " قال العقيلي : " روى عن الأوزاعي أحاديث موضوعة لا يتابع
عليها " . و قال ابن عدي : " هو عندي ممن يضع الحديث " . و قال ابن حبان : "
كان يضع الحديث على الثقات " . فمن مصائبه ..... " . ثم ذكر له أحاديث هذا منها
. و للحديث طريق أخرى بلفظ " ما علم الله من عبد ندامة ..... " مضى برقم ( 323
) .
(2/276)
________________________________________

778 - " لا تصلح الصنيعة إلا عند ذي حسب أو دين ، كما لا تصلح الرياضة إلا في نجيب "
.

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 195 ) :

ضعيف جدا .

رواه العقيلي في " الضعفاء " ( 468 ) و ابن الأعرابي في معجمه (
32 / 1 ) و الخطيب في " التاريخ " ( 14 / 164 ) و أبو بكر الكلاباذي في " مفتاح
المعاني " ( 291 / 1 ) و أبو الخطاب نصر القاري في " حديث أبي بكر بن طلحة " (
163 / 1 ) و ابن عساكر ( 4 / 295 / 2 ) عن يحيى بن هاشم السمسار : حدثنا هشام
بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعا . و قال العقيلي : " السمسار كان يضع
الحديث على الثقات ، و لا يصح في هذا شيء " . قلت : و لهذا أورد الحديث ابن
الجوزي في " الموضوعات " ( 2 / 167 ) من طريق الخطيب و حكى كلام العقيلي الذي
نقلته آنفا . و تعقبه السيوطي في " اللآليء " ( 2 / 82 ) ثم ابن عراق في "
تنزيه الشريعة " ( 265 / 2 ) بأن السمسار لم يتفرد به بل له متابعون : عبيد بن
القاسم و المسيب بن شريك و أبو المطرف المغيرة بن المطرف ، و بأن له شاهدا عند
الطبراني . قلت : أما عبيد بن القاسم فهو كذاب يضع الحديث كما قال صالح جزرة و
أبو داود ، و مثله قول ابن حبان ( 2 / 165 ) : " روى عن هشام بن عروة نسخة
موضوعة ، لا يحل كتب حديثه إلا على جهة التعجب " . فلا قيمة لمتابعته . و
روايته عند البزار و كذا القضاعي ( 74 / 1 ) . و أما المسيب بن شريك فضعيف جدا
قال البخاري : " سكتوا عنه " و قال مسلم و جماعة : " متروك " . فلا يعتد
بمتابعته أيضا و روايته عند ابن عدي كما ذكر في " اللآلي " و البيهقي في "
الشعب " كما في تنزيه الشريعة و قال البيهقي : " حديث ضعيف ، و رواه جماعة من
الضعفاء عن هشام ، و يقال إنه من قول عروة " . قلت : و هذا هو الأشبه أنه من
قول عروة بن الزبير ، فقد رواه كذلك الخطيب ( 13 / 139 ) من طريق علي بن
المديني قال : " المسيب بن شريك كتبت عنه كتابا كثيرا ، و لم أترك عندي عنه إلا
ثلاثة أحاديث : حدثنا المسيب عن هشام عن أبيه قال : لا تكون الصنيعة ...... إلخ
" . و أما أبو المطرف المغيرة بن المطرف فلم أعرفه ، و الطريق إليه لا يصح ،
فقال السيوطي : " و قال ابن لال : حدثنا عبد الله بن أوس : حدثنا إبراهيم بن
سعيد الشاهيني : حدثنا محمد بن عباد بن موسى العكلي : حدثنا أبو المطرف المغيرة
بن المطرف عن هشام به " . قلت : و هذا سند مظلم لم أعرف أحدا ممن دون هشام غير
العكلي هذا ، و لم يحمد ابن معين أمره ، و قال ابن عقده : " في أمره نظر " . و
رواه ابن عدي ( 97 / 2 ) من طريق حسين بن المبارك الطبراني حدثنا إسماعيل بن
عياش عن هشام بن عروة به . و قال : " منكر المتن ، و البلاء فيه من الحسين هذا
، و أحاديثه مناكير " . و أما الشاهد الذي سبقت الإشارة إليه من رواية الطبراني
فهو : " إن المعروف لا يصلح إلا لذي دين ، أو لذي حسب ، أو لذي حلم " .
(2/277)
________________________________________

779 - " إن المعروف لا يصلح إلا لذي دين ، أو لذي حسب ، أو لذي حلم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 196 ) :

ضعيف جدا .

رواه ابن عساكر ( 3 / 111 / 1 ) عن سليمان بن سلمة الحمصي :
حدثنا منيع بن السري الحوازي : حدثنا عبد الله بن حميد المزني عن مريج بن مسروق
الهوزني عن أبي زكريا عن أبي أمامة مرفوعا . قلت : و هذا إسناد ساقط من دون
أبي زكريا لم أعرفهم غير سليمان بن سلمة الحمصي و هو متهم بالكذب و هو الخبائري
. و أما أبو زكريا فقد ترجمه ابن عساكر و سماه إياس بن زيد الخزاعي والد عبد
الله بن أبي زكريا و قال : أدرك عمر بن الخطاب ، و روى أن عمر وصفه بالرجل
الصالح . و الحديث أشار إليه السيوطي في " اللآليء " ( 2 / 82 ) على أنه شاهد
للحديث الذي قبله . و لا يجوز عندي الاستشهاد به لشدة ضعفه ، كما قرره العلماء
في " المصطلح " منهم السيوطي نفسه في " تدريب الراوي " و أورده في " الجامع
الصغير " من رواية الطبراني و ابن عساكر ، فكشف المناوي عن حال إسناده فقال : "
قال الهيثمي : فيه عند الطبراني سليمان بن سلمة الخبائري و هو متروك انتهى <1>
. فكان ينبغي للمصنف الإشارة لضعفه ، و استيعاب مخرجيه إشارة إلى اكتسابه بعض
القوة ، إذ منهم البيهقي ، رواه باللفظ المزبور عن أبي أمامة و قال : في إسناده
من يجهل " . قلت : كثرة المخرجين للحديث لا تعطيه قوة إذا انتهت أسانيدهم إلى
طريق واحدة ، فقد رأيت أن إسناد الطبراني يدور على الخبائري الذي في طريق ابن
عساكر ، و الظاهر أن إسناد البيهقي ينتهي إليه أيضا بدليل قوله : " في إسناده
من يجهل " ، فإنهم فوق الخبائري عند ابن عساكر كما رأيت ، و إن كان يحتمل أن
يقال : إنه ليس بحتم أن يكون فيه الخبائري هذا ، و لكنه عندي بعيد . و الله
أعلم .

-----------------------------------------------------------
[1] مجمع الزوائد ( 8 / 183 ) . اهـ .
(2/278)
________________________________________

780 - " من دعا بهذه الأسماء استجاب الله له : اللهم أنت حي لا تموت ، و خالق لا تغلب
، و بصير لا ترتاب ، و سميع لا تشك ، و صادق لا تكذب ..... ( الحديث و فيه ! )
والذي بعثني بالحق لو دعي بهذه الدعوات و الأسماء على صفائح الحديد لذابت ، و
لو دعا بها على ماء جار لسكن ، و من بلغ إليه الجوع و العطش ثم دعا ربه أطعمه
الله و سقاه ، و لو أن بينه و بين موضع يريده جبل لانشعب له الجبل حتى يسلكه
إلى الموضع ، و لو دعي على مجنون لأفاق ، و لو دعا على امرأة قد عسر عليها
ولدها لهون عليها ولدها . ( الحديث و فيه ) و من قام و دعا فإن مات شهيدا ، و
إن عمل الكبائر ، و غفر لأهل بيته ، و من دعا بها قضى الله له ألف ألف حاجة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 197 ) :

موضوع .

رواه ابن عساكر ( 3 / 97 / 1 - 2 ) و ابن الجوزي في " الموضوعات "
( 3 / 175 ) عن أحمد بن عبد الله النيسابوري عن شقيق بن إبراهيم البلخي عن
إبراهيم بن أدهم عن موسى بن يزيد عن أويس القرني عن عمر بن الخطاب و علي بن
أبي طالب مرفوعا . و من هذا الوجه رواه ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 3 /
175 - 177 ) و قال : " موضوع ، أحمد بن عبد الله النيسابوري هو الجويباري ، و
رواه الحسين بن داود البلخي عن شقيق ، و رواه سليمان بن عيسى عن سفيان الثوري
عن إبراهيم بن أدهم ، و الجويباري و الحسين و سليمان وضاعون ، و الله أعلم أيهم
وضعه أولا و سرقه منه الآخران و بدلا و غيرا ، و قد روي من طريق مظلم فيه
مجاهيل و فيه زيادات و نقصان " . و رواية الحسين البلخي و سليمان بن عيسى
أخرجها أبو نعيم في الحلية " ( 8 / 55 - 56 ) و من طريقه و طريق ابن النجار
أورده السيوطي في " اللآليء " ( 2 / 350 - 352 ) و أقر ابن الجوزي على قوله : "
موضوع . و في متنه كلمات ركيكة ، يتنزه رسول الله صلى الله عليه وسلم عن مثلها
" .
(2/279)
**************************************
يتبع ان شاء الله ...

صفاء
2008-04-11, 02:42 AM
781 - " أربع لا يصبن إلا بعجب : الصمت - و هو أول العبادة - ، و التواضع ، و ذكر
الله ، و قلة الشيء " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 197 ) :

موضوع .

رواه ابن حبان في " الضعفاء " ( 2 / 185 ) و الطبراني ( 1 / 65 / 2
) و ابن عدي في " الكامل " ( 81 / 1 ) و أبو طاهر الزيادي في " ثلاثة مجالس " (
193 / 1 ) و الحاكم في " المستدرك " ( 4 / 311 ) و تمام في " الفوائد " ( 153 /
2 ، 267 / 1 ) عن العوام بن جويرية عن الحسن عن أنس بن مالك مرفوعا . و قال
ابن عدي : " الأصل فيه موقوف من قول أنس " . قلت : و علة المرفوع ابن جويرية
هذا ، قال ابن حبان : " كان يروي الموضوعات عن الثقات " . ثم ساق له هذا الحديث
هو و الذهبي ثم قال هذا : " قلت : و العجب أن الحاكم أخرجه في ( المستدرك ) " .
قلت : ورد عليه في " تلخيص المستدرك " أيضا بقول ابن حبان المذكور . و الحديث
أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " من رواية ابن عدي و قال ( 3 / 135 ) : " لا
يصح ، العوام يروي الموضوعات عن الثقات ، و كان يأتي بالشيء على التوهم لا
التعمد ، فلا يحتج به " . و لم يتعقبه السيوطي في " اللآليء " ( 2 / 319 - 320
) إلا بأن الحاكم أخرجه في " المستدرك " و البيهقي في " الشعب " من هذا الوجه !
و هذا تعقب لا طائل تحته كما هو بين ، فمن العجيب أن يورد السيوطي الحديث في "
الجامع الصغير " من رواية الطبراني و الحاكم و البيهقي ! فتعقبه المناوي بما
خلاصته : " سكت المصنف عليه فأوهم أنه لا علة فيه ، و هو اغترار بقول الحاكم "
صحيح " . و غفل عن تشنيع الذهبي في " التلخيص " و المنذري و الحافظ العراقي
عليه بأن فيه العوام بن جويرية " . ثم ذكر كلام ابن حبان فيه ، و تعجب الذهبي
من إخراج الحاكم للحديث . ثم قال : " و من ثم أورده ابن الجوزي في " الموضوعات
" . و تعقبه المصنف فلم يأت بطائل كعادته ! " . قلت : و جزم ابن أبي حاتم في "
العلل " ( 2 / 114 ) بأنه موقوف على الحسن أو أنس .
(2/280)
________________________________________

782 - " المتعبد بلا فقه كالحمار في الطاحونة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 198 ) :

موضوع .

رواه ابن عدي ( 345 / 1 ) عن محمد بن رزق الله الكلوذاني : حدثنا
نعيم بن حماد : حدثنا بقية عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن واثلة بن
الأسقع مرفوعا . و قال : " و هذا حديث لا أعلم رواه عن بقية غير نعيم " . قلت
: قد تابعه محمد بن إبراهيم : حدثنا بقية به . أخرجه أبو نعيم في " الحلية " (
5 / 219 ) و قال : " لم نكتبه إلا من حديث بقية " . قلت : و بقية مدلس و قد
عنعنه ، و كان يدلس عن الثقات ما أخذه عن مثل مجاشع بن عمرو و عمر بن موسى
الوجيهي و غيرهما من الكذابين و الوضاعين كما قال ابن حبان ، فهو آفة هذا
الحديث عندي ، و أما ابن الجوزي فقد أورده في " الموضوعات " فأصاب ، لكنه أعله
بمحمد بن إبراهيم هذا - و هو الشامي فقال ( 1 / 262 ) : " لا يصح ، و المتهم به
محمد بن إبراهيم ، قال ابن حبان : كان يضع الحديث ، لا يحل الاحتجاج به " . و
تعقبه السيوطي في " اللآليء " ( 1 / 219 ) بمتابعة نعيم بن حماد . أخرجه
الطيالسي <1> في " ترغيبه " . و فاته أن ابن عدي أخرجه أيضا من طريقه كما ذكرنا
، و نعيم ضعيف ، لكن الآفة من تدليس بقية كما بينت ، و إنما لم يعله به ابن
الجوزي لأنه إنما وقع الحديث عنده من رواية أبي نعيم عن الشامي هذا ، و هو وضاع
، فاقتصر عليه ، و إلا لو وقعت له متابعة نعيم بن حماد هذه لأعله إن شاء الله
بالتدليس المذكور ، و الله أعلم . و من عجائب السيوطي أنه أورد الحديث في "
الجامع الصغير " من رواية أبي نعيم التي فيها ذاك الوضاع ، و أعرض عن رواية ابن
عدي و الطيالسي التي ليس فيها هذا الوضاع ! .

-----------------------------------------------------------
[1] ليس هو أبا داود الطيالسي صاحب " المسند " ، فإنه متأخر عنه . اهـ .
(2/281)
________________________________________

783 - " تناصحوا في العلم ، فإن خيانة أحدكم في علمه أشد من خيانته في ماله ، و إن
الله عز وجل مسائلكم يوم القيامة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 199 ) :

موضوع .

رواه الطبراني ( 3 / 132 / 2 ) : حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي و
محمد بن عثمان بن أبي شيبة قالا : أخبرنا عبيد بن يعيش : أخبرنا مصعب بن سلام
عن أبي سعد عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا . قلت : و هذا إسناد رجاله ثقات
غير أبي سعد هذا ، و قد جزم السيوطي في " اللآلي " ( 1 / 207 - 208 ) بأنه سعيد
بن المرزبان البقال ، قال : " و هو صدوق مدلس " . سبقه إلى ذلك الحافظ المنذري
( 1 / 75 ) و الهيثمي في " المجمع " ( 1 / 141 ) ، و ليس به بل هو عبد القدوس
ابن حبيب أبو سعيد الكلاعي ، و من الحجة على ذلك : 1 - أن الحديث من رواية
الطبراني عن الحضرمي ( و هو مطين ) و محمد بن أبي شيبة معا ، و قد روى الخطيب (
3 / 43 ) قصة الخلاف بينهما في هذا السند ، و خلاصة ذلك أن مطينا قال فيه : "
عن أبي سعد " يريد البقال . و قال ابن أبي شيبة : " عن أبي سعيد " يريد عبد
القدوس بن حبيب . و حكى الخطيب عن أبي نعيم عبد الملك بن محمد بن عدي أن الصواب
رواية ابن أبي شيبة ، لأن أبا نعيم هذا سمع الحديث من مطين بهذا السند قال فيه
: " أبي سعيد " . قال أبو نعيم : " و هذا سماعي من مطين قديما ، ثم سمعت منه
هذا الحديث بعد ذلك بعشرين سنة في " فوائد الحاج " قال : حدثنا عبيد بن يعيش :
حدثنا مصعب بن سلام عن أبي سعد . قال أبو جعفر الحضرمي : يعني عبد القدوس بن
حبيب الدمشقي عن عكرمة عن ابن عباس . كأن الحضرمي ينبه بذلك ، و قال : " يعني
عبد القدوس " . و لم يقل " عن أبي سعيد " ، و قال : " عن أبي سعد ، فأقر سعدا
على حاله و لم يقر الاسم " . فهذا يدل على رجوع مطين إلى أن راوي الحديث عن
عكرمة هو عبد القدوس هذا و إن أصر على تكنيته بأبي سعد ، و إنما هي أبو سعيد ،
كما رواه الخطيب عن ابن أبي شيبة عن شيخيه إبراهيم بن محمد بن ميمون و عمار بن
رجاء عن عبيد بن يعيش . و تابعهما أبو العباس أحمد بن إسحاق الخشاب المصري عند
مشرق بن عبد الله الحنفي في " حديثه " ( 61 / 1 ) . و تابعهم القاسم بن محمد بن
حماد الدلال في " أمالي أبي جعفر الطوسي " ( ص 79 ) أربعتهم قالوا : " أبي سعيد
" و هو عبد القدوس و يؤيده . 2 - أن الخطيب رواه ( 6 / 356 - 357 ، 389 ) و ابن
عساكر ( 2 / 399 / 1 ) عن إسحاق بن أبي إسرائيل عن عامر بن سيار كلاهما :
أخبرنا عبد القدوس بن حبيب عن عكرمة به . فهذا كله يبين أن راوي الحديث عن
عكرمة هو عبد القدوس هذا و كنيته أبو سعيد كما سبق في رواية ابن أبي شيبة عند
الخطيب و مشرق عن غيره . و عليه فقول الطبراني من رواية ابن أبي شيبة و الحضرمي
: " أبي سعد " تأوله بعضهم على أنه حمل رواية ابن أبي شيبة على رواية الحضرمي ،
و لو عكس لأصاب ! و إذا عرفت أن الراوي هو عبد القدوس بن حبيب الكلاعي يتبين لك
أن السند واه بمرة ، لأن الكلاعي هذا قال فيه ابن المبارك : " كذاب " . و صرح
ابن حبان في " الضعفاء " ( 2 / 126 ) بأنه : " كان يضع الحديث " . و لذلك أورد
ابن الجوزي الحديث من رواية الخطيب عن إسحاق عن الكلاعي في " الموضوعات " و قال
( 1 / 232 ) : " تفرد به عبد القدوس و كان يضع على الثقات . قاله ابن حبان " .
و تعقبه السيوطي بأمرين : أولا : برواية الطبراني عن أبي سعد . بناء على أن أبا
سعد هو سعيد بن المرزبان البقال ! و قد عرفت أنه وهم ، و أن الصواب أنه الكلاعي
هذا الكذاب . و ثانيا : و بما أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 9 / 20 )
: حدثنا الحسن بن أحمد بن صالح السبيعي : حدثنا علي بن عبد الحميد الغضائري :
حدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي : حدثنا الحسن
زياد عن يحيى بن سعيد الحمصي عن إبراهيم بن مختار ( الأصل : محمد ) عن الضحاك
عن ابن عباس مرفوعا . و قال السيوطي : " إبراهيم روى له الترمذي و ابن ماجة ، و
قال أبو حاتم : صالح الحديث ، و قال أبو داود : لا بأس به . و قال ابن معين
: ليس بذاك ، و يحيى بن سعيد صاحب حديث ، و له رحلات ، قال ابن مصفى : ثقة ، و
ضعفه ابن معين ، و غيره " . قلت : و في " التقريب " : " إبراهيم بن المختار
صدوق ضعيف الحفظ ، و يحيى بن سعيد ضعيف " . قلت : و اتهمه ابن حبان فقال : "
يروي الموضوعات عن الأثبات " . ثم إن السيوطي قد أبعد النجعة ، فإن آفة الحديث
، إنما هو الحسن بن زياد و هو اللؤلؤي ، فقد قال أبو داود و الفسوي و العقيلي و
الساجي : " كذاب " . و ضعفه الآخرون . و للحديث علة أخرى و هي الانقطاع ، فقد
قال شعبة و غيره : إن الضحاك ( و هو ابن مزاحم الهلالي ) ما رأى ابن عباس قط .
(2/282)
________________________________________

784 - " قريش خالصة الله ، فمن نصب لها حربا ، أو فمن حاربها سلب ، و من أرادها بسوء
خزي في الدنيا و الآخرة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 201 ) :

موضوع .

رواه ابن عساكر ( 2 / 398 / 2 ) عن أبي عبد الرحمن محمد بن الحسين
بن موسى السلمي : أنبأنا جعفر بن محمد بن الحارث المراغي : أخبرنا أبو يعقوب
إسحاق بن يعقوب الدمشقي : أخبرنا أحمد بن أنس بن مالك الدمشقي : أخبرنا إسحاق
بن سعيد بن الأركون عن أبي مسلم سلمة بن العيار عن عبد الله بن لهيعة عن مشرح
بن هاعان عن عمرو بن العاص مرفوعا . قلت : و هذا إسناد تالف : مشرح مختلف
فيه ، و لا أدري إذا كان سمع من عمرو بن العاص أو لا ؟ و الأقرب الثاني فإن بين
وفاتيهما نحو ثمانين سنة ! و عبد الله بن لهيعة ضعيف . و إسحاق بن سعيد بن
الأركون قال الدارقطني : " منكر الحديث " . و قال أبو حاتم : " ليس بثقة " . و
أحمد بن أنس لم أجد له ترجمة و هو من شرط ابن عساكر في " تاريخه " فيراجع فإن
نسختنا منه ناقصة . و إسحاق بن يعقوب الدمشقي في ترجمته ساق ابن عساكر هذا
الحديث ، و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . و جعفر بن محمد بن الحارث المراغي
لم أعرفه . و أبو عبد الرحمن السلمي هو الصوفي المشهور قال الذهبي : " تكلموا
فيه و ليس بعمدة . قال الخطيب : " قال لي محمد بن يوسف القطان : كان يضع الحديث
للصوفية " . قال الذهبي : و في القلب مما ينفرد به " . قلت : أفلا يعجب القاريء
الكريم معي من الحافظ السيوطي كيف أورد هذا الحديث المظلم في كتابه " الجامع
الصغير " من رواية ابن عساكر هذه التالفة ؟! و أما المناوي فقد بيض له و لم
يتكلم عليه بشيء ! و في فضل قريش من الأحاديث الصحيحة ما يغنيهم عن مثل هذا
الحديث الباطل كقوله صلى الله عليه وسلم : " الناس تبع لقريش في هذا الشأن " ،
و قوله : " الأئمة من قريش " و هو حديث متواتر ، كما قال الحافظ ابن حجر : فيما
نقله الشيخ علي القاري في " شرح النخبة " .
(2/283)
________________________________________

785 - " لو أن بكاء داود و بكاء جميع أهل الأرض يعدل ببكاء آدم ما عدله " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 202 ) :

موضوع .

رواه أبو نعيم في " الحلية " ( 7 / 257 ) و ابن عساكر ( 2 / 318 /
1 ) من طريق الطبراني : أخبرنا أحمد بن يحيى بن خالد الرقي : أخبرنا يحيى بن
سليمان الجعفي : أخبرنا أحمد بن بشر الهمداني : أخبرنا مسعر بن كدام عن علقمة
بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه يرفعه . و عزاه الهيثمي في " المجمع "
( 8 / 198 ) للطبراني في " الأوسط " و قال : " و رجاله ثقات " . و أقره المناوي
في " الفيض " . و فيه نظر فإن أحمد بن بشر <1> هذا أورده الحافظ في " اللسان "
و قال : " مجهول ، قاله مسلمة في ( الصلة ) " . قلت : و قد خالفه محمد بن بشر
العبدي و هو ثقة حافظ فأوقفه على ابن بريدة ، أخرجه ابن عساكر و قال : " قال
ابن عدي و لم يذكر فيه بريدة ، و لا النبي صلى الله عليه وسلم ، و هذه الرواية
أصح " . قلت : و كذلك رواه موقوفا أحمد في " الزهد " ( ص 47 ) من طريق المسعودي
عن علقمة ابن مرثد قال : فذكره موقوفا عليه . و كذلك رواه ابن أبي الدنيا في
" الرقة " ( 137 / 1 ) عن مسعر عمن حدثه عن ابن سابط موقوفا عليه . و هذا هو
الصواب موقوف ، و رفعه منكر ، بل هو عندي باطل موضوع ، لأنه لا يشبه كلام
النبوة لما فيه من المبالغة ، فالظاهر أنه من الإسرائيليات السمجة التي دست في
كتب أهل الكتاب مر القرون ، ثم أخطأ بعض الرواة فرفعه إلى النبي صلى الله عليه
وسلم و هو منه بريء ! و الحديث أورده السيوطي في " الجامع الصغير " من رواية
ابن عساكر هذه . و تعقبه المناوي بأنه رواه الطبراني أيضا و الديلمي فاقتصاره
على ابن عساكر غير جيد . قلت : لاسيما و هو عند ابن عساكر من طريق الطبراني كما
رأيت . ثم نقل المناوي كلام الهيثمي المتقدم في توثيق رجال الإسناد و سكت عليه
! و فيه ما علمت من الجهالة و الوقف و النكارة . و الله ولي التوفيق .

-----------------------------------------------------------
[1] في " اللسان " : " بشير " . اهـ .
(2/284)
________________________________________

786 - " دعاء الوالد لولده مثل دعاء النبي لأمته " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 203 ) :

موضوع .

رواه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 1 / 185 ) عن إبراهيم بن معمر
: حدثنا أبو أيوب بن أخي زبريق بن الحمصي : حدثنا يحيى بن سعيد الأموي : حدثنا
خلف بن حبيب الرقاشي : سمعت أنس بن مالك يقول : فذكره مرفوعا . أورده في
ترجمة إبراهيم هذا و كنيته أبو إسحاق الجوزجاني ، روى عنه جماعة و لم يذكر فيه
جرحا و لا تعديلا ، و كذلك صنع الحافظ ابن عساكر ( 2 / 275 / 2 ) . و أبو أيوب
هذا لم أعرفه و لم يورده الدولابي في " الكنى " و كذا لم أعرف خلف بن حبيب
الرقاشي ، و أخشى أن يكون وقع في السند تحريف ، و أنه تحريف قديم من بعض رواة "
أخبار أصبهان " ، فإن الإسناد هو في " تاريخ ابن عساكر " ، من طريق أبي نعيم
كما ذكرته عن أبي نعيم . أما الحامل على الخشية المذكورة فهو أنني رأيت ابن
قدامة ذكر في " المنتخب " ( 11 / 214 / 2 ) : " قال إسحاق بن إبراهيم ( هو ابن
هانئ ) : عرضت على أبي عبد الله : يحيى بن سعيد عن سعد أبي حبيب عن يزيد
الرقاشي عن أنس مرفوعا به ؟ فقال : حديث باطل منكر ، و سمعته يقول : سعد أبو
حبيب ليس بشيء " . ثم رأيته في " مسائل ابن هاني " ( ص 156 مخطوطة المكتب
الإسلامي ) <1> فصواب الإسناد إذن " سعد أبي حبيب عن يزيد الرقاشي " و هكذا
وقع في " اللآلي " ( 2 / 295 ) . و يؤيده ما في " الميزان " : " سعد أبو حبيب
عن يزيد الرقاشي ، قال أحمد : ليس حديثه بشيء " . و قد سقطت هذه الترجمة من "
لسان الميزان " للحافظ ابن حجر ، مع أنها ليست في كتاب " تهذيب التهذيب " له .
ثم إن الحديث أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 3 / 87 ) مستندا على حكم
الإمام أحمد عليه بالبطلان كما سبق ، و أقره السيوطي في " اللآلي " ثم تناقض
، فأورده في " الجامع الصغير " من رواية الديلمي عن أنس ! و تعقبه المناوي
بقوله : " و رواه عنه أيضا أبو نعيم و عنه أورده الديلمي مصرحا ، فلو عزاه
المصنف للأصل لكان أحسن ، قال الزين العراقي في شرح " الترمذي " : " هذا حديث
منكر " . و حكم ابن الجوزي بوضعه ، و قال : قال أحمد : هذا حديث باطل منكر . و
أقره عليه المؤلف في مختصر الموضوعات " .

-----------------------------------------------------------

[1] و قد قام الأخ زهير الشاويش بطبعه ، ثم حالت الحرب القائمة في لبنان دون
نشره . فرج الله عن عباده . اهـ .
(2/285)
________________________________________

787 - " العباس وصيي و وارثي " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 204 ) :


موضوع .

رواه الخطيب ( 13 / 137 ) و ابن عساكر ( 2 / 306 / 2 ) من طريقين
عن جعفر بن عبد الواحد قال : أخبرنا سعيد بن سلم الباهلي عن المسيب بن زهير بن
المسيب عن المنصور أبي جعفر عن أبيه عن جده مرفوعا . قلت : و هذا موضوع
آفته جعفر هذا قال الدارقطني : " يضع الحديث " . و قال أبو زرعة : " روى أحاديث
لا أصل لها " . و سعيد بن سلم الباهلي لم أعرفه . ثم وجدته في " تاريخ بغداد "
( 9 / 74 - 75 ) و ذكر أنه كان عالما بالحديث و العربية و لم يذكر فيه جرحا و
لا تعديلا ، و وقع في " تاريخ ابن عساكر " " سعيد بن سلام " و هو تصحيف . و
المسيب بن زهير مجهول الحال لم أجد له ترجمة إلا في " التاريخ " للخطيب ، و ساق
له هذا الحديث ، و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . و الحديث أورده ابن الجوزي
في " الموضوعات " من رواية الخطيب هذه و من رواية ابن حبان عن محمد بن الضوء بن
الصلصال بن الدلهمس عن أبيه عن جده مرفوعا به ، و قال ( 2 / 31 ) : " موضوع ،
جعفر كذاب يضع ، و محمد بن الضوء يروي عن أبيه المناكير " . و أقره السيوطي في
" اللآليء " ( 1 / 429 - 430 ) ، و مع ذلك فقد أورده في " الجامع الصغير " من
رواية الخطيب فما أكثر تناقضه ! و محمد بن الضوء هذا له ترجمة في " الضعفاء "
لابن حبان ( 2 / 303 - 304 ) و قال " روى عن أبيه المناكير " . ثم ساق له
الحديث . و ترجمه الخطيب في " تاريخ بغداد " ( 5 / 374 - 376 ) و قال فيه : "
ليس بمحل لأن يؤخذ عنه العلم لأنه كان كذابا ، و كان أحد المتهتكين المشتهرين
بشرب الخمور ، و المجاهرة بالفجور " . و قال الجوزقاني في " الموضوعات " : "
محمد بن الضوء كذاب " .
(2/286)
________________________________________

788 - " آخر ما تكلم به إبراهيم حين ألقي في النار : حسبي الله و نعم الوكيل " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 204 ) :

موضوع .

رواه أبو القاسم الحرفي في " الفوائد " ( 2 / 2 ) و الخطيب ( 9 /
118 ) و ابن عساكر ( 2 / 164 / 1 ) عن سلام بن سليمان : حدثنا إسرائيل عن أبي
حصين عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعا . و قال الخطيب و الحرفي : " هذا
حديث غريب من رواية أبي حصين عن أبي صالح عن أبي هريرة مسندا ، لا أعلم رواه
غير سلام بن سليمان عن إسرائيل ، و المحفوظ ما رواه الناس عن إسرائيل و أبي بكر
بن عياش عن أبي حصين عن أبي الضحى عن ابن عباس قال : " لما ألقي إبراهيم في
النار . الحديث " . قلت : و سلام بن سليم هو سلام بن سلم و يقال : ابن سليم أو
ابن سليمان و الصواب الأول كما في " التهذيب " و هو سلام الطويل المدائني كذاب
متهم بالوضع كما تقدم مرارا ، فكان على السيوطي أن لا يورده في الجامع " على ما
شرطه في مقدمته أنه " صانه عما تفرد به كذاب أو وضاع " . و قد خالفه عثمان بن
عمر فرواه عن إسرائيل به موقوفا على أبي هريرة . رواه الخطيب ( 5 / 228 - 229
) و من قبله البخاري . و لا يفيد هنا قول المناوي : " إن الموقوف صحيح أخرجه
البخاري ، و مثله لا يقال من قبل الرأي فهو في حكم المرفوع " . لأننا نقول :
إنه يحتمل أن يكون هذا مما تلقاه ابن عباس من أهل الكتاب ، و مع الاحتمال يسقط
الاستدلال ، فلا يجوز أن ينسب إليه صلى الله عليه وسلم ، و هذا بين ظاهر إن شاء
الله تعالى .
(2/287)
________________________________________

789 - " عنوان صحيفة المؤمن حب علي بن أبي طالب " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 205 ) :


باطل .
رواه الخطيب في " تاريخه " ( 4 / 410 ) و من طريقه ابن عساكر ( 2 /
55 / 2 ) عن أبي الفرج أحمد بن محمد بن جوري العكبري : حدثنا إبراهيم بن عبد
الله بن مهران الرملي : حدثنا ميمون بن مهران بن مخلد بن أيان الكاتب : حدثنا
أبو النعمان عارم بن الفضل : حدثنا قدامة بن النعمان عن الزهري قال : سمعت
أنس بن مالك يقول : والله الذي لا إله إلا هو سمعت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول : فذكره . أورداه في ترجمة أبي الفرج هذا و قالا : " و في حديثه
غرائب و مناكير " . و قال الذهبي في ترجمته : " عن خيثمة بحديث موضوع " . قال
المناوي عقبه : " كأنه يشير إلى هذا " . قلت : كلا ، فإن هذا الحديث ليس من
روايته عن خيثمة كما ترى ، ثم قال المناوي : " و قال ابن الجوزي : حديث لا أصل
له " . و إنما أشار الذهبي إلى هذا الحديث في ترجمة قدامة بن النعمان فقال : "
عن الزهري ، لا يعرف ، و الخبر باطل ، ثم إن سنده مظلم إليه " . قال الحافظ في
" اللسان " : " و الخبر المذكور رواه الخطيب ..... " ثم ذكر هذا الحديث .
(2/288)
________________________________________

790 - " تلمد الفقير عند الشهوة لا يقدر على إنفاذها أفضل من عبادة الغني سبعين سنة
" .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 206 ) :

موضوع .

رواه ابن النجار في " الذيل " من طريق أحمد بن محمد بن جوزي عن
أحمد بن زكريا عن إبراهيم بن أخي عبد الرزاق عن عبد الرزاق بسند صحيح عن ابن
عباس رفعه . فذكره . أورده الحافظ في ترجمة ابن جوزي هذا من " اللسان " و قال
: " حديث موضوع " . قلت : و اتهمه الذهبي بوضع حديث آخر كما سبق في الحديث الذي
قبله . لكن فوقه في إسناد هذا الحديث إبراهيم بن أخي عبد الرزاق و هو كذاب كما
قال الدارقطني ، و قال ابن حبان ( 1 / 104 ) : " روى عن عبد الرزاق المقلوبات
الكثيرة ، لا يجوز الاحتجاج بها " . فتعصيب الجناية بابن جوزي ليس بأولى من
تعصيبها بإبراهيم هذا . و من أكاذيبه الحديث الآتي : " الضيافة على أهل الوبر ،
و ليست على أهل المدر " .
(2/289)
**********************************
يتبع ان شاء الله ...

صفاء
2008-04-11, 02:51 AM
791 - " الضيافة على أهل الوبر ، و ليست على أهل المدر " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 206 ) :

موضوع .

رواه ابن عدي ( 7 / 1 ) و القضاعي في " مسند الشهاب " ( 19 / 1 )
عن إبراهيم بن عبد الله بن أخي عبد الرزاق - أظنه عن عبد الرزاق - عن سفيان عن
عبيد الله عن نافع عن ابن عمر مرفوعا . ساقه في ترجمة إبراهيم هذا مع
أحاديث أخرى له . ثم قال ابن عدي : " و هذه الأحاديث مناكير ، مع سائر ما يروي
ابن أخي عبد الرزاق هذا " . و قال الذهبي بعد أن ساقها و نقل عن الدارقطني أنه
كذاب : " فهذه الأشياء من وضع هذا المدبر " . و أقره الحافظ ، فاعجب بعد هذا
كيف أورد السيوطي الحديث في " الجامع " من رواية القضاعي هذه مع شهادة هذين
الإمامين الذهبي و العسقلاني بوضعه ! و لهذا تعقبه المناوي بقول الدارقطني و
غيره في إبراهيم هذا ، ثم قال : " و من ثم قال القاضي حسين : " إنه موضوع " ،
فمن شنع عليه فكأنه لم يقف على ما رأيت " .
قلت : و الضيافة واجبة شرعا على كل مستطيع ، سواء كان بدويا أو مدنيا . لعموم
الأحاديث ، و لا يجوز تخصيصها بمثل هذا الحديث الموضوع ، و مدتها ثلاثة أيام حق
لازم ، فما زاد عليها فهو صدقة .
(2/290)
________________________________________

792 - " سوء الخلق شؤم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 207 ) :

ضعيف .

رواه ابن شاهين في " ثلاثة مجالس " من " الأمالي " ( 97 / 1 )
: سعيد بن نفيس المصري : سهل بن سوادة : أخبرنا عبد الله بن صالح - كاتب الليث
- قال : حدثني الليث عن نافع عن ابن عمر مرفوعا . قلت : و هذا سند ضعيف
، عبد الله بن صالح فيه ضعف . و من دونه لم أجد من ترجمهما . و الحديث عزاه في
" الجامع " لابن شاهين في " الأفراد " عن ابن عمر ، و لم يتكلم المناوي
على إسناده بشيء ! و قد روي الحديث من طرق أخرى لا يصح منها شيء ، و لذلك قال
الحافظ العراقي : " حديث لا يصح " . نقله المناوي و أقره . و من المفيد أن أسوق
هذه الطرق هنا ، و أتكلم على عللها ، و أبين ألفاظها .
(2/291)
________________________________________

793 - " الشؤم سوء الخلق " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 207 ) :

ضعيف .

رواه ابن عدي ( 37 / 2 ) عن أبي بكر بن أبي مريم عن ضمرة بن حبيب عن
عائشة مرفوعا . قلت : و هذا سند ضعيف ، أبو بكر هذا كان اختلط ، ثم هو
منقطع بين ضمرة و عائشة فإن بين وفاتيهما ( 73 ) سنة . ثم رأيت الحديث في
" الحلية " ( 6 / 103 ) رواه في ترجمة حبيب بن عبيد من هذا الوجه إلا أنه جعل
حبيبا هذا بدل ضمرة ، و كذلك أخرجه أحمد ( 6 / 85 ) ، و كلاهما يروي عنه أبو
بكر بن أبي مريم ، فمن الصعب الجزم بالصواب من الروايتين ، بل لعل هذا الاختلاف
من اختلاط أبي بكر هذا و ضعفه . و من طريقه رواه الطبراني في " الأوسط " كما في
" المجمع " ( 8 / 25 ) . و له شاهد من حديث جابر ، أخرجه أبو القاسم السهمي في
" تاريخ جرجان " ( 99 ) عن أبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن إبراهيم اليزيدي
، حدثنا موسى بن عمر بن علي بن عمران : حدثنا عبيد الله بن عائشة البصري
: حدثنا إسماعيل بن حكيم : أخبرنا الفضل بن عيسى عن محمد بن المنكدر عن جابر بن
عبد الله مرفوعا . بيد أن هذا إسناد ضعيف من أجل الفضل هذا . و من طريقه رواه
الطبراني أيضا في " الأوسط " و قال الهيثمي : " و هو ضعيف " . و رواه ابن وهب
في " الجامع " ( 76 / 77 ) : أخبرني يحيى بن أيوب عن ابن أيوب عن ابن أبي حسين
عن زيد بن الأخنس الكعبي عن سعيد بن المسيب قال : سئل رسول الله صلى الله عليه
وسلم عن الشؤم ؟ قال : سوء الخلق . قلت : و هذا مرسل ، و رجاله كلهم ثقات رجال
الشيخين غير زيد بن الأخنس أورده ابن أبي حاتم ( 1 / 2 / 556 ) و لم يذكر فيه
جرحا و لا تعديلا ، و أما ابن حبان فأورده في " الثقات " ( 2 / 88 ) ! و ذكر هو
و ابن أبي حاتم أنه روى عنه إسماعيل بن أمية ، فقد روى عنه ثقتان هذا أحدهما ،
و الآخر ابن أبي حسين راوي هذا الحديث عنه ، و هو إما عبد الله بن عبد الرحمن
، و إما عمر بن سعيد و كلاهما مكيان ثقات محتج بهما في الصحيحين ، فابن الأخنس
مستور . و الله أعلم . ثم رأيته في " تاريخ ابن عساكر " ( 18 / 92 / 2 ) من
طريق إسماعيل بن الفضل الرقاشي عن محمد بن المنكدر به . و إسماعيل بن الفضل لم
أعرفه . لكن يبدو أنه محرف عن " إسماعيل عن الفضل " بدليل رواية السهمي . و
الله أعلم .
(2/292)
________________________________________

794 - " سوء الخلق شؤم ، و حسن الملكة نماء ، و الصدقة تدفع ميتة السوء " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 208 ) :

ضعيف .

رواه أحمد ( 3 / 502 ) و عباس الدوري في " التاريخ و العلل " لابن
معين ( 41 / 1 - 2 ) و ابن عساكر ( 6 / 95 / 2 و 11 / 48 / 1 ) و أبو داود (
5162 ) بالشطر الأول عن عثمان بن زفر عن بعض ولد رافع بن مكيث عن رافع بن
مكيث مرفوعا . و لفظ أحمد : " حسن الخلق نماء ، و سوء الخلق شؤم ، و البر
زيادة في العمر ، و الصدقة تمنع ميتة السوء " . قلت : و هذا سند ضعيف عثمان هذا
مجهول كما في " التقريب " مات سنة ( 218 ) . و رافع بن مكيث صحابي ، و بعض ولده
لم أعرفه . و قد اضطرب فيه عثمان ، فمرة رواه هكذا ، و مرة قال : حدثني محمد بن
خالد بن رافع بن مكيث عن عمه الحارث بن رافع بن مكيث ، - و كان رافع من جهينة
، قد شهد الحديبية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم - عن رسول الله صلى الله
عليه وسلم بالشطر الأول . أخرجه أبو داود ( 5163 ) . و رواه ابن منده في
" المعرفة " ( 14 / 2 - 4443 عام ) عن عثمان بن عبد الرحمن قال : أخبرنا عنبسة
بن عبد الرحمن عن محمد بن زاذان عن أم سعد بنت الربيع عن أبيها مرفوعا به . و
زاد : " و طاعة النساء ندامة " . قلت : و هذا سند واه جدا ، عنبسة بن عبد
الرحمن متروك ، و عثمان بن عبد الرحمن هو الحراني ، ضعيف .
(2/293)
________________________________________

795 - " سوء الخلق شؤم ، و شراركم أسوءكم خلقا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 209 ) :

موضوع .

رواه أبو نعيم في " الحلية " ( 10 / 249 ) و عنه الخطيب ( 4 / 276
) و عن هذا ابن عساكر ( 2 / 31 / 2 ) عن أبي سعيد أحمد بن عيسى الخراز البغدادي
الصوفي : أخبرنا عبد الله بن إبراهيم الغفاري : حدثنا جابر بن سليم عن يحيى بن
سعيد عن محمد بن إبراهيم عن عائشة مرفوعا . قلت : و هذا إسناد تالف ،
الغفاري هذا نسبه ابن حبان ( 2 / 39 ) إلى أنه يضع الحديث . و أبو سعيد الخراز
صوفي مشهور و قد ترجم له الخطيب ثم ابن عساكر ترجمة طويلة و لم يذكروا حاله في
الرواية . و الحديث أورده السيوطي في " الجامع " من رواية الخطيب هذه فأساء
، لما عرفت من حال الغفاري ، و لم يتكلم المناوي على إسناده بشيء !
(2/294)
________________________________________

796 - " ليس للدين دواء إلا القضاء و الوفاء و الحمد " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 209 ) :

ضعيف جدا .

رواه الخطيب ( 7 / 198 ) و ابن عساكر ( 2 / 21 / 1 ) من طريقه
عن جعفر بن عامر بن أبي الليث البغدادي : حدثنا أحمد بن عمار بن نصير الشامي :
حدثنا مالك عن نافع عن ابن عمر مرفوعا . أورده الخطيب في ترجمة جعفر هذا و
قال : " شيخ مجهول ، روى عن الحسن بن عرفة أحاديث منكرة " . ثم ساق له هذا
الحديث . و أما ابن عساكر فأورده في ترجمة أحمد بن عمار ، و هو أخو هشام بن
عمار ، و قال عقبه : " قال الشيخ أبو بكر الخطيب : أحمد بن عمار بن نصير الشامي
شيخ مجهول ، و هذا حديث منكر " . و إنما قال الخطيب : " شيخ مجهول " في حق جعفر
هذا كما رأيت ، فلعل ما نقله ابن عساكر عنه في موضع آخر من كتب الخطيب . ثم روى
عن الدارقطني أنه قال : " أحمد هذا متروك الحديث " . و الحديث أورده الذهبي في
ترجمة ابن عمار هذا و قال : " و هذا منكر " . ثم قال في ترجمة جعفر بن عامر هذا
: " عن أحمد بن عمار أخي هشام بخبر كذب ، و اتهمه ابن الجوزي " . و أقره الحافظ
.
(2/295)
________________________________________

797 - " الإحصان إحصانان : إحصان عفاف ، و إحصان نكاح " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 210 ) :

موضوع .

رواه الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 182 / 1 - 2 ) و ابن عساكر ( 2
/ 15 / 1 و 14 / 358 / 1 ) عن مبشر بن عبيد قال : سمعت الزهري يحدث عن سعيد بن
المسيب عن أبي هريرة مرفوعا ، زاد ابن عساكر في رواية : " فمن قرأها ( و
المحصنات ) بكسر الصاد فهن العفائف ، و من قرأها ( المحصنات ) فهن المتزوجات
" . و هذا مدرج في الحديث بلا شك . و قال الطبراني : " لم يروه عن الزهري إلا
مبشر " . قلت : قال الهيثمي ( 4 / 263 ) : " و هو متروك " . و عزاه للبزار أيضا
. قلت : و قد قال فيه الإمام أحمد : " كان يضع الحديث " . قلت : و لهذا كان على
السيوطي أن لا يورده في " الجامع الصغير " وفاء بوعده أنه صانه عما تفرد به
وضاع أو كذاب .
(2/296)
________________________________________

798 - " عليكم بغسل الدبر ، فإنه يذهب بالباسور " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 210 ) :

موضوع .

رواه ابن حبان في " المجروحين " ( 2 / 99 ) و ابن عدي ( 87 / 1 ) و
أبو نعيم في " الطب " ( 2 / 25 / 1 ) من طريق أبي يعلى عن عثمان بن مطر
الشيباني : حدثنا الحسن بن أبي جعفر : حدثنا علي بن الحكم عن نافع عن ابن عمر
مرفوعا . و قال ابن عدي : " هذا يرويه ابن أبي جعفر عن علي بن الحكم و عن ابن
أبي جعفر عثمان بن مطر ، و لعل البلاء من عثمان " . قلت : و قال ابن حبان : "
كان ممن يروي الموضوعات عن الأثبات " . و قال البخاري : " منكر الحديث " . و
ضعفه غيره . و شيخه الحسن بن أبي جعفر ضعيف ، و في ترجمته ساقه ابن عدي مع
أحاديث ( أخرى ) ، ثم قال : " و هو عندي ممن لا يتعمد الكذب ، و هو صدوق ، و
لعل هذه الأحاديث التي ( أنكرت ) عليه توهمها توهما ، أو شبه عليه فغلط " . و
الحديث أورده السيوطي في " الجامع " من رواية ابن السني و أبي نعيم عن ابن عمر
. و قال المناوي : " و رواه عنه أيضا أبو يعلى و الديلمي ، و أورده في
" الميزان " في ترجمة عثمان بن مطر الشيباني من حديثه ، و نقل عن جمع تضعيفه ،
و أن حديثه منكر ، و لا يثبت . و ساقه في " اللسان " في ترجمة عمر بن عبد
العزيز الهاشمي ، و قال : شيخ مجهول ، له أحاديث مناكير لا يتابع عليها " . قلت
: و هو من روايته بإسناده عن الحارث عن علي مرفوعا . و الحارث و هو الأعور متهم
كما تقدم مرارا .
(2/297)
________________________________________

799 - " ما الميت في قبره إلا كالغريق المستغيث ينتظر دعوة تلحقه من أب أو أم أو أخ
أو صديق ، فإذا لحقته كانت أحب أليه من الدنيا و ما فيها ، و إن الله عز وجل
ليدخل على أهل القبور من دعاء أهل الدور أمثال الجبال ، و إن هدية الأحياء
إلى الأموات الاستغفار " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 211 ) :

منكر جدا .

رواه الضياء في " المنتقى من حديث الأمير أبي أحمد و غيره " (
268 / 1 ) من طريق ابن شاذان : حدثنا محمد بن الفضل العطار قال : أخبرنا محمد
بن جابر بن أبي عياش المصيصي : حدثنا عبد الله بن المبارك قال : أخبرنا يعقوب
بن القعقاع عن مجاهد عن ابن عباس مرفوعا . و رواه الضياء في " السنن " أيضا
( 86 / 2 ) عن الفضل بن محمد الباهلي : حدثنا محمد بن جابر به . قلت : و هذا
إسناد ضعيف ، علته ابن أبي عياش هذا ، قال الذهبي : " لا أعرفه ، و خبره منكر
جدا " . ثم ساق له هذا الحديث . و قال الحافظ في " اللسان " : " أورده البيهقي
في " الشعب " و نقل عن أبي علي الحافظ ، أنه غريب من حديث ابن المبارك ، لم يقع
عند أهل خراسان ، قال : و لم أكتبه إلا عن هذا الشيخ . يعني الفضل بن محمد .
قال البيهقي : و تابعه محمد بن خزيمة عن ابن أبي عياش ، و ابن أبي عياش تفرد به
" .
(2/298)
________________________________________

800 - " إن الله خلق الجنة بيضاء ، و إن أحب الزي إلى الله عز وجل البياض ، فألبسوها
أحياءكم ، و كفنوها موتاكم ، ثم جمع الرعاء ، فقال : من كان فيكم ذا غنم سود
فليخلطها ببيض " .


قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 211 )

موضوع .

رواه أبو جعفر البختري في " ستة مجالس " ( 115 / 1 - 2 ) و أبو
نعيم في " صفة الجنة " ( ق 20 / 2 ) عن هشام بن أبي هشام قال : أخبرنا عبد
الرحمن بن حبيب مولى بني مخزوم عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا عبد الرحمن بن حبيب هو ابن أدرك ، قال النسائي : "
منكر الحديث ، و ذكره ابن حبان في " الثقات " . و في " الميزان " : " صدوق ، و
له ما ينكر " . و هشام بن أبي هشام هو ابن زياد متفق على تضعيفه . و قال ابن
معين و النسائي : " ليس بثقة " . و قال ابن حبان : " يروي الموضوعات عن الثقات
" . و الحديث أورده السيوطي في " الجامع الصغير " من رواية البزار عن ابن عباس
دون قوله : " فألبسوها إلخ " فقال المناوي : " قال الهيثمي عقب عزوه للبزار : "
فيه هشام بن زياد و هو متروك " . و ظاهر حال المصنف أنه لم يره مخرجا لأحد من
الستة و إلا لما عدل عنه ، و إنه لشيء عجاب ، فقد خرجه ابن ماجه عن ابن عباس
المذكور بلفظ : " إن الله خلق الجنة بيضاء ، و أحب الزي إليه البياض فليلبسها
أحياؤكم ، و كفنوا فيها موتاكم " . انتهى بلفظه " . قلت : و أنا في شك كبير من
وجود هذا الحديث في " سنن ابن ماجه " فقد راجعته في مظانه : " الجنائز " ، و "
اللباس " و " صفة الجنة " فلم أجده ، و يؤيده أنه ليس في مسند ابن العباس من
" ذخائر المواريث " للنابلسي ، و لا في أصله " تحفة الأشراف " للحافظ المزي ، و
لا في فهرست ابن ماجه الذي وضعه محمد عبد الباقي في آخر " السنن " التي قام هو
على تحقيقها . و لم يعزه لابن ماجه ابن القيم في " حادي الأرواح " ( 1 / 218 -
219 ) ، و لا دل على شيء منه كتاب " المعجم المفهرس لألفاظ الحديث " للمستشرقين
. و الله أعلم . ثم رأيت الحديث في " زوائد مسند البزار " ( ص 170 ) من طريق
هشام أبي المقدام عن حبيب بن الشهيد عن عطاء به . و قال الهيثمي عقبه : " هشام
ضعيف متروك " . ثم أخرجه أبو نعيم عن أبي شهاب عن حمزة عن عمرو بن دينار عن ابن
عباس نحوه ، و حمزة هذا هو ابن أبي حمزة الجعفي النصيبي قال الحافظ : " متروك
متهم بالوضع " .
(2/299)
************************************
يتبع ان شاء الله ...