المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حوار حول الفكر الصوفي



الصفحات : 1 2 3 4 5 6 [7] 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28

الداعي
2009-07-10, 05:56 AM
على رســلك أيها الداعي وما أدري إلام تدعــو فقــد أســميتني زمــيلا لا أخــا وكأنني نصــراني ،
وأنا فعــلا مســلم بســيط لم أجعــل نفسي شــخصا يؤم في الإفتــاء ، فــلا يخطــئ فهمـك وتجــعلني كذلك ، وليســعفك فهمــك في فهم مــا أقــول إن نويت الرد عــلي ،

الأخ الزميل ماهر, لقد قلت لك:


ونحن لا نقبل هذه المداخلة من مسلم بسيط.

فلا يسعفك أنك مسلم بسيط في عدم تحمل ما تخط يمينك. وما يدريك, لعل النصارى يتخذون من هفوات مداخلتك نبراسًا في شبههم!!
في الحقيقة أنا أفهم ما تكتب, ولا يعنيني ما في ذهنك؛ لأنني أقرأ ما تكتب ليس غير. فإن كنت تكتب أمرًا وتروم آخرًا, فلا تنتظرنَّ من أحدٍ أن يسألك عن قصدك.

عبد الحق
2009-07-10, 08:46 PM
الحمد لله خير الدعا القائل كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم يدرسون وصلى الله على محمد الذي استضاف جبرائيل في جمع من الصحابة ليعلمهم دينهم الإسلام والإيمان والإحسان المعروف بالتصوف. وان كنت لا أؤمن بجل الطرق أن لم اقل بالكل ماعدا ما عليه قطب الوقت الذي لا يخرج على كتاب الله وسنة نبيه.

ورجوعا لما تفضل به الأخ خالد بأننا كمسلمين لا نفتري على العلماء فضلا على نقل الأحاديث المكذوبة وقوله
أنا سيد ولد ادم ولا فخر تترجمه الآية الكريمة إنا أرسلناك رحمة للعالمين.الكون وما يحمل فذا قول الشيخ إسماعيل عين الوجود وسرها أما بلا فاصل ولا فارق فمرتبة لا باس بها مصداق الحديث القدسي كنت يده التي
يبطش بها ورجله التي يمشي بها ولان سألني لأعطينه إلى أخر الحديث وفي حديث أخر يقول كنته فما بالك
إذا كان قطب الوجود سيدنا محمد فالتجلي يكون أحق وحتميا
إن الذي صقل قلبه بذكر الله واطمئن يصبح في وجد لا يوصف وحلاوة ذكر لا يشعر بها غيره ولو وصل إلى
مرتبة الاجتهاد مصداقا لقوله تعالى الم يئن للذين امنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله.وهذا دلالة على قلة ذكرهم
وعمى بصيرة ولم يعملوا بما طلب منهم من كثرة ذكر لا من كثرة جدال رياء وتشدق بما لا طائل ورائه غير
التظاهر بإلمامه بمعرفة الكتاب والسنة وسقيم العمل بهما وان كان التصوف حق لا حاجة في من يكون له أو
عليه
إما الأوراد من استغفار وصلاة على النبي وكلمة التوحيد ويا لطيف ويا وهاب هذا من الذكر المطلوب شرعا
ليس لعاقل أن يجادل فيها وقولك إن الصحابة لم يتذوقوها لجهلك بالسند المتصل كلا بأحدهم
وقولك إن عبد الحليم حافظ له من الأغاني الدينية أفضل من القصائد الذوقية فهذا يدل على خلل في البصيرة
الم يقول تعالى إما شاكرا وإما كفورا فالآية تعني الشكر موجود لا محالة ولكن لقلته أتى في صيغة اسم الفاعل
والكفر بصيغة المبالغة لأنه يؤمنون بآية ويكفرون بأخرى وعلى كل حال قد علم كل أناس مشربهم
أما الاحتفال بالمولد لا زلت اجعله في بند الحداثة وهي لغويا إقرار ما لم يكن أو تجديده وللرجوع للحديث
من احدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد.ما الأمر المقصود من الرسول وهل هو عام أم مقتصر في العبادة
إن قلت عاما فركوبك السيارة بدعة وان قلت عبادة فالمولد لا يشملها ليس بركعة تزداد أو تنقص.إنما هو ذكر
جماعي لا أكثر.
أما قولك شاهد في الرواية الإمام احمد هو الإنكار في حد ذاته فلا يجب الإنكار في جانب دون إكمال الحديث
وإلا اختزلت فيه مايعجبك وترك المقصود من الحديث إجمالا

إما لماذا لم يحتفل بمولده وأصحابه لم تكن جارية المفعول وقتها حتى في الجاهلية لم يذكر بمولد احد وان كان غنيا ولم يعبئ بتواريخ الميلاد فضلا على الاحتفال به
أما جواز التوسل الذي ذهب إليه الكثير من أهل البصيرة كالإمام احمد في قوله وابتغوا إليه الوسيلة .فمن
واسطتنا وأخذنا منه الدين عن الله هو رسول الأمة فيحق التوسل به حيا وميتا لأنه رحمة مهداة

وفي الختام أوصي نفسي وغيري بالعمل بركن الإحسان ثالث ركن من ديننا وارجوا التوفيق

عبد الحق
2009-07-11, 01:53 AM
الحمد لله واستجابة للأخ الهزبر ما يقع في القيروان في مولد النبوي تسوق وتكالب على شراء الفخار وزيارات لزوايا الاولياء ولتغطية المفاسد تجرى شبه مسابقة قرانية ومحاضرات دينية وجوقات
مولدية وهذا ليس من الاحتفال بشيء كما هو ساري في البلاد الاسلامية الاخرى مثل المغرب والسيد البدوى في مصر .ان المولدالنبوي لا يخرج عن ذكر واجتماع عليه كما هو في زاوية الرديف
صحبة امام الوقت.
اما بدية الاحتفال به قيل عام 200هجري في ايام معروف الكرخي وقيل الجنيدي وقيل في الكوفى
اما في القيروان قيل مع الدولة الفاطمية
والله اعلم

خالد بن الوليد
2009-07-11, 12:21 PM
الحمد لله على نعمة الإسلام واتباع هدي رسول الله الذي أتم لنا هذا الدين وتركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك ..


وبعد فإنني في البداية أطالب الأخ الصوفي المبتدع عبد الحق أن يقدم بين إيدينا اعتذارا صريحا على ما بدر منه في حق الإمام النووي رحمه الله حين نسب إليه مالم يقل ، حين زعم بان النووي قال : "اذا لم اجد ما ينفي او يجزم بثبوت ومن عدمه ارجعه لقلة اجتهادي ".


حين ثبت الآن - وبعد عجز الأخ عبد الحق عن الإتيان بالمصدر الذي زعم بأن الإمام النووي قال فيه هذا الكلام - بأن أهل التصوف لا يتورعون عن الكذب والافتراء على رسول الله ثم على العلماء إذا ما تبث لهم عوار عقيدتهم التي ما أنزل الله بها من سلطان .


وسوف أفرد هذه المداخلة إن شاء الله تعالى للرد على مداخلة العزيز ماهر .. ثم أشرع في الرد على ما تفضّل به عبد الحق في مداخلة تالية مستقلة ..


فبسم الله أبدأ ..



أمــا عن علمي بأصــول الفقــه فهـو أنهــا مبـتدعــة وهي في ليــست بعــلم حــتى أتكلف الإلمــام به ،


هذا كلام خطير فعلا ..


أنت إذن جاهل بعلم أصول الفقه .. وبأهميّته .


وقد كنت أعلم ذلك يقيناً قبل أن تعترف بنفسك . فجهلك بعلم أصول الفقه هو الذي أوقعك في خطأ القياس حين أردت أن تستدل بصوم أنبياء الله ومنهم محمد وموسى عليهما السلام للدلالة على جواز الاحتفال بالمولد النبوي الشريف واتخاذه عيداً ، دون علّة تجمع بين الفرع المقيس والأصل المقيس عليه.


فلا أحد من الأنبياء ولا الصحابة ولا التابعين قد احتفل بيوم مولد النبي صلى الله عليه وسلم (الفرع المقيس) كما هو الحال في يوم عاشوراء (الأصل المقيس عليه) "الذي لم يرد أن النبي قد احتفل به أصلا ، فالصوم ليس احتفالاً ، بل ونهى عن اتخاذه عيداً مخالفة لليهود".


كما أننا إذا طبّقنا القياس بحق للزمنا أيضا أن نُنزل على المولد نفس حكم عاشوراء ، فنصوم يوم المولد .


وهذا خطل .. لم يقل به أحد .


إذن فلا يصح القياس هنا .



وجهلك يا ماهر بعلم أصول الفقه أيضا أوقعك في خطأ آخر ، وهو أن هناك قاعدة أصولية تقول بأن (شريعة من قبلنا شريعة لنا ، ما لم يرد شرعنا بخلافها) . فما ذكره الله سبحانه وتعالى في الشرائع السابقة ولم يرد في شرعنا ما ينسخه فإنه شرع لنا.


وقد كان صيام يوم عاشوراء شرع من قبلنا حتى جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وصامه فأصبح شرعا لنا ولم يرد عن المصطفى نهي عن ذلك . (بخلاف البدعة المنكرة المسماة بالمولد النبوي) .


الجاهل بعلم أصول الفقه يا ماهر هو أضعف فريسة يمكن أن تلتهمها أنياب البدع والخرافات .. لعدم وجود أصل لعقائده .. بل هو يؤمن بهواه ، وبشريعة هواه ، وما يملي عليه هواه .. لأنه هكذا أراد هواه .. حتى نصب نفسه فقيهاً فخرج على الناس فقال : أنا أرى ذلك ، وأنا لا أرى ذلك .


يجب عليك أولا يا عزيزي أن تعلم بأن علم أصول الفقه أسبق من الفقه ذاته ؛ إذ لا تستطيع الوصول إلى الحكم الشرعي إلا بالقاعدة الأصولية، ولأنه هو أساس الفقه.



قال الإمام الغزالي رحمه الله: (وأشرف العلوم ما ازدوج فيه العقل والسمع، واصطُحب فيه الرأي والشرع، وعلم أصول الفقه من هذا القبيل).


وقال الإمام ابن برهان رحمه الله: (إن أجلَّ العلوم قدراً، وأعلاها شرفاً وذكراً، علم أصول الفقه؛ وذلك لأن الفقه أجل العلوم قدراً وأسماها ذكراً؛ لما يتعلق به من مصالح العباد في المعاش والمعاد).


وقال الإمام القرافي رحمه الله: (لولا أصول الفقه لم يثبت من الشرع قليل ولا كثير، ولهذا قيل: أصول الفقه قاعدة الأحكام الشرعية، وأساس الفتوى الفرعية، وركيزة الاجتهاد والتخريج، وقانون العقل والترجيح).



وقال شيخ الإسلام بن تيمية : إن المقصود من أصول الفقه أن يفقه الدارس مراد الله ومراد رسوله بالكتاب والسنة . وقال بعد تعرضه لدلالات الألفاظ :" ولهذا كان المقصود من أصول الفقه أن يفقه مراد الله ورسوله بالكتاب والسنة".




وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في الأصول : إن أصول الفقه علم جليل القدر بالغ الأهمية فائدته التمكن من حصول قدرة يستطيع بها استخراج الأحكام من أدلتها على أسس سليمة



وقال ابن خلدون في مقدمته : علم أصول الفقه من أعظم العلوم الشرعية وأجلها قدرا وأكثرها فائدة






وما ظهر علم أصول الفقه إلا بعناية أهل الحديث، فهم من طلب من الشافعي تدوينه لحاجتهم إليه ،فقد كتب عبد الرحمن بن مهدي إلى الشافعي وهو شاب أن يضع له كتابا فيه معاني القرآن، ويجمع قبول الأخبار، وحجة الإجماع، وبيان الناسخ والمنسوخ، فوضع له كتاب " الرسالة ". في أصول الفقه .



وقال أبو ثور: قال لي عبد الرحمن بن مهدي: ما أصلي صلاة إلا وأنا أدعو للشافعي فيها .




ويرد على تلك السخافات التي تلفّظت بها يا ماهر في حق علم أصول الفقه ذلك العالم الجليل الشيخ فركوس في مقدمة " فتح المأمول"{ص:8}: حين قال " هذه فائدة علم الأصول وخصوصيته، وإن راجت شبه أثيرت حوله تقضي بذم هذا العلم وتحقره في نفوس طلابه، بدعوى أن هذا العلم لم يكون موجودا في العهد النبوي ولا عند السلف الصالح من القرون المفضلة، لذلك كان علما مبتدعا ينتفي فيه النفع ولا تخفى على ذي لب هذه المغالطة ".

ثم قال:" وعليه فإن مورد ذم أصول الفقه وتحقيره والتنفير منه لا محل له، فكيف يقبح علم هو من شروط الاجتهاد، ومن أهم علوم الشريعة ؟ إذ لا مناص فيه للمجتهد ولا غنى عنه لطالب العلم"








وقد صدر عن العلماء مقالتهم بـأنّ: " جهلة الأصول عوام العلماء".



ونقل عن الشافعي ـ رحمه الله ـ قوله:"من لم يعرف القياس فليس بفقيه".


ومثله عن أحمد ـ رحمه الله ـ:" لا يستغني أحد عن القياس" .. وقال:" من المعلوم أن شرف العلم ورفعته من شرف المعلوم ورفعته وعلم الأصول لا خلاف بين العلماء في رفعة شأنه وعلو منزلته وعظيم شرفه وأثره عند الأولين والآخرين .. فهو لقواعد الأحكام أساسها ولجميع العلوم ميزانها .. وهو يتناول جميع العلوم "



قال ابن تيمية في " المجموع" كتاب أصول الفقه 220/20 :

" الكلام في أصول الفقه وتقسيمها إلى الكتاب والسنة، والإجماع ،واجتهاد الرأي والكلام في وجه دلالة الأدلة الشرعية على الأحكام أمر معروف من زمن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، والتابعين لهم بإحسان، ومن بعدهم من أئمة المسلمين ، وهم كانوا أقعد بهذا الفن وغيره من فنون العلوم الدينية ممن بعدهم ."








وعليه ..




فقد قال الإمام الشوكاني في" فتح القدير" عند تفسير قوله تعالى:{ أَكَذَّبْتُم بِآيَاتِي}:





ومن هذا القبيل من تصدّى لذمّ علم من العلوم الشرعية ، أو لذمّ علم هو مقدّمة من مقدّماتها ، ووسيلة يتوسل بها إليها ، ويفيد زيادة بصيرة في معرفتها ، وتعقل معانيها كعلوم اللغة العربية بأسرها ، وهي اثنا عشر علماً ، وعلم أصول الفقه فإنه يتوصل به إلى استنباط الأحكام الشرعية عن أدلتها التفصيلية مع اشتماله على بيان قواعد اللغة الكلية ، وهكذا كل علم من العلوم التي لها مزيد نفع في فهم كتاب الله ، وسنة رسوله ، فإنه قد نادى على نفسه بأرفع صوت بأنه جاهل مجادل بالباطل طاعن على العلوم الشرعية ، مستحق لأن تنزل به قارعة من قوارع العقوبة التي تزجره عن جهله وضلاله وطعنه على ما لا يعرفه ، ولا يعلم به ، ولا يحيط بكنهه حتى يصير عبرة لغيره ، وموعظة يتعظ بها أمثاله من ضعاف العقول ، وركاك الأديان ، ورعاع المتلبسين بالعلم زوراً وكذباً.




فاحذر يا ماهر أن تكون من هؤلاء .





أمــا عن ســؤالك فأقــول إن قال أحــدهم قولا في شــرع الله بإباحــة أو تحـريم دون اســتناد على كتــاب أو ســنة كمــا رميت الإمام أحمــد رحمـه الله فعــلام اســتند على حــد زعمــك إذ رددت قــوله ؟فــلا أتحــاول لي الكــلام عن موضــعه








لابد أن تعرف أولا يا عزيزي ماهر بأن الإمام أحمد رحمه الله تعالى، ورد عنه في الإقسام على الله تعالى بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم روايتان:



- رواية بالمنع ، وهي الموافقة لمذهب الجمهور. وعليها حمل شيخ الإسلام قوله بمنع التوسل إلى الله تعالى بنبيّه صلى الله عليه وسلم.




- ورواية بالجواز ، وهي المخالفة لمذهب الجمهور.. وعليها حمل شيخ الإسلام قوله بجواز التوسل إلى الله تعالى بنبيه صلى الله عليه وآله وسلم.




فأي الروايتين هي الصحيحة شرعا ؟




رواية الجمهور بالطبع لأنها موافقة للأدلة الشرعية القاضية بالمنع بخلاف الرواية التي تفرّد بها الإمام أحمد في إحدى روايتيه .




يعني هناك إجماع من الأئمة الأربعة على منع التوسل برسول الله صلى الله عليه وسلم أو بسائر الأنبياء بعد وفاتهم .





والحَكَم في ذلك هو الفهم الصحيح للنص ، وليس لأن الإمام أحمد قد أفتى وقال تبعاً لهواه كما افتريتَ عليَ سابقاً .






وقد استفاض شيخ الإسلام في مناقشة تلك الرواية القائلة بجواز الإقسام، وبين أنها على خلاف الحق، وأن الأدلة الشرعية قاضية بالمنع، وأن الحق في ذلك مع الجمهور، وأن الإمام أحمد، إن صحت الرواية عنه، مخطئ في ذلك.





وقال أيضا:




(وقد نقل في (منسك المروذي) عن أحـمـد دعاء فيه سؤال بالنبي صلى الله عليه وسلم، وهذا قد يخرج على إحدى الروايتين عنه في جواز القسم به، وأكثر العلماء على النهي في الأمرين.





قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله [مجموع الفتاوي 2/346]:




وأما القسم الثاني فهو التوسل بذواتهم فهذا ليس بشرعي ؛ بل هو من البدع من وجه ، ونوع من الشرك من وجه آخر ..





فهو من البدع ؛ لأنه لم يكن معروفا في عهد النبي مثل أن يقول أسألك بنبيك محمد ومحبته فإن ذلك من دين الله الذي ينتفع به العبد .





وأما ذات النبي صلى الله عليه وسلم فليست وسيلة ينتفع بها العبد





وكذلك على القول الراجح لا يجوز التوسل بجاه النبي صلى الله عليه وسلم ؛ لأن جاه النبي صلى الله عليه وسلم إنما ينتفع به النبي صلى الله عليه وسلم نفسه ولا ينتفع به غيره





وإذا كان الإنسان يتوسل بجاه النبي صلى الله عليه وسلم باعتقاد أن للنبي صلى الله عليه وسلم جاها عند الله فليقل اللهم إني إسألك أن تشفع في نبيك محمدا صلى الله عليه وسلم وما أشبه ذلك من الكلمات التي يدعو بها الله عز وجل .






فلفظ التوسل يراد به ثلاثة معان:





أحدهما: التوسل بطاعته، فهذا فرض لا يتم الإيمان إلا به.




والثاني: التوسل بدعائه وشفاعته، وهذا كان في حياته ويكون يوم القيامة يتوسلون بشفاعته.




والثالث: التوسل به بمعنى الإقسام على الله بذاته والسؤال بذاته ، فهذا هو الذي لم تكن الصحابة يفعلونه في الاستسقاء ونحوه، لا في حياته ولا بعد مماته، لا عند قبره ولا غير قبره، ولا يعرف هذا في شيء من الأدعية المشهورة بينهم، وإنما ينقل شيء من ذلك في أحاديث ضعيفة مرفوعة وموقوفة أو عن من ليس قوله حجة.





وهذا هو الذي قال أبوحنيفة وأصحابه: إنه لا يجوز، ونهوا عنه حيث قالوا: لا يُسأل بمخلوق، ولا يقول أحد: أسألك بحق أنبيائك.





قال أبوالحسين القدوري في كتابه الكبير في الفقه المسمى بشرح الكرخي في باب الكراهة: وقد ذكر هذا غير واحد من أصحاب أبي حنيفة.






- قال بشر بن الوليد حدثنا أبويوسف قال: قال أبوحنيفة: لا ينبغي لأحد أن يدعو الله إلا به. وأكره أن يقول: "بمعاقد العز من عرشك" أو "بحق خلقك". وهو قول أبي يوسف. وقال أبويوسف : وأكره أن يقول بحق فلان أو بحق أنبيائك ورسلك وبحق البيت الحرام والمشعر الحرام.





- قال القدوري: المسألة بخلقه لا تجوز لأنه لا حق للخلق على الخالق فلا تجوز وفاقاً...






وحول قول الإمام أحمد رحمه الله وغيره بجواز التوسل بالنبي قال الشيخ التويجري رحمه الله :" وقد جاء في إحدى الروايتين عن الإمام أحمد انه جوّز التوسل بالنبي . وجاء مثل ذلك في فتاوى العز ابن عبد السلام، وهذا القول مردود بحديث عائشة رضي الله عنها "من احدث في أمرنا ماليس منه فهو رد" ، ولا قول لأحد مع رسول الله ، وليست أقوال أحمد ولا غيره من العلماء حجة، وإنما الحجة فيما جاء في كتاب الله وما ثبت عن رسول الله وما أجمع المسلمون عليه وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه





وفي ذلك أذكر ما قاله شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله في كتابه القيم ( قاعدة جليلة في التوسل و الوسيلة) ص: 21 ما نصه:




" ولو قدر أنه نازع في ذلك عالم مجتهد لكان مخصوماً بما عليه السنة المتواترة وباتفاق الأئمة قبله" أهـ





أمـا عن طــلبك فأنــا لم أقل أصــلا بإباحــة أوجــواز أو تحــريم ولكنني علقت على قولك إن الكلام مردود لأنه لا يســتند إلى دلــيل فقلت ( هــلا قلت لعــله أخطــا في قوله إن قال فهو مأجــور
)







إذن لا يوجد دليل لإباحة التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته .. وهذه تكفيني وفيها إجابة لطلبي . شكرا لك ..



فأما عن الإمام أحمد فقد أخطأ بلا شك في إحدى روايتيه كما سبق وذكرنا .





أمــا تاســوعاء وعاشــوراء فهما لفظــان يطــلقان على التاســع والعــاشــر وهــذا طبعــا ليس من الشــريعة في شـيء


أعيب عليك أنك لا تفكّر قبل أن تكتب ردا .. وقد أرسل لي منذ فترة بعض الأخوة رسائل على الخاص يسألونني : لماذا لا ترد على ماهر ؟






فأجبتهم : أخاف إن رددت أن أقسو فينفر ، ولكني أحب له الخير والهداية ، ولعل في وجوده بيننا خير لنا وله .





لفظ عاشوراء موجود في شرع الله طبعا ، ولا يصح ان تقول : "تاســوعاء وعاشــوراء لفظــان يطــلقان على التاســع والعــاشــر وهــذا طبعــا ليس من الشــريعة"





بخلاف تاسوعاء الذي نسبته زورا إلى النبي صلى الله عليه وسلم حين قلت :





فقــال إننــا أحــق بموسى منهم فصــامه ثم قال لئن عشت لذي قابل لصــمت تاســوعاء وعاشــوراء مخــالفة لليهــود


فرسول الله صلى الله عليه وسلم لم يقل تاسوعاء.






هداك الله.





يتبع ردي على مغالطات عبد الحق إن شاء الله .

خالد بن الوليد
2009-07-11, 01:29 PM
فاصل بين المداختين


الأخ الصوفي المبتدع عبد الحق يقول في مداخلته قبل الأخيرة :




ورجوعا لما تفضل به الأخ خالد بأننا كمسلمين لا نفتري على العلماء فضلا على نقل الأحاديث المكذوبة



لقد أمطنا اللثام في أكثر من مداخلة سابقة في هذا الموضوع عن عدة احاديث مكذوبة قام عبد الحق بنقلها ، وقد كان من المفترض بعد ذلك ، وبعدما نفي بنفسه في الجملة المقتبسة أن يكون ناقلا لأحاديث مكذوبة أن يتخذ الحيطة والحذر وأن يتأكد من صحة الحديث قبل نقله ..


ولكن ..


وللأسف الشديد ..


الطبع يغلب التطبّع ..


وطبع الصوفية هو الجهل بالحديث ، وعدم التفريق بين الصحيح والضعيف والمكذوب .. لأنهم أهل بدع ، لا يهتمّون بالأدلة الشرعية أصلا .


لقد وقع عبد الحق في نفس الخطأ مرة أخرى ، وفي نفس المداخلة التي نفي فيها أن يكون ناقلا لروايات مكذوبة أو ضعيفة أو واهية ..


فقال في نفس المداخلة :



مصداق الحديث القدسي كنت يده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها ولان سألني لأعطينه إلى أخر الحديث وفي حديث أخر يقول كنته


فأين جاء هذا الحديث الآخر يا عبد الحق والذي يقول فيها ربنا "كنته" ؟


اذكر لي المصدر ، لأن هذا الذي تزعم انه حديث آخر .. لا وجود له في كل كتب السنة .


هيا ابحث .. هداك الله .

ماهر
2009-07-11, 08:31 PM
ما أقســاك علي يا ابن الوليــد !
فقــد كــتبت كثــيرا ثم عــدت لتخـط بيمــينك ما طــلبت منك وهــو



وقد استفاض شيخ الإسلام في مناقشة تلك الرواية القائلة بجواز الإقسام، وبين أنها على خلاف الحق، وأن الأدلة الشرعية قاضية بالمنع، وأن الحق في ذلك مع الجمهور، وأن الإمام أحمد، إن صحت الرواية عنه، مخطئ في ذلك.



فأما عن الإمام أحمد فقد أخطأ بلا شك في إحدى روايتيه كما سبق وذكرنا .

كلمة مخــطئ في ذلك أو فقد أخــطأ بلا شـك في إحــدى روايتــيه ،
فأنا وأيم الله لم أطــلب منك أكثر من ذلك ،

أمــا قولك في أصـول الفقـه



الجاهل بعلم أصول الفقه يا ماهر هو أضعف فريسة يمكن أن تلتهمها أنياب البدع والخرافات .. لعدم وجود أصل لعقائده ..


فكأنك تقـول إن نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم وصحابته رضـوان الله عــليهم قد تركونا فرائس لأنياب البدع والخـرافات فلم يضعوا لنا هــذا العلم العظــيم الذي وصــفته أصــلا لبـدعة أعظــم هي العــقيدة ،

أخي الكريم راجــع نفســك فوالله الذي لا إله إلا هــو ما أريــد لك إلا الخــير فجـل ما تكــتب أو تنقـل من إنشــاء تصــفه أصــلا في الدين ليس إلا تفــيقها ، فلتــكفـك الذرتــان فهمـا وأيم الله للــدين كــله ،

ماهر
2009-07-12, 04:54 AM
أنت إذن جاهل بعلم أصول الفقه .. وبأهميّته .


وقد كنت أعلم ذلك يقيناً قبل أن تعترف بنفسك . فجهلك بعلم أصول الفقه هو الذي أوقعك في خطأ القياس حين أردت أن تستدل بصوم أنبياء الله ومنهم محمد وموسى عليهما السلام للدلالة على جواز الاحتفال بالمولد النبوي الشريف واتخاذه عيداً ، دون علّة تجمع بين الفرع المقيس والأصل المقيس عليه.


فلا أحد من الأنبياء ولا الصحابة ولا التابعين قد احتفل بيوم مولد النبي صلى الله عليه وسلم (الفرع المقيس) كما هو الحال في يوم عاشوراء (الأصل المقيس عليه) "الذي لم يرد أن النبي قد احتفل به أصلا ، فالصوم ليس احتفالاً ، بل ونهى عن اتخاذه عيداً مخالفة لليهود".


بل إنك من لم يفقـه ما قلت لأن جـل ما قلت يرتكز حـول قولك فالصـوم ليس احــتفالا فلو قرأت ما كتبت مــليا قبل أن تتكلف ردا هـو فقـط من قبيل المقارعة برفع الصـوت وزيادة الجمـل فقـد ذكـرت أن الإحــتفال لا يكون بطبل وزمـر إنمـا بتـأدية طــاعة كالصـوم أو الذكـر ممـا هــو ليس من البدع وقد زاد أخــونا الدكــتور حــفظه الله أنه صلى الله عليه وسـلم سـئل عن صـيام يوم الإثـنين فقال ذاك يوم ولدت فيـه فهــذا مظـهر من مظـاهر الإحــتفاء بيوم مولده عليه الصلاة والســلام ، وقد بدلت لفظـة إحــتفال بإحــتفاء لأنك لا تفهم معنى الأولى فتربطـها بإتخــاذ ذلك اليوم عــيدا وهــذا معنى غير صــحيح فاحتــفال من حــفل بالشـيء أي اهــتم به ، كما اهتم الصحــابة بيوم الهجـرة فاتخــذوه تأريخــا لهم لمـا لذلك اليوم من قيمـة وأثر في بناء الدولة الإســلامية بعد نصـرة أهل المدينة رضي الله عنــهم ،

وقد لخــص قولي أخي الدكــتور إذ وعــاه بقــوله ولو أن القــيام بالعــبادات في يوم مولد الرسـول عليه أفضل الصـلاة وأزكى التســليم من الأمور المســتحبة لفعــلها أصحــابه رضـوان الله عــليهم ، فليــتك وعيت القـول قبل الرد عــليه ،

إدريسي
2009-07-12, 12:06 PM
عذرا على هذه المداخلة والتطفل على هذا الحوار الماتع .. لقد أضحكني قول الأخ ماهر عن علم أصول الفقه :


أمــا عن علمي بأصــول الفقــه فهـو أنهــا مبـتدعــة وهي في ليــست بعــلم حــتى أتكلف الإلمــام به ،


ولا أعلم هل قال قوله هذا عن جهل بعلم أصول الفقه أم حبا في الجدال والاختلاف ..


أكتب بالعامية في المرة المقبلة يا أخ ماهر أو بلغة أخرى غير العربية !.. أترك عنك احترام "قواعد اللغة العربية" أثناء الكتابة .. فقواعد اللغة العربية إذا استخدمنا نفس منطقك سنتوصل إلى أنها بدعة أيضا !

هل تعلم ما هي البدعة وشروطها ؟!

لا حول ولا قوة إلا بالله ..

د محمد قاسم
2009-07-12, 12:15 PM
فقـد ذكـرت أن الإحــتفال لا يكون بطبل وزمـر إنمـا بتـأدية طــاعة كالصـوم أو الذكـر ممـا هــو ليس من البدع وقد زاد أخــونا الدكــتور حــفظه الله أنه صلى الله عليه وسـلم سـئل عن صـيام يوم الإثـنين فقال ذاك يوم ولدت فيـه فهــذا مظـهر من مظـاهر الإحــتفاء بيوم مولده عليه الصلاة والســلام
وكأني بك تريد إفهام القارئ أنني أوافقك على ما تدعوا إليه من بدع منكرة باطلة يا أخ ماهر .


بل إن كل عبادة تُمارس في هذا اليوم (من كل عام) بالتحديد ولم يرد في القرآن ولا في السنة الصحيحة ما يوافقها وينص عليها ولم يكن عليها صحابة رسول الله رضي الله عنهم أجمعين سواء بصلاة أو وِرد أو صوم أو غير ذلك فهي بدعة باطلة منكرة وهي الضلالة التي قال عنها نبينا الأكرم :salla: أنها في النار .


وأوافق على كل ما ذكره الأخ خالد بن الوليد وأدعوك إلى قراءته جيدا مرة أخرى لما فيه من فائدة .


وقد قلت سابقا حول ضرر بدعة الإحتفال بالمولد النبوي (من كل عام):



الضرر هو مخالفة قول الرسول صلى الله عليه وسلم


"من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد" رواه مسلم .. مردود


وقال صلى الله عليه وسلم " كل بدعة ضلالة " رواه مسلم


قال تعالى "ومّا آتّاكٍمٍ الرَّسٍولٍ فّخٍذٍوهٍ ومّا نّهّاكٍمً عّنًهٍ فّانتّهٍوا " الحشر 7


والأصل في العبادات الوقف حتى يثبت الدليل وكل من أحدث شيئًا ونسبه إلى الدين ولم يكن له أصل من الدين يرجع إليه فهو ضلالة، والدين منه بريء.

ماهر
2009-07-12, 09:47 PM
أكتب بالعامية في المرة المقبلة يا أخ ماهر أو بلغة أخرى غير العربية !.. أترك عنك احترام "قواعد اللغة العربية" أثناء الكتابة .. فقواعد اللغة العربية إذا استخدمنا نفس منطقك سنتوصل إلى أنها بدعة أيضا !


أضحــك الله ســنك أخي الإدريسي وزادك ســرورا وابتهــاجا ،
ولكن لمــاذا أكــتب بالعــامية ولغــة القرآن الكريم عربيــة ، أمــا قواعــد النحــاة فهي مبتــدعة فعــلا ولا أتقــيد بهــا فإن وافقت ما أقـول فقـد أصــابت وإن خــالفت فقـد أخـطــأت فالعــرب قد تكــلموا العربية قبل النحــاة فلن يكون المتــأخــر أصــلا لمتقــدم ،



وكأني بك تريد إفهام القارئ أنني أوافقك على ما تدعوا إليه من بدع منكرة باطلة يا أخ ماهر .


بل أردت التنــويه إلى أنك - ســيدي - قد فهمت قولي وإن عارضــته فالإخــتلاف لا يفســد للــود قضــية ولم ولن يجــتمع الناس عــلى قـول واحــد - إلا فيما هو معلوم من الدين بالضرورة - فالإخــتلاف طــبيعة للبشـر